أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصعب قاسم عزاوي - جدلية الداخل والخارج في الميدان الإعلامي















المزيد.....

جدلية الداخل والخارج في الميدان الإعلامي


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 15:09
المحور: الصحافة والاعلام
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بأن هناك تقصيراً في دفاع المثقفين العرب عن قضاياهم العادلة، وكشف انحياز الغرب بصددها في الوسط الثقافي والإعلامي الغربي؟

مصعب قاسم عزاوي: تقتضي الموضوعية الأخلاقية أولاً إنصاف أولئك المثقفين العضويين المجتهدين الذين يكابدون كل صنوف الاستبداد في مجتمعاتهم العربية، ويجاهدون للبقاء على قيد الحياة، والحفاظ على أصابعهم التي تمسك أقلامهم من تهشيم عظامها بكل ما تحمل المفردة من معان بائسة في سراديب الدول الأمنية العربية التسلطية المدججة بأبابيل بصاصيها وعسسها وجلاوزتها ورقبائها ومحتسبيها ووشاتها. ومن ناحية أخرى لا بد أيضاً من إنصاف الجهود الفردية الاستثنائية للكثير من المثقفين المجتهدين العرب في لج دول الاغتراب لمواجهة الطوفان الإعلامي الغربي الموجه لتشويه صورة الإنسان العربي واختزال صورته لتكون متطابقة مع محض كائن عضوي تحركه غرائزه الفطرية الدونية، التي يتم تصويرها بشكل لا تنفصم عراه بغريزة تدمير فرويدية متأصلة فيه عمقاً وسطحاً.

و الحقيقة المؤلمة تتمثل في أن جُلَّ أولئك المجتهدين لا يجدون في ظل الطوفان العنصري المسيطر في الغرب منبراً مؤثراً للتعبير من خلاله عن الحقيقة المغيبة بلغات أي من المجتمعات الغربية بحرية حقيقة غير متاحة حتى للغربيين من السادة البيض أنفسهم ما لم يكن نتاجهم متطابقاً مع أجندات المؤسسات الإعلامية المتسيدة المرتبطة عضوياً بمصالح الشركات الكبرى، وخاصة تلك العابرة للقارات منها، صاحبة الحل و العقد في تلك المجتمعات، وهو ما يعني في المآل الأخير ضآلة التأثير أو حتى انعدامه لأي جهود فردية يمكن أن تصدر من أي مثقف عربي جراء ظروفه الموضوعية التي تحد من إمكانياته على الفعل وتعطل قدراته على التأثير بشكل كبير سواء في داخل السجون الكبيرة في الدول العربية أو في مطحنة الغربة والاغتراب الاجتماعي في مجتمعات الغرب التي هاجر إليها أبناء العرب.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن التوصيف السابق يسري على الجهود الفردية التي يقوم بها مثقفون فرادى بالاستناد إلى القدرات المحدودة عضوياً لكل فرد مهما كان مجتهداً، والتي مخرجها الوحيد لاستنهاض قدراتها التأثيرية هو التعاضد والتنظيم والتشابك مع جهود أخرى في بنية ما للفعل الجمعي المشترك سواء في منظمة أو جمعية أو أي مؤسسة أخرى من نواتج التفاعل المدني بين أعضاء مجتمع ما. وذلك الأخير هو ما تفتقده الحالة الثقافية العربية بشكل شبه مطلق حينما يتعلق ذلك بمهمة إيصال الصورة الحقيقية عن الإنسان العربي وقضاياه الاجتماعية والسياسية العادلة إلى المتلقي الثقافي والفكري في الغرب بأيدي العرب أنفسهم دون الاضطرار للاتكاء على أخلاقية قلة قليلة من المثقفين الغربيين الذين يتطوعون للقيام بتلك المهمة، ومجابهة التيار الإعلامي المتسيد، دون أن يكون لهم تأثير فعلي يذكر في الساحة الإعلامية الغربية عموماً، وتلك الناطقة منها باللغة الإنجليزية خصوصاً.

ولكن الواقع السياسي في الغرب بدأ يعاني خلال السنوات القليلة الأخيرة من شروخ فعلية في جدار السيطرة الحديدية على مرشحات و ضوابط الخطوط الحمراء المضمرة في الميدان الإعلامي، و الهوامش الضيقة للمواضيع السياسية التي تطرح للنقاش الجمعي على منصاته، والتي لا تتطرق إلا لمواضيع هامشية بغرض إملاء صفحاتها و ساعاتها بثها، بشكل لا يقلق استقرار المستقنع الراكد الذي جوهره ارتباط مصالح المواطن الغربي في رفاهيته وعيشه الرغيد بالفتات التي ترميها له نظم دول الرفاه في الغرب للحفاظ على انقياده وعدم ممانعته لسلوك النظم السياسية التي ينتجها في نهب مجتمعات العالم الثالث بمختلف الأشكال، وتحول بناها العسكرية والأمنية كأدوات تنفيذية لشركات دوله العابرة للقارات المُكلَّفة بالفعل التنفيذي المباشر لذلك الاستلاب الممنهج للمجتمعات النامية على المستوى الكوني.

