أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - الاثر النفسي لجماليات الموسيقى














المزيد.....

الاثر النفسي لجماليات الموسيقى


قيس عوده قاسم الكناني
(Qays Oudah Qasim)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


الموسيقى هي ابنة الملامح الصامتة ووليدة العواطف الكاشفة عن نفسية الإنسان الواعي لحقيقة ما، وما أطرف الالتقاء أن يكون في شيئين يكاد يكون الواحد منهما ولو في القياس الشكلي نقيضا للآخر، كما في (الثورة الصناعية في أوربا والموسيقى) التي غيرت من المفاهيم الموسيقية كثيراً، لذا فان القيمة الجمالية وتأثيرها النفسي يكمن في المتغيرات للقوالب الرتبة وكيفية التخلص من هذه الثوابت, وعليه لا بد من تطورات جديدة تسهم في انتعاش الموسيقى وديمومتها وهذه التطورات هي ناتجة عن بعض الإجابات التي تتساءل أنفسنها عنها, فلا قيمة للتجديدات الموسيقية للفكر الموسيقي الا اذا كانت إجابة على أسئلة وضعها تطور هذا الفكر نفسه لذا فهي تحتاج الى ثورات تقلب الموازين وتحرر العقول النيرة التي ترتقي الموسيقى بهم من خلال منجزاتهم الذهنية والعقلية والتخيلية وكذلك البعد التصويري في موسيقاهم، فالموسيقى ثورة قلبت الذهنية الموسيقية عند العالم، فهي لغة النفوس والألحان نسيمات لطيفة تهز أوتار العواطف، هي أنامل رقيقة تطرق باب المشاعر، وتنبه الذاكرة فتنشر ما طوته الليالي من حوادث أثرت فيها بماض بعيد .
هي بعض أصوات محزنة تملأ أضلعك وتمثل لك الشقاء كالأشباح فهي تأليف أنغام مفرحة ترقص بين أضلعك على رنة وتر محمولة بتموجات الأثير، انها ليست لغة العواطف فحسب بل لغة الفكر والفهم أيضا، فهي تسمو بسمو الإنسان وترقى برقيه، فالقوم الذين تحررت نفسيتهم وارتقت, فإن موسيقاهم تعبر عن عواطف تسمو عن الشهوات والتخيلات تعلو عن الأغراض الحيوانية الدانية .
لذلك فالإنسان لا يعرف ما يقوله العصفور فوق أطراف الأغصان ولا يفهم أيضا ما يقوله النسيم لزهور الحقل، ولكنه يشعر وكأن إحساسه يفقه ويتفهم جميع هذه الأصوات، فيهتز تارة لعوامل الطرب ويتنهد طورا بفواعل الأسى والكآبة.. كأن في الموسيقى ما يساعد على تغيير الإنسان من وضعية إلى أخرى .
فهذا (بتهوفن) في سيمفونيته الثالثة التي أجاب بها على مطامع نابليون بتيار من الأنغام تحول إلى تيار من العواطف البشرية الطالبة للحرية الثائرة على الظلم والاستبداد، فالموسيقى لسان جميع أمم الأرض ولغتها الموحدة التي يفهمها ويعشقها الجميع دون تشكيك او تمييز، فلا يمكننا أن نقسم الموسيقى إلى قسمين (شرقي وغربي) وإنما يمكننا أن نميز بين الأساليب الشرقية والأساليب الغربية في التعبير عن المعاني النفسية المقصودة من الموسيقى، فمتى كانت الموسيقى الغربية تعبر عن العواطف والحالات التي تعبر عنها الموسيقى الشرقية عينها أمكنك فهمها بكل سهولة وإن اختلف أسلوبها .
ولمعرفة مكانة الموسيقى والغناء وأثراهما على شخصية الفرد, لا بد لنا من الرجوع إلى الوراء قليلا لكي نعرف دور الموسيقى والغناء في حياة الإنسان, فلو ألقينا نظرة سريعة على أهمية هذا الفن في العصور الماضية واستقرأنا اتجاهاته ومعاييره وشموليته وسيكولوجيته, لوجدنا أن الموسيقى بصفة عامة فن جماعي لا ينعزل عن سائر نواحي حياة الجماعات البشرية, فهي ظاهرة من ظواهر النشاط الإنساني مارسها الإنسان في جميع أدوار حياته, وهنا نتساءل عن السر في ممارسـة الإنسان للموسيقى في شتـى مراحل تطوره, إذ لا يمكن أن تطرد تلك الظاهرة إلا إذا كانت الموسيقى تشبع في نفسه حاجة أساسية يستشعرها في كل أدوار حياته, وتلك هي الحقيقة التي انتهى إليها الباحثون عندما قرروا أن الموسيقى والغناء إنما هما امتدادا لرغبة الإنسان الطبيعية للتعبير عن ذاته فهما يعبران عن عواطف ومشاعر قد لا تستطيع كلمات وألفاظ اللغة التعبير عنها.
وقد اكتشفت الحضارات القديمة في مصر واليونان والصين وسومر والهند منذ أقدم العصور سحر الموسيقى والغناء بوجه عام وتأثيرهما البالغ على النفس والجسم واستخدموها في طقوسهم الدينية كأداة للسمو بالنفس إلى درجة الشفافية, وقد جعل (أفلاطون) للدولة حق الإشراف على الموسيقى لما لها من تأثير نفسي في تكوين الشخصية المتزنة المتناسقة وكذا في تنمية ملكة الخلق والابتكار, وكذلك نجد (جان جاك روسو) الذي يعد من أوائل الذين اهتموا بالبحث في أنواع الموسيقى المناسبة لتربية الطفل, فقد نادى بضرورة التعبير الذاتي بالأصوات الموسيقية وباستخدام أنواع معينة من الغناء الشعبي لما فيه من أصالة, ثم أن (فروبل) نادى بضرورة جعل الموسيقى والفنون التشكيلية محور تكوين الطفل من المرحلة الأولى في حياته التعليمية, وهدفه من ذلك أن يهيئ لكل طفل فرصة النمو الوجداني المتكامل, لذا نرى أن الموسيقى على مر العصور وحتى يومنا هذا أخذت مكانها كأداة للتربية ووسيلة هامة لتقويم النفس، وبدأت معظم دول العالم المتقدمة تهتم بالتربية الموسيقية الموجهة للأطفال، وقد وضعت من خلال مفكريها ومبدعيها دراسات وأساليب تعليمية مختلفة لهذا المسار الثقافي الهام تتلاءم مع بيئتها مستفيدة من التجارب التي أوجدها علماء ومربون في التعليم والتربية الموسيقية إيمانا منها لما للتربية الموسيقية من أهمية في بناء شخصية الإنسان من مرحلة الطفولة وحتى التعليم الجامعي .



#قيس_عوده_قاسم_الكناني (هاشتاغ)       Qays_Oudah_Qasim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نرى الموسيقى في منظور جمالي
- الموسيقى في مسرح فاختانكوف تقنية أساسية في إنشاء المشهد الخي ...
- الخطاب الذهني وكسر الإيهام في موسيقى المسرح التغريبي
- الأغنية الوطنية خطاب درامي لإظهار الهوية
- مقاربات في الصورة الدرامية لأعمال بتهوفن الموسيقية ..
- قراءة في فضاء استطيقيا الموسيقى...
- هل الموسيقى في المسرح عنصر من عناصر السينوغرافيا


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - الاثر النفسي لجماليات الموسيقى