أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كشكار - اللغة العربية، التغيير والديمقراطية: أي علاقة؟














المزيد.....

اللغة العربية، التغيير والديمقراطية: أي علاقة؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


ملاحظة ديونتولوجية: للأمانة العلمية، لستُ مختصًّا في اللسانيات ولا في السيميولوجيا ولا أستاذ ثانوي لغة عربية، أنا أنقل وأجتهدُ فقط وأجري على الله فلا مُجِيرَ لي غيرُه.

قال جان جاك روسّو (1712-1778)، الفيلسوف البارادوكسال والمواطن الجنيفي فرنسي القلم واللسان، أب ومؤسس البيداغوجيا الحديثة (للمقارنة والتذكير فقط: ماريا مونتيسوري-1870-1952، أمّ ومؤسِّسة البيداغوجيا العلمية أي البيداغوجيا المعاصرة)، قال روسّو: "اللغة تتشكّل حسب حاجيات المجتمع". لوموند ديبلوماتيك تضيف: "اللغة المُشَكَّلَة (la langue façonnée) تَصلح في المقابل للمحافظة أو تحنيط المجتمع في الهيكل (la structure) أو القالب الذي أنتجها هي نفسها، واللغة ترتبط بالمجتمع في علاقة جدلية متواصلة (dialectique ou interaction permanente)".

تعليق مواطن العالَم:
يبدو لي أن مجتمعَنا التونسي يتعامل مع نسختين للّغة العربية، واحدة فصحى والثانية دارجة، يستعمل الأولى في المجالات الرسمية والفضاءات الدينية (الجامع، التعليم، الإدارة، الأدب، الشعر، التلفزة، إلخ.، أي لغة النخبة المثقفة فقط)، و يستعمل الثانية في المجالات غير الرسمية (الفيسبوك، الشارع، المقهى، البيت، الحب، السينما، المسرح، إلخ.، أي لغة الشعب والنخبة المثقفة أيضًا تستعملها يوميًّا خارج اهتماماتها المهنية: مثلا، الأستاذ الجامعي، يحب بالدارجة، يغضب بالدارجة، في المقهى يتكلم بالدارجة، إلخ).

إذا أردنا إذن تغييرَ مجتمعِنا، فهل نستطيعُ تغييرَه دون تغييرِ لغتِنا؟
- يبدو لي أنه من الصعب أن نغيّر النسخة الأصلية أي الفصحى.
لماذا؟
لأنها تحفةٌ فنيةٌ مُحْكَمَةُ الصُّنْعِ والجمالِ والبهاءِ (لغة القرآن).
بارادوكسالّومان: ولأنها تحفةٌ فنيةٌ محكمة الصنع لذلك بالأساس يصعب تغييرها دون تشويهها (en français, on dit qu’elle est victime de son succès d’antan, le moyen-âge ). لغةٌ تقريبًا أحفوريةٌ (une langue presque fossile)، لغةٌ لا تصلح إلا لأن نضعها في المتحف كما وضع الأوروبيون اللغة الإغريقية واللغة اللاتينية، جذور الفرنسية المعاصرة (على فكرة: اللغة الفرنسية الفصحى الحالية كانت لغةً دارجةً تقريبًا قبل القرن 16م).
هل ظلمتُها؟
لا أظن أنني فعلتُ!
ماذا تُسمِّي لغةً لا يتقنُها أغلبية أهلها؟ (مَن يُصرّ على التحدّث في المقهى بالفصحى، يصبح كاراكوزا ومحل سخرية العامة الخاصة).
قال فيها الجابري أكثر مما قال مالك في الخمر: بمعنى أنها أحاطت نفسَها بقوقعة كلسية-طينية غير نفوذة (imperméable)، وغير مستعدة للتفاعل مع حاجيات المجتمع العربي المعاصر بديمقراطيته وعلومه واكتشافاته التكنولوجيته الغزيرة والمعقدة.
لم تفعل ما فعلته اللغة الفرنسية مثلاً أي لم تستطع أن "تتشكّل حسب حاجيات المجتمع" كما عرّف اللغة روسّو (Michel Serres, ancien membre de l’académie française, a dit : nous avons ajouté au dictionnaire de l’académie française 35 mille mots nouveaux entre la précédente version -vers 1930- et la dernière version d’aujourd’hui).
تنبيه ودي موجه إلى زملائي أساتذة اللغة العربية الأجلاء عمومًا وأخص بالود منهم ليلى حاج عمر ولسعد النجار ورفيق الطبوبي وعفيف ساسي، مستشاريَّ في الللغة العربية التي أعتمدها في الفيسبوك: أرجو أن لا تفهموا من كلامي النقدي هذا أنني عدوٌّ للفصحى أو داعية لخلعها وتنصيب الدارجة مكانها، والدليل أنني بها تعلمت وبها أكتب 99% مما أنشر على الفيسبوك. يكفيها شرفًا أنها لغة القرآن ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا أعاديها! لغة الوحدة العربية ولغة المتنبي ونزار والمسعدي وعبد الوهاب وفيروز وأم كلثوم والحلاج وابن عربي.

