|  | 
                        
                        
                        
                            
                            
                                
                             
                                
                                    حزب الله العراقي يعترف بضرب السفارات الأجنبية
                                
                            
                               
                                    
                               
                                
                                
                                   
                                     
 
                                        عبدالخالق حسين
 
       الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 22:40
 المحور:
                                            مواضيع وابحاث سياسية
 
 
 
 
 
                                   
                                        
                                            
                                              منذ الأيام الأولى من حملة ضرب السفارات الأجنبية بالصواريخ ببغداد، كنا واثقين أن المليشيات العراقية الموالية لإيران هي وراء الاعتداءات الأثيمة المخالفة لكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية. ولكن استمرت قيادات هذه المليشيات، وجيوشها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تنكر دور هذه المليشيات، وتطالبنا بالدليل الشرعي، وتطلق عليها (الحشد الشعبي المقدس)، وأي انتقاد لها هو انتقاد للمقدس. 
 بينما أكد الواقع أن هذه المليشيات لا يمكن اعتبارها من الحشد الشعبي، لأن الحشد الشعبي الحقيقي تأسس استجابة لفتوى الجهاد الكفائي لسماحة الإمام السيد علي السيستاني بعد أن وصلت عصابات داعش إلى تخوم بغداد وأربيل عام 2014. وقد تم دمجه بالقوات المسلحة التي تأتمر بأوامر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وصدر بحقه قانون من البرلمان.
 
 أما المليشيات المسلحة المنفلتة مثل (كتائب حزب الله العراقي) و(عصائب أهل الحق) وغيرهما كثير، فلا يمكن اعتبارها من الحشد، لأنها تأسست بأوامر وتمويل من دولة مجاورة (إيران)، وهي موالية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعتبر امتداداً لحرس الثورة الإيراني، وتضرب مؤسسات الدولة العراقية، إضافة إلى ضربها السفارات الأجنبية بالصواريخ، الجرائم التي أحرجت موقف الحكومة العراقية في العالم وأدانتها.
 
 وقد حذرنا في مقالنا السابق الموسوم: (مخاطر قصف السفارات في العراق)(1) من مغبة هذه الأعمال الصبيانية اللامسؤولة التي من شأنها إنزال المزيد من الويلات والكوارث على الشعب العراقي، فراح أنصار إيران يتهموننا بالعمالة والانبطاح لأمريكا وإسرائيل.
 
 و أخيراً، اعترفت قيادة (كتائب حزب الله العراقي)، بدورها في هذه الجرائم التي اعتبرتها عملاً جهادياً ووطنياً شريفاً، فقد جاء في الأنباء: ((أعلنت "كتائب حزب الله" العراقية أن فصائل المقاومة وافقت على ما سمته "هدنة مشروطة" في الهجمات على القوات الأمريكية في البلاد. وأكد المتحدث باسم "كتائب حزب الله"، محمد محيي، في حديث لوكالة "رويترز" اليوم الأحد [11/10/2020]، أن الاتفاق على تعليق الهجمات على أهداف أمريكية يشمل كافة فصائل المقاومة في العراق، وخاصة تلك التي ربما تستهدف أيضا القوات الأمريكية.))(2)
 
 فماذا نريد من دليل أكثر من هذه التصريحات لنعرف أن المليشيات الموالية لإيران هي وراء ضرب السفارات الأجنبية وخاصة الأمريكية. وقد ذكرنا مراراً وتكراراً، أن القوات الأمريكية المتواجدة في العراق هي ضيوف على الدولة العراقية، بدعوة من الحكومة العراقية برئاسة الدكتور حيدر العبادي بعد احتلال (داعش) للمحافظات الغربية عام 2014، ولدعم القوات العراقية في حربها على تلك العصابات، ولذلك فهذه القوات هي ضيوف وليست قوات احتلال.
 
