أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - لا جديد تحت الشمس















المزيد.....

لا جديد تحت الشمس


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. جاسم الصفار
07/01/2020
منذ صبيحة يوم الجريمة، اي يوم الجمعة الماضية 03/01/2020، ولمدة يومين رقص البعض فرحا بتصفية احد قادة الحشد الشعبي البارزين (أبو مهدي المهندس) مع الجنرال الايراني المعروف (قاسم سليماني)، واطلقوا على ذلك اليوم الذي سفكت فيه الدماء واستبيحت سيادة العراق بأنه "جمعة مباركة"، وقد وصلت رسالتهم، سواء بتخطيط او دون تخطيط، الى اسيادهم ومشغليهم، ليعلنها بفرح وغرور وزير الخارجية الامريكي بومبيو " العراقيون فرحون بتصفيتنا للارهابيين" ومن قصدهم بومبيو بالارهابيين هم قادة معركة التحرير ضد داعش.
بعدها، في 05/01/2020 عقد البرلمان العراقي جلسته الاستثنائية بغياب النواب السنة والاكراد ليتخذ قراره المعروف بسحب القوات الاجنبية من العراق بتوصية من رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي. ومع ان القرار المذكور الذي اتخذ بأغلبية شيعية، لم يكن شديد اللهجة ولا حتى حاسما في موقفه السياسي الخارجي، كما كان يتمنى زعيم التيار الصدري (حسب رسالته الموجهة للبرلمان في جلسته تلك)، الا ان الحملة الاعلامية المعادية للقرار، في القنوات التلفزيونية، ذات الولاءات المعروفة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت مباشرة بعد اتخاذه.
فمن جهة، سعى البعض الى الطعن بقانونية القرار الذي صوت عليه البرلمان العراقي بخروج القوات الاجنبية من العراق وشككوا بصلاحيات حكومة مستقيلة اوكل اليها امر تنفيذه، ومن جهة اخرى جرى الباس القرار لباسا طائفيا لجعل الشيعة وحدهم رأس حربة في التصدي للعدوان الامريكي، لتذكير الامريكان بمن هم اصدقاء امريكا في العراق وما الذي يستحقونه مقابل ذلك.
عدا ذلك كانت هنالك ملاحظات تشير الى انه كان من الافضل لو ان الاحزاب الشيعية في البرلمان قد بذلت جهدا اكبر من اجل اشراك السنة والاكراد (ولا اقصد هنا الطوائف والقوميات عموما، بل الاحزاب المهيمنة على قرارها) لكي لا يخرج القرار شيعيا بامتياز. ومع ان هذا الرأي حكيم في ظاهره الا انه عصي على التنفيذ في واقع يضع فيه كل مكون مصالحه فوق مصالح وكرامة الدولة العراقية، ثم ان الوقت لم يكن يسمح بالمماطلة والتأجيل.
الرئيس الامريكي دونالد ترامب، لم ينتظر طويلا ليرد بصفاقته المعروفة، مهددا بالعقوبات على العراق والمطالبة بدفع تعويضات عن المعسكرات التي انشأها الامريكان في العراق. وكان من الممكن ان توضع ردة فعل الرئيس الامريكي في مكانها الطبيعي كتعبير انفعالي سريع عن غضبه واستياءه من قرار دولة لم يكن يوما مهتما بسيادتها واستقلالية قرارها السياسي.
كل هذا عادي ومفهوم لولا تلقف البعض للتهديد الامريكي كاشارة لتصعيد حملة اعلامية لتخويف العراقيين من مستقبل اسود ينتظرهم يفوق حتى حالة الحصار التي مروا بها بعد احتلال الكويت. وقد نجحت هذه الحملة في خلق حالة رعب حتى في الصف الوطني وعند العقلاء من الناس. ساعدتهم في نجاحها ذاكرة ما زالت تحتفظ بتفاصيل الحياة البائسة التي مروا بها في تلك الفترة. هددوهم باعادة العراق الى الفصل السابع وذكَروهم بحياة العوز التي عانوا منها في ذلك الوقت بكل تفاصيلها متبلة باراجيف صنعها خيالهم المريض.
وبالفعل تمكنت تلك الحملة الاعلامية من خلق حالة اضعفت الموقف الوطني، فتراجع زعيم التيار الصدري عن فحوى رسالته الى البرلمان وكتب المقرب منه محمد صالح العراقي رسالة يؤكد فيها على ان الاولوية للجهد الدبلماسي، وبدأ الاعلام الرسمي ينشر توضيحات يخفف فيها من اثر قرار البرلمان، وكأن قرار سحب القوات الاجنبية من الاراضي العراقية لا علاقة له بخرق امريكا لسيادة العراق أو، والعياذ بالله، ان تكون ردا على اغتيال عراقيين وايرانيين على الاراضي العراقية.
