أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - الناخبون يطوون صفحة من ارث الدكتاتورية الفاشية/ أكثرية تاريخية لإقرار دستور ديمقراطي في تشيلي















المزيد.....

الناخبون يطوون صفحة من ارث الدكتاتورية الفاشية/ أكثرية تاريخية لإقرار دستور ديمقراطي في تشيلي


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 16:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد أكثر من عام من الاحتجاجات المتواصلة، صوت، الأحد ا25 تشرين الأول الفائت، قرابة 79 في المائة من المشاركين في الاستفتاء على اصدار دستور ديمقراطي جديد بديلا عن الدستور الموروث من حكومة الدكتاتورية الفاشية التي أطاحت بحكومة الوحدة الشعبية اليسارية المنتخبة ديمقراطيا بانقلاب عسكري في 11 أيلول 1973. وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء أكثر من 50 في المائة، وهي أعلى بكثير مما كانت عليه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والأعلى منذ الغاء المشاركة الاجبارية في التصويت في عام 2012، على الرغم من ضغط وباء كورونا. ويأتي انتصار الشعب المنتفض ليطوي صفحة مهمة من ارث حكومة بينوشيه الفاشية، وليؤكد قدرة الشعوب وانتفاضاتها الباسلة على تحقيق التغيير لصالح الأغلبية المضطهدة والمستغلة. وعدم قدرة المتسلطين مهما بلغ حجم الدعم الخارجي لمشاريعهم على الثبات والاستمرار. وكان الناخبون قد صوتوا قبل عامين في استفتاء على الانهاء الرسمي لحقبة اغستينو بينوشيه (1973 -990).
وحوّل الناخبون غضبهم إلى أمل ودفنوا صفحة أساسية من أرث ديكتاتورية بينوشيه. واحتفل الآلاف بفوزهم في المرحلة الأولى، في ساحة "إيطاليا" التي أطلقت عليها الجماهير تسمية (ساحة الكرامة)، على الطريق الطويل نحو مجتمع عادل يتيح حياة كريمة ويهدف إلى إنهاء عدم المساواة الاجتماعية. مرددين أغنيات ثوزية تعود الى سنوات حكم الوحدة الشعبية بزعامة سلفادور الليندي.
وصوت الناخبون على انتخاب مؤتمر دستوري يضم 155، تكون فيه نسبة النساء، لأول مرة في العالم، 50 في المائة، يقر مشروع الدستور بأغلبية الثلثين. وبهذه الطريقة رفضوا محاولة رئيس الجمهورية اليميني سيباستيان بينيرا، تعيين نصف أعضاء المؤتمر الدستوري، الذي سيجري انتخاب أعضائه في نيسان المقبل. وسيقر الدستور الجديد في استفتاء يجري في نيسان 2022.
لقد أصبح ذلك ممكنا، بفضل حركة الاحتجاج الواسعة التي شملت جميع فئات المجتمع، التي كان، عنوانها "استيقظت تشيلي، والتي انطلقت بنسختها الأخيرة في 18 تشرين الاول 2019. وجاءت امتدادا لحركات احتجاج متواصلة، التي بدأت عام 2006، وتصاعدت في عام 2011، بدأت بعصيان مدني قاده الشبيبة والطلبة ضد الزيادة في ثمن تذكرة مترو الأنفاق، ليتحول في النهاية الى حراك اجتماعيً في عموم البلاد ضد عدم المساواة الاجتماعية وضد حكومة اليمين المحافظ بزعامة الملياردير سيباستيان بينيرا، دولة الليبرالية الجديدة، التي عدت نموذجا يحتذى به، ومن اجل حياة كريمة للجميع.
في البداية تحدث الرئيس عن حالة "حرب"، وأعلن حالة الطوارئ، ولأول مرة منذ نهاية الديكتاتورية، أنزل الجيش في الشوارع. وسمحت النخبة الاقتصادية - السياسية للقوات العسكرية بالتصرف بوحشية، وبالضد من جميع اتفاقيات حقوق الإنسان، ضد المتظاهرين. لكن على الرغم من عنف الحكومة، ازداد الضغط على الرئيس لدرجة أنه اضطر في 15 تشرين الثاني 2019 إلى التوقيع على معاهدة سلام ودستور جديد مع مجموعة من السياسيين المعارضين.
