أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - هل أذربيجان دولة شيعية














المزيد.....

هل أذربيجان دولة شيعية


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 7 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في التقارير الصحفية والتحليلات السياسية المنشورة في وسائل الاعلام العربية، كثر في الفترة الأخيرة وصف جمهورية أذربيجان بانها دولة شيعية. ومع أني اتجنب الخوض في مواضيع تخص التركيبة الطائفية للسكان، خاصة عند عدم توفر معلومات أكيدة ومن مصادر رصينة، الا ان الحرص على ان لا تعزز تلك التوصيفات نهج خاطئ في الدراسات الاجتماعية-السياسية تفضي في نهاية المطاف الى استنتاجات مضللة، فرض عليَ ان أكتب ما أعرفه في هذا الشأن.
بدايةً، لابد من الإشارة الى انه وفقًا للدستور الحالي لجمهورية اذربيجان، تعتبر أذربيجان نفسها دولة علمانية، لذا لا يوجد دين رسمي في أذربيجان الحديثة. وهذا يكفي في حد ذاته لنفي الصفة الدينية أو المذهبية عن دولة أذربيجان وعن جميع الدول التي تقيم دساتيرها على أساس علماني، بغض النظر عن علاقتها بالمؤسسة الدينية في بلدانها.
الا أن البعض، يعتمد خطأً، لتوصيف الدول دينيا او مذهبياً، التركيبة السكانية في تلك الدول، وتحديدا في أذربيجان ونسب المؤمنين فيها، من حيث الانتماء الديني والمذهبي. ولا شك في أن سكان جمهورية أذربيجان يدينون بالعديد من الديانات، منها الديانات الكبرى المعروفة بالإضافة الى الديانات غير المعروفة، والتي ربما لم يسمع بها بعض القراء من قبل. فمع أن الديانتان الرئيسيتان في أذربيجان هما الإسلام والمسيحية. الا ان من بين سكان أذربيجان من ينتمي الى الديانات اليهودية والزرادشتية والبهائية والعديد من الأديان الأخرى.
خلال سنوات الحكم السوفيتي في أذربيجان، كان يُعتقد أن 70٪ من إجمالي عدد المسلمين في أذربيجان هم من الشيعة، و30٪ من السنة. الا ان هذه النسب لم تعتمد على احصاء حقيقي للسكان في الحقبة السوفيتية، واغلب الظن انها اعتمدت على احصائيات سبقت تلك الحقبة.
وبعد حصول أذربيجان على الاستقلال، لم تتوفر بيانات دقيقة عن عدد السنة والشيعة في البلاد لذا أصبح من المعتاد استخدام بيانات الحقبة السوفيتية، رغم توفر بيانات نشرتها مؤسسات استطلاع اعتمدت على استبيان رأي مجموعات صغيرة من السكان مختلفين في موقعهم الجغرافي، وهي بيانات تقريبية لا يعتد بها في الدراسات الاجتماعية الرصينة.
إضافة الى ذلك فإن العديد من الباحثين، وبدرجة عالية من اليقين، أكدوا على تغير التكوين الطائفي للسكان منذ اخر إحصاء اجري في بداية القرن العشرين. ففي دراسات نشرتها مؤسسة الأبحاث والدراسات الامريكية «Jamestown Foundation»، التي تبحث في مشاكل القوقاز ، جرى التأكيد على أن هنالك تغير واضح في التركيبة الطائفية لمعتنقي الإسلام في أذربيجان، وأن حالات تحول الشيعة إلى الإسلام السني أصبحت أكثر شيوعًا بين الشباب في أذربيجان ، خاصة في العاصمة باكو.
ولهذه الظاهرة أسباب عديدة، منها انتشار وترسخ الإسلام السني التركي، بشقيه الحنفي والشافعي، في أذربيجان لأنه، حسب تصور النخبة السياسية في أذربيجان، يعتبر الأنسب للنموذج العلماني للبلاد. يقول رفيق علييف، الرئيس السابق لـمؤسسة إدارة الشؤون الدينية في أذربيجان، إن "الإسلام التركي هو الاتجاه الإسلامي الوحيد الذي يتوافق مع النموذج العلماني للدولة الأذربيجانية"، وهذا يشير الى ان الدولة تقدم بعض التسهيلات لنشر الإسلام السني التركي في أذربيجان على حساب المذاهب الإسلامية الأخرى. لذا فإن تأثير الإسلام السني التركي أصبح ملحوظاً في المناطق الشمالية من البلاد، حيث يزداد احتمال حضور المؤمنين إلى المساجد الرسمية. وفي هذا الصدد، تتعاون أذربيجان في القضايا الدينية مع وزارة الشؤون الدينية التركية، التي تم تمكينها للترويج للإسلام التركي في الخارج.
