أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - فلسفة السياسة: بين الهيمنة كنظام حكم والحل الوسط والمساوة














المزيد.....

فلسفة السياسة: بين الهيمنة كنظام حكم والحل الوسط والمساوة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 2 - 10:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(النموذج الإسرائيلي كمثال للهيمنة)
تطرح العلوم السياسية شكلان لأنظمة الحكم في دول حيث يوجد تعدد اثني او طائفي، وسأتناول باختصار إسرائيل مثلا كنموذج للتعدد الاثني والطائفي.
الاتجاه الأول الذي تطرحه العلوم السياسية يعرف باسم "الهيمنة" وهو الاتجاه السائد في انظمتنا العربية، وفي انظمة استبدادية مختلفة أخرى من أبرزهم دولة إسرائيل.
في الهيمنة يجري استخدام النفوذ السياسي والديموغرافي والقوة الاقتصادية لدى الأكثرية الاثنية او الطائفية من اجل تضييق الخناق على الأقليات المختلفة. هذه السياسة تقود ايضا الى عرقلة تطور الأقليات في المجال الاقتصادي والسياسي. الهيمنة تقود في مناطق عديدة في عالمنا الى صراعات عنيفة قد تصل للصراع المسلح أيضا.
الاتجاه الأخر يعرف باسم "الحل الوسط والتسوية" وهو اتجاه يعترف بالحقوق الكاملة للأقليات كمواطنين متساوين. هذا النهج سائد في الكثير من الدول الأوروبية مثل سويسرا وبلجيكا وآخرها ايرلندا بعد توقف القتال مع البريطانيين الذي استمر لعقود طويلة. في كندا ايضا نفذت سياسة الحل الوسط مع السكان من أصل فرنسي (منطقة كيوبك). نفس الأمر جرى (بشكل نسبي) في الولايات المتحدة بعد المعركة الشرسة التي قادها القس مارتن لوتر كينج ضد القوانين العنصرية المعادية للسود ولمواطنين من أصول أخرى. بينما نرى ان سياسة الهيمنة التي اشعلت في وقته حرب شمال ايرلندا وعانت منها قبرص، ولا تزال بسبب الاحتلال التركي للمناطق ذات الأكثرية التركية، وما تزال اسبانيا تعاني من الصراع مع البرشلونيين المطالبين بالانفصال عن اسبانيا، بسبب ما واجهوه ويواجهونه حتى اليوم من تمييز بدأ بعهد فرانكو الذي منع تعليم لغتهم البرشلونية، ومن مساواتهم بحقوق المواطنة. مما يدفعهم للمطالبة بالاستقلال الكلي او الجزئي عن اسبانيا.
من هنا رؤيتي ان المثقفون العرب والنخب السياسية العربية التي حيدت لعقود طويلة، يجب ان تبادر الى العودة بإطار تنظيمات مجتمع مدني الى ساحة النشاط الاجتماعي والحقوقي والبدء بوضع رؤية للنشاط السياسي من منطلق ان الثقافة هي الوجه الآخر للسياسة ولا ثقافة بدون رؤية فكرية فلسفية اجتماعية سياسية شاملة، تخرج العالم العربي من أنظمة القرون الوسطى.
صحيح ان الهيمنة القائمة في عالمنا العربي هي هيمنة قبلية او عائلية او فئوية او طائفية ومتحالفة بقوة مع الدين، وهو أخطر اشكال الاستبداد حين تلتقي السلطة السياسية مع السلطة الدينية.
من هنا الاضطهاد يلحق جميع المواطنين، حتى من المنتمين للأكثرية، ويبدو ان اثارة النعرات الطائفية والاثنية بات حلا للأنظمة ألفاسدة تنجرف اليه القوى المضللة دينيا بوهم ايماني اجرامي يلحق في النهاية التدمير بالمجتمعات العربية ومستقبلها.
النموذج الاسرائيلي
في إسرائيل خطت الحكومة خطوة كبيرة نحو تعميق العنصرية والهيمنة للأكثرية اليهودية بإقرار القانون العنصري "قانون القومية" الذي اخرج العرب من كونهم مواطنين متساوي الحقوق، وعمق هيمنة الأكثرية اليهودية على السياسة والمجتمع والاقتصاد. وكنا شهودا على التحريض السياسي ضد القائمة العربية المشتركة واخراجها عن كونها ممثلة لمجموعة سكانية هي خمس سكان إسرائيل. واكاد أجزم ان تحالف غانتس مع نتنياهو كان بسبب رفضه تشكيل حكومة بديلة تعتمد على دعم القائمة العربية المشتركة لحكومة برئاسته حتى