أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر سلام - المعرفة الملعونة والإرهاب














المزيد.....

المعرفة الملعونة والإرهاب


عمر سلام
(Omar Sallam)


الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ بدء الايمان بالكتب المقدسة، أدرك المؤمن بتوجيهات كتبة هذه الكتب بان عليه ان يغلق باب المعرفة، ويبقى اسير هذه الاساطير، فهو عليه ان يعيش في غيتو الأفكار الغامضة، فان خرج من هذا الغيتو، عليه ان يتحمل مسؤولية الكفر والزندقة. وحماة هذا الغيتو الفكري عليهم ان يعيدوه الى الصراط الذي خرج عنه.
فكتبة هذه الأديان ومنذ البداية افهموه ان الله لا يحب المعرفة، ولا يحب النقاش ولا يحب الجدل الفكري، وهذا تجلى في الكتاب المقدس في سفر التكوين.
ففي الاصحاح الثاني من سفر التكوين:
15 واخذ الرب الاله ادم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها. 16 واوصى الرب الاله ادم قائلا: «من جميع شجر الجنة تأكل اكلا، 17 واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت».
اذن المعرفة حسب سفر التكوين هي مقتل المؤمن، فمن أراد ان يغرف من معين المعرفة، يصبح ملعون من الرب ويصاب في مقتله، أي مقتل المؤمن في معرفته، فالله عاقب ادم وحواء لأنهم اقتربوا من شجرة المعرفة.
بالمعرفة هي القراءة المنطقية للحياة والاحداث، وعند القراءة المنطقية، يصبح للإنسان حجة على رجال الدين، وبالتالي قد يضعهم في مأزق، فعليه ان يبقى في غيتو الاساطير، بما فيها من تناقضات وما فيها من شوائب، وان أراد مناقشة فكرة ما تؤدي الى خلخلة هذه الاساطير عليه ان يتوقف عن التفكير، ولو استمر سيدخل باب الكفر والزندقة.
فالمعرفة هي فتنة وهي ملعونة، فشجرة المعرفة في الكتاب المقدس هي نفسها الشجرة الملعونة في القران. ففي هذه الآية الغير متوازنة يوضح كاتبها المفهوم العام للمعرفة فهي فتنة وملعونة وعلى المرء ان يخافها.
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } [الإسراء: 60]
ان البقاء في نفق الاساطير المظلمة للأديان يجعل صاحبها لا يستقي المعلومة الا من رجال الدين الذين بدورهم غارقين في مستنقع الاساطير الدينية ، ويوجهون المؤمن بالطريقة التي يرونها مناسبة .
فعدم المعرفة يجعل عقل المرء وعاء فارغ جاهز للملء بالطريقة المناسبة ، وجاهز لفعل أي امر بتوجيه من رجال الدين . فالمسيحي قتل عشرات الملايين من الهنود الحمر بدم بارد بعد ان رأى مباركة رجال الدين والكهنة لهذا الأمر. واليهود ارتكبوا المجازر بحق الفلسطينيين دون ان يرف لهم جفن بمباركة الحاخامات . والمسلمون عندما يقتلون فهم يطبقون تعاليم الدين .
فالنبي داوود حسب الكتاب المقدس اول من قطع راس في الأديان ، حيث قطع رأس جليات الفلسطيني وسار به من نابلس الى القدس .
وأبناء النبي يعقوب هم من غدر باهل نابلس وقتل النساء والأطفال حسب الكتاب المقدس.
ولله في القران صفات تبتعد عن الرحمة
{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [البروج: 12]
{ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرً} [النساء: 89]
إذا المؤمن باي دين هو اسير هذه المعتقدات، وعليه الا يخرج من اطارها، وكلما اغلق على نفسه أبواب المعرفة أصبح قابلا لان يكون مشروع إرهابي.
فهو من ناحية غير قابل لتقبل الاخر والتعايش معه، الا على مضض، ومن ناحية أخرى هناك دعوات من كتابه المقدس ومن دعاة الديان المتحجرين لكره الاخرين وحتى لقتلهم.
فالمؤمنون (باي دين) لا يمتلكون الحجة المنطقية بالنقاش، لذلك يغلب على نقاشهم التهجم والتهكم والشتائم والمهارات، وربما يتحول النقاش الى شجار وتعارك، عوضا عن الاقناع المنطقي، لان الاقناع بحاجة الى معرفة والمعرفة بحاجة الى قراءة. وإذا انعدمت القراءة انعدم معها النقاش المنطقي وانعدمت معها الديمقراطية التي تتطلب الاصغاء للأخر.
واحد الأمثلة الحديثة هو طريقة رد بعض المسلمين على ماكرون
انه تزوج مدرسته وهي تكبره سنا.
ومن كتب ذلك حكما لم يقرأ السيرة النبوية
فالرسول تزوج خديجة وهي تكبره بخمسة عشر عاما.
وتزوج عائشة وهي طفلة ويكبرها بخمسين عاما .
المؤمن لن يناقش فعلة الرسول، لأنه مؤمن بان كل ما يفعله الرسول هو الصح، ولكن لن يستطيع اقناع الاخر، بان ماكرون أخطأ بزواجه من امرأة أكبر منه، والرسول على صواب بزواجه من امرأة أكبر منه أو زواجه من طفلة، ويكبرها بخمسين عاما.
ان هدم جدار الغيتو المغلق هو بالمعرفة والقراءة، ليتمكن المرء من امتلاك الحجة والمنطق في الحياة، ولكي يبني درجات سلم ارتقائه.



#عمر_سلام (هاشتاغ)       Omar_Sallam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البترودولار و العداء الامريكي لسوريا وايران
- المثقف المهزوم
- الخريف فصل ازالة السموم من النفس والتجدد
- الختان والصهيونية
- الإسلام والانقطاع الحضاري العربي 2
- الإسلام والانقطاع الحضاري العربي 1
- اللص القوي خير من اللص الضعيف
- النيروز عن السنة والشيعة
- مفهوم الوطن في فكر حماس
- لماذا أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة ليسوا عربا
- عرب .. أعراب .. المدلول اللغوي والمدلول الديني
- ترجمة القران والأحاديث الى العربية
- ملخص موجز لفصل الاريوسية والإسلام
- الشيطان الشمولي والله المقيد
- الامويون اساس التسمية
- مكة ونكبة البرامكة
- الأساس التوراتي للقرآن 1 (قصة ادم في المصاحف الأربعة الاولى)
- ليلة القدر.... ليست كما يتخيلون
- بمناسبة شهر رمضان وموسم الحج القادم هل يعرف العرب الدين الذي ...
- خرافة هيكل سليمان المزعوم


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر سلام - المعرفة الملعونة والإرهاب