أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة في رواية أرض الإله














المزيد.....

قراءة في رواية أرض الإله


زهير إسماعيل عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 02:44
المحور: الادب والفن
    


تتناول الرواية ثلاثة أزمان مختلفة وتبدأ بقصة عن الحاضر، ثم تدخل في بعد زمني آخر وهو زمن البطالمة، ثم يتخذ ترجمة البرديات مدخلًا لفتح نافذة في زمن أقدم وهو زمن موسى وفرعون، مما يجعل الرواية تصنف ضمن الأدب التاريخي؛ ويقدم «مراد» هذا المزيج في أحداث تشويقية مثيرة في قالب روائي مضفر بمزيج من الأحداث التاريخية والدينية، مع الحفاظ على إظهار الصورة السينمائية الرائعة التي تتميز بها كتاباته.

أما الحبكة الدرامية فقد قدمها «مراد» في طابع روائي يتميز بالتشويق والإثارة، مشبع بصور سينمائية ضمن حوار وسيناريو جيدين من حيث المعنى، إلا أنه أخفق في توظيف اللغة بشكل مزرٍ حيث استخدم لغة عربية فصحى أقرب إلى «الألفاظ القرآنية» والتي تجعل القارئ دائم الاعتقاد بأن هذا الكاهن درويش صوفي، فكان أولى له أن يبحث أكثر في معاني اللغة ومراحل وأطوار تطور ألفاظها، وإني لأرى أنه من الأفضل استخدام الألفاظ المتعارف عليها في النصوص الفرعونية على جدران المعابد أو الكتابات القديمة من الكتب الدينية، خطأ كهذا وضع القارئ في مقارنة دائمة بين أحداث روايته وما ورد في النص القرآني من قصة سيدنا موسى، كما افتقدت الرواية في كثير من المشاهد إلى الانفعالات الحية ويتجلى هذا في حوار موسى مع هارون، فهو أشبه بالـ«Role Playing» – لعب الأدوار- بإعادة تمثيل ما حدث، كما يظهر الفقر في المخيلة الواقعية والذي يتبين في رؤية شخصية «عزيز» الذي يعيش في المستنقعات من سنين يقوم بعلاج الكاهن بعد محاولة القتل الأولى، في مشهد يذكرني بمشهد صاحب الجمل الذي أنقذ عنترة بن شداد عندما غرق في بحر الرمال في طريقه إلى أرض النعمان، مما يفصلك عن متعة إيهام الحقيقة التي تعد من أهم ما يستمتع به القارئ، بالإضافة إلى عدم معقولية المكون الطبيعي للأحداث أو منطق الحدث فكيف لكاهن حافي القدم حليق الرأس تبرز عظامه من تحت جلده ولا يسترها غير ملابسه الكتانية، الانتصار الدائم والمستمر على كل العقبات والتحديات من محاولات قتل وتعذيب، وملاحقات رئيس القصر ورجاله، الذين حاولوا قتله وهو في أيديهم موثق بالحبال، في إناء من الماء تلسع جلده صاعقة «سمكة الرعادة» والذي نجا منهم رغم ذلك، حتى تماسيح المستنقع والبحيرة المقدسة لم تمسسه، ولم ينهِ حياته كلب غريمه «آرام» المتوحش، مما يدل على وجود مهارات قتالية عالية كالتي تتوفر في رجل المستحيل «أدهم صبري»! كما أنني لم أجد هدفًا واضحًا لدور شخصية «نادية» غير الإثارة كمادة جيدة للرومانسية والولع وإضفاء جزء من الغريزة الجنسية البشرية على الرواية، واستخدام اسم «نادية عزيز» في نفسه أمر يثير غرابة القارئ فهو اسم غير مألوف في زمنه وكذلك «حي العاهرات» وإن قُدم ذلك في طابع سينمائي مشوق.