ومنذ أيام الاحتجاج الأولى،، بدأ الناس يشكلون تجمعات الأحياء والمناطق السكنية. وبدأ التركيز على أهمية الدستور. وناقش المحتجون مطالب قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى مثل إدانة انتهاكات حقوق الإنسان، وضمان الحقوق الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والصحة والإسكان والمعاشات التقاعدية وإمدادات المياه. وكان الهدف بعيد المدى هو إنهاء الليبرالية الجديدة وتغيير النظام. وكان من بين الشعارات الرئيسة أثناء الاحتجاجات „إنها ليست قرابة 30 بيزو (في إشارة الى الزيادة في ثمن تذكرة المواصلات)، إنها قرابة 30 عامًا من الظلم". وبالتالي، فإن الاستفتاء الدستوري الذي تم إجراؤه أخير هو أكبر نجاح سياسي، في اللحظة الراهنة، تمكنت الحركة الاحتجاجية من تحقيقه بعد مرور عام على استمرارها.
وتتحدث المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة، عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل قوات الأمن جراء قمع الاحتجاجات: أكثر من 30 قتيلاً، وآلاف الجرحى، بما في ذلك 460 أصيبوا في عيونهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، الذي تبلغ نسبة المعادن في صناعته، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة تشيلي، 80 في المائة، ولا يزال هناك 2500 متظاهر رهن الاعتقال منذ بدء الانتفاضة.
وفاقم وباء كورونا من حدة الانفجار السياسي. وأدت الإدارة البائسة للأزمات من قبل الحكومة وخصخصة النظام الصحي إلى انتشار واسع لوباء كورونا، وتعد تشيلي واحدة من أكثر البلدان تضرراً في أمريكا اللاتينية أكثر من 502،063 إصابة و13944 حالة وفاة، وفق معطيات 25 تشرين الأول الفائت.
الدستور الحالي كتب في عام 1980 خلال عهد الديكتاتورية العسكرية، التي مارست التعذيب والقتل الجماعي، وتغييب المعارضين. وحوَّلت تشيلي بدعم مما يسمى "فتيان شيكاغو" (مستشارون تدربوا في الولايات المتحدة بقيادة الاقتصادي ميلتون فريدمان) إلى مختبر لليبرالية الجديدة المتطرفة الاستبدادية. وقلصت دور الدولة، وقضمت الحقوق الاجتماعية، وخصخصة الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والمعاشات التقاعدية. ويمكن فقط لأولئك الذين يملكون المال يحصلون على خدمات جيدة النوعية.
رغم ابعاده من الموقع الأول في السلطة، ظل أوغستنو بينوشيه قائدا عاما للجيش حتى عام 1998 ومنحه الدستور عضوية مجلس الشيوخ، وحصانة سياسية مدى الحياة. وتوفي عام 2006 دون أن يُدان بأي من جرائمه. وبلغ العدد الرسمي لضحايا الديكتاتورية أكثر من 40 ألفاً، بينهم 3065 قتيلاً أو مختفياً، اكثرهم من أنصار حكومة الوحدة الشعبية اليسارية، التي أطاح بها الانقلاب.
وبعد عودة الديمقراطية في عام 1990، وافق الائتلاف الحزبي "الاتفاق"، الذي تأسس كمعارضة ديمقراطية للديكتاتورية العسكرية ورشح جميع الرؤساء حتى عام 2010، على دستور 1980، وظل نظام التقاعد والصحة والتعليم وحتى إمدادات المياه في أيدي القطاع الخاص. وباءت بالفشل كل محاولات اليسار السياسي والنقابات والحركات الاجتماعية لتغيير ذلك. لقد ظل الدستور ماسكا بخناق الشعب وكان حماية للدكتاتورية السابقة، وضامنا لامتيازاتها، ولدور العسكر في الحياة العامة.
