أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الوجه الإنساني للمناضلة الشيوعية روزا لوكسمبورﭬ: الرفق بالحيوان














المزيد.....

الوجه الإنساني للمناضلة الشيوعية روزا لوكسمبورﭬ: الرفق بالحيوان


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 09:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رسالةٌ من السجن (ألمانيا 1917) بعثتها روزا إلى سُنْيَا ليبنيخت: "تبرّمتْ حارسةُ السجن عند رؤية جندي كان يضرب حيوانًا بقسوةٍ، حيوانًا كان يجرُّ أثقالاً لا تُطاق، سألته: أليس لديك أدنى شفقة على الحيوانات؟ وكان جوابُه لوحده ناطقًا ومعبِّرًا: لا أحد أشفق علينا، نحن البشر. أجابها وبسمةُ لامبالاة تعلو مُحيّاه ثم عاد يضربُ الحيوانَ من جديد.". ما عبّر عنه الجندي هو الشعور الذي يعتري بسهولة كل الضحايا الذين يسلطون نوعًا من الانتقام على ضحايا أضعف منهم، ضحايا لا تستطيع ردَّ الأذى.

الحيوانُ الذي عُومِلَ بهذا الشكل هو حيوانُ الجاموس. جواميسٌ جُلِبت للحرب من رومانيا. قالت روزا في رسالتها: "نضربهم بصفة قاسية جدًّا قبل أن نطبّق عليهم أيضًا القولة الشهيرة " ويلٌ للمهزومينْ" (Vae victis ou Malheur aux vaincus) (...) في مدينة بْرِسْلُو لوحدها يوجد مئة من هذه الدواب، دواب لا يقدّمون لها إلا وجبةً بائسةً وهي التي كانت متعودة على الرعي بكل حرية في مروج رومانيا النضِرة. نستغلهم دون وازع أو ضمير، يجرّون أثقالاً وغالبًا ما يموتون وهم يجرّون.".

روزا تواصل مرافعتها: "في الأثناء، هبَّ السجناء وتحلّقوا حول العربة، أفرغوا الحمولة قبل أن ينقلوها إلى الداخل وهم يسرِعون الخُطَى في الساحة، أما الجندي فقد كان يذرع الساحة مُوَسِّعًا الخُطَى، اليدين في الجيوب، مبتسمًا يدندن أغنية شائعةً. حينها استحضرتُ في ذهني كل شريط هذه "الحرب الرائعة" (La guerre 14-18).".

روزا نفسُها هي أيضًا ضحيةٌ، سُجِنت عقابًا لها على معارضتها لهذه الحرب الرائعة، لذلك وُلِدَ نوعٌ من التضامن العفوي بينها وبين الحيوان المقهور، بطلُ قصتنا. حيوانٌ أصبح -أكاد أن أقول- آدميًّا وتحوّل بالنسبة لها إلى أخٍ في المعاناة، والمصائبُ لها أحكامُها: "هذا الذي ينزف دمًا كانت له نظرةٌ ثابتةٌ، يصحبها تعبيرٌ على الوجه ظاهرٌ في عينين سوداوَين وديعتَين كعينَيْ طفلٍ كان يبكِي. لقد كان حقًّا تعبيرَ طفلٍ سُلِّطَ عليه عقابٌ شديدٌ وهو لا يعرف السبب ولا يعرف أيضًا كيف يهرب في هذه اللحظه ولا كيف يتجنب هذا العنفَ الوحشيَّ. (...) كنتُ هناك واقفةً متسمِّرةً والحيوان يحدّقُ في عينَيَّ، شعرتُ بالدموع تَسْرِي على وجنتَيَّ، كانت دموعُه هو، ولا يمكن أن نرتجف بأكثر ألمٍ لرؤية هذا الأخ العزيز أكثر مما ارتجفتُ لعجزِي عن التخفيفِ من عذابِه الأبكمِ.".

