أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الدولة وهيبتها ....والدولة العميقة ح2















المزيد.....

الدولة وهيبتها ....والدولة العميقة ح2


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناولنا في الحلقة الأولى نشوء الدولة من الناحية التأريخية الإجتماعية -الإقتصادية فقد ظهر وجودها عند ظهور الطبقات ونتيجة للمتغيرات في الإنتاج المادي كما حدث التغيير في نظام الدولة نتيجة حلول إسلوب إنتاجي معين محل إسلوب آخر .كما بينا إن تطور الدولة جاء نتيجة الصراع الطبقي العنيف . و أشرنا إلى وظائف الدولة ، وإستعرضنا بعض النظريات والتعاريف لها . وتم التطرق إلى مفهوم الدولة المدنية ، مبادئ الدولة المدنية ، ووظائف الدولة المدنية .جاء في الموسوعة السياسية :تميزت العصور القديمة والوسطى بغياب مفهوم الدولة بشكلها الحالي ، وإنتشرت لها أسماء مختلفة وهي الأمبراطورية ، السلطنة ، الممالك.إلا إن أغلب الممالك التي حكمت في العصور الوسطى في أوربا ، حكمت باسم الدين، كان لسلطة الكنيسة أثر سلبي واضح في التحكم بالدولة وسياستها ولديها صلاحيات عزل الملوك والأمراء عن طريق سحب الثقة منهم وفصلهم من الكنيسة ، مايعني إفتقادهم لثقة وطاعة الشعب الذي يثق بالكنيسة ،التي كان يعتبرها الشعب ممثلة لإرادة (الرب) فإنتشرت الحروب الدينية لمدة ثلاثين عاماً وانتهت في عام 1648 بتوقيع (إتفاقية وستفاليا في أوربا ) أو سميت بصلح وستفاليا، واضعة حداً للحرب الدينية وسلطة الكنيسة على الحكم ، بإنشاء نظام جديد للدول في أوربا عرف باسم الدولة الحديثة حيث تمّ تعميمه في إنحاء العالم . يعتبر صلح وستفاليا أو إتفاقية السلام أول إتفاق دبلوماسي في العصور الحديثة. كانت الحرب الدينية في أوربا سلسلة من الحروب التي شنت في أوربا في القرنين السادس عشر ، والسابع عشر وبداية القرن الثامن عشر ، لم يكن الدين هو السبب الوحيد لإندلاع الحروب بل شمل ذلك الثورات والطموحات الإقليمية وصراعات القوى العظمى حول التوسع في الأراضي والتجارة .والخلاصة التاريخية نجد بأن الكنيسة والإنشقاقات الدينية والتي تمحورت حول عدد من المذاهب ( الرومانية ، الكاثوليكية ، البروتنساتية، اللوثرية ، الكالفانية ..الخ) ، لعبت دوراً كبيراً في تكبيل المجتمعات وعرقلة التطور الاجتماعي -الاقتصادي بإعتبارها داعمة ومساندة للإقطاع وتشكيلتها الإجتماعية-الإقتصادية مع إستيلائها على مساحات واسعة من الأراضي بإسمها وبعد أن حدث الصراع بين الكنيسة والملوك والأمراء حول المصالح ، والصراع مع واقعية التطور العلمي ونشوء الطبقة البرجوازية التي دخلت في صراع مع الطبقة الإقطاعية.لقد تركت الحروب الدينية ملايين الضحايا وراءها وصور من البشاعة والإبادة الجماعية لبني البشر . تعتبر الدولة ومنذُ نشأتها الحديثة في أعقاب مؤتمر وستفاليا لعام 1648م ، هي أحدى الحقائق للحياة السياسية المعاصرة . لقد تغيرت الخريطة السياسية للعالم ثلاث مرات خلال القرن العشرين . فقد ترتب على الحربين العالميتين الأولى والثانية إختفاء دول وظهور دول أخرى كثيرة على المسرح الأوربي ، وأدت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى ظهور حركات مناهضة للإستعمار في المناطق المستعمرة وحصول عدد كبير من الدول في أفريقيا وآسيا ، وأمريكا اللاتينية على إستقلالها وظهورها لأول مرة على مسرح السياسة الدولية . وفي حالة جديدة ، نشأت دول جديدة عن طريق الوحدة كما حدث لبعض الدول الأوربية مثل ألمانيا وإيطاليا خلال القرن التاسع عشر وفي القرن العشرين مثل إتحاد سوريا ومصر في دولة عربية واحدة عام 1958(الجمهورية العربية المتحدة) وإتحاد الأمارات العربية المتحدة مكونة