أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عودة - من أجل تعزيز موقف القيادة تجاه أموال المقاصة؟














المزيد.....

من أجل تعزيز موقف القيادة تجاه أموال المقاصة؟


رمزي عودة

الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 23:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


من أجل تعزيز موقف القيادة تجتصر القيادة الفلسطينية على رفض استلام أموال المقاصة، وهي إيرادات ضريبية فلسطينية على السلع الواردة من إسرائيل أو من خلالها تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة وتحولها للخزينة الفلسطينية. وتعتبر هذه الاموال حقا من الحقوق الاقتصادية للشعب الفلسطيني وفقا لاتفاقية باريس التي وقعت عام 1994 بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال. وتقدر أموال المقاصة المحتجزة في وزارة المالية الاسرائيلية حتى لحظة كتابة هذه السطور بنحو 3 بلايين شيكل، تشكل أكثر من 60% من موازنة السلطة الوطنية. وهي أموال كفيلة بسد العجز في موازنة السلطة الوطنية، والتي عجزت بسبب موقفها هذا عن تسديد فاتورة الرواتب لموظفيها البالغ عددهم أكثر من 160 الف موظف منذ اعلان موقفها الاخير من رفض استلام المقاصة في شهر يونيو الماضي.
في السياق التاريخي للعلاقة الفلسطينية الاسرائيلية بشأن أموال المقاصة، تعرضت السلطة الوطنية الفلسطينية لابتزاز مستمر ومتصاعد من قبل الحكومة الاسرائيلية، وكان آخر هذه الضغوط الاسرائيلية اقتطاع الاموال التي تقدمها السلطة الوطنية للاسرى وعائلات الشهداء وذلك بحجة دعم الارهاب. وقد رفضت القيادة الفلسطينية هذا الابتزاز، معتبرة أن دعم الاسرى والشهداء يعتبر من الأوليات والثوابت الوطنية التي لن تتنازل عنها القيادة الفلسطينية. وبرغم شح الموارد المالية لاسيما بعد تجميد غالبية المساعدات العربية للسلطة الوطنية، الا أن السلطة الوطنية استمرت في دفع مستحقات الاسرى والشهداء. وقد نجحت في هذا السلوك بتكريس دورها الوظيفي كأداة للتحرر وليس كوكيل عن دولة الاحتلال كما كانت تهدف اليه حكومة الاحتلال.
ومؤخرا، يأتي الموقف الفلسطيني الرافض لاستلام أموال المقاصة كرد فعل على تهديدات الحكومة الاسرائيلية اليمينية منذ مارس الماضي بضم منطقة الاغوار والمستوطنات تماشيا مع صفقة القرن، وهي منطقة تتجاوز مساحتها 32% من مساحة الضفة الغربية، ويعني ضمها الى دولة الاحتلال انهاء حقيقي لحل الدولتين.
وفي لقاء رقمي تم عقده قبل يومين من قبل مركز دراسات الشرق الاوسط التابع لجامعة كاليفورنا، تحدث ايهود عاري، وهو كاتب وصحفي اسرائيلي وخبير في الشأن الفلسطيني مقرب من الحكومة الاسرائيلية، عن استغرابه من استمرار الموقف الفلسطيني الرافض لاستلام أموال المقاصة في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية وعدم قدرة السلطة الوطنية عن دفع كامل فاتورة الرواتب لموظفيها. وحاول عاري أن يقدم نصائح للقيادة الفلسطينية اعتبرها "قيمة" لانها تمنع انهيار السلطة أو التمرد عليها، مغزى هذه النصائح يكمن في ضرورة استلام أموال المقاصة من الخزينة الاسرائيلية، وعدم الاعتماد على وسيط عربي أو أوروبي لاستلام هذه الاموال أو تقديم قروض للسلطة، لان موقف الوسطاء واضح ويشير الى أنهم "لن يقدموا أي مساعدة للفلسطينيين في ظل تعنت القيادة القيادة الفلسطينية ورفضها التحدث مع الاسرائيليين" على حد تعبير عاري نفسه.
في الواقع هنالك عدة عوامل تدفع القيادة الفلسطينية للاستمرار في رفض استلام أموال المقاصة، وأهمها:
1- ان قبول هذه الأموال عبر ممرات التحدث مع الاسرائيليين يشير الى قبول السلطة الوطنية الضمني للوضع الراهن، وهو وضع لا يزيد عن سلطة محدودة من الحكم الذاتي للفلسطينيين تقدم خدمات غير سياسية لهم، في غياب واضح للسلام الحقيقي الذي يفضي الى حل الدولتين.
2- في ظل تعثر المفاوضات بين الجانبين لأكثر من عقد من الزمان، فان قبول الفلسطينيين لاموال المقاصة يعني قبولهم الضمني لاجراءات الاحتلال الاسرائيلي المفضية الى تغيير الواقع السكاني والجغرافي في الاراضي المحتلة، لاسيما في منطقة الاغوار والقدس دون وجود أي أفق حقيقي للتسوية.
3- في ظل المحاولات المستمرة لادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفرض صفقة القرن على الفلسطينيين الذين يرفضوها جملة وتفصيلا، باعتبارها لا تلبي الحد الادني من المطالب الفلسطينية، وفي ظل احتواء الصفقة على ضم الاغوار والقدس الى "الدولة اليهودية"، فان التراجع عن الموقف الفلسطيني الخاص برفض استلام المقاصة يشير الى دلالة سياسية هامة وهي؛ رضوخ الفلسطينيين للضغوط المفروضة عليهم، واستعدادهم لقبول شروط صفقة القرن.
4- ان قبول أموال المقاصة في اطار عودة "الحديث مع الحكومة الاسرائيلية" على حد تعبير ايهود عاري، يعني تراجعا عن قرارات القيادة الفلسطينية المتعلقة بوقف التنسيق الامني ووقف العمل بكافة الاتفاقات مع الجانب الاسرائيلي وأهمها اتفاق اوسلو واتفاق باريس.
5- لم تقدم اسرائيل أي ضمانات أو تعهدات الى الان للفلسطينيين ولا للعرب بوقف عملية الضم، وحتى اتفاق السلام الاماراتي الاسرائيلي الذي وقع في سيبتمبر الماضي برعاية أمريكية، فقد أشار الى تعليق الضم وليس الى وقفه أو الغائه، وبالضرورة لم ينتفي السبب الذي دفع القيادة الفلسطينية لرفض استلام المقاصة.

