أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - ثلاث قصص من الأدب الساخر














المزيد.....

ثلاث قصص من الأدب الساخر


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 01:26
المحور: كتابات ساخرة
    


1
في أمريكا لا يقوم الميت بعد ثلاثة أيام
نبيل عودة
حنا وزوجته مريم يقيمان في تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، كانا يخططان منذ عدة سنوات لزيارة القدس والمدن التي شهدت ولادة المسيحية. حين عرفت حماته انهم ينوون زيارة مهد المسيحية أصرت ان ترافقهم، فهي امرأة متدينة جدا، تتواجد دائما بصلاة الأحد وبكل صلوات الأعياد.
عرف حنا ان زيارته ستكون موجعة للرأس بمرافقة حماته كثيرة الوعظ والانتقاد لكل تصرف منه، بل ولكل موقف يطرحه بوجودها، حتى لو كان تصرفا سليما، او رأيا لا غبار عليه، الا انها دائما يجب ان تجد نقصا لديه. كانت كثيرة النق والبرم والتنبيهات، وحنا يحاول دائما ان يتجاهل كلماتها ومضايقاتها، وقد شعر بالغضب لأنها أصرت على مرافقتهم في زيارة العمر الى البلاد التي نشا فيها يسوع المسيح ومنها انتشرت المسيحية الى مختلف ارجاء العالم. لكن التعاليم المسيحة تأمر بالمعاملة الحسنة وحب الوالدين ومساعدة كل انسان، حتى لو كانت حماته المزعجة.
اثناء زيارة كنيسة القيامة في القدس والتي تسمى أيضا كنيسة القبر المقدس، حيث دفن المسيح وقام بعد ثلاثة أيام من بين الأموات وصعد الى ابيه الذي في السماء، دخلت حماته لزيارة القبر، بكت كثيرا على موت المسيح، لدرجة ان ضغطها ارتفع، وطلبت المساعدة لتخرج من القبر، كان وجهها اصفر، ونفسها ثقيلا، أجلسوها على مقعد جلبوا لها كاس ماء، لكنها سرعان ما فقدت وعيها وتشنجت. طلبوا الإسعاف الذي حضر وحاول ان يعيد لها نبض القلب. لكن عبثا واسلمت الروح بقرب قبر المسيح.
قام حنا باتصالات مختلفة لضمان دفن حماته او نقل الجثمان للولايات المتحدة.
قابل شخصا مسؤولا، قال له: امامك حلين، الأول نقل الجثمان للولايات المتحدة سيكلفك 25.000 شاقل.
تفاجأ حنا لأن المبلغ مرتفع جدا، ولا يعرف كيف يتدبره. سأل:
- وما هو الحل الثاني؟
قال المسؤول: الحل الثاني ان تدفنها هنا في القدس بتكلفة 800 شاقل فقط.
بعد تفكير وحسابات انتفض حنا وقال بحزم: لن ادفنها هنا في القدس، بل سأنقلها الى الولايات المتحدة .. وسأستدين المبلغ من البنك، لأنه يا أخي العزيز المسيح حين مات في القدس قام بعد ثلاثة أيام .. وفي أمريكا لم يقم أي مسيحي بعد ثلاثة أيام من موته!!
2
دفن حماته... فقـــط !!
التقى طوني مع صديقه جميل، تعانقا بمودة وشوق.
- اشتقت لك يا جميل، تمضي السنوات بسرعة ما أروع اللقاء بك بعد هذا الانقطاع الطويل.
- لا شيء يوقف الزمن الملعون. انا أيضا اشتقت لك يا طوني ولأيامنا الماضية، ليتنا نعود تلامذة مدرسة لا نحمل الهم ولا نعرف الغم.
-أراك غاضباً متوتراً، ماذا حدث؟
-.....
لم يرد. نظر طوني الى وجه جميل وهاله ما رأى، كان وجه صديقه شاحباً ومليئاً بالكدمات، وكأنه خارج من طوشة عمومية. عندما التقاه لم يلاحظ وجهه، ولم يفكر الا بعناق هذا الصاحب العزيز على نفسه، والذي تربطه به ذكريات لا تنسى.
انتبه طوني ان الجروح تغطي ذراعي جميل وصدره ورقبته أيضا، قال لنفسه لا بد انها خناقة من خناقات جميل، يبدو انها عادة أخلاقية ولدت معه ولازمته رغم تقدمه في السن.
منذ ايام المدرسة كان شقياً ومقاتلاً، ولا يتردد في الدخول الى معركة ضد من هم أكثر منه أو أكبر منه دفاعاً عن صديق، او شخص ضعيف، او زميل في الصف. وكان بسبب جرأته وإقدامه يفرض هيبته على جميع طلاب المدرسة كباراً وصغاراً.
هل ما زال جميل بنفس الطباع؟
- ماذا حدث لوجهك إذن يا جميل؟ انظر لحالتك؟ كلك مليء بالجروح، من ضربك؟!
-لم يضربني أحد.
- ما زلت تتورط بالعراك؟ لم تبطل عادتك؟
- أبدا.. لا شيء من ذلك. أنا لا أتعارك مع أحد.
- ربما لا يجرؤ أحد على عراكك، يعرفون انها معركة خاسرة؟
