أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - غباء العنجهيّة الذكوريّة… لاسيما الجبان منها














المزيد.....

غباء العنجهيّة الذكوريّة… لاسيما الجبان منها


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 7 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تباهى بعنتريته. فبعدما أصيب بالمرض وكاد أن يفارق الحياة لولا العناية الفائقة التي حظي بها بوصفه رئيس أقوى دولة في العالم وأكثرها تقدماً في العلوم الطبّية، وبعدما أخضِع لوهلة للتنفس الاصطناعي وعولج بعقاقير لا تزال في الطور الاختباري، بما يعني أن القلق على حياته بلغ الذروة لدى أطبائه، فعلت العقاقير مفعولها واستعاد حيويته (وإن كان الأطباء غير متأكدين من أنه اجتاز المحنة نهائياً) فاستساغ أن يعرّض مرافقيه للمرض كي يطوف بسيارته المصفّحة ويلوّح بيده للحمقى المعجبين به والمرابطين أمام المستشفى العسكري حيث جرى علاجه.
ثم أجاز له الأطباء أن يعود إلى بيته الأبيض المؤقت الذي يحلم بأن يحوّله إلى مقرّه الدائم على غرار رؤساء مدى الحياة في الأنظمة الديكتاتورية، فعاد إلى هوايته المفضلة التي يمضي نصف وقت عمله المفترض في ممارستها، ألا وهي التغريد (وتغريده أقرب إلى نُعاب الغراب منه إلى غناء العندليب) فكتب متبجّحاً «أشعر بأنني بأفضل حالا! لا تخافوا من الكوفيد. لا تدعوه يسيطر على حياتكم. لقد طوّرنا، في ظل إدارة ترامب [يتكلّم عن نفسه وكأنّه شخص آخر وهي من علامات النرجسية المعروفة]، بعض العقاقير الممتازة والمعرفة.
أشعر بأنني على حال أفضل مما كنت عليه قبل عشرين عاماً!» وكأن سائر الأمريكيين يستطيع الحصول على مثل العناية التي حظي بها في حين أن قسماً عظيماً منهم لا يحوز حتى على ضمان صحّي اعتيادي.
ثم عاد إلى البيت الأبيض حيث ثمة جناح هو بمثابة مستشفى صغير خاص بالرئيس، وخرج على الشرفة ليخلع كمامته رافعاً قبضته وكأنه ملاكم محترف انتصر على خصمه في مباراة حامية، ثم غرّد من جديد مستشهداً بصحافية أسترالية من روّاد الصحافة اليمينية كتبت عنه مقالاً بعنوان «تُظهر معركة فيروس كورونا بسالة الرئيس ترامب» جاء فيه ما غرّد به، وهو «أن الرئيس، لو عاد إلى مزاولة الحملة الانتخابية، سوف يكون بطلاً لا يُقهر [كذا]، وقد تغلّب ليس على كل الحِيَل القذرة التي رماها عليه الديمقراطيون، بل وعلى الفيروس الصيني [كذا] أيضاً. وسوف يُظهر لأمريكا أنه ينبغي ألا نخاف».

هذا في وقت بلغ عدد الإصابات بوباء الكوفيد في الولايات المتحدة حوالي سبعة ملايين ونصف المليون وزاد عدد الوفيات بسببه عن 210 آلاف، أي أعلى عدد إصابات وأعلى عدد وفيات في العالم أجمع بالرغم من أن أمريكا إحدى أغنى دول العالم والدولة الأكثر تقدماً في العلوم الطبّية كما نوّهنا، بما يشكّل إدانة دامغة لمسلك «إدارة ترامب» في مواجهة الجائحة ويشير إلى استهتار الرئيس بصحة مواطنيه، لا بل بحياتهم، وهو يحثّهم على عدم الاكتراث وعدم استخدام الكمامات ويمضي في تصوير كوفيد وكأنه داء بسيط، بل داء يسمح لمن يُصاب به أن يخرج منه على طريقة رجوع الشيخ إلى صباه في القوة. وعند هذا الحدّ يستحيل الذكوري الغبي مجرماً حقيقياً بتشجيعه مواطنيه على تعريض حيواتهم للخطر.
وعلى غرار أمثاله من مواليد الثروة الصِفاق، فإن هذا «البطل الذي لا يُقهر» كان طفلاً مدلّلاً جباناً، وهو يدّعي شجاعة الشجعان (لما ينقصه من رأي) بينما تُظهر سيرته أنه استخدم امتياز الثروة التي ورثها عن والده كي يتهرّب من أداء الواجب العسكري الذي أملي على أبناء جيله. فبعد تأجيل خدمته العسكرية أربع مرّات بسبب الدراسة، استحصل على شهادة طبّية في خريف عام 1968 كي يفلت من التطويع الإلزامي ويُحال إلى الاحتياط، ثم على شهادة طبّية ثانية في عام 1972 أعفته من الخدمة نهائياً بحجة نِقي عظمي في رجله. والطريف في الأمر أنه سئل في عام 2015 عن أي رِجل ظهر فيها النِقي، فلم يستطع الإجابة.
وقد كشف تحقيق أجرته صحيفة «واشنطن بوست» في صيف ذاك العام عن الشبهات الكثيفة التي توحي بأن دونالد ترامب الشاب قد اشترى ذريعته الطبّية من أحد الأطباء المكرة، وهي طريقة معهودة في البلدان التي تفرض خدمة عسكرية إلزامية بينما يستشري الفساد فيها بحيث لا يخدم سوى الفقراء ومتواضعي الحال.
ويلٌ لأمة تحسب الجبان بطلاً، وويلٌ لعالم تسوده مثل هذه الأمة…



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تبقّى من جمال عبد الناصر بعد نصف قرن؟
- السودان: قذارة الابتزاز الأمريكي وحقارة الرضوخ له
- من المأساة إلى المسخرة: حول حفل التوقيع في البيت الأبيض
- بن سلمان في الميزان: هل ينتهي تولّيه العهد قبل العهد؟
- فرنسا ووهم الاستعمار المستدام
- نتنياهو وبن زايد يشاركان في حملة ترامب مرة ثانية
- «حزب الله» من التحرير إلى الطغيان
- «كلّن يعني كلّن»!
- الاستبداد وتلفيق التهم: عمر الراضي نموذجاً
- إجماع سعودي إيراني على حساب المسلمين!
- مأساة لبنان والوطنية الحقّة
- تحية للعالمات المشاركات في مشروع «الأمل»
- الجدوى من العدوى: عن دلالة الخيال الكارثي
- الموقف الوطني المصري السليم من ليبيا
- شهادة بولتون عن ترامب وبوتين وسوريا
- سفينة لبنان تغرق ولا من يعوّمها
- العنصرية والطائفية والرُكبات على الرَقبات
- الصهيونية بنت العنصرية الاستعلائية البيضاء
- فلسطين: من تقسيم إلى آخر
- رثاء الأمة العربية وشرط نهضتها


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - غباء العنجهيّة الذكوريّة… لاسيما الجبان منها