 لا شك أن هذه المليشيات هي متمردة على الحكومة العراقية، وتأتمر بأوامر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الإسلامية، وليست بإمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقي. فهي تعيث فساداً في أمن البلاد والعباد، وفي هذا الخصوص يتساءل الأستاذ طعمة السعدي في مقاله القيم (الرابط في الهامش)(3)، ما يلي:
 (أمّا ألحالة ألأمنية فإنني أسأل ألحكومة ألإيرانية سؤالاً عليها أن تجيبني عليه، و أحلفها بدم سيد ألشهداء أبي عبدألله ألحسين عليه ألسلام، هل ترضين أن يكون للعراق فصيلاً أو فصائل مسلحة تعمل في طهران وغيرها من ألمدن الإيرانية، وتأتمر بأوامر ألحكومة العراقية، أو ألمرجعية ألشيعية ألرشيدة في النجف الأشرف؟ أجيبونا إن كنتم منصفين و صادقين يا أولي ألألباب. لا شكّ أن جوابكم سيكون بالنفي. إذن بأي حق دعمتم وتدعمون فصائل مسلحة خارجة عن ألقانون ارتكبت كل أصناف الجرائم، و تسببت بقتل آلاف ألعراقيين، واستولت على بيوت المواطنين وصادرتها بالقوة و ألتهديد ، ولم يسلم منهم حتّى ألمستأجرين فأجبروهم على ترك ألبيوت التي تروق لأفراد هذه ألعصابات، و الميليشيات من سكنة ألصرائف و جماهير خلف ألسدة سابقاً الذين نهبوا ألبلاد و روّعوا العباد،  وزوروا ألوثائق في سوقهم، سوق مريدي، و فرضوا الإتاوات و اختطفوا المواطنين مقابل عشرات ألآلاف من ألدولارات لإطلاق كل مختطف، و سيطروا على ألمنافذ ألحدودية ووارداتها، وغير ذلك مما لا يحصى من ألمخالفات ألقانونية والجرائم طوال 17 عاماً؟ هل يرضى ألله و رسوله وأهل ألبيت عليهم ألسلام الذين تدّعونَ (وتظنّون) أنكم تقتدون بهم أمام ألمغفلين بهذه ألأفعال يا (آيات ألله)؟(3) انتهى الاقتباس.
 
 وبناءً على كل ما تقدم، بات واضحاً للقاصي والداني، بما لا يقبل أي شك أو تأويل، أن المليشيات المسلحة العراقية الموالية لإيران هي التي تضرب السفارات الأجنبية، وخاصة الأمريكية وقواتها في العراق، وهي خارجة عن القانون، وضد سياسة الدولة العراقية، ولا تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، بل تستلم أوامرها من دولة أجنبية، وتساهم بالفلتان الأمني، وحتى ضد المرجعية الدينية في النجف الأشرف المتمثلة بالإمام السيستاني.
 لذلك نهيب بالسيد مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، بالسير قدماً في مشروعه الوطني، بعزل هذه المليشيات عن الحشد الشعبي، وحلها، وحصر السلاح بيد الدولة فقط، وقبل فوات الأوان. فهؤلاء يريدون تحويل الدولة العراقية إلى ما يسمى بـ(الدولة العميقة)، خاضعة لحكم العصابات المليشياوية التي تتلقى أوامرها من إيران.
 يجب تحرير العراق من هذه العصابات قبل فوات الأوان.
 [email protected]
 ــــــــــــــــ
 روابط ذات صلة
 1- د.عبدالخالق حسين: مخاطر قصف السفارات في العراق
 https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694941
 
 2- "حزب الله" العراقي: المقاومة تعلق الهجمات على الأهداف الأمريكية
 https://arabic.rt.com/middle_east/1162433-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%87%D8%AF%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7%D8%A9-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9/
 
 3- طعمة السعدي: كلمات من أجل ألشعب وألوطن للأخ مصطفى ألكاظمي - ألحلقة ألخامسة
 https://akhbaar.org/home/2020/10/276179.html
 
 #عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)
       
 
 ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
 
 
 
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع.
 