- لا يا طوني، لم أعد أتعارك، عندي همومي وهي أكبر من العراك مع الناس.
- اذن من سبب لك هذه الجروح والكدمات على وجهك وصدرك وعنقك وذراعيك؟
-لا شيء مهم، اليوم دفنت حماتي؟
- حسنا، الله يرحمها، ومن سبب لك هذه الجروح؟
- أوه يا صديقي، هذا بسبب رفضها الدفن!!
3
لعبـة الغولـــف
تنافس النبي موسى والمسيح بلعبة غولف. ضرب موسى طابة الغولف بعصا الضرب فطارت إلى مسافة بعيدة، سقطت قبل الحفرة بمتر واحد، لكنها واصلت التدحرج، مرت بمحاذاة الحفرة على بعد أقل من سنتيمتر واحد، أثارت توتر موسى بأنها بالتأكيد ستدخل الحفرة.. لكنها استمرت تتدحرج إلى بركة ماء بلصق ساحة اللعب.
ضحك المسيح سعيدا لأن الطابة تخطّت الحفرة.
قال موسى غاضبا:
- “سنتيمتر واحد وكنت سأسجل الفوز الأول”.
قال المسيح لموسى:
- ” لديك ضربة أخرى من داخل الماء” وابتسم.
قال موسى غاضبا:
- ”لا استطيع السير مثلك على سطح الماء”.
قال المسيح:
- “اذن اعترف بخسارتك؟”.
فكر موسى قليلا ولم يجد حلا. أخذ عصى الغولف وخاض حتى ركبتيه داخل ماء البركة، وضرب الطابة بقوة باتجاه الحفرة لكنها طارت ابعد وهبطت على الضفة الثانية لملعب الغولف.
جاء دور المسيح، ضرب الطابة بعصا الغولف فطارت بعيدا وراء الحفرة، بل تجاوزت ملعب الغولف إلى الشارع المقابل، مرت بنفس اللحظة سيارة أصابت الطابة التي ارتدّت عاليا نحو الملعب مرة أخرى، تدحرجت بجانب البركة وحطت فوق زنابق على حافة بركة الماء حيث رأتها ضفدعة، فقفزت الضفضعة عليها وتناولتها بأسنانها، بنفس اللحظة انقض نسر على الضفدعة وأمسكها بمخالبه وطار بها عاليا في الفضاء والكرة بين أسنان الضفضعة، أسقطت الضفدعة الطابة من فمها وهي بين مخالب النسر في الفضاء فإذا هي تدخل الحفرة مباشرة.
صفّق المسيح وصاح سعيدا:
- سجلت اول انتصار عليك!
ثم نظر الى السماء وقال:
- شكرا يا أبي.
عبس موسى حائرا، ثم قال له:
- لا أحب اللعب مع والدك !!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا للشاعر الكاتب والمناضل حنا إبراهيم
- التشابه الجزئي
- رسالة للقائمة المشتركة حول مستقبلها كممثلة للجماهير العربية ...
- فلسفة السياسة: بين الهيمنة كنظام حكم والحل الوسط والمساوة
- يوميات نصراوي: سالم جبران – اديب، اعلامي ومفكر طليعي
- بمناسبة مئوية جمال عبد الناصر
- ابنة الناصرة بروفيسور كلثوم عودة
- يوميات نصراوي: تسجيلات من دفتري الخاص
- يوميات نصراوي: شذرات من الذاكرة
- تحقيق «هآرتس»: طمس النكبة... كيف تخفي إسرائيل الأدلة عن تهجي ...
- النكبة ليست نهاية الجريمة
- من تراثنا الفلسطيني
- كلمة اعتزاز بشاعر مبدع
- الصراع الحضاري هو ما سيحسم الصراع في الشرق الأوسط
- فلسفة مبسطة: هل كان نيشته نازيا ام عدوا للنازية؟
- قضايا مشينة تكشفها الصحف الاسرائيلية
- القومية العربية بين الحقيقة والأسطورة!
- في الذكرى الثانية عشر لرحيل شاعر فلسطين محمود درويش
- يوميات نصراوي: النقد الشخصاني ثرثرة بلا مضمون!!
- السخرية النبيلية شيء آخر غير السخرية


المزيد.....




- من حارات جدة إلى قمم الأعمال.. رحلة محمد يوسف ناغي في -شاي ب ...
- أم كلثوم بتقنية الهولوغرام في مهرجان موازين بمشاركة نجوم الغ ...
- انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
- أمسية -الارتحال والوداع في الشعر العربي- بمعرض الدوحة للكتاب ...
- “استمتع بمشاهدة كل جديد وحصري” تردد قناة روتانا سينما الجديد ...
- “بطوط هيطير العقول” نزل دلوقتي تردد قناة بطوط الجديد 2024 لم ...
- نائب وزير الثقافة اليمني: إيران الظهر والسند والحاضن لكل حرك ...
- -من أم إلى أم-للمغربية هند برادي رواية عن الأمومة والعالم ال ...
- الناقد رامي أبو شهاب: الخطاب الغربي متواطئ في إنتاج المحرقة ...
- جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2023-2024 “صناعي وتجاري وصناع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - ثلاث قصص من الأدب الساخر