بدون دخولها رسميا للإتلاف الحكومي، انما ان توفر له الحماية البرلمانية بعدم اسقاط حكومته، مقابل طلبات تعمق نهج المساواة (ولم تطرح القائمة العربية المشتركة حتى شروطا لنهج السلام بحل القضية الفلسطينية) ولا بد من إضافة، ان كل الكتل اليهودية، ما عدا حزب ميرتس، ترفض أي شكل من التحالف مع القائمة المشتركة لكونها قائمة عربية، أي ان فكرة الدولة اليهودية تطبق بنظام الحكم، وتستبعد أي إمكانية لمشاركة عربية في إطار حكومة منتخبة. بكلمات أخرى، الديموقراطية الإسرائيلية هي ديموقراطية لليهود فقط. حتى الأخوة من الطائفة الدرزية استبعدهم قانون القومية من المساواة رغم انه يفرض عليهم التجنيد الاجباري بالجيش، بمعنى آخر قانون القومية هو قانون عنصري بامتياز، وبذلك يمكن القول ان الديموقراطية الإسرائيلية التي يفخرون بها باتت تعاني من تصلب بالشرايين!!
ملاحظة أخيرة: يجب الانتباه انه بين الشكلين المذكورين أعلاه، "الهيمنة" او "الحل الوسط والتسوية" نجد العديد من الطروحات التي تحاول تخفيف اشكال الهيمنة بمجالات معينة. او التحايل على المساواة بقوانين تميز لصالح الأكثرية الديموغرافية.
واضيف ملاحظة أخرى، ان سياسة الهيمنة العنصرية تنعكس أيضا على مجموعات يهودية مختلفة. خاصة اليهود الشرقيين (السفراديم) الذين يعانون أيضا من تمييز في المساواة، لكن الروح العنصرية المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي، تعطي حتى اليوم غطاء سياسيا مريحا للمتربعين على عرش السلطة في إسرائيل، وليس سرا ان الهيمنة في جميع المجالات هي من نصيب اليهود الغربيين (الاشكناز)!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي: سالم جبران – اديب، اعلامي ومفكر طليعي
- بمناسبة مئوية جمال عبد الناصر
- ابنة الناصرة بروفيسور كلثوم عودة
- يوميات نصراوي: تسجيلات من دفتري الخاص
- يوميات نصراوي: شذرات من الذاكرة
- تحقيق «هآرتس»: طمس النكبة... كيف تخفي إسرائيل الأدلة عن تهجي ...
- النكبة ليست نهاية الجريمة
- من تراثنا الفلسطيني
- كلمة اعتزاز بشاعر مبدع
- الصراع الحضاري هو ما سيحسم الصراع في الشرق الأوسط
- فلسفة مبسطة: هل كان نيشته نازيا ام عدوا للنازية؟
- قضايا مشينة تكشفها الصحف الاسرائيلية
- القومية العربية بين الحقيقة والأسطورة!
- في الذكرى الثانية عشر لرحيل شاعر فلسطين محمود درويش
- يوميات نصراوي: النقد الشخصاني ثرثرة بلا مضمون!!
- السخرية النبيلية شيء آخر غير السخرية
- تعمق دور المجتمعات المدنية في العالم
- ملاحظات سريعة عن السخرية في -عجيبة بيت أبي بشارة- لنبيل عودة
- سميح صباع شاعر غادرنا قبل الأوان
- هل كان الشعب الفلسطيني ضحية لأسطورة؟


المزيد.....




- الأردن: مستوطنون إسرائيليون اعتدوا على قافلتي مساعدات في طري ...
- فيدان .. تركيا ستنضم إلى استئناف جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بمح ...
- -معلومات مضللة-.. موسكو تنفي اتهامات بروكسل لها بانتهاك حقوق ...
- مراقب الدولة في إسرائيل يبدأ تحقيقا عسكريا بهزيمة الجيش أمام ...
- شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن عملها وقيادتها السيارة
- صاحب -ثلاثية نيويورك- و-4 3 2 1-.. بول أوستر يودع الحياة عن ...
- فيضانات كينيا تجبر السلطات على إجلاء السياح من محمية ماساي م ...
- فيديو: وزير الخارجية الفرنسي يستكمل جولته الإقليمية بلقاء نظ ...
- شجب حقوقي لإدانة الناشطة السعودية مناهل العتيبي بـ-الإرهاب- ...
- السعودية.. جريمة مروعة في نجران تثير غضبا كبيرا والسلطات تتح ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - فلسفة السياسة: بين الهيمنة كنظام حكم والحل الوسط والمساوة