       
 
 
 
 
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟
    
 
 
 
                        
                            | رأيكم مهم للجميع
                                - شارك في الحوار
                                والتعليق على الموضوع للاطلاع وإضافة
                                التعليقات من خلال
                                الموقع نرجو النقر
                                على - تعليقات الحوار
                                المتمدن -
 |  
                            
                            
                            |  |  
                    
                    
                                
                                    الكاتب-ة لايسمح
                                        بالتعليق على هذا
                                        الموضوع | 
                        نسخة  قابلة  للطباعة
  | 
                        ارسل هذا الموضوع الى صديق  | 
                        حفظ - ورد   | 
                        حفظ
  |
                    
                        بحث  |  إضافة إلى المفضلة
                    |  للاتصال بالكاتب-ة عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
 
 | - 
                    
                     
                        
                    مخاطر قصف السفارات الأجنبية في العراق - 
                    
                     
                        
                    التدخل الإيراني في العراق.. إلى أين؟
 - 
                    
                     
                        
                    هل النظام الإيراني فوق النقد؟
 - 
                    
                     
                        
                    حول علاقة العراق بأمريكا وإيران
 - 
                    
                     
                        
                    العراق بين فاشيتين
 - 
                    
                     
                        
                    إيران تستغل الشيعة والقضية الفلسطينية لأغراضها التوسعية
 - 
                    
                     
                        
                    أسباب ثورة 14 تموز 1958، (الوضع قبل الثورة)*
 - 
                    
                     
                        
                    الإجراءات الوقائية ضد كورونا أخطر من المرض نفسه
 - 
                    
                     
                        
                    كورونا ثورة الطبيعة التصحيحية وتعزيز للعولمة
 - 
                    
                     
                        
                    في ذكرى جريمة انقلاب 8 شباط الأسود
 - 
                    
                     
                        
                    في وداع الشخصية الوطنية العراقية عزيز الحاج
 - 
                    
                     
                        
                    العواقب الوخيمة لقرار إخراج القوات الأجنبية من العراق
 - 
                    
                     
                        
                    مقتل سليماني والمهندس تصعيد إلى حرب كارثية
 - 
                    
                     
                        
                    الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق
 - 
                    
                     
                        
                    شعب مغلوب على أمره!!
 - 
                    
                     
                        
                    إيجابيات تظاهرات تشرين ونتائجها المحتملة (غير المقصودة)
 - 
                    
                     
                        
                    حادثة ساحة الوثبة جريمة بعثية داعشية بإمتياز!
 - 
                    
                     
                        
                    لماذا هذا الدفاع المحموم عن السعودية ومندسيها؟
 - 
                    
                     
                        
                    متى كانت السعودية نصيرة لثورات الشعوب؟
 - 
                    
                     
                        
                    تجيير مطالب مشروعة لأغراض داعشية!
 
 
 المزيد.....
 
 
 
 
 - 
                    
                     
                      
                        
                    تعرضت للإصابة خلال تصويره.. زينة تشارك متابعيها لحظات من كوا
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    -تناقض صارخ-.. تحليل لـCNN يوضح فرق اللقاء بين رئيسة وزراء ا
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    ترامب يرد على سؤال إن كان قرر توجيه ضربة داخل فنزويلا
 - 
                    
                     
                      
                        
                    قرد يهرب في متجر هالوين من مالكته ويتعلق بالسقف.. شاهد ما حد
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    -البنتاغون- توافق على تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة ا
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    مسؤول سوري: أحمد الشرع والقصر الجمهوري وكل المؤسسات مُلزَمون
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    الإعيسر في بلا قيود: لدينا خارطة طريق إن نُفذت ستضع حداً للح
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    ماذا نعرف عن -أبو لولو جزار الفاشر-، وكيف رأى سودانيون خبر ا
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    فيديو - إسرائيل تُعيد جثامين 30 فلسطينياً إلى قطاع غزة
 - 
                    
                     
                      
                        
                    أطول كنيسة في العالم: ساغرادا فاميليا في برشلونة تصل إلى ارت
                        ...
 
 
 المزيد.....
 
 - 
                    
                     
                        
                    تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
                     / غنية ولهي-	  - -  سمية حملاوي
 - 
                    
                     
                        
                     شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان 
                        ...
                    
                     / غيفارا معو
 - 
                    
                     
                        
                    حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    التاريخ يكتبنا بسبابته 
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    التاريخ يكتبنا بسبابته
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    جسد الطوائف
                     / رانية مرجية
 - 
                    
                     
                        
                    الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
                     / كمال الموسوي
 - 
                    
                     
                        
                     الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
                     / علي عبد الواحد محمد
 - 
                    
                     
                        
                     شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
                     / علي الخطيب
 
 
 المزيد.....
 |