من ستة إمارات كما نشأت دول جديدة نتيجة للوحدة والإندماج أو نتيجة للتفكك والإنفصال وهذا ماحدث بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي ظهرت دول جديدة ، فالتقسيم السياسي للعالم لم يستقر على شكل معين ولايمكن إعتباره حالياً بأنه نهائي . ونتيجة للتطور الصناعي والتجاري والعلمي والمكتشفات الجغرافية بدأ النظام الرأسمالي بالظهور وتشكيلته الاجتماعية -الاقتصادية على ماتبقى من مخلفات الأقطاعية عقب النظام البرجوازي، وأدت الحروب والثورات في ذلك الوقت إلى نشره بشكل واسع ، بدأت ملامحه الأولى بالمناداة بعزل تدخل البابا وتقليل دوره وكان في البدأ المطالبة بمنع تدخل الدولة في مجال الاقتصاد بل عليها أن توفر الحماية للأفراد وممتلكاتهم . هذا النظام إستمر في الصعود من نظام رأسمالي فردي إلى تأسيس الكارتلات والشركات التي تطورت إلى شركات عالمية عابرة للحدود وبذلك تشكل النظام الرأسمالي العالمي حيث تطور من خلال تحوله إلى نظام إمبريالي أو الرأسمالية الإمبرالية الذي يعمل بإتجاه الإستيلاء على ثروات وأراضي دول أخرى خارج الحدود و ظهرت الرأ سمالية الإحتكارية وتطورها نحو رأسمالية متوحشة . حيث إزداد الإستغلال والإحتكار والأزمات الدورية التي يمر بها النظام الرأسمالي حسب طبيعته الإقتصادية. والإمبريالية تعني توسيع السلطة والسيطرة عن طريق إستخدام القوة والتي غالباً ماتكون قوة عسكرية . ونتيجة للصراع بين الدول الرأسمالية نتيجة تداعيات الأزمات وظهور فائض الإنتاج على المستوى العالمي بسبب التطور الصناعي جرى البحث عن إيجاد أسواق جديدة من خلال الحملة الإستعمارية ،وهنا نشأت الخلافات والتي أدت إلى نشوب الحربين العالميتين بين محورين محور رأسمالي فاشستي(ألمانيا النازية ، إيطاليا الفاشية ، اليابان ) ذات الإتجاه القومي ومحور ديمقراطي ليبرالي (بريطانيا -فرنسا -أمريكا والمستعمرات والأتحاد السوفياتي -الأشتراكي). ثم ظهرت أوضاع وتغيرات جديدة على النظام الرأسمالي الذي قام بتركيز رؤوس الأموال ومسك السلطات المالية-الرأسمالية والقوة العسكرية المتطورة وبذلك نشأت الأحلاف العسكرية والإقتصادية والتعاون العلمي عالمياً . ماهي الفلسفة التي إعتمدتها الأنظمة الرأسمالية ؟ هي الليبرالية :وهي فلسفة سياسية أو رأي سائد تأسست على أفكار الحرية والمساواة وتشدد الليبرالية الكلاسيكية على الحرية والمبدأ الثاني هو المساواة والذي يتجلى في الليبرالية الاجتماعية ، يتبنى الليبراليون مجموعة من الآراء تبعاً لفهمهم هذين االمبدأين . يدعم الليبراليون أفكار حرية التعبير، وحرية الصحافة ، والحرية الدينية ، والسوق الحر ، والحقوق المدنية والحكومات العلمانية ومبدأ الأممية . برزت الليبرالية كحركة سياسية خلال عصر التنوير( أو عصر المنطق أنبثق عصر التنوير عن حركة أوربية فكرية علمية معروفة باسم عصر النهضة الإنسانية ) وهي حركة فكرية وفلسفية هيمنت على عالم الأفكار في القارة الأوربية خلال القرن الثامن عشر . رفضت الليبرالية المفاهيم الشائعة في ذلك الوقت من إمتياز وراثي ، ودين دولة ، وملكية مطلقة ، والحق الإلهي للملوك، يعتبر فيلسوف القرن السابع عشر (جان لوك) له الفضل في تأسيس الليبرالية وقال بأن لكل إنسان الحق الطبيعي في الحياة والحرية والتملك وأن الحكومات يجب ألاّ تنتهك هذه الحقوق بالإستناد إلى العقد الاجتماعي .يعارض الليبراليون المُحافظة التقليدية ويسعون لإستبدال الحكم الدكتاتوري المطلق في الحكومة الديمقراطية تمثيلية وسيادة القانون .بدأت الليبرالية بالإنتشار بعد الثورة الفرنسية وشهد القرن التاسع عشر حكومات ليبرالية في دول أوربا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية .بإختصار فالليبرالية تعتمد الحقوق الطبيعية للإنسان والعقد الاجتماعي -مجموعة من الأفراد تتنازل عن جزء من حريتها لتختار سلطة تحافظ على حقوقها حسب عقد إجتماعي ولهذا يكون مصدر السلطة هو الشعب ، وفي حال لم تلتزم السلطة بالعقد يجوز للشعب إن يثور عليها أو ينتفض أو يخرج في تظاهرات للضغط على السلطة لأجل تنحيتها . النيوليبرالية :- هوفكر أديولوجي مبني على الليبرالية الإقتصادية التي هي المكون الإقتصادي لليبرالية الكلاسيكية والتي تمثل تأييد الرأسمالية المطلقة وعدم تدخل الدولة في الاقتصاد. أي تقلل دور الدولة وتزيد من دور القطاع الخاص .الليبرالية الجديدة هي حزمة من السياسات الإقتصادية التي إنتشرت على نطاق واسع في العقود الأخيرة وبالتالي تنتج إزدياد الفقر فقراً ويزيد الأثرياء ثراءً وهي تهدف إلى منع الصراع الطبقي . ومن أهم ملامحها الرئيسية1- هيمنة السوق ومزيد من الإنفتاح على التجارة والإستثمار الدولي ، وتخفيض الأجور وحل النقابات العمالية ، وتهميش حقوق العمال التي حصلوا عليها عبر سنوات من النضال ، وعدم التدخل في ضبط الأسعار وإتاحة الحرية الكاملة لحركة رؤوس الأموال والبضائع والخدمات .
2-تقليص الإنفاق على الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والرعاية الصحية وتخفيض الإنفاق على الضمان الاجتماعي وخدمات الماء والكهرباء .3- الخصحصة :بيع المشروعات والبضائع والخدمات التي تمتلكها الدولة 4- القضاء على مفهوم الصالح العام ومفهوم المجتمع وإستبداله بمصطلح المسؤولية الفردية والضغط على الشرائح الفقيرة في المجتمع من أجل البحث عن حل لمشاكلهم الخاصة بنقص الرعاية الصحية والتعليم والضمان الاجتماعي .5- المؤسسات المالية القوية مثل صندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي لفرض الليبرالية الجديدة في جميع أنحاء العالم .
هنا أصبح واضحاً مدى دور الرأسمالية النيوليبرالية أكثر عداءً ومعاداة للشعب وفي المقدمة العمال والكادحين وذلك لكي تخرج من أزماتها الدورية وتلافي خسائرها وأن الحركة التأريحية الاقتصادية مستمرة نحو هلاك هذا النظام القاسي المتوحش .
(يتبع)
المصادر
1- الموسوعة الفلسفية 2- بصدد الدولة (ماركس -أنجلس) 3- الموسوعة السياسية 4-أسس المعارف الفلسفية (افاناسييف) 5- وكيبيديا 6-مقال ماهي الليبرالية الجديدة -إإليزابيث وأرنولدوجارسيا -الشبكة الوطنية لحقوق المهاجرين



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح1
- قوى التغيير والإصلاح في مواجهة الطبقة السياسية المتنفذة
- أتعلمُ أم أنت لاتعلمُ بأن جراح الضحايا فمُ
- مشروع قانون مناهضة العنف الأسري بين الرفض والقبول
- سلاماً لبنان ....سلاماً بيروت
- الانتخابات المُبكرة وغياب مجلس النواب عن المشهد السياسي !!
- الحراك الجماهيري الجديد ومسؤولية الحكومة المؤقتة
- رئيس الحكومة المؤقتة بين مطالب الشعب وبين سيطرة الكتل السياس ...
- ثورة 14 تموز المجيدة في ذكراها الثانية والستين !
- قانون الإقتراض المحلي والخارجي بين عجز الموازنة وبين الفساد ...
- سيادة القانون وسلطة الدستور
- مدارات وأزمات سياسية تحت ظل جائحة كورونا !
- الإحتجاجات والتظاهرات والسيناريو الجاهز!!
- الأطفال بين الحقوق وإستلابها !!
- ذكرى الإنتصار على النازية والفاشية
- رئيس مجلس الوزراء الجديد وبوصلة الشعب !!
- أزمة الرأسمالية الدورية وتداعيات فايروس كورونا المستجد
- تأرجح تشكيل الوزارة بين النجاح والفشل !!
- العنف ضد المرأة في ظل فايروس كورونا .......إلى أين ؟
- هل التكليف الثالث مُلزم بتوافقات جديدة ؟!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الدولة وهيبتها ....والدولة العميقة ح2