أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - من تراثنا الفلسطيني














المزيد.....

من تراثنا الفلسطيني


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


اغنية من ايام السفر برلك 1914- 1918 أي الحرب العالمية الأولى
حيد عن الجيش يا غبيشي قبل الحناطير ما يطلوا
ما حيّد عن الجيش لويش وَاللي يعادي غبيشي يا ذلوا
عين واغرب زين شيل شدي واقطع ارض الصين لا تهدي
تراهم جايين فندي فندي معاهم مرتين وبارابيلوا
ماخذ متراسي قاعد حاضر فرودي حراسي والخناجر
وبساحة برجاسِ مين يخاطر ؟ ومن عنة رصاصي يولوا
هدر الماتور نزل القايد وبصوتو الغدار قتلي رايد
و ربي يا ستار كل سايد وغبيشي المغوار ولا يذلّو
لا يعرف الكثير من إخواننا العرب قصة «غبيشي وحسنة» الفولكلورية التي يتغنى بها الفلسطينيون والأردنيون في أعراسهم ومناسباتهم وحروبهم، ويختلفون عليها أيضاً، وكل منهم ينسبها الى بلده ـــ وكأنّ غبيشي وحسنة أصلاً عرفا هذه الحدود أو اعترفا بها، أو كأنّ قصص الحب عند العرب ما بعد سايكس ـــ بيكو غير ما قبله. لم يعتقد غبيشي العربي اللقاحي المتمرد على كل بُنى السلطة بضرورة اختراع تاريخ جديد ومنفصل للأردن أو فلسطين أو أي وطن عربي يُعاد فيه تركيب التاريخ لتبرير حاضر التقسيم الذي صنعه الاستعمار. ولم يعتقد غبيشي بشخصية قطرية يتم اختراعها لتبرير العنصرية ضد الفلسطيني من قبل أصحاب شعار «القطر أولاً». لم يقلقه وطن بديل لأنّ الأوطان لا يمكن أن تستبدل (حتى بالجنة)، بل أقلقه وطن مسروق ومنهوب وشعب مظلوم ومقهور.
وأُغنية المطاردين المفضلة «حَيِّد عن الجيشي يا غبيشي» تروي حكاية غبيشي وحسنة، وهي، ربما، من أروع القصص العربية المماثلة، فهي حقيقية وحديثة العهد، وهي أيضاً أكثر من مجرد قصة حب جميلة، وأكثر من قصة تمرد وثورة على التقاليد والقبيلة والسلطة والدولة والاستعمار. هي قصة تعكس جانباً مهماً من السيكولوجية ـــ الاجتماعية العربية المتمردة التي نشاهد بعض تجلياتها اليوم في السجون الصهيونية. ولقد آمن غبيشي، كما يبدو من إصراره على مواجهة الجيش والدولة وحيداً، أنّه لو كان الإقدام على المواجهة والقتال محكوماً ومشروطاً بالتكافؤ في القوة والتساوي في القدرة على ممارسة العنف، لكانت الإنسانية كلّها لا تزال تقبع حتى اليوم في عبودية القوي والمتغطرس. لكن جرأة القلة المتمردة دوماً على المواجهة اللامتكافئة هي التي تصنع التاريخ، وهي التي تكسر وهم قوة الطغيان وتفضح للآخرين بشاعة الاستسلام والخضوع. ففي هذا النوع من المعارك يَنْتَصِرُ الطرف المُجَرّدْ من كل سلاح ويُهْزمُ فيها الطرف المُسلح حتى الأسنان بمجرد ولمجرد
وقوعها.
يرفض غبيشي المطارد من قبيلة حسنة القوية ومن الجيش (بقيادة «غلوب باشا» الذي يتهكم عليه غبيشي «بأبو حنيك» لرصاصة أصابته في حنكه) والدولة، أن يهرب، «يحيد» عن طريق الجيش الذي يتعقبه ويصر على المواجهة:
«ما حيد عن الجيشي لويشي
واللي يعادي غبيشي يا ذله»
قصة غبيشي هي قصة فولكلورية أخرى تكشف تلك الطبيعة العربية المتمردة والرائعة التي نحتاج إليها ونحتاج إلى تفجرها اليوم لتحرير الأسرى، وتكشف مدى احترام الناس والتاريخ لهذه النماذج حين أصبحت فولكلوراً يتغنى بها أهلنا في أعراسهم وحروبهم. هي قصة كل أسير فلسطيني وكلّ مقاوم وكل ثائر عربي. هي قصة كلّ من يرفض الذل ويدفعه إحساسه العالي بالكرامة الإنسانية إلى المواجهه غير المتكافئة، وامتحان حدود حاجز الممكن إنسانياً، رغم الموت المحقق الذي يمكن أن ينتظره:
«ونعيش طريدة ولا مذلة
ولا نقول له سيدي ولا نخضع له
ما يهمني العسكر ولا الدولة
وبيدي إم كركارة وإلها صوله»



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة اعتزاز بشاعر مبدع
- الصراع الحضاري هو ما سيحسم الصراع في الشرق الأوسط
- فلسفة مبسطة: هل كان نيشته نازيا ام عدوا للنازية؟
- قضايا مشينة تكشفها الصحف الاسرائيلية
- القومية العربية بين الحقيقة والأسطورة!
- في الذكرى الثانية عشر لرحيل شاعر فلسطين محمود درويش
- يوميات نصراوي: النقد الشخصاني ثرثرة بلا مضمون!!
- السخرية النبيلية شيء آخر غير السخرية
- تعمق دور المجتمعات المدنية في العالم
- ملاحظات سريعة عن السخرية في -عجيبة بيت أبي بشارة- لنبيل عودة
- سميح صباع شاعر غادرنا قبل الأوان
- هل كان الشعب الفلسطيني ضحية لأسطورة؟
- فلسفة مبسطة: التعددية ضرورة تاريخية لتطور الماركسية، هل تجاو ...
- في ذكري رحيل الأديب والمحاضر الجامعي د. حبيب بولس
- سر البيت السعيد
- يوميات نصراوي: المعلم جمال قعوار والطالب نبيل عودة
- *بيني موريس في كتابه -من دير ياسين الى كامب ديفيد- يصبح أكثر ...
- -الخمس العجاف السمان- للكاتب عفيف سالم
- من اين تجيء السعادة؟
- عن -المبدعون والثرثارون- للأديب د. جميل الدويهي من كتابه الف ...


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - من تراثنا الفلسطيني