أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عودة - الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين















المزيد.....

الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين


رمزي عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 17:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو ان الفلسطينيون يستطيعون قول لا من الان فصاعدا , لقد فاجأ ابو مازن الجميع بالذهاب الى الامم المتحدة و برغم ان نتانياهو اعتبر هذه الخطوة رمزية الى حد ما الا انه يعي الان قبل اي وقت سابق بان ابو مازن لن يكون سهل المنال في اي مفاوضات قادمة , و هذا بالضبط ما دفعه للمضي قدما بسياسة الاستيطان المركزة في وسط الضفة و القدس بشكل رئيسي و معلن , مستهترا بالراي العام العالمي و حتى برأي حليفه الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية .

ان ما قامت به حكومة اليمين الاسرائيلي بقيادة نتانياهو من سياسة استيطان شاملة لا ينسف فقط عملية السلام بل انه يقوض اي فرص حقيقية للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي , و بالضرورة فان هذه السياسة تعتبر بمثابة اعلان حرب حقيقية على الفلسطينين , هذه الحرب تعتدي على اراضي الفلسطينين و تقسم الدولة الفلسطينية القادمة و تجتزأ القدس من اي مقترحات للتسوية . و بهذا فان هذا الرد الاسرائيلي لا يتناسب نهائيا مع السلوك الفلسطيني المحدود فى الامم المتحدة , لان الفلسطينين عندما حصلوا على قرار من الجمعية العامة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فان هذا القرار لا يعني الاعتداء على اي طرف كان , كما ان نتائجه على ارض الواقع محدودة , و بالضرورة فانه لا يتطلب هذا الرد العنيف من قبل الاسرائيلين المتمثل بتوسبع رقعة الاستيطان في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام1967 .

يبدو ان الفلسطينين فقدوا الثقة بحكومة نتانياهو , و المشكلة الحقيقية التي تواجههم أن تفوز هذه الحكومة الانتخابات المقبلة للكنيست بداية االعام الجاري . ان هذا الفوز المتوقع يضع الجانب الفلسطيني في الضفة الغربية في موقف حرج و خاصة مع تضاؤل فرص الوصول الى تسوية حقيقية بالاضافة الى ضعف دافعية الدول العربية و خاصة السعودية لدفع عملية التسوية و انشغال مصر بقلاقلها الداخلية و الحذر الاردني المبالغ فيه من اي تدخل . و اخيرا فان تصاعد نجم حماس و خاصة بعد الحرب الاخيرة و صمودهم في وجه الالة العسكرية الاسرائيلية و ما حظيت به من دعم عربي و دولي , كل هذا يفرض على السلطة الوطنية الفسطينية تحديات و ضغوط هائلة تدفعها لتغيير استراتيجايتها في الاعوام المقبلة و لاشك ان الاستراتيجية العسكرية يجب ان تحتل مركز الصدارة في في هذه الاستراتيجيات بدلا من استراتيجية المفاوضات .

تدرك السلطة الوطنية الفلسطينية بان اسرائيل تتفوق استراتيجيا على كل الدول العربية مجتمعة و بانها في حال دخولها بصراع عسكري مع اسرائيل فانها لن تصمد في اي مواجهة حتى و لو هلل المهللون بعد كل معركة بأنهم انتصروا- و هذا ما تعود عليه الشارع العربي –
و مع هذه الحقيقة الا ان الاستراتيجية العسكرية الفلسطينية في السنوات القادمة يجب ان ترتكز على المبادئ التالية :-
1-ايقاع اكبر خسائر ممكنة بالعدو حتى و لو لم يتم تحقيق الهدف من اي مواجهة بالشكل الذي يؤدي بالعدو لان يحسب خطواته جيدا و يقدر الخسائر التي يمكن ان تتحقق بين صفوفه في حال دخوله في مواجهة مع الفلسطينين.
2-تعزيز قدرات الردع الفلسطينية و التي يجب ان تتمتع بالمصداقية و القدرة على الحاق خسائر كبيرة في صفوف العدو .
3-الحرب الاعلامية و النفسية ضد العدو بما يشمل فضح ممارسات العدو المخالفة لمبادئ القانون الدولي و لاتفاقيات جنيف الاربعة .

