أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - كلمة اعتزاز بشاعر مبدع














المزيد.....

كلمة اعتزاز بشاعر مبدع


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 18:16
المحور: الادب والفن
    



نص مقدمة لديوان شعر أنغام الحروف للشاعر ابن قرية المغار الجليلية كمال ابراهيم

تجربة الشاعر كمال إبراهيم تستحق دراسات عديدة، أولا لغزارة انتاجه، ولتنوع المواضيع التي يعالجها في قصائده. ولتنوع أساليبه الشعرية.

هذه التجربة الشعرية تمتد على مساحة خمسة وعشرون ديوانا شعريا.

طبعا ليس المهم هو الكم، انما التنوع والقدرات التعبيرية والصور الشعرية التي يتحفنا بها الشاعر في هذه التجربة الهامة جدا في شعرنا المحلي.

هذا العشق للشعر اعادني لسنوات الستينات من القرن الماضي مع بدء بروز وانتشار شعرنا المحلي، وعمليا كان الشعر هو الأبرز في كل ادبنا المحلي ونحن داخل الحصار الثقافي الذي فرض على الجماهير العربية بعد نكبة الشعب الفلسطيني.

كان واضحا ان موروثنا من تراثنا العربي، كان الشعر ليس أبرزه فقط، انما اللون الجوهري والوحيد تقريبا في تراثنا، وهو المميز للتراث العربي عامة، هو ما ترك أثره الواضح على انطلاقة الجنار الشعري بهذه الكثافة والقوة والابداع في ثقافتنا المحلية داخل إسرائيل، مما لفت انتباه العالم العربي بعد ان كشف المرحوم غسان كنفاني عن أبرز ما في شعرنا الوطني في وقته.

ما زلت اذكر مهرجانات الشعر، التي تحولت الى مهرجانات وطنية يعمها الاف الحضور، ما زلت أتذكر دور الشعر في المهرجات السياسية حيث كانت القصيدة أشبه بخطاب سياسي، وهو الشعر الذي عرف فيما بعد بأدب المقاومة. كان الاهتمام وقتها من نصيب اربعة شعراء، هم محمود درويش، سميح القاسم، سالم جبران وتوفيق زياد، رغم ان هناك عددا آخر من الشعراء المبدعين. لا يقل شعرهم بمستواه الابداعي عن الشعراء الأربعة.

كانت رؤيتي ان للوزن السياسي دورا في تقييم تلك المرحلة المبكرة من تطور شعرنا. اليوم نظرتنا للأدب بدأت تتغير، واقعنا تغير أيضا، التواصل مع الثقافة العربية حطم حواجز العزل، فانطلقت ثقافتنا وعلى رأسها الجنار الشعري، لتسحر عالم الشعر العربي بقامات شعرية متألقة. نظرتي أيضا للأدب تجاوزت حماسة تلك الحقبة التي شكلت مضامين شعر المقاومة. اليوم نظرتنا أصبحت فكرية فلسفية وادبية جمالية ابداعية، لم يعد الشعر المهرجاني المباشر يثير حماستنا، تلك مرحلة هامة، لكنها مرحلة سياسية وليست مرحلة أدبية بمضمونها الأساسي، رغم ان قيمتها الثقافية كانت هامة جدا أيضا.
واليوم حين اقرأ قصائد كمال إبراهيم وزملائه أرى اننا تجاوزنا مراحل متعددة وهامة في تطور شعرنا المحلي وانتقاله الى مضامين فكرية وثقافية وابداعية هامة للغاية، لم تحظى حسب رأيي بالدراسة الكافية والضرورية، ولا شك لدي ان تجربة

شاعرنا كمال إبراهيم هي من تلك التجارب البارزة وأكثرها تنوعا شعريا واسلوبيا.

لست الآن في باب كتابة مراجعة ثقافية او نقدية، انما ملاحظات حول حقيقة ان شعرنا اليوم انتقل الى مرحلة الوعي الثقافي والوعي الأسلوبي، اثارتها قراءتي لقصائد هذا الديوان قبل نشره.

أقول بكل وضوح ان كمال إبراهيم فاجأني بانه تجاوز مرحلة القصيدة التقليدية في روحها وصياغتها الى مرحلة القصيدة الإنسانية في تناوله لمختلف المواضيع. لا بد ان أسجل أيضا إني متفاجئ بشكل لم اتوقعه من حقيقة ان بني معروف باتوا يحتلون الصدارة في شعرنا المحلي، ليس بالكم فقط، انما بالتنوع والتجديد الاسلوبي فكرا وصورا، والقدرات اللغوية لتطويع اللغة العربية ومعرفة عناصر التوهج الجمالي في لغتنا. وهو امر يثلج الصدر مرتين، أولا من تمسكهم بلغتهم القومية وتبحرهم بفنونها اللغوية، وثانيا من قدراتهم التعبيرية عن قضايا مجتمعنا بكل امتداده، عبر الابداع الشعري.