و الواقع أن تلك الشروخ السالفة الذكر آخذة في الاتساع المضطرد و الإفصاح عن نفسها بجهود جمعية من بعض مؤسسات المجتمع المدني في الغرب لمقاربة كل القضايا الجوهرية التي تمثل الخطوة الأولى في كشف وحشية الحلف شبه المقدس بين الرأسمالية الليبرالية المتوحشة للشركات الغربية العابرة للقارات ونظمها السياسية ذات الهياكل الديمقراطية الشكلية، والتي تنخفض فيها درجة مشاركة الغالبية الساحقة من المواطنين في صناعة أي قرار سياسي إلى درجة قد تقارب الصفر في غالب الأحيان، كما في بنية النظام السياسي ذي الديموقراطية الموسمية كل أربع سنوات فقط لانتخاب «شهاب الدين أو أخيه» في الولايات المتحدة، أو في بنية عمل المفوضية الأوربية التي وفرت على نفسها نفقات الحملات الانتخابية وصناديق الاقتراع فأصبح كل أعضائها معينين تعييناً دون أي حياء من أن ذلك يخالف حتى أعراف الديموقراطية الشكلية في الغرب.

وتلك القضايا الجوهرية أصبحت تتمحور حول الكارثة البيئية المحدقة بكوكب الأرض وضرورة تحالف وتفاعل وتكاتف كل المتضررين في كل بقاع الأرض لأجل عمل جماعي سريع ومؤثر قد يسهم إما بسحب الزناد القادح للحلقة المعيبة لعجلة الكارثة البيئية الكونية التي أصبحت البشرية قاب قوسين أو أدنى منها، وهي المتمثلة في الوصول إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب لأكثر من 1.5 درجة مئوية؛ بالإضافة إلى الوعي المضطرد لدى منظمات المجتمع المدني المعنية بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان بتلك الانتهاكات الصارخة لكل ما تُعنى به من مبادئ أخلاقية أو قانونية في غير بقعة تغولت عليها الرأسمالية الليبرالية المتوحشة ونظم الهراوات العسكرية الإمبريالية الغربية ومنها المجتمعات العربية. وهو ما يقتضي جهداً ضرورياً و عاجلاً من كل القادرين العرب على التواصل مع أولئك المجتهدين في الغرب للتعاون معهم لتحقيق حالة ما من التضامن الكوني الذي أصبح ممكناً ومتاحاً في ظل مفاعيل ثورة الاتصالات، وخاصة في ضوء حقيقة وجود أجيال عربية شابة مؤهلة بشكل كاف يؤهلها للتواصل مع أقرانها في العالم الغربي الذين يجمعهم معهم هدف مشترك سواء في الحفاظ على استمرارية عيوشية كوكب الأرض، أو كشف أهوال انتهاكات كل معايير الديموقراطية وحقوق الإنسان التي تتغنى بها النظم السياسية في الغرب عبر تعرية ممارساتها التي تتراوح بين الاستعمارية العنصرية الفجة والسادية المنفلتة من كل عقال، و التعامي و غض النظر عما يقوم به من فظائع وكلاؤها و نواطيرها في المجتمعات المنهوبة المظلومة، وهو ما يعتبر جهداً ضرورياً ولازماً و ملحاً للقيام به من قبل الشباب العربي القادرين على ذلك راهناً، والذي سوف يسهم بدوره في تعزيز وتعظيم حجم و عمق تلك الشروخ في جدار السيطرة الحديدية للفئات المهيمنة في الغرب، ويفتح آفاقاً لاحتمالات تغير سياسي في آليات العمل السياسي في الغرب قد يفضي إلى إيقاف دعمه اللامشروط للنظم الاستبدادية العربية التي لولا ذلك الدعم لكانت قد تهاوت منذ عقود طويلة.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تحافظ على ذاكرتك
- بصدد رؤية عقلانية للصراع العربي الصهيوني
- أسباب وأعراض سرطان القنيات الصفراوية
- الجانحون الصغار والمجتمع القاصر الضِنِّين
- المرأة الخلاقة المبدعة وزمار الحي العربي الكسيح
- هل يسيطر الصهاينة على الإعلام الكوني؟
- أسباب وأعراض سرطان المثانة
- آفاق واعدة لعلاج سرطان الدم
- إكسير المناعة المعرفية
- أزمة تعلم اللغات الأجنبية وتعليمها في المجتمعات العربية
- المكون العنصري في صيرورة السِّفاح الإمبريالي
- شيفرة الزواج المقدس
- التلوث البيئي الكهرومغناطيسي قاتل صامت
- عن القطيعة والاتصال المعرفيين
- أخطار مخاتلة على النمو العقلي للطفل
- من يكتب التاريخ؟
- أسس الوقاية من سرطان الجلد
- من هو المثقف الحق؟
- قروحُ الهويةِ الموؤودةِ
- تنين الدولة-الأمة وافتراس الديموقراطية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصعب قاسم عزاوي - جدلية الداخل والخارج في الميدان الإعلامي