أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - العلوم الإنسانية وإعادة الاعتبار














المزيد.....

العلوم الإنسانية وإعادة الاعتبار


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6658 - 2020 / 8 / 26 - 17:43
المحور: حقوق الانسان
    


عبد الحسين شعبان
أثارت الموجة العنصرية الجديدة التي اندلعت في الولايات المتحدة إثر مقتل جورج فلويد، وامتدت إلى عدد من بلدان أوروبا، ردود فعل غاضبة ليس بالاحتجاج فحسب، وتدمير التماثيل التي ترمز إلى الماضي العنصري؛ بل ذهبت المسألة أبعد من ذلك لإعلان «فشل» الديمقراطيات الغربية، لاسيما في ظل الشعبوية «الأوليجارشية» التي هيمنت على العديد من دول العالم الغربي ابتداء من وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، وصولاً إلى عدد من دول أوروبا الشرقية والغربية.
لقد كشف تفشي وباء كورونا هشاشة الأنظمة الصحية والاجتماعية والرعائية للعديد من المجتمعات، وكان الأمر مريعاً للفئات المحدودة الدخل والطبقات الفقيرة، فبجرة قلم جرى تسريح ملايين العمال وصغار الموظفين من أعمالهم، ليجدوا أنفسهم في وضع معاشي وصحي ونفسي لا يحسدون عليه.
وإذا كانت مبادئ المساواة والعدالة، تشكلان معيارين أساسيين لأي نظام ديمقراطي، فإن واقع الحال يكشف الهوة السحيقة بين النظرية والتطبيق، خصوصاً بارتفاع وتيرة العنصرية والعنف والإرهاب والنزاعات والحروب على المستوى العالمي، بما ينعكس سلباً على التنمية البشرية بكل أبعادها، ليس في الغرب وحده، وإنما في بلدان العالم الثالث بشكل خاص، ومن ضمنها بعض البلدان العربية، فكيف يمكن عبر العلوم الإنسانية، رد الاعتبار للتفكير بطرق عقلانية جديدة متنوعة لتجاوز الأزمة الراهنة، ومواجهة التحديات الكبيرة والعميقة.
وثمة حقائق جديدة أفرزها التطور في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة، ويتطلب ذلك إعادة النظر في العديد من المنطلقات؛ بل يستدعي اقتراح سبل جديدة تتناسب وتوسيع حضور وتأثير العلوم الإنسانية لتتساوق مع المتغيرات الكونية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وثورة الاتصالات والمواصلات والطفرة الرقمية «الديجيتال»، خصوصاً في ظل الطور الجديد من الثورة الصناعية الرابعة.
كما يترافق هذا التطور المتسارع مع ارتفاع نسبة الشباب المنفصلين عن مجتمعاتهم، والذين يشكلون بيئة خصبة للتعصب والتطرف والعنف والإرهاب، لا سيما في ظل مناهج دراسية وتربوية يكاد يكون فيها حيز التسامح معدوماً أو محدوداً على أقل تقدير، إنْ لم يكن نقيضه سائداً، حيث يرتفع منسوب اللاتسامح وتتسع دائرة الإقصاء والإلغاء والتهميش، في ضعف أو غياب مبادئ المساواة وشح الحريات، وهزال الشعور بالمواطنة، واستمرار نهج التمييز ضد المجموعات الثقافية الدينية والإثنية واللغوية والسلالية، وكذلك التمييز ضد المرأة والفئات الضعيفة.