ان هذه المبادئ الرئيسية في اي استراتيجية عسكرية فلسطينية تتطلب تخطيطا طويل الاجل بالاضافة الى تسخير الموارد على اختلاف انواعها لتحقيقها و كذلك تضافر كافة الجهود في الدولة لتحقيق هذه الاستراتيجية , و هذا يتطلب القيام بالخطوات التالية :-
اولا :-التركيز على بناء القوة الاقتصادية و التكنولوجية و هذا يتطلب بناء نموذج يشبه الى حد ما نموذج هونج كونج في فترة الاحتلال البريطاني للصين . ان بناء مثل هذا النموذج يقتضي تغيير بنود الموازنة في السلطة الوطنية لتركز على الصناعة و التعليم التقني و تشجيع البحث العلمي , و بالضرورة فان تنامي القوة الاقتصادية الفلسطينية سيكون بمثابة قوة كامنة هائلة تردع العدو و تمنعه من القيام باي خطوات تصارعية تجاه الفلسطينين نتيجة الخوف من قدرة الفلسطينين على تحويل هذه القوة الكامنة الى قوة عسكرية صلبة و خاصة في الصناعات ثنائية الاستخدام ( السلمي و العسكري ) مثل صناعات السيارات او صناعات الادوية او صناعات الترانزيستور .
ثانيا :-العمل على تطوير القدرات العسكرية الفلسطينية غير التقليدية مثل انتاج الاسلحة الكيماوية و البيولوجية خاصة ان انتاج مثل هذه الاسلحة رخيص و غير مكلف برغم ان نأثيرها فتاك و قادر على الحاق خسائر فادحة في صفوف العدو . ان بعض هذه الاسلحة كانتاج غاز الاعصاب مثل الموستارد الكبيريتي او السيانيد او الخردل سهل الانتاج و لا يتطلب مساحات كبيرة للانتاج , بل ان بعض الاسلحة البيولوجية مثل الجمرة الخبيثة او الجدري يمكن انتاجها بسهولة في اي مختبر جامعي او في اي مصنع للادوية و يمكن لهذه الاسلحة ان تدمر مدنا باكملها في حال اضطر الفلسطينيون لاستعمالها لاسيما في المعارك الاسترتيجية الفاصلة .
ثالثا :-العمل على انشاء طابور خامس داخل خطوط العدو من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني و ذلك يالاعتماد اساسا على العرب المتواجدين داخل الخط الاخضر بالاضافة الى الاعتماد على العديد من الاسرائيلين الذين يمكن تجنيدهم من خلال المال . ان نجاح جهاز المخابرات الفلسطيني في مثل هذه المهمة سيمكن الفلسطينيون من بث الاشاعات و القلاقل داخل صفوف العدو الخلفية بالاضافة الى جمع المعلومات الحساسة عن العدو و التي لها علاقة بتحركاته في الضفة و اجهزة المخابرات الاسرائلية العاملة هنالك و مصادر تموينها بالمعلومات , كما يستطيع هذا الطابور الخامس تنفيذ عدد من العمليات العسكرية داخل خطوط العدو و هو ما يمثل خطرا حقيقيا عليه و يعمل على تقويض عائدات العدو الاقتصادية و خاصة السياحية منها . ان هذه الخطوة تتطلب زيادة الانفاق الحكومي على جهاز المخابرات و تدريب كوادره على العمل الخارجي و الجاسوسي بالاضافة الى انشاء هيكلية خاصة داخلية تكون سرية من حيث الانفاق و الكادر و تكون مسؤولياتها الامن الخارجي .

و في المحصلة فان الفلسطينيون قد يحتاجوا الى عقد من الزمن او اكثر لقطع خطوات مهمة في هذه الاستراتيجية العسكرية الا نهم يكونوا عندئذ قد ضمنوا قدرة كبيرة على الردع و الاجبار في استراتيجيتهم العسكرية و لن يكون بمقدور اسرائيل حينها الا الالتزام بالمصالح الفلسطينية العليا .



#رمزي_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب والتحول الديمقراطي في اعقاب الربيع العربي
- موعدنا مع ايلول ..الدولة ام الاستقالة؟!
- الحل ليس حل السلطة !
- يا ابيض يا اسود .. في سبتمر المقبل


المزيد.....




- بالأسماء.. عشرات الأمراء السعوديين يؤدون صلاة الميت على -الأ ...
- الأمير وليد بن خالد، يفارق الحياة بعد غيبوبة زادت عن عشرين ع ...
- أحمد الشرع يتسلّم تقرير لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري ...
- ياسر أبو شباب: لست متعاوناً مع إسرائيل وأطالب بحماية دولية ...
- مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: نتنياهو يعاني من تسمم غذائي
- فرانز فانون ـ مناضل من أجل استقلال الجزائر
- -بيلا تشاو- في وداع سفينة -حنظلة- المنطلقة لكسر حصار غزة
- إصابة نتنياهو بتسمم غذائي.. ومكتبه يكشف التفاصيل
- فيديو.. حريق في محرك طائرة أميركية وتصرف ذكي من الطيار
- فيديو.. إسرائيل تقصف تجمعا لمقاتلي العشائر قرب السويداء


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عودة - الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين