أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - بكائية ليست بياتية لشمس حزيران قادم















المزيد.....

بكائية ليست بياتية لشمس حزيران قادم


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 08:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يختار التاريخ أبطاله بدقة متناهية ، وكذلك الكادر وأبعاد المسرح والديكور والمكياج والكورس والانارة وحتى طبيعة وأسلوب التمارين التي تسبق العرض.لكن الفرق بطبيعة الحال كبير بين مسرحية إيحائية داخل مسرحية يحضرها هاملت وعمه وتديرها عبقرية شكسبير، وبين الحدث التاريخي الفعلي أو الواقعي المفترض.ويبقى في ذهن المشاهد دائمآ قول هاملت وهو يقارن دموعه الحقيقية بدموع الممثل المصطنعة ـ ما هيكوبا بالنسبة له وماهو بالنسبة لهيكوبا ـ كفارق بين وهم الوهم الموحي لمسرحية داخل مسرحية وبين أحداث التاريخ المتداخلة مع بعضها والكاشفة أيضآ لأسرار بعضها البعض
هذه النبذة عن مسرح شكسبير وددت أن أضعها أمام القارئ للفائدة واستجلاء المعنى، وألفت انتباهه الكريم أن ثمة فرق هائل بين شخصية عم هاملت ، القاتل المتستر بالفضيلة،
وبين قوة الشر التي نحاول رصدها مقابل قوة الخير الكامنة فينا كبشر واقعيين وفي فكر هاملت كشخصية مسرحية ايجابية، بين ألامنا وأمانينا كشعوب تحلم بالحرية ومواكبة العصر وبين أهواء ومصالح عرب مؤسسات التخلف والتقهقر ومعاداة سنن التقدم، بين خمسة حزيران مر علينا كملهاة مريرة ومسرحية كشافة نستلهم العبر منها وبين مسرحية حقيقية شديدة الدمار والماسي محتملة وأسبابها قائمة أمامنا وبيننا نعيشها ونشهدها تتراكم يومآ بيوم.
كان الشقيري محام تتطابق شخصيته الحماسية مع طبيعة مهنته التي تتطلب الخطابة فكان دبلوماسيآ متألقآ يشتي في القاهرة ويصيف في لبنان ومن ـ صوت العرب من القاهرة ـ كنا نستمع لخطبه الرنانة تصدح بأمجاد ياعرب أمجاد والوحدة الكبرى وهشاشة الكيان الصهيوني الذي سيبتلع البحر أشلاءه بعد تمزيقه إربآ بسيوفنا الخشبية التي صنعها ملك النفط وصقلها البطل الجميل عبد الناصر كي يستيقظ العرب في الخامس من حزيران أمام أسرع هزيمة في التاريخ وأكثرها هزلآ وبؤسآ وفكاهة

شغلتنا الترهات
فقتلنا بعضنا بعضآ وها نحن فتات
في مقاهي الشرق نصطاد الذباب.
اه لم تترك على عورتنا شمس حزيران رداء

كانت هزيمة الخامس من حزيران مسرحية تجريبية داخل مسرحية حقيقية نعيشها الأن و تتويجآ ونهاية لملهاة سوداء وغبية في ذات الوقت شاهدها وعاشها جيلنا بتفاصيلها .وكما هي العادة عند شكسبير فثمة دائمآ أسطورة ، شبح ما ، ساحرات أو متكهنات كعناصر تشد ذهن المشاهد وتمنحه قدرة على الإستمتاع وتعميق الفهم والاستنتاج فما هو فكاهي قد يترك في نفسك ألمآ وماهو مأساة قد يحمل لك فكاهة عميقة.بدأت المسرحية التاريخية بظهور شبح الشيوعية في بغداد الذي بث الرعب في النفوس العربانية المدمنة على صيد الذباب في مقاهي القرض والإجترار والدجل. الشعب العراقي بعبقريته التاريخية وحيويته ودوره الإنساني إختار طريق التحرر في الرابع عشر من تموز.صار العراق وهو مركز إرتكاز كفتي ميزان الأرض غربآ وشرقآ ، عقلآ وروحآ ، وعيآ ولاوعيآ ، محط أنظار العالم فثارت ثائرة مؤسسات التخلف العربي الزاخرة بضروب العث والقمل حتى أجهضت الثورة في 8 شباط بين الهرج الهمجي الرومانسي القوماني العربي وبين صلافة ونفاق الشرطي الإيراني وإزدواجية عصاه التي تتلون بالوهم في طرف وبالليبرالية في طرفها الاخر.الدم العراقي الذي تحنت به أرض العراق في 8 شباط هو نفسه الدم المراق اليوم بسبب الجثث المفخخة ، الرومانسية القومية مقابل الرومانسية الأصولية التدميرية اليوم.الشرطي الشاهنشاهي المتامر مقابل الشرطي النجادي الأصولي الإزدواجي الحالي.بدأت الملهاة الدموية الأولى في شباط 1963 وانتهت بهزيمة حزيران في 1967.أما المأساة الدموية الجديدة فقد بدأت في العام 2003 والنهاية المتوقعة لها في العام 2008 كأقصى حساب ولمزيد من الدقة في تفكيك الظاهرة التاريخية أحيل القارئ الكريم لمقالاتي عن نيكولاي غوغول وخاصة مقالة ـ أحمدي نجاد وشبح أكاكي أكاكافيتش النووي ـ
.المسرح كامل متكامل ومثالي وشغال بعناصره والممثلون يؤدون أدوارهم بقدرات فذة.بدلآ من ملك النفط وأسلحته الخشبية هناك الأمير بن لادن وسيوفه الباشطة وبدلآ من المحامي الشقيري الخبير بالخطب الرنانة ومنابر التهريج هناك الدكتور الظواهري الطبيب الخبير بالجسد وتشريحه بالمبضع وخطاباته النارية التي تسبق أو تعقب أجسادآ إنتحارية تتفجر دمارآ ولحمآ وأوصالآ بشرية تتناثر شذرآ مذرآ.وبدلآ من إذاعة صوت العرب هناك قناة الجزيرة التي تؤجج يوميآ الحماسة وروح الموت والتوق لفردوس الحرمان ولذلك وطبقآ لمعرفتنا بالملهاة الدموية الأولى التي انتهت بفكاهة الخامس من حزيران و طبقآ لأصول الدراما من أرسطو حتى بريخت يمكن أن نتخيل ، وبثقة شكسبيرية عالية ، حجم النهاية المآساوية القادمة. ولكي أسهل على القارئ الكريم تخيل مشاهد وتفاصيل المسرح والأحداث سوف أعرض له بعض العناصر والشخوص وأترك لفطنته التوغل في أعماق الأحداث التاريخية التي سبقت ملهاة الخامس من حزيران والتي نعيشها الان وتسبق وتهيئ وتعد لمأساة حزيرانية دموية محتملة ومقبلة ـ
1.عبد الكريم قاسم ـ ديكتاتور طيب ومتسامح وعفيف ومحبوب من شعبه واجه خصومه ببسالة الأبطال تجنبآ لسفك الدماء فغدروا به بخسة وإغتالوه بعد محكمة صورية سريعة مقابل ـ صدام حسين ـ ديكتاتور دموي ومشعل حروب وجلاد ومبذر ومستبيح لثروات بلاده ومذل لشعبه إستسلم لأعدائه بجبن وخزي إهتز لهما العالم وتجرى له محكمة مطولة وأصولية سوف تنتهي بإستذلاله وطلب إبقائه حيآ على الأرجح
2.الخنوع والتهريج والإدعاء والصخب الأجوف لعربان حزيران مقابل التهور والإرهاب والروح الدموية والرفض لمنطق العقل وسنن التطور لعربان الأصولية المغلقة على ذاتها.
3.الشقيري، المحامي ، اللسان واللافعل الصاخب مقابل الظواهري، الطبيب ، اليد والفعل الدموي البربري المخطط والمبرمج
4.إيران الشاهنشاهية الدكتاتورية المفتوحة لمزابل الغرب والليبرالية الخليعة مقابل إيران النجادية الشمولية المتهورة والمحافظة والإزدواجية المواقف
5.إنتشار وشعبية لقوى اليسار والتحرر مع سياسة سوفيتية متذبذبة ومتخاذلة قبل الخامس من حزيران مقابل ترويج إعلامي للديمقراطية الغربية ومبادئ حقوق الانسان و
سياسة أمريكية متذبذبة وغير مخلصة ومليئة بالأخطاء
6.مزاج إجتماعي حماسي تفاؤلي عاطفي غنائي سابق للخامس من حزيران مقابل مزاج إجتماعي سوداوي منهك ومشتت بين الإرهاب والتيارات المتصارعة والمتحاربة على إختلافها.
7. من مصر الى جبال لبنان الجميلة وفللها حيث كان الشقيري يصيف ويهرج ، والى جبال تورابورا الوعرة حيث يقود الظواهري قوى الإرهاب .
أكتفي بهذه النقاط لرسم المشهد أو العرض المسرحي وأترك للقارئ المهتم أن يعود للتاريخ ليستجلية ويستخرج منه المزيد من العناصر التي يمكن أن تعمق الرؤية والشخصيات والظلال فأنا أصلآ لست بالمحلل السياسي إنما فقط أهتم بالذاكرة وإستنباط العبرة والمثل العراقي الشعبي يقول ـ إمش وراء اليبكيك ولا تمش وراء اليضحكك ـ أي كن جادآ وما أكثر الدجالين والمضحكين في مجتمعاتنا العربية الذين يفرحون اليوم ويصفقون لقتلة الأطفال والأبرياء في شوارع بغداد ـ لهؤلاء أقول مخلصآ ـ هذه بكائيتي لشمس حزيران قادم أكتبها لكم يا عرب وياعجم مؤسسات البؤس والتخلف والدجل والإرهاب فهل تستيقظوا قبل فوات الأوان فالعرض المسرحي الحزيراني القادم لن يكون من جنس الكوميديا بل تراجيديا لن ينفع بعدها شعر الرثاء والبكاء ولهذا السبب بالذات أكتب هذه البكائية الإستباقية.
و أرجو من القارئ أن يتأمل في الشحنة الديالكتيكية للأبيات التالية وبشكل خاص لقانون تحول الكم الى كيف لعله يصل الى تصور أفضل مني للأحداث.

