أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف لم يتحققا معًا أبدًا في أي مجتمع وتحت أي إيديولوجيا أو دين عبر التاريخ القديم والحديث. جملة قالها في المقهى فيلسوف حمام الشط وأعيدها أنا دون أن أعي عُمقَها الفلسفي جيدًا !














المزيد.....

الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف لم يتحققا معًا أبدًا في أي مجتمع وتحت أي إيديولوجيا أو دين عبر التاريخ القديم والحديث. جملة قالها في المقهى فيلسوف حمام الشط وأعيدها أنا دون أن أعي عُمقَها الفلسفي جيدًا !


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 11:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لِنبدأ بإعطاء أمثلة من الواقع ولو أن المنهجية التي سأعتمدها في هذا المقال ليست منهجية فلسفية، وقد سبق أن نبّهتُ قرّائي أنني لستُ فيلسوفًا وإنما أنا مُحبٌّ للفلاسفة المحبّين للحكمة:
- من المفارقات أن الإيديولوجيا الشيوعية والديانة الإسلامية يشتركان في إعلاء مبدأ العدل وفي نفس الوقت يهملان مبدأ الحرية أو يؤجلان على الأقل تطبيقه أو يعتبرانه تناقضًا ثانويًّا. يبدو لي أن بعض الأنظمة الإسلامية القديمة وبعض الأنظمة الشيوعية الحديثة حققت نسبيًّا نوعًا من العدالة الاجتماعية في المجتمعات التي حكمتها، وأفضل مثال على ذلك ستالين وعمر بن الخطاب رضي الله عنه مع حفظ الفارق في المقامات.
- أما الأنظمة الليبرالية الرأسمالية فقد حققت نوعًا من الحرية الفردية في شكلها البورجوازي المحدود وفي نفس الوقت فشلت في تحقيق العدالة الاجتماعية وأفضل مثال على ذلك دوامُ البؤسِ والبائسين بمئاتِ الملايينِ في الهندِ وانتشارُ الفقرِ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ بعشراتِ الملايين. وحتى الثراء النسبي الملاحَظ لدى الطبقات الوسطى في أوروبا قد يكون ناتجًا ومرتكِزًا في أقلّه إذا لم نقل في أغلبه على نهبِ ثروات العالَمِ الثالثِ في أواخر القرن 19 م، عصر الاستعمار المباشر ولا يزال متواصلًا إلى عصرنا هذا، عصر الاستعمار غير المباشر.

سألته: وما قولك في الأنظمة الأسكندنافية الحالية الديمقراطية الاشتراكية، ألم تحقق لشعوبها الحرية والعدالة الاجتماعية في آن؟ قال: لنُنسّب الأشياء، صحيح لقد حققت درجة من العدالة الاجتماعية عن طريق ما يُسَمَّى توزيع الثروة التي راكمتها من الاستغلال الرأسمالي الفاحش في بلدانها ومستعمراتها السابقة. ثم استرسل ينقش: يتوهم المواطن التونسي أن ثورة 17 - 14 ستحقق له عدالةً اجتماعيةً. يكفي هذه الثورة شرفًا أنها حققت الحرية الفردية للمواطن العادي والمتحزب، فأصبح النهضاوي التونسي لا يرتعد في فراشه فزعًا عند سماع محرك سيارة تدخل فجرًا النهج الذي يقطنه، وأصبح اليساري المنتمي يُعلن عن اسم حزبه في المقهى دون خوفٍ من آذانٍ أو عيونٍ لا تنام. لكن وفي نفس الوقت أفقدتْ الحريةُ الليبراليةُ الفرديةُ المواطنَ التونسي توازنَه النفسي بعد ما حرمتْة من عكازه التقليدي التي يتكئ عليه والمتمثل في الدولة الراعية البقرة الحلوب (état providentiel)، فوجد نفسَه المسكينُ عاريًا يواجه مصيره بنفسه وهو المتعوّد على الكسل الفكري والتواكل الاجتماعي، فأصيبَ بهستيريا المطلبية التي لم ولن تُلَبَّى مهما صاحَ وأضربَ وقطع الطرقات.

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 30 أفريل 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مقهى البلميرا، سُئِلَ فيلسوفُ حمام الشط: ما الفضيلةُ يا س ...
- المسلم الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع ب-حريته الطبيعية ...
- الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في ال ...
- هذه هي هيبة الدولة بالحق (أمريكا، 1957)!
- الفنّانون في المجتمع: هل يَصْلُحُونَ لِشيء؟
- إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية أ ...
- اللغة العربية، التغيير والديمقراطية: أي علاقة؟
- الحداثة الغربية المعلّبة المعولمة غولٌ يغزونا بسهولةٍ وسيولة ...
- توضيح حول مقولة ماركس الشهيرة -الدين أفيون الشعوب- التي وظفه ...
- وددتُ لو تعددت العواصمُ في كل دولة؟
- أطلِقوا سراح جورج إبراهيم عبدالله، -مانديلا الشرق الأوسط- كم ...
- صرخة ضد التمييز حسب العائلة أو المهنة أو الشهادة العلمية (ال ...
- قبل أن ننقد الدولة على ما لم تفعله، علينا أولا أن ننقد أنفسن ...
- طوفان.. طوفان.. ولا سفينة في الأفق!
- ما هي مواصفات الفرد التونسي التي أنتجها النمط الحضاري-الرأسم ...
- ماذا أنتظر من وزير السياحة القادم؟
- حضرتُ اليوم ندوةً حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من وجهة ن ...
- الجيش المصري أصبح في عهد السيسي جيشًا شَرِهًا نَهِمًا جَشِعً ...
- خدعوكَ أيها الشعب التونسي الفقير بقولهم أنك كريمٌ!
- مَن شابَه أباه، فقد ظلم مستقبله!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف لم يتحققا معًا أبدًا في أي مجتمع وتحت أي إيديولوجيا أو دين عبر التاريخ القديم والحديث. جملة قالها في المقهى فيلسوف حمام الشط وأعيدها أنا دون أن أعي عُمقَها الفلسفي جيدًا !