ما لاحظته لدي الشاعر كمال ابراهيم اته يطور الصور الشعرية ويتألق بتطوير المعاني، ويصيغ تعابيره بسلاسة كأنها تتدفق مثل شلال جارف.

كمال ابراهيم شمل بتجربته مختلف ألوان الشعر، من الشعر الوطني الى الشعر الاجتماعي الى القصيدة الغزلية الى الرؤية الفلسفية للحياة، وأكثر ما لفت انتباهي انه بات يشق طريقا جديدة نحو الشعر الغنائي، وهو شعر يفرض لغته الخاصة، والوانه التي تشبه ألوان قوس القزح، واهم ما يتطلبه هذا الشعر، معرفة موسقة الكلام، لأن الشعر الغنائي كما افهمه موسيقاه في داخله. وما على الفنان الملحن الا ان يخرج اللحن من بطن كلمات القصيدة، وقد استمعت لعدة قصائد ملحنة ومغناة من كلمات شاعرنا كمال إبراهيم وتلحين فنانين عرب من العالم العربي ومحليين، وفاجأني من تمكنه من هذا اللون الذي لم يجذب الا عددا قليلا من شعراء العربية في بلادنا.

صحيح ان الأوزان العربية لها وقعها الموسيقي أيضا، لكن هناك أمر جوهري بين الأوزان الشعرية وبين القصائد الغنائية، فإلى جانب الوزن الشعري هناك اختيار الكلمات، وصياغة الجملة الشعرية، واتقان الصور الشعرية المناسبة للحن، ووضع
احاسيس الشاعر بقوالب فنية ولغوية. انها مدرسة شعرية قائمة بذاتها. وارى ان كمال إبراهيم يطور تجربته في هذا المجال، وقد لاحظت ان الشعراء الغنائيين قلائل جدا في شعرنا وربما لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

وقد رأيت ان أقدم نموذجا واحدا للدلالة على ما اعنيه من الشعر الغنائي، اغنية

"يا محَيِّرْنِي" من تلحين الموسيقي السوري، بسام رسلان وغناء المطربة السورية

سمار. تقول كلماتها:

يا مْحَيِّرنِي في هَواكْ

ما بَتحَمَّلْ عذابي مَعاكْ

سْهِرت الليلْ أسْتناكْ

أناجِي طِيفَكْ وِرِضَاكْ

طبعا لست بباب تناول الوانه الشعرية المتنوعة، وهي تشمل كل مجالات الشعر، آمل ان اعود الى ذلك بعد صدور الديوان، وخاصة لشعره الوطني والانساني.

وانا اكتب هذه المقدمة علمت بمشاركته بأشرف معركة دفاع عن ارض الزابود مع أصحاب الأرض من بيت جن.

كمال ابراهيم يحمل هموم شعبه بأكمله، شاعرا ومناضلا ضد التنكر لحقوق شعبه، وهو يشد الخطى على طريق شاعرنا المرحوم ابن الطائفة الدرزية سميح القاسم!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الحضاري هو ما سيحسم الصراع في الشرق الأوسط
- فلسفة مبسطة: هل كان نيشته نازيا ام عدوا للنازية؟
- قضايا مشينة تكشفها الصحف الاسرائيلية
- القومية العربية بين الحقيقة والأسطورة!
- في الذكرى الثانية عشر لرحيل شاعر فلسطين محمود درويش
- يوميات نصراوي: النقد الشخصاني ثرثرة بلا مضمون!!
- السخرية النبيلية شيء آخر غير السخرية
- تعمق دور المجتمعات المدنية في العالم
- ملاحظات سريعة عن السخرية في -عجيبة بيت أبي بشارة- لنبيل عودة
- سميح صباع شاعر غادرنا قبل الأوان
- هل كان الشعب الفلسطيني ضحية لأسطورة؟
- فلسفة مبسطة: التعددية ضرورة تاريخية لتطور الماركسية، هل تجاو ...
- في ذكري رحيل الأديب والمحاضر الجامعي د. حبيب بولس
- سر البيت السعيد
- يوميات نصراوي: المعلم جمال قعوار والطالب نبيل عودة
- *بيني موريس في كتابه -من دير ياسين الى كامب ديفيد- يصبح أكثر ...
- -الخمس العجاف السمان- للكاتب عفيف سالم
- من اين تجيء السعادة؟
- عن -المبدعون والثرثارون- للأديب د. جميل الدويهي من كتابه الف ...
- السخرية المغلّفة في قصة راوية بربارة -محاولة إقناع-


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - كلمة اعتزاز بشاعر مبدع