أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - ما الفرق بين العقلانية والعقلنة ؟














المزيد.....

ما الفرق بين العقلانية والعقلنة ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 18:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما الفرق بين العقلانية (La rationalité) والعقلنة (La rationalisation)؟


1. نص الفيلسوف العظيم إدﭬار موران:
العقلانية تُميّز بين اليقظة والحلم، الخيال والواقع، الذاتي والموضوعي. العقلانية هي النشاط العقلاني للعقل الذي يعتمد على مراقبة المحيط -environnement (مقاومة الوسط للرغبات والخيال)، ومراقبة الفِعل (أنشطة التدقيق والتثبت والتحقق)، ومراقبة الثقافة (بالرجوع للمعرفة المشتركة)، ومراقبة الغير (هل ترونَ ما أرى؟)، ومراقبة القشرة المخية (ذاكرة، مسائل منطقية). بلغة أخرى، العقلانية هي التي تراقب وتصحّح وتصوّب كل أعمالنا.


العقلانية هي أفضل وقاية ضد الخطأ والوهم، أقصد العقلانية البنائية التي تنتج نظريات متماسكة وتتحقق من منطقيتها، العقلانية التي تحافظ على انفتاحها على مَن يخالفها في الرأي وإلا تحوّلت إلى عقيدة وانغلقت وأصبحت عقلنة ولم تعد عقلانية. من جهة أخرى توجد العقلانية النقدية التي تُمارَس خاصة ضد الأخطاء والأوهام والنظريات والمعتقدات.


لكن العقلانية تحمل في أحشائها أيضاً احتمال الخطأ والوهم عندما تنحرف عن مسارها، وهذا ما أشرنا إليه بالعقلنة: العقلنة تعتقد أنها عقلانية لأنها تُشَكِّلُ نظاماً منطقيّاً لا تشوبه شائبة، نظاماً يعتمد على الاستنتاج أو الاستقراء (déduction ou induction)، لكنها تعتمد أيضاً على دعائم مشوّهة أو خاطئة وتغلق بابَها على البَرهَنة والتجربة.
العقلنة منغلقة والعقلانية منفتحة. العقلنة تغرف من نفس العين التي تشرب منها العقلانية، لكنها تُشَكِّلُ مصدراً من أكبر مصادرً الأخطاء والأوهام. وبالتالي، إذا عقيدةٌ كانت خاضعةً إلى رؤية معينة للعالَم، رؤية ميكانيكية وحتمية (un modèle mécaniste et déterministe)، فهي لا يمكن أن تكون عقلانية بل هي عقلنة.


2. إضافة مواطن العالَم:
يبدو لي أن الإضافة هي مِن أصعب المهمات الفكرية، خاصة إضافة من قِبل غير فيلسوف (مواطن العالَم) على كلام فيلسوف (إدﭬار موران)، لكنني سأتجرّأ وأضيفُ مثالاً يجسّم العقلنة كمصدرٍ للأخطاء والأوهام، أعني به عقلنة الماركسية من قِبل الماركسيين الأرتدوكسيين الذين يحاولون أن يعقلنوا عقيدتهم (La rationalisation) ويُصبغون عليها تعسّفاً صفة "العلمية" ويُسمّونها اعتباطاً "الاشتراكية العلمية" (Le socialisme scientifique)، عقيدةٌ خاضعة إلى رؤية معينة للعالَم، رؤية ميكانيكية وحتمية.
مثال مقتضب على حتميتها: الحتمية التاريخية.
مثال مقتضب على ميكانيكيتها: لو غيرنا البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية فسوف تتغيّر البنى الفوقية الثقافية تقريباً أوتوماتيكيّاً.
مثال مقتضب على أخطائها الجسيمة: الديكتاتوريات الدموية التي حكمت في الدول الاشتراكية وانقرضت مثل ستالين في الاتحاد السوفياتي وماو في الصين وبول بوت في كمبوديا.
مثال مقتضب على أوهامها الكبيرة: الماركسية عقيدة خَلاصية وليست علمية (une doctrine messianique)، أي يعتقد معتنقوها أنها ستخلص البشرية من الفقر والجهل والجور والأشدّ وأنكَى أنهم يعتقدون جازمين أنها نهايةُ التاريخْ.


Référence biblio : Exergue Edgar Morin, in Apprendre par l’erreur, sous la coordination de Maridjo Graner et André Giordan, Ecole changer de cap (Article traduit en arabe par Mohamed Kochkar, docteur en didactique de la biologie, UCBL1, 2007.)


إمضائي (نص الفيلسوف العظيم إدﭬار موران، ترجمة مواطن العالَم):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشواكٌ معرفيةٌ على الطريق: ماذا يحدث اليوم في الدول العربية ...
- سارقُ المعرفة يُقرِئُكم السلام ويدعوكم لمقاضاة المفاهيم الثل ...
- وجهة نظر نقدية شخصية ومحدودة حول -الإعجاز العلمي في الكتب ال ...
- ماذا دهانا؟
- اقتراحٌ تربويٌّ قد يكون جزءاً من الحل لإصلاح التعليم في تونس ...
- لو حدثك واحدٌ بوضوحٍ تامٍّ عن الوضعِ، فالأفضل أن لا تصدقه بل ...
- بعض النماذج التعلّميّة المُعْتَمَدَة في العالَم؟
- كلنا أنانيون وغير الأناني فينا نتهكم منه ونحبِطه!
- أما آنَ الأوانُ للأستاذِ أن يَتحوّلَ من -ناقلٍ للمعرفةِ- إلى ...
- يبدو لي أن كل الحضارات بُنِيَتْ وطُوِّرَتْ على الطمعِ والأنا ...
- في تونس اليوم فئتان متصارعتان بصمت، فمِن أي فئة أنت وفي أي م ...
- مفاهيم إسلامية إشكالية أودُّ لو تُطرَحُ على عموم التونسيين ل ...
- صرخةُ كشكارْ ضد أندادِه الكِبارْ !
- حكايةٌ مسيحيةٌ طريفةٌ جدّاً !
- حكايةٌ جزائريةٌ طريفةٌ: للعبرةِ وليستْ للمزايدةِ !
- سلوكٌ حضاريٌّ مثاليٌّ بغض النظر عن دِينِ مَن قام به، في الآخ ...
- ظاهرة المحافظين في العالم (البروتستانت والسلفيين) ؟
- تخلفُنا في تونس: هل هو نِتاجُ عقليتنا -المتخلفة- أمْ نِتاجُ ...
- ما هي الصفة الأساسية اللصيقة بالأشياء غير النافعة ؟
- السلفية الجهادية، حركة رجعية دولية ومسلحة ؟


المزيد.....




- مسؤولون: 33 قتيلا بغارات إسرائيلية على مجمع سكني في غزة
- ما الذي تخشاه تركيا من سوريا ما بعد الأسد؟
- بين معاناة الاستغلال ونعيم الكرامة: عاملات مهاجرات في لبنان ...
- نعمة افرام يعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية
- WSJ: ترامب يدرس توجيه ضربة عسكرية لإيران
- المقاومة السرية الروسية بأوكرانيا تكشف عن غارة على مطار مغلق ...
- ترامب يكشف عن قرار سيتخذه في الساعة الأولى لتوليه رئاسة الول ...
- سياسي سوري بارز: إسرائيل تحاول منع سوريا من تحقيق الاستقرار ...
- كوريا الجنوبية.. زعيم المعارضة يدعو إلى التصويت لعزل رئيس ال ...
- علاج جيني يظهر نتائج غير مسبوقة في عكس آثار فشل القلب


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - ما الفرق بين العقلانية والعقلنة ؟