أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عباس الحسيني - الى دجلة والشهداء مع التحية...















المزيد.....

الى دجلة والشهداء مع التحية...


عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)


الحوار المتمدن-العدد: 472 - 2003 / 4 / 29 - 03:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                        
                                                                               
                                                                       شاعر ومترجم عراقي – أميركا                                                         
[email protected]
 

 في مجمل ما قدم من تعليق على مذكرات خطهـــا بد النبل من  فنان المسرح العراقي الكبير ، الأستاذ يوسف العاني ، من ان الشرطة في العهد المبـــاد  كانوا قد انهالوا يالضرب على على جمع من المتظاهرين في خمسينيات هذا القرن ، ويمضي الرجل الى ان يقف عن مشهد وضعهم جميعا في التوقيف ، حتى أتــى الدور في الضرب والتعذيب الى شاعر العربية الأكبــر ، محمد مهدي الجواهري ، حيث بهت ضابط الشرطـة صامتا امام هذا الجبل ، وليبادره الجواهري ، لم لا تضربني ، إسوة بالآخرين ، هل تحسب إنــي شيوعي ؟؟

وما كان رد الضابط ســوى ان جاء أغرب من ذلك !!

-  المشكلة هي إننا لا نعلم من تكون ؟؟ ، وهو يقصد الى طائفة او حزب تنتمي !! 

بهذا المشهد الرعـوي اللافت ، يقتات هواة إقتناص أخبار الزمن الرخو في عالمنا اليومي ، ليجدوا ضالتهم في غياب مصداقية وعي وخطاب الذات العربية ، وفي قمة تكالب الآراء وميولها الى حيث العدم الإيديولوجي ، و حيث التنصل من العروبة بمــلابـس عدّة ، منها غطاء الإســلام ، واقنعة الزهد ،وبدلات الوطنية والقومية الزائفة ،  عبثا بشخصية المخاطب العربي ، وكــأن القرأن قد سنّ للعرب فقط ، أو كأن الإســلام في مغزاه الثقافي والمعرفي ، مجرد منطلق ثوري ، وجهاد دموي باتت تمزجه افكار قادة اليوم بالطوباوية المتشاكلة – كميكيماوسية بـن لادن وجهاد الغابر ، مهزوم الحروب الصدامية ، ودونما اي طرح او  مرونة في الإستماع او التقدير او حتة الإلتفات الى بعض من تجارب الأمم ونشاطات بنــي الإنسان اينما عرف  ، وهو ما ذكر به قرآن الخالق ، حينما خاطب نبيه ليببين له حدود رسالاته من مواقف عباده بقولـــه : فذكر انما انت مذكر ، لست عليهم بمسيطر . وقولـــه : عبادي ليس لك عاليهم سلطان .

وفي احدى خطب الرسول ( ص ) ، تنبه احد أعراب البادية الى حديث النبي ( ص ) ، وعلى حين غفلة واستباق من الآخرين ، فما كان من النبي إلا ان اومـــأ الى الجمع قائــلا : لقد فقه الرجل المــراد .  اي وعــى قبل غيره من اريد منه ، او ما اراده الإسلام اي الشارع المقدس منه ، فما إن مضى إلا هادئا ساكنا .

 ولربما إمتزجت في خاطر البعض من عرب وعراقيين ، أرتهاصات حول حقيقة المشهد وما يجرى على العراق ، من حروب وتغيرات وتحولات ، وهي على مأساويتها تمثل نقطة تحول في فكر الفرد العربي من المحيط الى الخليج  ـ   فما من احد يجرأ في شوارع الوطن العربي بأسره على تنظيم مظاهرة ، او مجرد تنظيم او تجمع بشري بسيط ليذهب ومن خلاله الى توجيه النقد او بعضا من اللـّــوم لجزء  من مؤسسات أوهياكل أو فلسفة أو نظم الدولة الحاكمة ، وهو ما يحدث  وسيحدث على ارض عراق اليوم ، وما من طائفتين دينيتين ، لا  في دويلات إســلام  عالم اليوم ، وليس في  كل دويلات الأديان الأخرى ، طائفتان دينيتان مسلمتان ذواتا إجتهادين مختلفين ، وهما تؤديان فرضا إسلاميا واحدا على ارض واحدة وبأهداف واحدة ، وفي زمن متهالك ودموي ، ردا على تحليلات مرضى الوعي والإدراك ، وردا على جبن الأقلام ورجال المساومات المريضة ممن حاربوا حقائق الحياة الخالدة ، بزيف احابيل السلاطين الخاوية ، وتأييد دولارات السلام والخنـــوع الإستسلام .

