أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - -اللحظة- الآسيوية














المزيد.....

-اللحظة- الآسيوية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


باحث ومفكر عربي
بانهيار جدار برلين في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، يكون نظام القطبية الثنائية الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية قد انتهى عملياً، لكن النظام الجديد الآحادي القطبية الذي كرّس الولايات المتحدة القوة الأولى بلا منازع، بدأ يتآكل بعد غزو أفغانستان العام 2001 واحتلال العراق في العام 2003، وزاد الأمر تعقيداً الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي وضعت الرأسمالية ككل في مأزق حقيقي العام 2008 ، خصوصاً بصعود الشعبوية الأوليغارشية وارتفاع الموجة العنصرية وكراهية الأجانب، سواء في الولايات المتحدة بانتخاب الرئيس دونالد ترامب أم فوزها في تشيكيا وبولونيا والمجر والنمسا وسلوفاكيا، إضافة إلى تعزيز نفوذها في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبعض دول اسكندينافيا.
بالمقابل فإن دور الصين في الاستقطاب العالمي أخذ بالتعاظم بقوتها الاقتصادية وطاقاتها البشرية وبالتقدم الذي أحرزته خلال العقود الأربعة الماضية، ما بعد الثورة الثقافية ووفاة الزعيم الصيني ماوتسي تونغ (1976)، فهل نستطيع القول أن ميزان القوى العالمي أخذ يتجه من أوروبا وأمريكا إلى آسيا، أي إلى الصين والهند وكوريا واليابان وإندونيسيا؟ وهل انتهى نظام الآحادية القطبية؟ أم ثمة في الأمر مبالغة أو حتى استباقًا لم يحن أوانه بعد؟ والسؤال الآخر وماذا عن العولمة؟ هل ما تزال غربية أوروبية - أمريكية أم أنها بلغت ذروتها بحيث لا يمكن لها إلّا أن تنهار أو تتطوّر ولم تعد مراوحتها ممكنة ؟ أم يمكن القول أنها ستصبح آسيوية - صينية أيضاً؟
إن المرحلة الحالية هي مرحلة انتقالية لم تستكمل بعد، حيث يجري استقطاب داخلها، لعل من معالمها تعافي روسيا في ظل إدارة فلاديمير بوتين وارتفاع رصيد مجموعة البريكست : الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، إضافة إلى روسيا، وضعف الاتحاد الأوروبي بخروج بريطانيا وتعرّض العديد من بلدانه إلى أزمات حادة كما حصل في البرتغال واليونان وإسبانيا وإيطاليا، إضافة إلى النمو البطيء لبلدان أوروبا الشرقية السابقة، والأمر له علاقة بأزمة المعسكر الرأسمالي الغربي ككل.
فالاتحاد الأوروبي حاول انتهاج سياسة تتمايز عن سياسة واشنطن حتى في الميدان العسكري (حلف الناتو)،كما أن العديد من دوله متصارعة ومختلفة المصالح والاستراتيجيات كما حصل مؤخراً بين تركيا واليونان في شرق المتوسط، فضلاً عن انحياز فرنسا وبعض دول الاتحاد الأوروبي ضد تركيا في محاولة لفرض عقوبات عليها، يضاف إلى ذلك أن موقفه هو غير موقف واشنطن بشأن إيران وملفها النووي وبعض قضايا الشرق الأوسط، لاسيّما فلسطين ولبنان والعراق وسوريا، دون أن ننسى الاختلافات بشأن الموقف من اليمن وليبيا.
وإذا كانت العولمة قد وحّدت العالم باعتباره "قرية صغيرة"، فإن وصولها إلى الذروة جعل بعض وحداتها تتّجه من ضفة إلى أخرى، أي من الغرب إلى آسيا ومن الولايات المتحدة إلى الصين وهي القوة الاقتصادية الثانية في العالم ، وقد تصبح القوة الأولى اقتصاديا في العام 2030، وقد كشفت الكورونا (كوفيد 19) عورات النظام الرأسمالي المعولم، الذي كان الكثير يعتقد أنه أكثر كفاءة وقدرة مما هو عليه ويمتلك من الوسائل والأدوات لمواجهة الأزمات وإذا به يظهر هشاشة كبيرة ، فضلاً عن سوء أخلاق لا حدود له فيما يتعلق بإنتاج العقار وبيعه أو اللقاح أو المواد الطبية أو مناعة القطيع أو مشروعية منع كبار السن من استخدام الأجهزة.