خلص محللو جيمستاون إلى أن من المناطق التي لوحظ فيها نشاطا متميزا للجماعات الإسلامية السنية في سومجيت. وهي ثاني أكبر مدينة في أذربيجان وتعتبر رأس جسر لانتشار الإسلام السني في أذربيجان. وعلى الرغم من أن العدد الأكبر من السنة يعيشون في شمال أذربيجان، إلا أن الحالات الجماعية لتحول الشيعة إلى الإسلام السني شائعة بين الشباب في باكو وغانجا وجاخ. كما ان الإسلام السني الراديكالي، بسبب ضغط الأجهزة الحكومية، انتقل في نشاطاته نحو الجنوب الذي يتقاسمه الشيعة والسنة الشافعية.
عدا ذلك، ففي سياق المواجهة المتصاعدة مع إيران، اعتمدت أذربيجان سياسة اضطهاد للطائفة الدينية الشيعية وقادتها، المتهمة من قبل السلطات بصلاتهم مع النظام الديني الإيراني. في البداية كان الضغط على أتباع هذه الطائفة الدينية مقتصرا على تحجيم نشاطها الديني والسياسي، ثم تطورت أساليب هذا الضغط في أواخر التسعينيات، ليكتسب في السنوات الاخيرة الطابع القمعي الأكثر وضوحًا. يتضح هذا من خلال "مذبحة نارداران" المثيرة، التي بررها النظام بالدفاع عن العلمانية في البلاد، الا انها جاءت في سياق حملات القمع المتواصلة لانتشار ظاهرة الاستياء المتزايد للشيعية من السياسات الداخلية والخارجية للنظام.
الحقيقة هي أن أذربيجان، التي تقدم نفسها كدولة علمانية ذات تقاليد دينية معتدلة، تتبع في الواقع سياسة نشطة لإدراج العامل الإسلامي في أجندة مستقبلها الجغرافي الاستراتيجي. فأثناء تشكيل جمهورية أذربيجان المستقلة الجديدة، لم تختر النخبة توجهاً دينيًا، بل اعتمدت الانتماء القومي أساسا إستراتيجيا لبلورة هوية الدولة الناشئة، والتي هي هوية تركية، مما أدى حتماً إلى التقارب مع تركيا السنية. لذا، عندما وصل حزب العدالة والتنمية الإسلامي برئاسة أردوغان إلى السلطة في تركيا، فبالإضافة إلى الانجذاب المتبادل بين مجتمعات تركيا وأذربيجان على أساس لغوي قومي، بدأ بحث احتمالات الاندماج الثقافي والديني لشعبي البلدين بشكل مكثف. علما بأن الأتراك الأذربيجانيين يشكلون غالبية سكان البلاد.
فهل يصح بعد ذلك وصف أذربيجان بالدولة الشيعية، كما عبر عن ذلك، على سبيل المثال، الصحفي المعروف عبد الباري عطوان في تسجيل نشره قبل أيام على صفحته؟



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق و-غابة رايكن-
- وهم التطبيع
- حركات الاحتجاج الشعبية وافاقها
- بيروت عاصمة منكوبة
- نحو عالم متعدد الاقطاب
- الفبركة الاعلامية في معركة الرئاسة الامريكية
- من كان بيته من زجاج لا يرمي الاخرين بالحجارة
- اليابان وظلال مقارنة بالعراق
- الوجه الاخر للحضارة الغربية الرأسمالية
- العقيدة الوطنية اساس السلام الاهلي في روسيا
- تكهنات وقرائن عن الوباء الفيروسي
- تكهنات في اسباب استقالة ميدفيدف
- بعد الهجوم الصاروخي الايراني
- لا جديد تحت الشمس
- متابعة صحفية لاغتيال قاسم سليماني
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء
- سانتا باربارا وسانت ليغو


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - هل أذربيجان دولة شيعية