أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - يبدو لي أن للمعرفةِ في حمام الشط أربعةُ مستوياتٍ؟














المزيد.....

يبدو لي أن للمعرفةِ في حمام الشط أربعةُ مستوياتٍ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6666 - 2020 / 9 / 3 - 09:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


La connaissance, non le savoir

المستوى الصفر: وهي المعرفة التي يبثها المتحزبون الملتزمون والنقابيون المحترفون، من كل حدبٍ وصوبٍ، يساريون وقوميون وإسلاميون ودستوريون، بِهدف كسبِ المتعاطفين واستقطابِ المريدين ثم تأطيرهم وتأهيلهم (Embrigadement et Encadrement). وهي من أسوء أنواع المعرفة وأتفهها لأن القائمين عليها والمروجين لها أشخاصٌ الغايةُ عندهم تبرر الوسيلة، غاياتهم عادة ما تكون نبيلة لكن وسائلهم غالبًا ما تكون غير نبيلة.
من حسن حظنا أن عددهم قليلٌ في حمام الشط.

المستوى الأول: وهي المعرفة التي يلوكها ويجترّها مَن لم يسعفهم الحظ في الالتحاق بالجامعة. هي الدرجة الأولى في سلم المعرفة (Le sens commun ou le 1er degré de connaissance). تراهم يرددون الشعارات الجوفاء والكليشيهات المتكلّسة والقوالب الجاهزة مثل "العقل السليم في الجسم السليم" ولو عكسوا لأصابوا ! يتكلمون بلسان خشبي، يمتهنون الوعظَ والإرشادَ ولا يطبقون نصائحَهم على أنفسهم. لا يوظفون ولو ملّيمتر مكعّب واحد من المادة الشخمة التي وهبهم الله إياها (La matière cérébrale grise).
من سوء حظنا أن هؤلاء يمثلون الأغلبية الغالبة والسائدة بحمام الشط ونجدهم للأسف في كل الشرائح والطبقات، أغنياءً وفقراءً، شباباً وكهولاً وشيوخاً، مباشرينَ ومتقاعدينَ، موظفين ومِهن حرة، بطّالة وعمّالاً، رجالاً ونساءً.

المستوى الثاني: وهي المعرفة العلمية (La connaissance scientifique ou le 2ème degré de connaissance)، وهي حِكرٌ على أصحاب الشهائد الجامعية العليا (معلمين، أساتذة، مربين، أطباء، مهندسين، تقنيين سامين). لكنهم، كلهم أو جلهم كـ"الحمارِ يحملُ أسفارًا"، تعلموا علومًا في الجامعة وشرعوا يرددونها في كل المناسبات كالببغاوات دون توظيف إبستموليجياتها الجوهرية المختلفة (الإبستمولوجيا هي نقدُ المعرفةِ، اختصاصٌ لا نُدرّسه للأسف في جامعاتنا التونسية).

المستوى الثالث والأعلَى: وهي أم المعارف، أعني بها الفلسفة أو حب الحكمة (وليست الحكمة الكاملة التي لن يبلغها أحدٌ إلا الله سبحانه وتعالى)، حيث يفكر الفرد بعقله ولا يكتفي بإعادة نشر الاستشهادات الانتهازية (Les citations opportunistes) أو تلاوة ما حفظه دون تَرَوٍّ في كتبِ المفسرين ورجال الدين والمفكرين والعلماء والمؤرخين.
للأسف الشديد، لم أصادِف في حمام الشط إلا عيّنةً واحدةً وحيدةً من هذا الطراز العالي (Mon unique échantillon)، عيّنةٌ يجسمها جليسي المسائي اليومي بمقهى الأمازونيا بحمام الشط، المفكر الماركسي الحر غير المتعصب وغير المتطرف وغير الإقصائي وغير المنبت عن تربته العربية الإسلامية، هو أستاذ فلسفة متقاعد ذو سبعين حَوْلاً، تلميذ سابق في الصادقية ومدرّس سابق بمعهدها، هو فيلسوف حمام الشط السيد حبيب بن حميدة (هذا لا يعني أنه الوحيدُ زمانه وإنما الأكيد عندي أن أمثالَه قليلون، نادرون ندرة المعادن النفيسة).

ملاحظة منهجية: لا يخلو أي مستوى من المستويات المذكورة أعلاه من فلتات، والاستثناء يؤكد القاعدة ولا ينفيها.

كيف خطر على بالي هذا التصنيف: لي صديقان حميمان بحمام الشط (سهيل وعلي)، عاشقان مثلي للفلسفة، ومثلي أيضًا جرّبا مجالسة الأنماط الأربعة من سكان حمام الشط. وفي آخر المشوار فضلنا، ثلاثتنا، عن قناعةٍ ورضاءٍ، الترسيمَ في زاويةِ الوليِّ التقيِّ الصالحِ، وليٌّ من طينةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ، طينةٌ عقلانيةٌ لاميتافيزيقيةٌ، وليٌّ يكرهُ استقطابَ المريدين، وليٌّ يفضلُ محاورةَ المفكرينَ الذين هم بعقولهم وحدها لا بغيرها يستنيرونَ، وعن شخصه بآرائهم يستقلونَ، وبألسنتهم فقط لا بألسنة الآخرين ينطقون. الله ينفعنا ببركاته! آمين يا رب العالمين.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 26 نوفمبر 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نائبَ للفقراءِ إلا النوّابْ ولا رازقَ إلا الرزّاقْ!
- فكرةٌ قد تضخُّ الماءَ في رُكَبِ العَلمانيينَ العربْ، لا أستث ...
- هل الهُوية تَصنعُ الفردَ وتسبِقُ وجودَه أو الفردُ هو الذي يص ...
- تحليل التجربة الفكرية الغيرية ل-نادي مقابسات- ذي المرجعية ال ...
- الوعيِ الإيديولوجي المُكَبِّلِ للفِعلِ الثورِيِّ!
- -ما هْلكْنا في تونسْ كانْ النضالْ الإيديولوجي !-
- عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟
- طَرحٌ ضد التيّار!
- سؤال -امْحَيِّرْنِي-: لماذا كلما قلتُ لزميلٍ غير مختصٍّ في ا ...
- دردشة مقاهي بين فيلسوف حمام الشط (ماركسي) ومواطن العالَم (يس ...
- هو نارْ تِﭬْدِي... وأنا رْمادْ مْهَبِّي !
- الكَوْنِي يتجاوز الثقافي لكنه لا ينفيه
- -العنف الشرعي- الوحيد هو العنف ضد الوَسْواسِ الخَنّاسِ
- في انتظار الإصلاح التربوي الموعود، هل نستطيع بالموجود بلوغ ب ...
- الدين ليس مسألةً شخصيةً كما يعتقدُ اليساريون التونسيون، الدي ...
- الحزب الشيوعي والبوكت والوطد، أحزابٌ ستالينيةٌ، هي وحدها تقر ...
- الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف لم ي ...
- في مقهى البلميرا، سُئِلَ فيلسوفُ حمام الشط: ما الفضيلةُ يا س ...
- المسلم الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع ب-حريته الطبيعية ...
- الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في ال ...


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - يبدو لي أن للمعرفةِ في حمام الشط أربعةُ مستوياتٍ؟