 والى هنا يذهب المستشرق الفرنسي ماسينيون : الى الإســـلام دستور حياة متكامل وذو معاني تصب في صميم الوعي  ، إذا ما توقف مليا عنـــد  تطوير نظرية ومبدأ الحكم في الإســلام ، نقلا من مـــبدأ الشورى الصغرى  إبداعا الى مبـــدأ الشورى الكبرى ، وهــو ما قد يصل وان كان هة موصول من قبل الى مغزى الإصطــلاح اليوناني الشائع – الديقراطيـــة – تلك المظلة التي جلس تحتها احد رجال اليونان القدماء ـ وقيل انها مجرد شجرة أمـــّة ذلك الجمع الذي افاض الى الشعب حكم نفسه بنفسه ، والنفس هي الوعي والوعي هو الإنتماء هو الفعل الأول على التربة الخرساء - ولا إنتماء بالقسر والترهيب ، ولا إنتماء بالعصي والرشاشات العمياء ، ولا إسلام إلا بالعدل وبالســـلام والحب وحقن الدماء والنهي عـن الفحشاء والمنكر من الفعل ـ وإيتاء ذي القربى  ـ قل ان ربي يأمر بالعدل والإحسان  .

 وإذا كانت مسيرة الشهداء مع جعفر الجواهري على جسر الشهداء ببغداد ، ردا على ما قيل انه حلف بغداد - مفخرة للقائل :

 

اتعلمُ أم انتَ لا تعلــــــم ُ      بأنَ جراحَ الضَحايا فَــــم ُ 

فمٌ ليسَ كالمدّعي قولة        وليس كآخرِ يَسترحِــــــمُ

 

 

 ولأن العطر فواح فقد غرس علم الشهادة ذلك الضابط الرائع بارق عبدالله ومن بعده : محمد مظلوم الدليمي حين أبى الإستسلام فذهب الى الممات إلا كما علمته عشائر الدليم ذلك الممات شموخا على الحق ، لينتبذ اليه شاعر بالقول :

 

لمحمد غنّت طيورُ الديلمي      يا حاملا شرفَ الرجال كبلسم ِ

 

وقيل انه الرنــو الى دجلة ، فكل شهداء العراق يغسلون بدجلة وبالفرات الذي حرم منه الحسين ( ع ) ، وانهم يؤثرون العناق الى متجه الخير ، كما فاز بذلك العلم الديني المحدث محمد محمد صادق الصدر ، عبر ارتحاله الى كل طبقات الشعب العراقي ، ناسجا هداية الدين بمتراس الوعي المتـنور ، وهو ما اقض مضاجع الطغاة ليهوي على تربة النجف الأشرف شهيد كلمة واحدة ، كـلا كـلا للطغيان ، وهو المعنى الذي ضمنه احد الشعراء  المحدثين بقوله :

 

سقط الزمان ومـذْ رأيتُ لئاما           فالموتُ عند العارفين  لِزامــــــــا 

صدام قد حرقَ الجدودَ وارثها         والصدَرُ تحملهُ  الرجالُ وسامــــا

 

 واما تلك الجثث التي نسدلت جذلى في مدينة ( الثورة ) سابقا ، ( الصدر ) حاليا إلا تجاوبا وتحقيقا ، لما ذهبت اليه نبؤة محمد مهدي الجواهري :  في رثاءه الوطني اللبناني : عبد الحميد كرامي بقوله :   باق  وأعمـــــــارُ الطغاة قصارُ

 حتى قوله :

 

عبد الحَميد وكلُ مجـد ٍ زائف ٍ             ما لم يكن للشعب فيـــــه قرار ُ

فالمجدُ ان يحميك مجدك وحده          في الناس لا شُـرَطٌ ولا انصــارُ

 

 وكأن شاعر الغربية الأكبـــر في مقبرة الغرباء في سوريا ، الى جانب رفاة اخيه ومعاصر غربته عبد الوهاب البياتي وهمسه الشعري :

 

نذوي  ، كما تـذوي الزنابقُ في التراب .

 

 يتناوبان الصراخ ونظم الشعر سرا ، لا مماتا ، في كل مسيرة إحتجاج  وعند كل لجلجة لطفولة جائعة ، وحزنا على كل إنموذج وعي ابـــاح روحه للشيطان ، لا لأنســـنة الهاتفين حبــــــــــــــا : بالروح بالـدم نفديك يـا عـــــــــــــــــــــــــراق                       

 

     عباس الحسيني – شاعر ومترجم – أميركـــا                                               



#عباس_الحسيني (هاشتاغ)       Abbas_Alhusainy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يـَــأتي ، وقَـَــدْ تـَـوّجـَـتـْـهُ الجـِـهـاتْ
- لـــــك المجد
- الإستنماء تأريخ إكتشاف لذة
- أكذب دماء المسرح
- انــوه لعزلـي ؟؟
- العولمــــة في خطــاب الحاضـــر الثقـافــــي
- عراق لنا ، عـــراق هناك
- الى فهد الأرض - الى فقيد الحزب الشيوعي الباسل ، وكل رفاق الح ...
- زفـــــرة البراق الأخـــير
- نشيد الذبول
- احنّ اليـــك
- ثمة فراســـخ عن الغد
- لنهر ومحراث ارض
- الفاتحون محررون
- آباء وابناء
- الى أدكار الن بــــــــــو ، شاعرا ومعذبا
- بـــــلاد
- آلـــة الشلل المعرفي انمدوذج للأنقطاعات في أنساق التاريخية
- xxx اكس اكساكس فلم العرض الأول عولمـــة في درامـــا محابرات ...
- انهم يقتلون قمـــر الثــوار


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عباس الحسيني - الى دجلة والشهداء مع التحية...