أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - الخطاب الذهني وكسر الإيهام في موسيقى المسرح التغريبي














المزيد.....

الخطاب الذهني وكسر الإيهام في موسيقى المسرح التغريبي


قيس عوده قاسم الكناني
(Qays Oudah Qasim)


الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 05:08
المحور: الادب والفن
    


كيف تعامل برخت مع عنصر الموسيقى في ضوء ... التغريب .... وكسر الإيهام... ومتطلبات الدور ...
تميزت القطع الموسيقية التي رافقت العروض البرختية بوضوحها التصويري للأحداث، حتى ان (برخت) عمد على إدخال الفرقة الموسيقية في جو العرض ومكشوفاً للمتفرجين وخلال الأغاني والعزف الموسيقي التصويري للأحداث تتغير الإنارة وهذا ما أراد منه (برخت) ان يكون تصوير الموسيقى في العرض يمتاز بطريقة جديدة تسهم في خلق جو مناسب للأحداث المسرحية من خلال الخطاب الذهني للموسيقى الذي يفترض دلالات موسيقية تعالج القضايا الفكرية وتثير التساؤلات وتحرك الذهن عند المتلقي وبهذا فقد لعبت دورا فاعلا في تصوير الاداء المسرحي حيث أصبحت الموسيقى مخبرا للأحداث القادمة أي انها بدأت تصور ما سيحدث من خلال تسلسل أفكارها المنطقية التي ترافق الممثلين, وكذلك أخذت دوراً تحريضياً يساعد في قلب الأحداث من خلال انقلاب أفكارها الإيقاعية والنغمية المفاجئة( )
ثم عمد (برخت) أن يدخل الموسيقى بالتفاعل الجمالي للمسرح حتى تسهم في افتراضات وتصورات تدعم المبدأ البرختي، كما هو الحال عندما ترافق الموسيقى حوارا هادئا او مشهدا رومانسيا، فان التصوير الموسيقي عليه ان يخلق افتراضا جماليا لا ان يكون مكمل لطبيعة الدور المسرحي, وان يأخذ دوراً يخدم به مفهومه البرختي (التغريب) من خلال البحث عن الأشكال الموسيقية التي تنسجم مع موضوع العرض ويفسر اتجاهاته، وتساعد على خلق افتراضات تعمل على مساندة بعض الأدوار المسرحية فتساعد "ممثل دور ما ان يكسر تدفق بناء هذا الدور اذا لم تكن الشخصية تقليدية وخاصة مع الشخصيات الحاملة للأفكار" ( ) وهذا ما يتطلبه مسرح (برخت) فهو كسر المألوف والخروج عن المعتاد والواقع والتأكيد على تحريك الذهن والعقل عند المتلقي لإثارته العقلية من خلال حالات الافتراض التي تأتي بها الموسيقى كونها تخاطب الذهن والإحساس، فالدور المسرحي لدى الممثل يجب ان لا يكون قد وصل للاندماج التام بل عليه ان يكون واعيا في أداء الدور المسرحي وان يفصل الممثل بينه وبين دوره.
وبهذا فقد وجـهَ (برخت)الموسيقى في حدود عمل تخدم إيضاح ودعم الفكرة المرتبطة بالهدف دون الولوج بتفاصيل اخرى كأن تثير مشاعر المتلقي او تسعى الى إشراك المتفرج في الأحداث او تصاحب الهدف المسرحي، ففي وجود الموسيقى يرى (برخت) أن لا تصاحب، بل تفترض توضيح الهدف المسرحي، كما إن عليها أن لا تقنع بالإعراب عن مــزاج يظــهر نتــيجة أحداث معــينة على المسرح بل جعلها تُخرج المتفرج من سبات اندماجه الى إيقاظ عقله وتدفعه إلى إدراك الأحداث بوعيه وتجعله يعيش خارج الأحداث يفكر فيها ويدرسها لا أن يعيش كجزء من الأحداث المطروحة، حيث استطاع برخت ان يجعل من الموسيقى عنصرا من عناصر العرض المسرحي الذي يسهم في إسناد ودعم الأفعال المسرحية من خلال خلق التناقض بين أفعال الشخصيات المسرحية حينما تأتي الموسيقى بعكس اتجاه المشهد أي عندما يكون المشهد حزينا قد تكون الموسيقى من نوع المارش او انها تفترض افتراضات تبتعد عن تصور الواقع وبالتالي هنا يتحقق المفهوم المسرحي (البرختي) وهو كسر الإيهام والاندماج والإتيان بحالة مغايرة لما يتوقعه المتفرج بين المشهد وموسيقاه، وكذلك فان الموسيقى عند برخت تكون " ذات نظرة فلسفية فهي تتجنب التأثير التخديري.
وعلى ما ورد، فإن (برخت) تعامل مع عنصر الموسيقى في المسرح بشكل أضفى إلى خلق تكنيك فني خاص، تحرك على قصد غاية فلسفية مثمرة تكون داعمة لفكـرة التغريب لديه، ففي مسرحية الأم شجاعة لــ(برخت) تتقاطع الأغنيات مع الحوار بصورة دائمة فتعمق دلالة الموقف في أحيان، وقد تعارضه معارضة جذرية ساخرة في أحيان أُخرى, وبذلك تعامل (برخت)مع تقنيات المسرح بشكل شامل، مستحدثاً طرقاً جديدة معها (غير مألوفة) منها (الموسيقى، الشعر، الأغنية والرقص)، بشكلٍ جديد تخدم فكرة أو تقود الموقف إلى تحقيق هدف المسرح (البرختي)، وفي سياق ذلك فإن الممثل في مسرح (برخت) وجد نفسه ملزماً بتعلم مهارات تتكيف ومتطلبات الدور، ومنها الرقص والغناء والعزف الذي يخرج بها عن التوظيف التقليدي المألوف فتشتغل لديه أنشطة الارتجالات في سياق شَكَلَ التعارض أو التقاطع أو التضاد وعدم الانسجام مع الموقف أو الحدث بهدف التأكيد عليها من عزلها بشكل غير مألوف أو غير منسجم حيث يثير ذلك السخرية أو التسـاؤل فيستوقف المتلقي للمدارسة والتأمل، بالتسبيب أو التعليل، أما فيما يخص الممثل، فإن تلك الحركة التكنيكية للموسيقى في تعارضها وعدم انسجامها وتضادها مع الموقف أو الحدث تحقق له صدمة أو صحوة تستوقف انجرافه فتعمل كرقيب ينظم أداءه في سياق عدم اندماجه مع الشخصية/الدور/الحدث. وبهذا تصور الموسيقى الحدث البرختي تصويرا وظيفياً من خلال دورها الذي كان يكشف ويصور طبيعة وسلوك الشخصيات، لذلك فان " برخت تعامل مع عنصر الموسيقى بشكل أضفى الى خلق تكنيك فني خاص تحرك على قصد غاية فلسفية مثمرة تكون داعمة لفكرة التغريب لديه" ( )



#قيس_عوده_قاسم_الكناني (هاشتاغ)       Qays_Oudah_Qasim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغنية الوطنية خطاب درامي لإظهار الهوية
- مقاربات في الصورة الدرامية لأعمال بتهوفن الموسيقية ..
- قراءة في فضاء استطيقيا الموسيقى...
- هل الموسيقى في المسرح عنصر من عناصر السينوغرافيا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - الخطاب الذهني وكسر الإيهام في موسيقى المسرح التغريبي