أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر الكفائي - حديث مع النفس(1)















المزيد.....

حديث مع النفس(1)


حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)


الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 09:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدكتور عبد الفتاح الزاوي من اشهر اطباء القلب في شمال امريكا وهو ليبي الاصل استوطن في هذا البلد منذ سنين مضت له خبره طويلة في عمله ويمتاز بنشاط وحيوية في مجالات كثيرة خصوصا مع الجاليات العربية ومنظمات المجتمع المدني ومحاضراته القيمة ، كان عونا لكثير من الخريجين الجدد في وصولهم الى هذا البلد ، والكثير من الاطباء خصوصا من دولة ليبيا يثمنون جهوده في كسب المعرفة من خلال ربطهم في هذا العالم الجديد بتطوره العلمي والمعرفي .
يزدحم المراجعون لعيادته على الدوام فيأتي العربي وغير العربي على حد سواء لقدرته وشهرته في مجال تخصصه ، يستقبل مراجعيه بسجيته المعهودة وتواضعه وخفة دمه اذ لا يختصر بحديثه مع اي مراجع له على ماجاء لاجله من فحص و ارشادات لوضعه الصحي بل هو يتعدى ذلك ليتبادل اطراف الحديث ولاتخلو احاديثه من طرفة او مزحة .
معظم الناس هنا يضعون جداول مع اطباءهم كمراجعة دورية كل حسب حاجته لهذا الطبيب او ذاك وحسب علته ومعاناته والبعض من دون ان يكون لديه اي مرض او معانات يراجع اطباء أخصائيين كل سنة او كل ستة اشهر لمعاينة وضعه وللاطمئنان على صحته وهذا جيد لتلافي اي مخاطر قد تحدث في قابل الايام والشهور .
كنت اراجعه في كل سنة وكان لطيفا ودائما مايسألني عن بلدي وعن ماجرى بعد هذا التغيير ويتحدث لي عن الشعوب العربية ومصير الأمة وابتعادهم عن الدين فهو يمزج مزجا لطيفا بين الدين والطب والحديث عن الواقع المعاصر الذي تعيشه الشعوب . اذكر مرة عندما طال الحديث فيما بيننا وكان جله يتركز على الالتزام الديني وكيف يكون المؤمن مع الله مطمئنا لقضاءه وقدره . حكى لي هذا الطبيب حكاية كانت بحق ينجذب لها الوجدان ويخفق لها القلب اذ تحدث لي عن احد مراجعيه الاجانب حيث اخبره بان لديه مرض عضال وهو مرض السرطان وانه لم يبق له في الحياة غير ايام قليلة ، اردف الطبيب في كلامه على ايمان المسلم وكيف يسلم امره لله لان هذه الحياة ماهي الا مرحلة من مراحل الحياة الابدية للبشر ، ثم قال لي تخيل ماكانت ردة فعل هذا الشخص عندما اخبرته ،قلت : وماذا فعل ، رد الطبيب : صدقني لم يصدر منه اي شيء غير طبيعي بل بالعكس شكرني على انني اخبرته بوقت مبكر لانه لابد من ترتيب اموره وما يحتاج لهذا الغرض كشراء بدلة انيقة حيث من عادتهم هنا ان يلبسوا الميت ارقى واحلى ملبس عنده، وكذلك اشياء كثيرة يحتاج الى ترتيبها واخرى يعطيها لاخرين ويحصر ما عنده لاعطاءه لفلان وفلان واخذ يعدد اشياء كثيرة يفترض ان عليه انجازها والاستعداد للرحيل وكأنه سيذهب برحلة ترفيهية الى مكان ما ، ثم قال لي الطبيب لقد ودعته وودعني بهدوء وذهب ، عندها عقب الطبيب على ذلك حيث تسائل عن مصدر هذه القوة والثقة الذي يمتلكها هذا الرجل مع انهم من ملة ليس فيها التزام بالمعنى الذي يوضحه الدين الاسلامي وليس مثل مانحن ندعي ونقول بالسنتنا والحال ان المسلم لابد له ان يكون بهذا الايمان والتسليم المطلق بقضاء الله وقدره .... وفي الواقع لقد ابهرني الطبيب بهذه القصة وتسائلت مع نفسي هل فينا من يمتلك نفسه ويتجرع مثل هذه البلاءات ولا ينهار او قد يفارق الحياة قبل اجله ماالذي جعلهم اقوى منا ونحن نفخر دوما من اننا امة لا اله الا الله واننا في كل صلاة نعيد ونكرر في الجهر والاخفات "اياك نعبد واياك نستعين".....مع العلم انني قد سمعت عن اشخاص اخرين بنفس الروحية ونفس المعنويات وليس هذا الشخص الوحيد الذي تحدثنا عنه فقد اخبرتني الدكتورة جينا عوده العراقية الماهرة عن بعض مراجعيها ايضا يمتلكون نفس رباطة الجأش هذه بعكس الكثير منا فقد ينهارون عند سماعهم هكذا اشياء تمس حياتهم ..