أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - العراق و-غابة رايكن-














المزيد.....

العراق و-غابة رايكن-


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6681 - 2020 / 9 / 19 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق و"غابة رايكن"...
في عرض فكاهي معبر روى الممثل الكوميدي السوفيتي المعروف أركادي رايكن، في سبعينات القرن الماضي، أن في غابة ما، أعلن عن وظيفة شاغرة لأرنب، وكان من بين المتقدمين لإشغال هذه الوظيفة دب عاطل عن العمل. وبعد التدقيق في أوراق المتقدمين للعمل تختار إدارة الغابة الدب لإشغال وظيفة ارنب في الغابة لقاء مرتب يتناسب والوظيفة التي يشغلها.
باشر الدب عمله في الغابة على انه ارنب، منجزا جميع الواجبات الموكلة اليه حتى وان اضطر لتنفيذها بذل جهد لا يقوى عليه الارنب، راضيا بأن يستلم لقاء ذلك مرتب ارنب. هكذا استمر الحال الى أن علم الدب في يوم من الأيام، أن في مكان ما في الغابة، يعمل أرنب تم تعيينه بوظيفة دب، ويستلم لقاء عمله مرتب دب.
إثر اكتشاف الدب لتلك المفارقة، قرر أن يشتكي عند إدارة الغابة طالبا تحقيق العدالة. وبناء على الشكوى التي تقدم بها الدب، شكلت إدارة الغابة لجنة تحقيق للنظر في الشكوى. فاستدعت لجنة التحقيق، المكونة من ثلاثة اسود، كل من الدب والارنب للفصل في موضوع الشكوى المقدمة من الدب.
سأل المحققون الارنب عن هويته فعرض عليهم عقدا للعمل يؤكد بانه دب، فالتفت المحققون للدب مبينين له ان الوثائق التي بحوزة الارنب تثبت انه دب، وان على الدب بنفس الطريقة ان يثبت أنه دبا. هنا ارتبك الدب وسقطت حجته فهو لا يملك سوى وثيقة مصدقة من إدارة الغابة تثبت انه ارنب.
انتهت القضية بان يتراجع الدب عن شكواه ويرضى بمصيره مستمرا على العمل بصفة ارنب. خاصة بعد أن علم فيما بعد أن الأسود الثلاثة الذين نظروا في قضيته يملكون وثائق من إدارة الغابة تثبت انهم معينون في وظيفتهم كحمير.
ما اشبه "غابة رايكن" بعراقنا في سنواته العجاف الأولى حقبة البعث التي طغت فيها المراكز الحزبية على المؤهلات والخبرة في العديد من المواقع الحساسة للدولة آنذاك، قبل ان يصبح هذا النهج وباء يكبل الدولة العراقية ويهدم أسس تطورها بعد 2003 حيث أصبحت المحسوبية والمنسوبية والفساد نتاجات أساسية لنظام الدولة القائم على المحاصصة الاثنية والطائفية والحزبية.
وبالتالي، فبعد 17 عاما من إدارة البلاد من قبل الأحزاب المهيمنة على الدولة بفضل نظام المحاصصة، ترسخت قواعد واعراف الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة عموديا وافقيا، الى ان انتجت دولة فاشلة بكل المعايير الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
لذا، حازت القرارات الاخيرة التي اتخذها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتعيين شخصيات معروفة، ولو بدرجات مختلفة، لتبوء مناصب حساسة في قمة هرم السلطة، على اهتمام الوسط السياسي في العراق. ومن الطبيعي ان لا يكون الموقف موحدا من هذه التعيينات حتى في صفوف القوى المنتقدة لنظام المحاصصة الاثنية والطائفية والحزبية، رغم إشارة الكاظمي الى ان التعيينات الأخيرة لم تكن وفقا لقواعد واعراف نظام المحاصصة.
وعلى أي حال فلكي تكون هذه القرارات جزء من عملية اصلاح اداري وسياسي لأجهزة ومؤسسات الدولة و"لوضع عربة الإصلاحات على السكة السليمة وتوفير أدوات الإصلاح"، كما قال الكاظمي في لقائه مع وفد الحزب الشيوعي العراقي، يجب تحقيق، او السعي لتحقيق ثلاثة شروط، الأول هو ان تكون الشخصيات التي جرى اختيارها لتبوء تلك المناصب من ذوي المؤهلات والخبرة ومن غير المتورطين في الفساد. فهل يحق لنا ان نتفاءل عند مراجعتنا لأسماء من جرى تعيينهم من تحقق هذا الشرط؟
أما الشرط الثاني، فهو عدم التوقف في عملية اصلاح الجهاز الإداري للدولة عند حدود الدرجات الخاصة، فالإصلاح يجب ان يكون افقيا وعموديا بعد ان استشرى الفساد في مؤسسات الدولة من قمتها حتى قاعدتها. الشرط الثالث، هو الكشف عن الفضائيين في أجهزة ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية إضافة الى القوات الرديفة التي تعتمد في تمويلها على خزانة الدولة، ولكي نكون واقعيين فان تحقيق الشرطين الأخيرين يتوقفان على تحقيق الشرط الأول بكفاءة عالية.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم التطبيع
- حركات الاحتجاج الشعبية وافاقها
- بيروت عاصمة منكوبة
- نحو عالم متعدد الاقطاب
- الفبركة الاعلامية في معركة الرئاسة الامريكية
- من كان بيته من زجاج لا يرمي الاخرين بالحجارة
- اليابان وظلال مقارنة بالعراق
- الوجه الاخر للحضارة الغربية الرأسمالية
- العقيدة الوطنية اساس السلام الاهلي في روسيا
- تكهنات وقرائن عن الوباء الفيروسي
- تكهنات في اسباب استقالة ميدفيدف
- بعد الهجوم الصاروخي الايراني
- لا جديد تحت الشمس
- متابعة صحفية لاغتيال قاسم سليماني
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج ...
- الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء
- سانتا باربارا وسانت ليغو
- بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - العراق و-غابة رايكن-