وفي اطار دعم موقف القيادة الفلسطينية في الاستمرار في رفض أموال المقاصة، يمكن اثارة السؤال الضروري والمهم على الساحة الفلسطينية؛ وهو كيف يمكن دعم وتعزيز هذا الموقف الفلسطيني؟. في هذا السياق يمكن طرح عدة حقول تساعد في هذا الصدد؛ وهي:
أولا: ترشيد النفقات العامة والخاصة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية.
ثانيا: العمل على الاستثمار في الانسان الفلسطيني وتعزيز التنمية على كافة الصعد.
ثالثا: عدم التنازل بتاتا عن مطلب القيادة الفلسطينية بالغاء الضم وعدم الرضوح لابتزاز الحكومة الاسرائيلية المتلعقة باموال المقاصة.
رابعا: العمل على خلق جبهة دولية وعربية مناصرة لحقوق الفلسطينيين لاسيما حقهم في رفض أموال المقاصة في ظل تهديدات الحكومة الاسرائيلية المتكررة بالمضي قدما في مخطط الضم على أرض الواقع بما فيه الاستمرار في بناء المستوطنات وتهويد القدس المحتلة.



#رمزي_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموجة الثالثة للسلام .. الى أين؟
- في مقاربة الرد على البروبوجندا الاماراتية
- سلطة الله وسلطة الحاكم
- كورونا، حداثة ما بعد الحداثة
- معضلة حماس في اجراء الانتخابات
- الحياد ليس هو المطلوب أمام الازمة القطرية
- -تحدّي ترامب- فهل ينجح بالمرور؟
- القائمة المفتوحة فوضى أم تنظيم لصفوف فتح!
- مؤتمر باريس .. قراءة في النتائج واستراتيجيات الدبلوماسية الف ...
- التوافقية وليس المصالحة هي المطلوبة
- الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين
- الشباب والتحول الديمقراطي في اعقاب الربيع العربي
- موعدنا مع ايلول ..الدولة ام الاستقالة؟!
- الحل ليس حل السلطة !
- يا ابيض يا اسود .. في سبتمر المقبل


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عودة - من أجل تعزيز موقف القيادة تجاه أموال المقاصة؟