أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رمزي عودة - الولايات المتحدة تخلع عباءتها الليبرالية














المزيد.....

الولايات المتحدة تخلع عباءتها الليبرالية


رمزي عودة

الحوار المتمدن-العدد: 6726 - 2020 / 11 / 7 - 10:55
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يبدو أن فرص بايدن في الفوز في الانتخابات هي الافضل، فهو يتقدم في غالبية الولايات المتأرجحة مثل اريزونا ونيفادا، كما أنه يقلص الفارق بينه وبين ترامب المرشح الجمهوري في الولايات المتأرجة التي تقدم فيها الجمهوريون مثل بنسلفانيا وجورجيا. ومع اقتراب مرحلة نهاية فرز الاصوات لمغلفات البريد، يتجلى أن المرشح الديمقراطي بايدن سيفوز حتما في الانتخابات، فانه يكفيه للوصول الى الرقم السحري 270 صوت في المجمع الانتخابي أصوات نيفادا الست. في هذه الاثناء يثير الجمهوريون عاصفة من التشكيك والطعن في عملية فرز الاصوات، وقد صرح مرشحهم ترامب بأنه "الفائز في الانتخابات اذا ما تم التوقف عن فرز الاصوات غير القانونية" حسب تعبيره. كما أشار مدير حملته الانتخابية بيل ستيبين بأن الولايات لا تلتزم بأحقية المراقبين من الحزب الجمهوري في التأكد من فرز كل بطاقة بسبب مسافة البعد التي تفرضها على المراقبيين. ومن جانب أخر، تثير هذه التصريحات الجمهورية موجة من التشكيك والطعن في تزوير الانتخابات لم تنتهي الى حد الان، حيث رفع الجمهوريون قضايا في محاكم الولايات وفي محكمة العدل العيا أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة، تطعن هذه القضايا بنتائج فرز الاصوات المتحصلة عبر البريد وتطالب بتوقف فرزها لانها متأخرة عن موعد نهاية الانتخابات وهو الثالث من نوفمبر الجاري. وفي ظل هذه التداعيات التي تجعل المشهد الانتخابي الامريكي مشهدا متأزما وغير مسبوق، يمكن ملاحظة بعض الظواهر التي تجعلنا نؤكد على أن الديمقراطية في الولايات المتحدة تتعرض لجملة من التشويهات التي ستغير مفهوم الليبرالية على الصعيد النظري والعملي في هذا البلد الذي يتباهي بكون الديمقراطية فيه راسخة عمرها أكثر من 350 عام. وهذه التداعيات يمكن حصرها في الظواهر التالية:
1- انتشار خطاب الكراهية في الشارع الامريكي عامة ولدى النخب السياسية والمثقفة الامريكية بشكل خاص. حيث انتشرت عبارات السب والقذف والاتهامات المتبادلة. ولم يعد الحديث عن حماية الديمقراطية بقدر ما أصبح الحديث عن تقزيم الاخر واتهامه بالشر، والاخر بالضرورة هو نصف المجتمع الامريكي أيا كان ديمقراطيا أم جمهوريا.
2- ظهور مظاهر الانقسام الحاد في المجتمع الامريكي. والمجتمع الامريكي بشكل عام يعتبر مجتمعا متجانسا في القيم وفي الغايات. وحتى الفروقات الايديولوجية بين الحزبين الكبيرين؛ الجمهوري والديمقراطي لا ترتقي الى مستوى الانقسامات الايديولوجية الحادة. الا أنه مع مرحلة التسابق في المعركة الانتخابية بات واضحا للمراقبين بأننا نشاهد صراعات حزبية أيديولوجية حادة بين المحافظين والديمقراطيين. وأن هذه الانقسامات التي يغذيها خطاب الكراهية للرئيس ترامب لن تنتهي بمجرد انتهاء السباق الى البيت الابيض.
