أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد كشكار - بماذا تتباهون على الصغارْ يا كبارْ؟














المزيد.....

بماذا تتباهون على الصغارْ يا كبارْ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 22:19
المحور: كتابات ساخرة
    


خدعكم مخكم بِوهم "إعادة ترتيب الذاكرة" فزيّن لكم الماضي جنة وجعلكم تتباهون بذكريات من صنع خيالكم. أيَتباهى العاقل بخيبتِه، بفشلِه، بِخنوعِه لِنِظامَينِ ديكتاتورِيَّيْنِ طيلة نصفِ قرنٍ؟ خطّطتم لِما نحن فيه اليوم أم لم تخططوا؟ أنتُم في الحالَتَين مُدانونَ!
نحن الصغارْ كما تسمّوننا تحقيرًا، نحن نقرأ ونكتُبُ أكثر منكم ألفَ مرةٍ. نحن مُدوِّنون بالملايين في تويتر والفيسبوك. مَن أدراكم أن قِراءاتِكم أفضلُ؟ أو لغتُكم أسلمُ؟ أو ثقافتَكم أوسَعُ؟ ألَمْ نساهم بوسائلنا الحديثة في الاحتجاجات والانتفاضات والثورات في العالَم أجمع؟ مَن استعملها و مَن وظفها؟ ألم يُخلِّصنا الحاسوبُ من عقدة الخط الرديء التي طالما عانيتم أنتم منها؟ ألمْ يصحّح الحاسوب ويقلّل من أخطائنا المعرفية والإملائية والنحوية؟
ألَم يكن حُلم أجدعْ مثقفٍ فيكم أن ينشر مقالا في جريدة بعد استجداء رئيس التحرير؟ أما نحن اليوم فكل واحد فينا، مثقفٌ أو غير مثقفٍ، يملك جريدة ألكترونية، نكتب فيها بكل حرية ما نشاءُ، فيقرؤنا وأحيانًا يستفيد من خَربَشاتِنا - في لحظتها وبالآلاف - المصريُّ والعُمانيُّ والكَنديُّ والطليانيُّ.
ألسنا أبناءَكم وأحفادَكم؟ فلو كنا أشبالاً فأنتم أسودٌ، ولو كنا غير متربّين كما تلوكون فلمن يرجع "الفضلُ" يا فضلاء؟
في زمانكم، كانت كل القرية تطير فرحًا لو تخرّج لها طبيبٌ واحدٌ أو مهندسٌ واحدٌ. واليوم نحن جامعيون بمئات الآلاف، دون عملٍ قارٍّ..آيْ نعم.. لكننا أصحابُ شهائدٍ وأعلَمُ منكم.
تتباهون علينا بنظامكم التربوي البورﭬيبي بعد الاستقلال وأنتم أول ضحاياه، نصفكم مستوى ابتدائي ونصف النصف دون باكلوريا والباقي مثقفون جهلة بالعلم أو متعلمون غير مثقفين، جلكم موظفون عموميون فقراء دائمون. فبماذا بربكم تتباهون؟ هو فقط الحنين هزكم إلى أيام طفولتكم وشبابكم. حنينٌ زيّن لكم أيامكم وردية وهي في الغالب رمادية، فاتركونا وشأننا نعيش زماننا كما عشتم أنتم زمانكم.

خاتمة: مواليد الخمسينيات وشباب السبعينيات، أحييكم.. كثيرٌ منكم، قرأتم، تعلمتم، طالعتم، اطلعتم، تثقّفتم، ثقّفتم، ناضلتكم، سُجِنتم، اجتهدتم وبجِد ونزاهة عمِلتم، لكن وللأسف في كل مشاريعكم الثورية والفكرية فشلتم.
جُلكم، كذبتم، مبادءكم خنتم، خرجتم، هَمَلتم، سافرتم، شربتم، سكرتم، تنازلتم، ذللتم، جبنتم، بذّرتم، وعن العملِ في بعض الأحيانِ تقاعستم، وفي كل الدروبِ الملتوية مشيتم، وكل أبوابِ المتعة الرخيصة طرقتم، ولأحلام والِدَيكما ولطموحاتِهما فيكم في أغلب الحالاتِ خَذَلتم، واليوم وبعد نفاذِ البطارية تحوّلتم وربما ندمتم، فلم أعد أعرفكم، ثم عقلتم، تُبتُم واستغفرتم، وفينا حصدتم ما زرعتم. الله يسامحنا ويسامحكم.
إنجازٌ "عظيمٌ" وحيدٌ فريدٌ، أشكركم عليه: أخفَيْتم عن أولادكم سِرَّكم وأظهرتم لهم حِرصكم على مستقبِلِهم، حِرصٌ فرضته عليكم العولمة الرأسمالية لكنه حِرصِ كحرص مربّ على فوزِ حصانه في السباق.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"نَحْنُ نسأل مَن نكون في هذا الحاضر؟ لا لنكتشف مَن نَحْنُ فقط بل لنرفض مَن نَحْنُ، أي أن نتخيل كيفية وجود مُغايِرة، تأكيدًا لحق الاختلاف، حق الآخر...". فوكو (عمر بوجليدة، 2013)
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 5 أكتوبر 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -يجبُ إعادةُ أنسَنَةِ الإنسانيةِ-: صيحةٌ أطلقها الفيلسوف الف ...
- ماذا تفعل وزارة التربية؟
- وهل رأينا كبارَنا يقرؤون حتى نلومَ صغارَنا؟
- حضرت اليوم ندوة استشارية حول إعداد قانون ترتيبي للاقتصاد الا ...
- لماذا، في بلدي؟
- أربعة نماذج للتفقد البيداغوجي في مختلف الأنظمة التربوية في ا ...
- شهادة على العصر: أستاذ تونسي متعاون في الجزائر (80-88)
- نقدٌ في العُمقِ للمدرسة الليبرالية (L`école libérale) السائد ...
- حكايتي مع الوزير
- حضرت اليوم ندوة ثقافية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
- بعضُ مسبّبات الغش والعنف التلمذيَين؟
- هل يوجد لدى الطفل مستويان من الذكاء؟
- تلميذ السنة أولى ابتدائي يُفاجِئُ معلّمَه!
- ما هذا؟ مواطن تونسي يعيش في تونس أو -أوفْنِي-؟
- قرارات الحاكم المنتظر لتونس؟
- إصلاحُ التعليم لا يمكن أن يأتي من رجال التعليم وحدهم!
- البيرقراطية النقابية عِندْها -ارْجَالْهَا- الانتهازيون!
- يخربون بيوتهم بأيديهم! مَن هم؟ هم المدرِّسون المقاولون والمد ...
- المدرّسُ التونسي: كيف حالُه؟
- حضرتُ اليوم اجتماع استماع وتكريم لأعضاء -جمعية حماية واحات ج ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد كشكار - بماذا تتباهون على الصغارْ يا كبارْ؟