أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهاب وهاب رستم - فكروا معي من اجل الضحايا















المزيد.....

فكروا معي من اجل الضحايا


شهاب وهاب رستم

الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


هناك في تلك الربى البعيدة خلف السهل الواسع قرب السفوح العالية ، كان يعيش العم شيركو مع عائلته ، يحرثون الارض فياكلون من ثمارها ويرعون الغنم فيشربون من حليبها .. ويبيعون صوفها . كانت حياتهم هادئة لا يعرفون شيئاً عن هموم البعيدة عن مجتمهم الصغير الذي تربوا فيه وتوارثوا عادات وتقاليد اجدادهم من الاخلاص والوفاء للارض والمجتمع البسيط حولهم وكانت الاواصر بين العوائل متيمة لا يشوبها شائبة .. ابنه البكر سالار (١٦ سنة) راعي الغنم .. يخرج من الصباح الباكر ويعود بالحلال عندما تكون الشمس في الافق قرمزياً .. وتجر ذيولها قبلان يرمي الظلام شباكها على القرية .. تزوج سالار وهوفي هذا العمر .. بل زوجوه .. فمن عادات المجتمع الذي يعيشون فيها .. الزواج المبكر.. رزق سالار من زوجته شيرين والتي كانت عمرها عند الزواج خمسة عشرة عام طفلان جميلان .. اسعدا الوالدين والجد والجدة الغرقان في حماية العائلة من الاوهال .. كان شيروكو قريباً من الثورة .. يساعد الثوار .. إنها غريزة الانتماء القومي .. والوجب الوطني .. لكنه لم يكن يعرف شيئاً عن السياسة ، الوطن لا يحتاج الى المعرفة السياسية . انه انتماء .. وروح ينمو مع السنابل الخضراء في الحقل .. روح ينمو مع الخوف من الذب الذي يهاجم الاغنام في الليالي الشتوية الظلماء ..كان يعي ان مصالحه مشتركة مع العامل .. وأن الثورة تدافع عن مصالحهم المشتركة في المدينة والقرية .
البحار والانهار.. ولا السهول والجبال لم تمنع عنهم الحرب .. ولا على المدن القريبة والبعيدة .. حرقوا بيوتهم ومزارعهم .. طردوهم من ديارهم لاسباب واهية .. سمعهم يقولون انهم يحافظون على انابيب النفط .. ولحقيقة انهم جلبوا اناس لقراهم لا يمتون للقرية ولا البيئة بأية علاقة .. يختلفون عنهم في اللغة والجنس والروح .. انهم موالون للسلطات .. وعدو للبيئة .. صاروا اهل البيت وهم غرباء .. وجدوا انفسهم خارج الحدود الدولة .. في بلد غريب .. عبروا محطات عديدة .. ساروا مسافات طويلة حاملين أمتعتهم الثقيلة .. يصدون وينزلون الجبال الشاهقة المغطاة بالثلوج الازلية ..البرد القارص يخدش اعصابهم واجسامهم العارية .. فقد شيروكو ابنه الرضيع بسبب البرد والجوع على قمة الجبل ثلجي .. الجبل الذي يغرق قمته في السحاب .. فدفنوه حيث فارق الحياة .. ولملا يدفنه على القمة .. فكل الارض سواء .. مادام لا يعيش في قريته ووطنه .. ارض اللهالواسعة اصبح وطنه .. بعد تركهم للديار .. وطنهم الام .. انتقلوا من محطة االى محطة ومن مدينة ال مدينة .. سكنوا القرى البعيدة .. فرشوا الارض وتغطوا بالسماء .. الممطرة .. والسماء الصافية .. القارصة الباردة .. نفذ مالديهم من مال .. ونفذ عندهم الصبر .. لا يعلمون ما مصيرهم بين الامس واليوم .. ماذا سيحدث ؟ هل يدفنون كما دفنوا الطفل الرضيع .. على قمة الجبل .. كل شيء غامض .. ضبابي .. مظلم .. هل كونه دعم الحق .. وساند المظلوم سبب هذه المصائب ؟ .. لكن لا هذا ليس بصحيح .. لا ليس صحيحاً .. جيرانه لم يكونوا منتمين للثورة والحزب الثائر على السلطات .. ولا دعم الثوار يوماً .. ها هو وعائلته معهم في هذه الرحلة المريبة .. يحملون متاع السفر المتعبة الذي لم ينتورنها في حياتهم ..