يريد مؤيدو الدستور الجديد تعزيز الدور الاجتماعي للدولة، لضمان الحقوق الأساسية: العمل والرعاية الصحية والتعليم ومياه الشرب، وإقرار حقوق سكان البلاد الأصليين. يربط ممثلو مجموعة السكان الأصليين - المابوتشي - العملية الدستورية بالأمل في إنهاء استبعادهم. وبررت القوى المحافظة والكثير من ائتلاف يمين الوسط "لا" لدستور جديد، بحجة أن الدستور الجديد من شأنه أن يقوض النموذج السياسي والاقتصادي القائم، والذي يزعمون أنه يوفر الاستقرار والنمو المستمر. وجاءت نتائج الاستفتاء لتلحق بهم هزيمة قاسية.
واحد شعارات المحتجين يقوا: لقد ولدت الليبرالية الجديدة في تشيلي وستموت في تشيلي". ويمثل الاستفتاء بداية التغلب على هياكل ديكتاتورية بينوشيه، لكن هذا لا يعني أنه تم التغلب عليها. ان نجاح الاستفتاء يمثل خطوة أساسية على طريق طويل. ومعروف أن النخب القديمة لن تتخلى عن نفوذها بسهولة. والامر يعتمد على مدى قدرة المجتمع المدني على فرض مطالبه الأساسيةـ خلال عملية إقرار الدستور الجديد، ولهذا فان استمرار ضغط الشارع يظل مطلوبًا.
حتى اليوم، يعتبر الرئيس اليساري سلفادور أليندي، الذي قتله الانقلابيون مصدر إلهام للمستقبل بالنسبة للكثير من التشيليين، مما يعزز أملهم في مجتمع عادل. وفي النهاية، يتعلق الأمر باستعادة الكرامة وحقوق الإنسان والمشاركة الديمقراطية. لذا فمن المنطقي أن يقرأ المرء اقول الليندي على الجدران: "التاريخ ملك لنا ، والشعوب هي التي تصنعه".



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الرغم من تحريض ترامب البغيض / «الفرقة التقدمية» في الكون ...
- تسببوا في تشويه صورة المهاجرين المسلمين / الإرهابيون ينشرون ...
- انتفاضة تشرين في مواجهة مساعي الاحتواء والانهاء
- غدا يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع / حول دور اليسار في ا ...
- بعد اعلان النتائج النهائية / مهام صعبة تنتظر الرئيس البوليفي ...
- أمريكا اللاتينية ونهاية سنوات التراجع والانقلابات الناعمة / ...
- القضاء المستقل يدين المتسلطين / أثينا: الحزب النازي منظمة إج ...
- لمواجهة تراجع اليسار والخسارة الانتخابية / الشيوعي التشيكي ع ...
- عدت نفسها ابنة القرن العشرين / وفاة روزانا روساندا اهم رموز ...
- بين بيلاروسيا وتركيا / استمرار سياسة الكيل بمكيالين الأوربية
- حوار عن الدور المنشود لقوى اليسار في النضال الوطني ومهمات ال ...
- بعد عام من فوز اليمين في الانتخابات العامة / اورغواي: العاصم ...
- سياسة اردوغان العدوانية وراء اتساع عزلة النظام / تركيا: اعتق ...
- وزير الداخلية يرفض اجراء دراسة تفصيلية / الشبكات النازية تغز ...
- بعد 45 عاما من نهاية الدكتاتورية في اسبانيا / فتح المقابر ال ...
- مع احتمال اجراء انتخابات عامة مبكرة / اليابان: رئيس الوزراء ...
- سياسات الإتحاد الأوربي سببت الكارثة / مأساة الحرائق في الجزر ...
- في جمهوريات يوغسلافيا السابقة حراك يساري/ حزب يساري جديد في ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى وقف سريع لإطلاق النار/ مفاوضات السلام ...
- الحركة الاحتجاجية فرضت اجراء الاستفتاء / اليسار التشيلي يبدأ ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - الناخبون يطوون صفحة من ارث الدكتاتورية الفاشية/ أكثرية تاريخية لإقرار دستور ديمقراطي في تشيلي