فما السر وهل هناك خطأ ما يا ترى؟. الدكتور عبد الفتاح الزاوي من اشهر اطباء القلب في شمال امريكا وهو ليبي الاصل استوطن في هذا البلد منذ سنين مضت له خبره طويلة في عمله ويمتاز بنشاط وحيوية في مجالات كثيرة خصوصا مع الجاليات العربية ومنظمات المجتمع المدني ومحاضراته القيمة ، كان عونا لكثير من الخريجين الجدد في وصولهم الى هذا البلد ، والكثير من الاطباء خصوصا من دولة ليبيا يثمنون جهوده في كسب المعرفة من خلال ربطهم في هذا العالم الجديد بتطوره العلمي والمعرفي .
يزدحم المراجعون لعيادته على الدوام فيأتي العربي وغير العربي على حد سواء لقدرته وشهرته في مجال تخصصه ، يستقبل مراجعيه بسجيته المعهودة وتواضعه وخفة دمه اذ لا يختصر بحديثه مع اي مراجع له على ماجاء لاجله من فحص و ارشادات لوضعه الصحي بل هو يتعدى ذلك ليتبادل اطراف الحديث ولاتخلو احاديثه من طرفة او مزحة .
معظم الناس هنا يضعون جداول مع اطباءهم كمراجعة دورية كل حسب حاجته لهذا الطبيب او ذاك وحسب علته ومعاناته والبعض من دون ان يكون لديه اي مرض او معانات يراجع اطباء أخصائيين كل سنة او كل ستة اشهر لمعاينة وضعه وللاطمئنان على صحته وهذا جيد لتلافي اي مخاطر قد تحدث في قابل الايام والشهور .
كنت اراجعه في كل سنة وكان لطيفا ودائما مايسألني عن بلدي وعن ماجرى بعد هذا التغيير ويتحدث لي عن الشعوب العربية ومصير الأمة وابتعادهم عن الدين فهو يمزج مزجا لطيفا بين الدين والطب والحديث عن الواقع المعاصر الذي تعيشه الشعوب . اذكر مرة عندما طال الحديث فيما بيننا وكان جله يتركز على الالتزام الديني وكيف يكون المؤمن مع الله مطمئنا لقضاءه وقدره . حكى لي هذا الطبيب حكاية كانت بحق ينجذب لها الوجدان ويخفق لها القلب اذ تحدث لي عن احد مراجعيه الاجانب حيث اخبره بان لديه مرض عضال وهو مرض السرطان وانه لم يبق له في الحياة غير ايام قليلة ، اردف الطبيب في كلامه على ايمان المسلم وكيف يسلم امره لله لان هذه الحياة ماهي الا مرحلة من مراحل الحياة الابدية للبشر ، ثم قال لي تخيل ماكانت ردة فعل هذا الشخص عندما اخبرته ،قلت : وماذا فعل ، رد الطبيب : صدقني لم يصدر منه اي شيء غير طبيعي بل بالعكس شكرني على انني اخبرته بوقت مبكر لانه لابد من ترتيب اموره وما يحتاج لهذا الغرض كشراء بدلة انيقة حيث من عادتهم هنا ان يلبسوا الميت ارقى واحلى ملبس عنده، وكذلك اشياء كثيرة يحتاج الى ترتيبها واخرى يعطيها لاخرين ويحصر ما عنده لاعطاءه لفلان وفلان واخذ يعدد اشياء كثيرة يفترض ان عليه انجازها والاستعداد للرحيل وكأنه سيذهب برحلة ترفيهية الى مكان ما ، ثم قال لي الطبيب لقد ودعته وودعني بهدوء وذهب ، عندها عقب الطبيب على ذلك حيث تسائل عن مصدر هذه القوة والثقة الذي يمتلكها هذا الرجل مع انهم من ملة ليس فيها التزام بالمعنى الذي يوضحه الدين الاسلامي وليس مثل مانحن ندعي ونقول بالسنتنا والحال ان المسلم لابد له ان يكون بهذا الايمان والتسليم المطلق بقضاء الله وقدره .... وفي الواقع لقد ابهرني الطبيب بهذه القصة وتسائلت مع نفسي هل فينا من يمتلك نفسه ويتجرع مثل هذه البلاءات ولا ينهار او قد يفارق الحياة قبل اجله ماالذي جعلهم اقوى منا ونحن نفخر دوما من اننا امة لا اله الا الله واننا في كل صلاة نعيد ونكرر في الجهر والاخفات "اياك نعبد واياك نستعين".....مع العلم انني قد سمعت عن اشخاص اخرين بنفس الروحية ونفس المعنويات وليس هذا الشخص الوحيد الذي تحدثنا عنه فقد اخبرتني الدكتورة جينا عوده العراقية الماهرة عن بعض مراجعيها ايضا يمتلكون نفس رباطة الجأش هذه بعكس الكثير منا فقد ينهارون عند سماعهم هكذا اشياء تمس حياتهم ..فما السر وهل هناك خطأ ما يا ترى؟.