هل هو القدر .. ؟ ام الظلم الذي لا يعرف البرئ من المذنب ..!! الظلم .. الاناية .. العنصرية .. انهم يبعدون الفلاحين من قراهم للحفاظ على انابيب النفط .. لكي يسرقوا البلد بما فيها ولا يشاهدهم أحد ليشهد عليهم . يصل الكثيرون من قريتهم والقرى المجاورة لهم ومن المدن .. الى بلد لا علاقة لهم بها .. متعبين منهكين .. عراة وحفاة ، الجوع يقتل الكبير قبل الصغير،اطفال يموتون من البرد والجوع ؟ زكم إمرأة فقدت جنبينها.. وذاك الشيخ الكبير يجر خطاه خلف القافلة الطويلة فقد الشيخ كل ما يملك أمةاله .. ثروته .. ارضه وزرعه .. وفقد عائلته .. أولاده .. احفاده ..!! كان يحلم ان يترك لاحفاده ثروته وارضه .. لكنهم سرقوا منه كل شيء .. المال .. الارض .. الوطن فوق كل هذا وذاك .. شيركو وأولاده وقفوا امام موظف الصليب الاحمر الدولي .. كما فعل الآخرون .. قالوا لهم سنرسلكم الى بلد آمن . تساءل شيركو .. ألم يكونوا آمنين في قريتهم .. لقد كانوا في أمان في قريتهم .. منذ آلاف السنين ولم يعكر صفوة حياتهم إلا هؤلاء الشرذمة الذين يحكمون منذ ثلاثة عقود ونصف العقد .. الشيخ الكبير بدأ يهذي .. يتحددث مع الهواء مع الظل الذي يخلفه الشمس في منتصف النهار .. يمد يده متسولاً في هذه المدينة الغريبة .. لا نهاية لهذه الآلام وهذه الحرب المدمرة .. شعب يباد عن بكرة ابيها .. لا لشيء إلا لغطرسة حاكم اهوج يفكر بعقلية اولاد الشوارع ..
لا لن يكون هناك سلام بعد اليوم .. الحرب سيبقى قائماً .. حرب ازلي .. بلا نهاية ..!!
انقسام في الرأي والتوجهات السياسية .. لا احد يعرف طريق المشاركة .. كل يريد كل شيء أو لا شيء .. القيادات المعارضة لا يتصافحون مع بعض .. ولا يتنازلون لبعض .. الانتقام .. الانتقام شعار دائم .. بالامس كانوا ثوار .. من اجل الوطن والشعب .. اليوم .. لا نعرف ماذا ؟
شيركو وابنه ما زالوا يراجعون مكتب الصليب الاحمر.. قال لهم الموظف الاممي .. أنهم لا يستطيعون مراطعو المكتب .. سوية .. سيتم تقسيمهم الى عائلتين .. لان ابنه متزوج .. وله طفلين .. قد يرحلونهم الى بلدين مختلفين .. من خلال فايلاتهم .. والتحقيق التي اجريت معهم ..
تنفس شيركو الصعداء .. القلق بد يدب في جوارحه .. كيف له أن يترك ابنه مع طفلين وزوجة لحد الان لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها .. لقد عاشت العائلة تحت سقف واحد .. في بيت العائلة الكبير جيل بعد جيل ..لذا سجل شيركو افراد العائلة باسمه .. حتى الكنة اصبحت بنته واخاً لزوجها في السجلات .. لكن الحمل تفضحهم في بلد اللجوء .. كيف تحبل المرأة من اخوها ..
انهم ضحية اللاعدالة السياسية .. وعنصرية نظام غارق في التخلف الفكري والسياسي ..
حبل من اخيها حسب السجلات وزوجها الشرعي ..
اين الحل.. ؟
لمن تشتكي ..؟
انهم ضحايا الحروب المجنونة .



#شهاب_وهاب_رستم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الدستور في السياسة والدولة
- ماذا وراء الاحداث ..؟
- العالم في حالة تغيير في كل العصور
- تطوير قدرات ر الشباب .. رؤية معاصرة ..
- الاقتصاد والسياسة الخارجية
- المقبض .. الذيل ... خائن ...!!
- الحرب لم تنتهي يوماً ..!!
- الكعكة العراقية في السياسية ..!!
- انعدام الثقة بالحزب .. الاحزاب
- الايدلوجيات المذهبية والعلاقات الدولية
- القرارت في السياسة الداخلية والخارجية
- الدكتاتورية لعنة لتشويه التاريخ
- الإدارة والتنمية في الدولة ..!!
- بناء الدولة المؤسساتية بعد ..ال !!
- اللجان التحقيقية .. حرق الارشيفات ..والطيور العملاقة ..!!
- الديمقراطية الخزبية وضمان الحريات ..!!
- حرق المحاصيل الزراعية .. لماذا ؟
- تشويه التاريخ .. فلسفة ..!!
- توزاز القوى .. الحرب ..!!
- شرعية الدولة الديمقراطية


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهاب وهاب رستم - فكروا معي من اجل الضحايا