أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الهالووين العراقي والحاجة أم الأختراع














المزيد.....

الهالووين العراقي والحاجة أم الأختراع


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 19:47
المحور: كتابات ساخرة
    


يوم من الأيام كنا جالسين في مركز الحرية والزمان صباح يوم شتوي من العام قبل المنصرم
كان عاماً ثقيلاً كما أمطاره الغزيرة جداً
مُندمجين مع المدير (عقيد علي) وهو يمطرنا بحكاياته الجميلة التي تجعلنا ننصت وهو يسترسل
مواقف على تجارب على قوانين وحوادث لم نسمع بها لها علاقة بالواقع العراقي وأحداثه السريعة والغريبة والمستعصية ، في تلك الأثناء دخل علينا شخص يرتدي بدلة عسكرية و يحمل رتبة (لواء) ، لون الرتبة أبيض (يعني ضابط كبير في صنف الشرطة)
حين دخل الضيف لم نقف له لأننا أقتدينا بالعقيد الذي تجاهله متعمداً
بقي (اللواء واقف) كالتمثال دون أن ينطق بكلمة!
وعقيد علي أستمر يحدثنا
وبعد نصف ساعة يبدو أن العقيد أراد التخلص من اللواء فقال له بصيغة الأمر:
(أمشي خلف جيب چاي لعمامك ولاتنسى الماي وخلي الشرطي فلان يجيني بسرعة )!
ألتبس الأمر علينا صراحةً
وصرنا كحامل الجمر
حيرة مستديرة أصابتنا
كيف لعقيد أن يعامل (لواء أشکبره) بتلك الطريقة المهينة المستفزة !
حتى أخبرنا عقيد علي بكل القصة :
أن هذا خلف هو عسكري سابق متقاعد ممن تم تسريحهم بعد السقوط وهو يحب أن يتقمص صفة لواء ويرتاح نفسياً حين يرتدي -حسب تعبيره- (البدلة الگشره)
يلبسها يومياً ويأتي للمركز رغم لاعلاقة له بالمركز ولابالدولة !
اخبرنا أن خلف لايستخدم بدلته للإحتيال وأنه غير مؤذي ولكن لم تنفع معه التحذيرات وكل مرة يرد بأن (فلان وفلان لبسها) و(هيه بقت عليّه) و(ليش ما ألبسها) !
حين عاد خلف يحمل (الشاي والماي) وخلفه الشرطي حيث الاخير أخذ الاوراق وأنصرف ، أعطاه عقيد علي محاضرة كمن يعيد الدرس لتلاميذه ألف مرة ،ولكن بلهجة قوية هذه المرة بل أنه هدده بالتوقيف وأن مايقوم به جريمة يسمونها (إنتحال صفة) تصل عقوبتها الى عشرة سنوات حسب (ق ع ع) الموقر !
وعده خلف (بعد أن أستحى منّا) أنه لن يعيد الكرّة ، لكن العقيد أصرَّ أن يخلعها فوراً وأمامنا !
هناك الكثير مثل خلف
يشعرون بالزهو ويرتاحون حين يرتدون ما لا يُسمَح لهم بأرتدائه من ملابس أو ديكورات أو أكسسوارات أو رتبة !
ومَن من العراقيين لايحب (الكشخه والنفخه)
يشعرون بالكبرياء المزيفة
مما يدل أنهم عطشى ,
لديهم أمراض إجتماعية مستعصية لايشبعها إلا الإستيلاء على مالا يمتلكوا من مظاهر وسلطة
لاسيما وأنهم في مجتمع يعبد ويقدس الجاه والأبّهة والسلطة ..
ليس فقط المهن العسكرية بل حتى المدنية والإجتماعية يحاول الغالبية إنتحالها للحصول (زوراً) على الهيبة والسلطة المزيفة ..
فمن مفارقات التقمص الإجتماعي ما حدث في محلة الكلّچية وكيف كان محمد النجفي وهو معاون ريمه أم العظام يرتدي الزي الريفي العقال واليشماغ وكأنه أحد شيوخ الشرجية ويسير بالشوارع يتبختر !
كما فعل ذلك بعض(قفّاصة باب الشرجي) حين كانوا يرتدون الغترة والعقال كأنهم شيوخ ومقاولين من الغربية ليصدقهم الضحايا ويطمأنون لهم ويأتمنونهم على أموالهم التي في الغالب تُسرَق .
لايختلف الأمر مع من يتقمصون الوظائف او من ينتحلون المكانة الإجتماعية التي يشعرون أنها مفقودة عندهم ولن تأتي إلا بإحتيال أو خدعة، يجمعها أنها ترتقي الى مستوى جرائم يعاقب عليها القانون كونها تمثل إعتداءاً على المواطن والمجتمع والدولة ..
لكن ورغم كل التشدد في تشريع القوانين نجد أن تلك الجرائم لاتنتهي بل مستمرة
ولنا في رؤية (منتحل يوم أمس ) عبرة مؤكدة بأن الشعور بالنقص مرض جامح يجعل صاحبه أعمى
وإلا مالذي يدفع رجل كهل بلحية بيضاء ليحتال على أبناء جلدته وغالبيتهم أصغر منه خبرة وعمراً
ربما يحصل على بعض الإحترام الوقتي وربما بعض أموال السحتِ
لكن المشكلة أن صاحبها يتمادى ولا يكتفي بل يندفع أكثر وأكثر لدرجة التصديق والقناعة التامة بالكذبة التي (أطلقها هو نفسه)!
وبناءاً على ذلك ومن باب الشفقة ، أُطالب بتخصيص يوم لإشباع الأمراض النفسية للمواطنين العطشى للتقمص
كأن يكون لدينا (يوم مباح) للأنتحال والتقمص ، كما عيد (الهالويين) و(الحفلات التنكرية) التي نراها في القصص
لأن الكثيرين في مجتمعنا يحتاجون هذا اليوم وبشدّة لإشباع أمراضهم المستعصية .
يرتاحون هم ونحن نرتاح وكذلك الدولة !
ففي هذا اليوم المفترض يمكن للمواطن أن يرتدي مايعجبه مما يلي:
رتبة لواء وفريق وبكيفك اختار ، طيار ، برّي ، بحري
بدلة دبلوماسية وياها جواز مزور للبرتغال
قاط نيلي ورباط احمر ويصير ترامب نسخة الأجلح الأملح !
أما اليشماغ والعباءة والعقال
فهي تخضع لذوق البدوية وهي تناغي معشوقها وتتغزل :
شيل وعگط بالبير كل لابس شماغ
والزين أبو غتيره چن لمعة جناغ
سالمين أخوان



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يعود الفرح للعراق
- كورونا ونبوئة ستيفن هوكينغ قبل الأنهيار
- حكاية العرّاف والمجتمع الأعمى
- حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً
- حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً
- الكورونا وعقدة الخجل من الأمراض بالمجتمعات العربية
- هزيمة الكورونا بإتحاد المخلوقات البشرية
- فوبيا الحقيقة في مسلسل الفندق
- كناغر الجهل
- نادي باريس وصندوق (....) الدولي
- سد أليسو وموجز الحرب المائية على العراق
- الى آخر من يعلم:هل أتاكم حديث الجلطات في العراق!
- زلزال الوجود
- سائق الكوستر و إسماعيل جلبي
- رسالة الى شتاء العراق
- ذبابيات على سريع الحماقة
- العرب والعهر السياسي وألتهام الشعوب
- الموصل والدرس البليغ
- عن سلاح (الهرمو مخدرات) لتدمير الرجال
- معارك الخمور عبر الدهور


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الهالووين العراقي والحاجة أم الأختراع