3- تقلص مساحة التسامح في الخطاب السياسي الامريكي. وعلى خلاف خطابات بايدن التي تتحدث عن أهمية وحدة الشعب بعد الانتخابات، الا أن عدم قبول ترامب بنتائج الفرز واعتبار نفسه فائزا في الانتخابات حتى مع تراجع حظوظه في الفوز، لا يمكن اعتبار ذلك الا اصرارا منه على عدم الرغبة في تسليم السلطة، وعلى رغبته في الاستمرار في عدم قبول النتائج من خلال توجهه للمحاكم، وربما اذا فشلت هذه الدعاوي سيتم التوجه الى تصعيد التظاهرات الشعبية.
4- تنامي المخاوف الجدية من اتساع مظاهر العنف الرافضة لنتائج الانتخابات، هذه المظاهر بدأنا بملاحظتها عندما توجه الالاف من مؤيدين ترامب خلال الليلتين السابقتين الى مراكز فرز الاصوات مطالبين بتوقف هذه العملية استجابة على ما يبدو لتحريضات ترامب المتكررة. في هذا السياق، تشير بعض الاخبار الى أن بعض الجماعات اليمينية المؤيدة لترامب مثل حركة "باتريوت براير"، تتورط منذ عدة أسابيع في أعمال عنف ضد المتظاهرين المناهضين للعنصرية في بورتلاند في ولاية أوريغون شمال غرب الولايات المتحدة. وتؤكد بعض المشاهدات القريبة من هذه التظاهرات بأن البعض فيها كان يحمل سلاحا، اضافة الى الدعوات التي ترددها برفض النتائج ومعاداة الاعلام المتحيز للديمقراطيين على حد تعبيرهم.
يشرح الكاتب الصحفي محمد ابو الفضل خطورة "الترامبية " على الديمقراطية الامريكية قائلا " اشتمل خطاب ترامب في حملته على عبارات تشير إلى عمق الفوضى، مثل: تصويت الموتى، وتلاعب في الفرز، وحرق بطاقات تصويت، وتغيير في النتائج، وتهديد باستخدام العنف". وبالضرورة، يمكن لنا الوصول الى نتيجة هامة من التحليل السابق؛ وهي أن هذه المظاهر تعتبر جديدة على الشعب الامريكي وعلى ديمقراطيته الراسخة، لاسيما أنها تتسم بالحدية والتعصب من جهة، كما أنها تتسم بشمولها على مركبات يمينية ومتطرفة وارهابية مثل جماعة النازيون الجدد وجماعة “Proud boys”والتي تجد في أفكار ترامب المتطرفة والعنصرية الهاما لانشطتها وبرامجها. وربما توجه هذه الجماعات اليمينية غضبها ضد المدنيين وتؤدي مثل هذه الاعمال الى تنامي الارهاب وعدم الاستقرار وربما الى الانقسام، وهو الامر الذي سيعرض النظرية الديمقراطية والممارسة الليبرالية لها في الولايات المتحدة الى الخطر في مرحلة ما بعد ترامب.



#رمزي_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تعزيز موقف القيادة تجاه أموال المقاصة؟
- الموجة الثالثة للسلام .. الى أين؟
- في مقاربة الرد على البروبوجندا الاماراتية
- سلطة الله وسلطة الحاكم
- كورونا، حداثة ما بعد الحداثة
- معضلة حماس في اجراء الانتخابات
- الحياد ليس هو المطلوب أمام الازمة القطرية
- -تحدّي ترامب- فهل ينجح بالمرور؟
- القائمة المفتوحة فوضى أم تنظيم لصفوف فتح!
- مؤتمر باريس .. قراءة في النتائج واستراتيجيات الدبلوماسية الف ...
- التوافقية وليس المصالحة هي المطلوبة
- الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين
- الشباب والتحول الديمقراطي في اعقاب الربيع العربي
- موعدنا مع ايلول ..الدولة ام الاستقالة؟!
- الحل ليس حل السلطة !
- يا ابيض يا اسود .. في سبتمر المقبل


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رمزي عودة - الولايات المتحدة تخلع عباءتها الليبرالية