أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - الموسيقى في مسرح فاختانكوف تقنية أساسية في إنشاء المشهد الخيالي














المزيد.....

الموسيقى في مسرح فاختانكوف تقنية أساسية في إنشاء المشهد الخيالي


قيس عوده قاسم الكناني
(Qays Oudah Qasim)


الحوار المتمدن-العدد: 6650 - 2020 / 8 / 18 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


آلية توظيف الموسيقى في مسرح فاختانكوف(الواقعية الخيالية) .... تصورات وافتراض
الواقعية الخالية كما يعرفها فاختانكوف هي إيجاد الانسجام بين الشكل والمضمون، ووسائل التعبير .. وإذا ما وجدت هذه الوسائل بشكل صحيح فإنها "ستمنح العرض حياة أخرى على الخشبة، وهي التي يجب ان توجد في كل فن" ( )والواقعية الخيالية تعمل على خلق عالم خالص من الخيال لا تختبر فيه منطقية الواقع التجريبي، بل ينكشف فيه جوهر الواقع نفسه وتقريب الأسطورة كموضوعات عاملة على كشف بنية الواقع الآني العميقة من ارتباطات وعلاقات، او الصدق في الحلم الذي يعرض ذلك الجوهر للواقع خارج أبعاد الزمان والمكان ومحددات مظهر الواقع او الموضوع، لذلك ما يريده فاختانكوف هو معالجة فنية تنبع من نشاط تخيلي يحتمل الذاتية الى الحد الذي تتحول فيه الرؤية الى رؤية بالغة الذاتية لان "هدف الفنان المسرحي النهائي، ليس تركيب نسخة مصغرة من للعالم الخارجي على خشبة المسرح، ولكن ان يجد الحافز الذي يدفع بالجمهور لخلق سلسلة من الصور الخيالية المرتبطة مع تصوراته وخلقه الخيالي على الخشبة، وان يترابط تأويل الجمهور بتأويله، نحو فهم يتجاوز مفردات المسرحية ذاتها، نحو فهم الواقع شكله ومضمونه"( ) فهو يعيد صياغة الواقع عندما يعمل على رؤيته، وفي الحصيلة ينتج منطق المخيلة، مركبا من المعرفة ينتمي الى أصول وقواعد المسرح والظاهرة المسرحية، وهو بدوره يرتبط بشمولية فن المسرح، لذلك تتكرس الواقعية الخيالية في أنظمة الرؤية الخيالية والموقف من العالم ذاتياً وموضوعياً بأطر شعرية بفعل ودور المعالجة الإخراجية في تشكيل أنظمة العرض المسرحي.
كما يعد فاختانكوف أول من كرّس مفهوم الواقعية الخيالية في المسرح، وبشكل تنظيري وتطبيقي في تجاربه المسرحية وعبر استمرار تنظيراته في الواقعية الخيالية، فكانت عروضه رفضاً للطبيعة وفي استخدامه للطقوس والرموز وفي تصميم خطواته في أسلوبه الموسيقي ونجدد دقة ورسوخاً وتقدماً واقتصاداً من اي عمل اخر حيث كان الممثلون يتنافسون في تقديم أداء مفاجئ وحيوي وتلقائي مرتجلاً، فهو يؤكد على فاعلية الخيال المؤدي الى المتعة القائمة على الوعي والقصدية الفنية في توجيه الجهد الإبداعي نحو غاياته، فيرى في الموسيقى دورا بارعا وعنصرا مهماً في إنتاج العرض اذ تشكل الموسيقى جزءاً مهماً في المعالجة الرئيسية للعرض، لانها تمتاز بطبيعة وجدانية، فلها القدرة المطلقة في تحقيق التداعي الإبداعي والحسي للخيال، كما انها تقنية أساسية في إنشاء الوحدة المشهدية في الواقعية الخيالية لدى فاختانكوف، فهي تنظم حركية الجسد من خلال إيقاعها الزمني المنتظم ووحداته المتكررة التي تنحت الجسد في انسيابية ومرونة، كما تخلق الموسيقى في مسرح فاختانكوف عبر وحداتها الزمنية مقابلات مساحية تكون عنصرا حاضرا في الفضاء اي ان الموسيقى في الواقعية الخيالية تثبت حضورها ماديا في الفضاء من خلال تلك الحركة، والتي تسمو فوق فيزيائية الجسد فتتحول الحركة في الفضاء الى إشارة بفعل الرقص، كما وصفها مايرهولد لان البعض لا يهتم في طبيعة الإشارة في حين ان هذه الإشارة تقوم بدور عظيم الأهمية في حالة المصاحبة الموسيقية. وبالتالي فالموسيقى تسهم في تغذية الخيال وتنظيم الارتجال عند الممثلين فهي عامل منظم لوحدة الارتجال الذي يتأسس من خلاله المشهد المسرحي ويتحدد به المكان الدرامي والفضاء اللعبي وبناء الصورة المعبرة عن جوهر الواقع وبنيته العميقة وشبكة ارتباطاته الداخلية حيث تبقى الموسيقى أكثر أنواع المؤثرات الصوتية فعلاً تأثيرياً على خشبة المسرح بما تحققه من متعة جمالية حقيقية، تساعد المخرج في تحقيق خيالاته كما تحيل مخيلة المتلقي الى إنتاج صور سياقية او نسقية من الموقف الممثل أمامهم في فضاء الحدث الدرامي، لانها تعمل على تصعيد فعالية الحدث الدرامي والمحافظة على الزخم فيه أثناء تحولاته وتطوره وبناءه، كما تعمل أيضا على ربط الوحدات الزمكانية المتعاقبة التي تنبني أفقياً في حالة تجاوز المشهد الخيالي مع المشهد الواقعي، بينما تكون الموسيقى دالة على تصعيد الحدث الدرامي في بناء عمودي ذروي حينما يندمج المشهد الخيالي مع المشهد الواقعي تصاعدياً نحو الذروة.
وختاماً فان الموسيقى في مسرح فاختانكوف تتمتع بأهمية استثنائية فهي تتعلق بالطاقة التعبيرية والزخم الدلالي الذي يفسر الفضاء المسرحي ويكشف نوعه، وهي تتجاوز القدرة السيكولوجية من رغبة وعاطفة وشعور طبيعي لأنها "تحرك المشاعر وتنشط الخيال وتقدم المشهد المحتمل الأكثر اتساعاً للخيال"( )، وذلك لأنها أكثر الفنون حرية وأكثرها تجريداً واقلها تقيداً



#قيس_عوده_قاسم_الكناني (هاشتاغ)       Qays_Oudah_Qasim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الذهني وكسر الإيهام في موسيقى المسرح التغريبي
- الأغنية الوطنية خطاب درامي لإظهار الهوية
- مقاربات في الصورة الدرامية لأعمال بتهوفن الموسيقية ..
- قراءة في فضاء استطيقيا الموسيقى...
- هل الموسيقى في المسرح عنصر من عناصر السينوغرافيا


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - الموسيقى في مسرح فاختانكوف تقنية أساسية في إنشاء المشهد الخيالي