- أما الدارجة فهي لغتُنا الحية بامتياز، وصفٌ واقعيٌّ وليس انحيازًا فكريًّا. الدارجة ينطبق عليها ما لا ينطبق على الفصحى، ينطبق عليها تعريف روسّو للغة عمومًا: "اللغة تتشكّل حسب حاجيات المجتمع". هي لغتنا في معيشنا ولا لغة لنا غيرها أما الفصحى فكأن بها حياءْ، لا نلقاها إلا في الكتبِ وعلى لسان الأدباءِ والشعراءْ!

خاتمة: أحترمُ عدم تخصصي في اللغة وأسكت عن الكلام المباح حتى لا أتمادى في الخطأ في صورة ما إذا كان كل كلامي خطأ لا يحتمل ولو نزرًا قليلاً من الصواب!

Source d’inspiration: Le Monde diplomatique, août 2020, extraits de l’article de Mizubayashi Akira, romancier, [Au japon, le poids de la hiérarchie. « Langue servile » et société de soumission], p. 1 & 16

إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
"وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة" (جبران)
النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ، أنا لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ ما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة الغربية المعلّبة المعولمة غولٌ يغزونا بسهولةٍ وسيولة ...
- توضيح حول مقولة ماركس الشهيرة -الدين أفيون الشعوب- التي وظفه ...
- وددتُ لو تعددت العواصمُ في كل دولة؟
- أطلِقوا سراح جورج إبراهيم عبدالله، -مانديلا الشرق الأوسط- كم ...
- صرخة ضد التمييز حسب العائلة أو المهنة أو الشهادة العلمية (ال ...
- قبل أن ننقد الدولة على ما لم تفعله، علينا أولا أن ننقد أنفسن ...
- طوفان.. طوفان.. ولا سفينة في الأفق!
- ما هي مواصفات الفرد التونسي التي أنتجها النمط الحضاري-الرأسم ...
- ماذا أنتظر من وزير السياحة القادم؟
- حضرتُ اليوم ندوةً حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من وجهة ن ...
- الجيش المصري أصبح في عهد السيسي جيشًا شَرِهًا نَهِمًا جَشِعً ...
- خدعوكَ أيها الشعب التونسي الفقير بقولهم أنك كريمٌ!
- مَن شابَه أباه، فقد ظلم مستقبله!
- بماذا تتباهون على الصغارْ يا كبارْ؟
- -يجبُ إعادةُ أنسَنَةِ الإنسانيةِ-: صيحةٌ أطلقها الفيلسوف الف ...
- ماذا تفعل وزارة التربية؟
- وهل رأينا كبارَنا يقرؤون حتى نلومَ صغارَنا؟
- حضرت اليوم ندوة استشارية حول إعداد قانون ترتيبي للاقتصاد الا ...
- لماذا، في بلدي؟
- أربعة نماذج للتفقد البيداغوجي في مختلف الأنظمة التربوية في ا ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كشكار - اللغة العربية، التغيير والديمقراطية: أي علاقة؟