فالموضوع بمجمله، حسب الاعلام الرسمي الذي ساد بعد التهديد الامريكي، ليس سوى تحصيل حاصل، ونتاج للوقائع على الارض بعد تحرير العراق من داعش والتي كان احتلالها للعراق هو الذي دعا وقتها الحكومة العراقية لطلب مساعدة قوات التحالف. وبما ان السبب قد زال بتحرير الاراضي العراقية، فلا جدوى بالتالي لوجود قوات التحالف على الاراضي العراقية. ولزيادة التطمين اكد الطرف العراقي على ان "اتفاقية الاطار الستراتيجي" مع امريكا تبقى فاعلة كما هي تجنبا لفراغ امني قد يحصل في العراق، على حد تعبير عضو البرلمان رياض محمد علي، في حديث لموقع VOA الاميركي.
وصلت الرسالة الاخيرة الى صناع القرار في امريكا، فطمأنت وزارة الخارجية الأميركية العراقيين، يوم الثلاثاء 07/01/2020، بنفيها للانباء المتداولة بوجود مناقشات لفرض عقوبات على العراق، مؤكدة انه لاتوجد نية لفرضها حاليا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورغان أورتاغاس في تصريح متلفز ان العراق حليف الولايات المتحدة والخيارات الدبلوماسية مازالت مطروحة معه. وأضافت أورتاغاس ان المشاكل قد تحدث بين الحلفاء والخيار الدبلوماسي هو الافضل لحل الازمات والمشاكل بينهم. ثم اعلن بعدها ترامب، بلهجة توبيخ وتهديد: "اذا عاملنا العراق باحترام فلن نفرض عليه اي عقوبات".
ومع اني ايضا اؤمن بضرورة الحفاظ على علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الامريكي، الا اني كنت منذ البداية غير مصدق لأية عقوبات يمكن ان تفرضها امريكا على العراق. فالساسة من الشيعة الذين اتخذوا القرار في البرلمان العراقي يعلمون جيدا بانهم اول من يتضرر بالعقوبات الامريكية، التي ستشمل حتما التهديد بمصادرة اموالهم المنهوبة وضياع نعيمهم الذي وفره لهم نظام المحاصصة الاثنية والطائفية وانهم سيسارعون لطمأنة الطرف الامريكي.
واخيرا، فلابد من التذكير بأن العالم قد تغير يا سادة، واصبح اليوم من المستحيل على امريكا فرض حصار كذلك الذي كان بعد احتلال الكويت، ولكن يبقى بالتأكيد ثمن الحرية واستقلالية القرار العراقي والدفاع عن السيادة الوطنية غاليا، قد نضطر يوما لدفعه كما تدفعه اليوم دول كبرى ولكن دون مغالات وبلا انفعالات وبعد عمل صبور لبناء دولة تملك مقومات الصمود والمناورة. وهذا لن يكون الا باسقاط نظام المحاصصة الاثنية والطائفية وتشييد دولة المواطنة. دولة يحترمها الصديق ويخشاها العدو.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعة صحفية لاغتيال قاسم سليماني
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء
- سانتا باربارا وسانت ليغو
- بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي
- الهدية الملغومة
- بين معطفين......
- حول التحالفات
- الاذلال والمقاومة في ثلاث محطات....
- في ذكرى العدوان النازي على الاتحاد السوفيتي
- الحياة السعيدة
- الوعي الثوري والحس الثوري
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثالثة)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثانية)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الاولى)...
- عثرة في الدبلوماسية الايرانية ام رؤيا منقوصة في السياسة الخا ...
- تغريدات امريكية في غابة التويتر
- الثورة السودانية وخياراتها الصعبة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - لا جديد تحت الشمس