علّق المؤلف كارل كرُوسْ على رسالة روزا لوكسمبورﭬ، وقال: "الجسمُ، الذي ضَمَّ بين ضلوعِه روحًا بهذه الرقّةِ وهذا الصفاءِ وهذا السُّمُوِّ، وَقَعَ جثةً هامدةً على الرصيفِ تحت ضرباتِ أعقابِ بنادقِ رجالِ الشرطةِ (سنة 1919، في مظاهرةٍ احتجاجيةٍ ضدَّ سلطةِ أبناءِ عُمومتِها الاشتراكيين-الديمقراطيين برئاسة Friedrich Ebert، منظمة Friedrich Ebert الألمانية هي المموّل الحالي لأكبر أنشطة الاتحاد العام التونسي للشغل، مَوَّلَ كل ملتقيات الإصلاح التربوي في 2016).".
Lettre de Rosa Luxembourg à Sonia Liebnecht », dans « Les guerres de Karl Kraus », traduction de Pierre Deshusses, Agone, n° 35-36, Marseille, 2006

Source : Le Monde diplomatique, novembre 2020, extraits de l’article « Karl Kraus, Rosa Luxembourg et le désastre de la grande guerre. Que signifie traiter les animaux avec humanité ? », par Jacques Bouveresse, philosophe, pp. 14 & 15

إمضائي (جريدة لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم):
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ حولَ عقوبةِ الإعدامِ، حوارٌ دارَ داخلَ مواطنِ العالَمِ ...
- ثلاثة تعريفات مقتضبة لثلاثة مفاهيم معقدة: اللائكية والدين وا ...
- العَلمانيون العرب المستقلون مضطهَدون من قِبل الغربِ والعربِ
- استوردنا من فرنسا أسوأ ما فيها، وأهملنا أهم ما فيها؟
- يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعاً)، قد ...
- مقتطفاتٌ مُختارةٌ من كتابٍ مختارٍ
- ملاحظات في محلّها حول فعل -تَرْجَمَ-؟
- مسرحية محاكمة الرب والفرد والمجتمع بتهمة الفساد في الأرض
- مِن حق المواطن التونسي الملحد أن لا يتحمل أخاه المسلم لكن لي ...
- تلميذُ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: -إرثي الجيني وحد ...
- مَن هُمُ المحتالونَ في مجتمعِ الحداثةِ مَصنعِ المحتالينَ؟
- عشرةُ مبادئَ ساميةٌ، لو كنتُ ماركسيًّا ملحِدًا وأردتُ تأسيسَ ...
- ما أحلى الرجوع إلى مدرّجات الجامعة بعد الأربعين؟
- يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام
- معالِمٌ فلسفيةٌ على الطريق
- فلاسفة أوروبيون غير مسلمين قالوا كلاماً موضوعيّاً في الإسلام ...
- قصة -الطالب- الذي أبرَمَ صفقةً مع الشيطانْ؟
- انطلاقاً من تجربتي الخاصة، ما الفرق بين ما يُنشر باللغة العر ...
- للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كف ...
- أين نحنُ في تونس مِن حديثِ رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسل ...


المزيد.....




- على خطى ميتا.. أمازون تخطط للتبرع لصالح تنصيب ترامب
- بايدن يصدر استراتيجية لمواجهة الكراهية ضد المسلمين والعرب في ...
- مباشر: السلطات الانتقالية في سوريا تتعهد بإقامة -دولة قانون- ...
- الخارجية الأمريكية تعلن ما قاله بلينكن لأردوغان بشأن داعش في ...
- هل ستمنع إسرائيل من ضم الضفة الغربية؟.. ترامب يجيب
- ترامب ينتقد استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لضرب أهداف بروسي ...
- دعوات دولية وعربية لوحدة الأراضي السورية وأردوغان يلتقي بلين ...
- تحذير سوري من انهيار سد تشرين في ريف منبج بعد استهدافه خلال ...
- أولمرت: لم ألتزم قط قبل المفاوضات بالانسحاب من الجولان وعلين ...
- الإعلام العبري يطرح سيناريوهين -مثيرين- لمستقبل سوريا لما بع ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الوجه الإنساني للمناضلة الشيوعية روزا لوكسمبورﭬ: الرفق بالحيوان