وقد يحتاج الأمر إلى وقت أطول لاكتشاف مدى تأثير التحوّل الافتراضي في العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة، حيث بدأ العالم يدخل مرحلة الجيل الخامس من الثورة الصناعية ، ولكن جميع هذه العناصر أو الملامح الجديدة التي يمكن أن يتشكل منها النظام العالمي الجديد بحاجة إلى وقت لاختبارها بالتراكم ما لم تحصل مفاجآت جديدة تخلخل ما هو قائم أو ما هو متجه للتكوّن، وفي كل الأحوال لم يعد هناك قطب واحد متسيّد يدير العالم ويتحكم به.
أعتقد أن الشكل الجديد للعولمة سيكون متعدّد الأقطاب، وفي داخل هذه الأقطاب الكبرى قد تتكون أقطاب فرعية، الأمر الذي يتطلّب من عالمنا العربي ودول الإقليم التفاهم على أساس الاحترام المتبادل للسيادة والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بصيغة أقرب إلى ويستفاليا عربية وويستفاليا مشرقية، وذلك بالتنسيق والتعاون ما بين دوله وشعوبه من جهة، في مصالحة تاريخية بين السلطات والمواطنين على أساس الإقرار بالمواطنة المتساوية والمتكافئة والتعددية والتنوّع واحترام حقوق الإنسان، وربط ذلك بالتنمية وفقاً لمبادئ حكم القانون الذي ينبغي أن يعلو على الجميع ، وحسب مونتسكيو " القانون مثل الموت لا ينبغي أن يستثني أحداً".
وبحكم القانون والعلم والتعليم يمكن إعادة ترميم دولنا ومجتمعاتنا نحو تنمية مستدامة أساسها المواطن فهل نحن فاعلون؟ ولعلّ مناسبة هذا الحديث محاضرة في أكاديمية السياسة والفكر الديمقراطي ومنتدى التكامل الإقليمي عبر نظام الزوم، التي اختتمناها بثلاثة أسئلة مثيرة ومترابطة: هل انحسر العصر الأمريكي ؟ وماذا عن عالم ما بعد أمريكا؟ وهل بدأت اللحظة الآسيوية- الصينية؟.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والدولانية في العراق إشكاليات منهاجية وعملانية
- حكاية منصور الكيخيا والاختفاء القسري
- المواطنة الحاضنة للتنوّع
- 40 عاماً على الحرب العراقية - الإيرانية: مصارعة على الطريقة ...
- في معنى اللّاعنف
- عزيز محمد شيوعيـة بـلا جنـاح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة ا ...
- البوسنة وحرب القرون الوسطى
- مع الدكتور جورج جبور: حين يكون المفكّر رجل دولة
- ستة أنساق لثقافة اللّاعنف
- عن الإرهاب وضحاياه
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار - الحلقة الث ...
- في الدستور والدستورانية و-الدسترة-
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة السا ...
- العلوم الإنسانية وإعادة الاعتبار
- عزيز محمد شيوعيـة بـلا جنـاح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة ا ...
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة الخا ...
- عزيز محمد شيوعيـة بـلا جنـاح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة ا ...
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة الثا ...
- لبنان.. هل يمكن بقاء القديم؟
- حين يراد إخضاع الفلسفة للسياسة الليبرالية و-الليبرالية الجدي ...


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - -اللحظة- الآسيوية