وكنت قبل سنوات قد شاركت في مؤتمر دولي انعقد في مدينة سوون (كوريا الجنوبية)، وهو امتداد لمؤتمر إقليمي التأم في جبيل (بيبلوس/لبنان) لمناقشة مستقبل العلوم الإنسانية في محاولة ل«إعادة الاعتبار للإنسانيات»، وذلك بما هو متصل بالمناهج والمقاربات والإنتاج العلمي وغيرها، وشملت موضوعات مختلفة مثل: الحق في الأمل واللغات، والثقافة والتاريخ، وكان ذلك بتحضير من اليونيسكو، ومساهمة جهات محلية ودولية، حيث ارتكزت رؤيتنا على ثلاثة أهداف رئيسية، أولها: التفكير في رؤية عربية لمستقبل الإنسانيات، وثانيها: تنمية العلاقة بين الأكاديميين العرب والمؤسسات الوطنية والإقليمية، وثالثها: توفير إطار للمبادرات وخصوصاً في الجامعات، مع التركيز على التعاون العلمي الدولي، بهدف زيادة فاعلية دور العلوم الإنسانية على المستوى الكوني، كما انصب النقاش على قضايا الفلسفة والتاريخ والفنون والآداب والأنثروبولوجيا والتراث الثقافي ووسائل الإعلام.
وحيث تشغل الفلسفة والتاريخ حيزاً كبيراً في بحث العلوم الإنسانية في المنطقة العربية، فإنها منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، وخلال قرن من الزمان شهدت ثلاث صدمات تاريخية أولاها «صدمة الاستعمار» وتأثيراتها المستمرة، و«رد الفعل» الذي أعقبها، خصوصاً في الموقف من الحداثة ومتفرعاتها (العقلانية والليبرالية والعلمانية)، وصدمة النكبة بعد تقسيم فلسطين وقيام «إسرائيل» عام 1948، وصدمة النكسة في 5 يونيو/حزيران عام 1967، لجهة عسكرة بعض المجتمعات العربية، ومقايضة التنمية والديمقراطية بمواجهة العدو، وقاد ذلك إلى التعصب والتطرف وبعض الاتجاهات اللاعقلانية، ولم يكن ذلك بعيداً عن العامل الخارجي الذي بقي يتشبث بمواقفه ومحاولاته لفرض هيمنته، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
لقد اعتمدت ثقافتنا على الفكر التبشيري التلقيني التقليدي الذي عطل دور العقل التساؤلي النقدي في المقاربات الإنسانية والمجتمعية، بما في ذلك نقد الذات والآخر؛ أي نقد تراثنا والتراث الاستشراقي، وهو ما يحتاج إلى مراجعات ضرورية لتقديم رؤية متحررة واستشرافية، بتوفر أجواء من الحرية، وخصوصاً حرية البحث العلمي، والتوجه إلى إنتاج المعرفة من خلال التواصل مع العالم، والاستفادة من كل المنجز الحضاري الكوني، لبناء جيل جديد من الأكاديميين العرب المختصين في الإنسانيات.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز محمد شيوعيـة بـلا جنـاح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة ا ...
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة الخا ...
- عزيز محمد شيوعيـة بـلا جنـاح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة ا ...
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة الثا ...
- لبنان.. هل يمكن بقاء القديم؟
- حين يراد إخضاع الفلسفة للسياسة الليبرالية و-الليبرالية الجدي ...
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار- الحلقة الثا ...
- عزيز محمد شيوعية بلا جناح: الاستعبار والاستبصار 1
- ثلاثة عقود على غزو الكويت .. كارثة مدمّرة
- غزو الكويت.. «الزمن العابس»
- لبنان.. الوجه الآخر
- - الحزب الشيوعي العراقي في صعوده ونزوله-
- مايكل لينك و«إسرائيل»
- «إسرائيل» بين «الضم والضم»
- -عدالة- فوق العدالة ! ! !
- كلام في التعذيب
- -يساريتنا الطفولية-من بغداد إلى بكين - الآيديولوجيا والواقع ...
- نحتاج إلى الإصغاء لبعضنا البعض وإتقان فن الحوار وإدارةالتنوّ ...
- بولتون في الغرفة ذاتها
- الأوليغارشية وروح - الديمقراطية -


المزيد.....




- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - العلوم الإنسانية وإعادة الاعتبار