#حيدر_الكفائي (هاشتاغ)       Hider_Yahya#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق مهاجر (1)
- اوراق مهاجر(2)
- هكذا تفعل الجنود المجهولة باروقة البيت الابيض
- زبايل المجتمع...!
- بين السادات والامارات
- تعقيبا على رسالة السيد الصدر الى نتنياهو
- مسعود وعائلته هو السرطان الذي انهك العراق
- الجالية وحديث مع النفس
- اشياء في زمن الوباء (2)
- اشياء في زمن الوباء
- الحب الضائع
- المطلقة في المجتمع العراقي
- اتمنى الفوز للرئيس ترامب
- ظاهرة العنوسة المستشرية
- الزيج...!


المزيد.....




- فيديو مرعب يُظهر حريقًا مميتًا بمبنى سنترال رمسيس في القاهرة ...
- العثور على وزير روسي ميتًا في سيارته بعيْد إقالته من قبل بوت ...
- ترامب -ينتظر الوقت المناسب- لرفع العقوبات عن إيران، والرئيس ...
- قتيلان في هجوم حوثي على سفينة في البحر الأحمر
- الكرملين ردا على استئناف مد أوكرانيا بالأسلحة: يطيل الحرب
- عامل توصيل يقتحم استوديو الأخبار... و-الإعلام- الكويتية تحقق ...
- ماسك يعلن توفر خدمة -ستارلينك- رسميا في قطر
- سوريا تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي لإخماد حرائق الساحل
- تقنيات بسيطة ضد الفيضانات لم تُستخدم في فيضانات تكساس! ما ال ...
- ترامب يخطر شركاء واشنطن التجاريين بدخول الرسوم الجمركية المر ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر الكفائي - حديث مع النفس(1)