وبالنظر للطابع التاريخي للرواية، نقع في الإشكالية الأزلية بين حرية الإبداع والتأثير في وعي وإدراك جمهور القراء، وإن كنت – شخصيًّا – أؤيد حرية الإبداع والفكر والكتابة ما دمت تقدم هذا في قالب فني كرواية أو قصة قصيرة أو عمل سينمائي، فنجد مثلًا أن فيلم «الناصر صلاح الدين» من أفضل الأفلام العربية من الناحية الفنية لكنه بعيد كل البعد عن حقيقة الواقع التاريخي والمجتمعي آنذاك بل وتزييف له، كذلك الرواية التي بين أيدينا الآن؛ فهي فنيًا تقرب إلى الروعة أما تاريخيًا نجدها بعيدة تمامًا عن صدق الأحداث التي وردت فيها؛ وهنا يجب الإشارة إلى أنه لا يجوز نقد الرواية من باب التاريخ، وذلك لما قدمه الكاتب من الافتراضيات العديدة والنظريات التاريخية الخاطئة أو التي لم تثبت صحتها – الإشارة إلى هذه التفاصيل من باب محاولة المعرفة وليس نقدًا للرواية – مثل:

افتراض أن سيدنا إدريس هو المعبود المصري القديم «أوزوريس» وهذا طرح لم تثبت صحته دينيًا ولا تاريخيًا، وأن «رع» و«حورس» وباقي الآلهة المصرية هم تجسيد للملائكة، وأن المصريين القدماء كانوا موحدين ونبيهم إدريس، والذي لم يثبت صحته أيضًا تاريخيًا ولا دينيًا فالله أعلم بأحوالهم.وأن موسى عليه السلام تلقى تعاليم الدين المصري القديم باعتباره دينًا من عند الله في معبد أون «هليوبوليس»، وهو شيء لم يرد في أي مصدر موثوق به من قبل.لا يوجد دليل حقيقي على وجود اتصال أو تحالف بين موسى وأحمس طارد الهكسوس، أو مشاهدة أحمس وجيشه حادثة انشقاق البحر أثناء مطاردة ملك الهكسوس كما ورد في الرواية.الوارد في التاريخ والأثر أن سيدنا يوسف كان يعيش في هوارة عاصمة دولة الهكسوس وهي حاليًا الشرقية، وليس سيناء كما ذُكر في الرواية.

وعلى الرغم من أن «أحمد مراد» ليس من كتابي المفضلين، لكن لا يمكننا نكران أن له جمهورًا عريضًا داخل الوطن العربي بل وخارجه أيضًا، حيث سبق أن تُرجم له أكثر من رواية إلى عدة لغات، ولا شك أيضًا أنه موهوب ويمتلك الشجاعة والجرأة التي تجعله يخوض موضوعات شائكة ويفتح ملفات تثير الجدل واللغط كربط الرسائل السماوية بالتاريخ المصري القديم وعلاقتها باليهود، ولكن هل يدرك هذا الجمهور أن الروايات لا يستقي منها معلومات تاريخية، وأن أحداثها من وحي خيال الكاتب وإن تشابهت مع الواقع؟! وهل يدرك أيضًا أن الكاتب يقدم الأحداث في قالب خيالي؟ ولا يستطيع أحد أن يلومه، فما قدمه (رواية) لم يدَّعِ يومًا أنها كتاب تاريخ مما يسلّمه من الاتهامات بتشويه القضايا التاريخية، وهنا يقع الخطأ على من يستقي معلوماته منها.



#زهير_إسماعيل_عبدالواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية زواج المتعة،
- قراءة في رواية (تلك العتمة الباهرة)
- قراءة في رواية (ناقة الله)
- قراءة في رواية ( أمريكا)
- قراءة في رواية (الديوان الإسبرطي)
- قراءة في رواية ( قصة حلم)
- جماليات القصة
- حساب الجمل في الروايات العربية
- التفكيكية من الفلسفة إلى النقد الأدبي
- قراءة في رواية الكافرة... على بدر
- كيف تختار ما تقرأ؟
- هل تقرأ النساء أكثر من رجال فعلا؟
- قراءة في رواية العطر قصة قاتل
- قراءة في رواية واحة الغروب
- قراءة في رواية بوغيز العجيب
- قراءة في رواية طائر القشلة
- قراءة في سبعة روايات
- قراءة في رواية اللجنة صنع الله إبراهيم
- قراءة في رواية فاتنة باريس
- قراءة في رواية الشاهدة و الزنجي


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة في رواية أرض الإله