أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - سارقُ المعرفة يُقرِئُكم السلام ويدعوكم لمقاضاة المفاهيم الثلاثة التالية: العَلمانية الملحدة، الدعوية الدينية العنيفة، النضال من أجل إيديولوجيا؟














المزيد.....

سارقُ المعرفة يُقرِئُكم السلام ويدعوكم لمقاضاة المفاهيم الثلاثة التالية: العَلمانية الملحدة، الدعوية الدينية العنيفة، النضال من أجل إيديولوجيا؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 09:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة منهجية ديونتولوجية ضرورية:
أنا سارقُ معرفةٍ، سارقٌ وفي يدي "بروجكتور"، سارقٌ يُعلِنُ عن اسمِ ضحيتِهِ، عنوانِه (Référence biblio)، ويعرض المسروقَ-المعرفة على قارعة الطريق مجانًا للعموم. تاجرٌ لا يعنيه الربح ولا الشاري، باع أم لم يبع، لايهم، فالسلعة ليست مِلكَه ولن يستطيعَ توريثَها لأولاده ولو أرادَ، يعرضها ويمر دون إلحاح أو تسويق وإذا باعها فلن يقبض ثمنها نقدًا بل يقبض معرفةً أكثرَ وأفضلَ.
وإذا كنتَ تبحثُ عن معلومةٍ جديدةٍ في ما أكتبُ وأنشرُ فلن تجدَها، أنا ناقلُ معرفةٍ ولستُ منتِجَها.
عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لستُ داعيةً، لا فكريّ ولا سياسيّ, أنا مواطن مثلك، أنا لا أهدفُ البتّةَ لإقناعِك ولا يعنيني ذلك ولا يضيرني في شيءٍ عدمُ اقتناعِك، بل أكتفي بأن أعرض عليك وجهة نظري المتواضعة والمختلفة عن السائد, إن تبنّيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزتُ أنا عن إدراكِه, وإن عارضتها فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين.
البديلُ لا يُهدَى و لا يُستورَدُ ولا ينزل من السماء، البديلُ يُصنعُ بيني وبينك (قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم")، وواهمٌ أو غير ديمقراطي من يتصور أنه يملك البديلَ جاهزًا. النقدٌ هدّامٌ أو لا يكون، وكل بناءٍ جيدٍ يسبقه بالضرورة هدمٌ جيدٌ، النقدُ فرديٌّ والبناءُ جماعيٌّ.
أما المشكّكين في أهمية النقد والتنظير فأحيلهم إلى الفيلسوف العظيم إمّانوال كانْتْ (القرن الثامن عشر ميلادي):
La théorie est absurde sans la pratique et la pratique est aveugle sans la théorie

أنا لستُ باحثًا علميًّا رسميّاً، لذلك ترونني أتحدّثُ كثيرًا عن نفسي ومَن يعرفُ عُقَدَها (ses complexes) وتعقيداتِها (sa complexité) ومفارقاتِها (ses paradoxes) وتناقضاتِها (ses contradictions) فمَن يعرفُ كل هذه الخفايا أكثر مِني أنا نفسي؟ لا يحق لأحد إذن أن يتحدّث حول أي شخصٍ أو أي ظاهرة اجتماعيةٍ دون أن يبحثها علميًّا والباحث-منتِجُ المعرفة يجب أن يكون عضوًا في مخبرٍ علميٍّ جامعيٍّ أو خاص وواجبٌ عليه نشرُ أبحاثِه في مجلةٍ علميةٍ مختصةٍ.

لبّ الموضوع:
1. العَلمانية الملحِدة:
كلمتان متناقضتان (un oxymore). العَلمانية تقبل كل الأديان وتُعاملها بكل حيادٍ فلا يمكن إذن أن تكون العَلمانيةُ ملحدةً أو تدعو للإلحاد مثل ما فعلتْ وأخطأتْ دولة الاتحاد السوفياتي السابقة تحت حكم ستالين.

2. الدعوية الدينية العنيفة (prosélytisme agressif):
كلمتان متناقضتان أيضًا. "لا إكراه في الدين" (قرآن) فالدعوية الدينية سلمية أو لا تكون.

3. النضال من أجل إيديولوجيا:
المناضل المثقف التونسي الشيوعي الطلائعي يدّعي أنه يناضل من أجل تحرير العمال وإرساءِ دولةٍ شيوعيةٍ.
الداعية التونسي الإسلامي يدّعي أنه يناضلُ من أجل أسلمة المجتمع ومن أجل الدفاع عن القرآن وإعلاء كلمة الله.
أنا أسألُ وأنا أجيبُ، وأقول للاثنَين: مَن كلّفكُما بهذه المهمّة ومَن رشّحَكُما لهكذا دورٍ، الشعبُ أمْ الكُتُبُ، الواقعُ أم الوهمُ، الصدقُ أم الانتهازيةُ؟
لا ماركس رشّح الأول ولا الله وكّلَ الثاني!
ماركس قال للمناضل الأول: "العمال يحرّرون أنفسَهم بأنفسِهم دون وصايةٍ من أحدٍ"، وقال عن هذا المثقف الذي يسمّي نفسَه مناضلاً ووصفه بأنه "بورجوازي صغير متسلّق متملّق انتهازي".
والله قال للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وما "أدراكْ": "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ"، وكلمة الله عالية رغم أنفي وأنفك وأنوف الجميع، أيها الغِرُّ الدَّعِيُّ! وأنتم مَن أنتم؟ وقال لك أنت أيها الداعيةُ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"، وعن ادِّعائك الدفاعَ عن القرآن قال: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
أما أنا فأقول للأول: تناضلُ من أجل مَن؟ مِن أجل طبقةٍ بروليتاريةٍ، طبقةٍ غير موجودةٍ في تونس إلا في الكتبِ التي تقرؤها، لأن الطبقة تُحدَّدُ بوعيها الطبقي لا بوجودها المادي، ومجنونٌ مَن يحلمُ بدولةٍ شيوعيةٍ في مجتمعٍ مسلمٍ. حكام الاتحاد السوفياتي البائد كانوا "أشطرَ" منك مليون مرّة ولكنهم فشلوا فشلا ذريعًا ومُدَوّياً بعد 70 عامَا من المحاولات الديكتاتورية الدموية، والدليل القاطع على وجاهة طرحِي هو التالي: خَمْسُ دول إسلامية خرجت من رحم دولة الاتحاد السوفياتي الملحدة رسميًّا (كازخستان، تركمانستان، أوزباكستان، قرغيستان، وطاجيكستان ومجموع سكانها مجتمعة يبلغ حوالي 60 مليون مسلم).
وأقول للثاني: "على مَن تقرأ زابورك يا داعية، أتريدُ أن تُأسلِمَ مجتمعًا مسلمًا منذ 14 قرنًا، ça va la tête". ثم أنْهِي مخاطبًا الاثنين بغضبٍ وحَنَقٍ: قِيلونا لله، الله يهدينا ويهديكم!

إمضائي
كل صباحٍ، يوقُظني باكرًا وخزُ ألمِ الظهرِ، أسْرِعُ إلى المقهى والله فرِحٌ مسرورٌ بمواصلة قراءة كتابِ الأمسِ. أغلِقُ الكتابْ بمجرّد قدوم الأحبابْ. بعد ساعتين، أسرِعُ إلى حاسوبي المنزلي والله فرِحٌ مسرورٌ أيضاً، فرِحٌ مسرورٌ بكتابة ما أوحاهُ إليَّ المجلسُ أو الكتابُ. يتجدّدُ فَرَحِي وسرورِي كل يومٍ مرتين ومعه تتجدّدُ متعتي الفكرية.
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 14 أوت 2018.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر نقدية شخصية ومحدودة حول -الإعجاز العلمي في الكتب ال ...
- ماذا دهانا؟
- اقتراحٌ تربويٌّ قد يكون جزءاً من الحل لإصلاح التعليم في تونس ...
- لو حدثك واحدٌ بوضوحٍ تامٍّ عن الوضعِ، فالأفضل أن لا تصدقه بل ...
- بعض النماذج التعلّميّة المُعْتَمَدَة في العالَم؟
- كلنا أنانيون وغير الأناني فينا نتهكم منه ونحبِطه!
- أما آنَ الأوانُ للأستاذِ أن يَتحوّلَ من -ناقلٍ للمعرفةِ- إلى ...
- يبدو لي أن كل الحضارات بُنِيَتْ وطُوِّرَتْ على الطمعِ والأنا ...
- في تونس اليوم فئتان متصارعتان بصمت، فمِن أي فئة أنت وفي أي م ...
- مفاهيم إسلامية إشكالية أودُّ لو تُطرَحُ على عموم التونسيين ل ...
- صرخةُ كشكارْ ضد أندادِه الكِبارْ !
- حكايةٌ مسيحيةٌ طريفةٌ جدّاً !
- حكايةٌ جزائريةٌ طريفةٌ: للعبرةِ وليستْ للمزايدةِ !
- سلوكٌ حضاريٌّ مثاليٌّ بغض النظر عن دِينِ مَن قام به، في الآخ ...
- ظاهرة المحافظين في العالم (البروتستانت والسلفيين) ؟
- تخلفُنا في تونس: هل هو نِتاجُ عقليتنا -المتخلفة- أمْ نِتاجُ ...
- ما هي الصفة الأساسية اللصيقة بالأشياء غير النافعة ؟
- السلفية الجهادية، حركة رجعية دولية ومسلحة ؟
- إشكالية خطأ التلميذ في المدرسة؟
- جيلُ الشيوخِ جيلِي، جيلٌ كالطبلِ، الخطاب العالي والوِفاض الخ ...


المزيد.....




- من زعيم جهادي إلى سياسي معارض: كيف أعاد الجولاني تجديد صورته ...
- بلومبرغ: الصين تحد من توريدات مكونات الطائرات المسيرة للولاي ...
- الدفاع المدني يعلن انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا
- بايدن يؤكد دعمه العملية الانتقالية في سوريا
- دول أوروبية تعلق طلبات لجوء السوريين.. وحديث عن -ترحيل-
- مسكن فاخر وثروة مليارية.. هنا سيعيش بشار الأسد
- سقط الأسد ووصل الجولاني.. ماذا ينتظر سوريا في المستقبل؟
- 6 سنوات من العذاب.. قصة معتقل سابق داخل سجن صيدنايا
- رئيس مجلس الشعب السوري: مستعدون لتحقيق انتقال سلس
- رئيس وزراء بريطانيا: الأولوية في سوريا لرفض الإرهاب


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - سارقُ المعرفة يُقرِئُكم السلام ويدعوكم لمقاضاة المفاهيم الثلاثة التالية: العَلمانية الملحدة، الدعوية الدينية العنيفة، النضال من أجل إيديولوجيا؟