زرعوا الليل خناجر وكلاب
إن سقف الليل ينهار عليهم
........
دوري ودوري في الفراغ وأسقطي في العار
أيتها الأصفار
ففي غد سيسدل الستار
ويسقط الممثلون في الوحول تحت سقف المسرح المنهار.
..........................
1.إستخدم شكسبير أسلوب المسرحية داخل المسرحية لكشف قوة الشر أمام قوة الخير وقد إفترضت أن هذا الأسلوب الشكسبيري ممكن التطبيق لدراسة ظواهر التاريخ وتداخلها الجدلي مع بعض وبالتالي متابعتها في سيرورتها والتكهن بنتائجها ـ مسرحية هاملت ـ
2.أبيات الشعر المذكورة للشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستشار موفق الربيعي والحامض النووي للزرقاوي
- بلا خجل يهمش الطائفيون شهداء الشعب العراقي
- كافكا في محاكمة صدام
- بظر غونداليزارايس
- الأيزيديون والصابئة ، كالأيتام في مأدبة اللئام ؟
- رسالة مشتركة الى نوري المالكي وكونداليزارايس بخصوص الصابئة
- أنقذوا هذا الكتاب قبل أن يحترق!
- بارانويا الفك
- الماركسي الذي نسى أن يمسح نخرورته الطائفية
- رسالة بلغة مسمارية الى المفتش العام الدكتور محمد البرادعي
- أحمدي نجاد وشبح أكاكي أكاكافيتش النووي
- ستراتيجية وتكتيك قوى الشر والحرب وشارب محمود شنب
- الهمج شعر
- الى عباس البياتي الأبوذية شيعية والمقام سني ياكاردينال
- مندادهيي علم الحياة من منظور هيغلي
- من صابئي مندائي الى أية الله العظمى السيد على السيستاني ـ حف ...
- لماذا يرد إسم الايزيدية والصابئة كنكرة وليس معرفة في مسودة ا ...
- نوال السعداوي وأنصاف الرجال الأقزام
- لميعة عباس عمارة ـ المرأة العراقية المبدعة وجحوش التخلف
- ثلاث دقائق حداد ـ براعة في الدجل والتضليل


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - بكائية ليست بياتية لشمس حزيران قادم