الدولة تحاصر اللا دولة

غالب الدعمي

الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

د غالب الدعمي
لو سألت الناس سؤالا مفاده، هل انتم راضون عن اداء الحكومة، فان الجواب في الاعم سيكون ؛ نحن غير راضين لكننا متفائلين إلى حد ما بهذه الحكومة التي نأمل منها أن تكون الاساس لبناء البلد مثلما كانت الحكومات السابقة هي الاساس لتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية للشعب العراقي.
وعلى الرغم من أن القرارات التي اتخذتها الحكومة لغاية اليوم لم تكن بمستوى طموحنا ؛ لكننا ندرك جيدا التحديات التي تحيط بها، فهولاء الجماعات المسلحة التي تتحين الفرص للايقاع بالدولة، وهولاء السياسيون الذين جربوا الادارة وفشلوا يسعون بكل ما يملكوا من قوة لافشال الحكومة حتى لا تتميز عن حكوماتهم التي ترأسوها، وانخفاض أسعار النفط والفساد المستشري وضعف الاداء كلها عراقيل تقف بوحه الدولة وبنائها
إن الفوضى التي تسعى لخلقها جماعات اللا دولة عن طريق جر الدولة إلى صراع اشبه بذلك الصراع الذي جرى في لبنان في بداية الثمانينيات وافضى بسيطرة حزب الله الله وحركة أمل على المشهد السياسي والاقتصادي للبنان.
اذا نحن دخلنا في اتون معركة الدولة واللا دولة وكل المؤشرات تذهب باتجاه تراجع مبررات وجود هذه الجماعات المسلحة في العراق، فعلى سبيل المثال قد انخفض التأييد الشعبي المحلي لها بشكل كبير جدا، واقليميا اصبحت النظرة اليها كمجموعات خارجة عن القانون ودوليا ادرجت ضمن الجماعات الارهابية فضلا عن الحصار الحكومي لها الذي خيرها بين الاعتقال مستقبلا أو تسليم اسلحتها إلى الحكومة ومغادرة نشاطها العسكري.
وعلى وفق هذه المعطيات دعونا نسأل اي من الخيارات ستكون محط قبول من قبل هذه الجماعات، فهي ترفض تسليم سلاحها للحكومة كما ترفض الخضوع للدولة لأن وجودها هو اصلا لخلق الفوضى الخلاقة التي يرومون من خلالها السيطرة على مناطق الوسط والجنوب وربطها كونفدراليا أو فدراليا بالجمهورية الاسلامية أو حتى عن طريق تعيين حكومة موالية للمرشد الايراني ولاتخرج عن عباءته

#غالب_الدعمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل