أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة في رواية طائر القشلة














المزيد.....

قراءة في رواية طائر القشلة


زهير إسماعيل عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 00:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


طائر القشلة في عيون شاكر نوري
في آخر إبداعاته الروائية يحاكي شاكرنوري التاريخ القريب ويستدعيه ليشكل منه نواة عمله الأدبي " طائر القشلة "(1) حيث اتخذ من اغتيال الفنان العراقي المسرحي الشاب "كرار نوشي" محوراً له دون التصريح بلك ، تاركاً للقارىء فهم ذلك وإدراكه...
وقد عبر عن ذلك ضمناً في قوله (( لعل أصعب مافي العمل الروائي أن يكون البطل الذي نكتب عنه أراد أن يكتبها بنفسه ، لكن أسراره دخلت القبر المظلم ، ثم يأتي الكاتب هنا ليحل محله ، ويفك شيفرة هذه الأسرار)) فالولوج إلى عالم الأموات ومحاولة استنطاقهم ليس بالأمر الهين...لكن نوري فعل ذلك وتوغل به رغبة منه في تمجيد الجمال المتجسد في هذا الفنان الذي كان هو الميت...وإظهاراً للقبح والبشاعة التي مثلتها الميليشيات التي اغتالته ومثلت بجثته واختصرت سني عمره مبكراً...
ولعل هذه الحادثة تشير من قريب أو بعيد إلى اغتيال بغداد مهد الحضارات والجمال التي تغنى بها الشعراء وغازلها الفنانون والتي كانت في الآن نفسه مطمع مغول الأمس واليوم الذين حاربوا أهلها وسلبوها روائعها وعاثوا فيها فساداً...اغتصبوا حريتها وقتلوا ضحكة أبنائها وسلبوها هدوء ليلها ، حتى باتت مدمرة تبكي وتنعي شبابها وأطفالها واستقرارها....
كرار الشاب الذي عرف بجماله الفطري والشكلي ومن هم مثله أزهقت أرواحهم لتكون قرابين للآلهة البشرية المقنعة التي تتدثر بعباءة الدين لتكون اسم الله في الأرض وهي بعيدة كل البعد عن قدسية هذا الاسم ورحمته ..هي مجرد أدوات يحركها الشيطان وفق هواه ليقضي بها على كل دمث خلق وجميل هيئة وسليم فكر...فالرواية في المحصلة هي تتنقل بين جنبات الدين والتاريخ والحضارة لهذا البلد الذي لم يشف من جراحاته يوماً...وكرار الفتى الذي حاول أن يغير الواقع بفنه وأن يخاطب جمال الروح بمسرحه يشبه طائر القشلة الجميل الذي يطير بجناحيه في هذه الساحة الثقافية ذات المعالم التاريخية ...طائر مات قبل أن يبعث التغيير ويبثه...
سطور الرواية ليست سيرة بل هي انتقاد صارخ تارة ومبطن تارة أخرى لحقب تاريخية ومقاليد حكم لم تتصف الا بالعنف والقسوة اللتين قضتا على حضارة الرشيد واغتالتا معاني الإنسانية...
غدير وأصيل وجواد وريان وعلاء هم ثوار التغيير الذين أرادوا لأحلامهم ان تتحقق يوما ما فكانوا الضحية وغيرهم الكثيرين...الولادة تتعسر لكنها لابد لها أن تخرج من رحم الحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 )/ طائر القشلة / صدرت عن داري معالم للنشر والطباعة والتوزيع الامارات العربية / ابو ظبي و دار )
المؤلف للنشر والطباعة والتوزيع لبنان بيروت



#زهير_إسماعيل_عبدالواحد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في سبعة روايات
- قراءة في رواية اللجنة صنع الله إبراهيم
- قراءة في رواية فاتنة باريس
- قراءة في رواية الشاهدة و الزنجي
- قراءة في كتاب دقيقتان و دقيقة
- قراءة في كتاب... وجع الكتابة
- قراءة في رواية ( 1900 )
- قراءة في رواية (ابنة الرماد )
- قراءة في رواية ( عزلة صاخبة جدا )
- قراءة...في روايات شهيد
- قراءة..في رواية (مازلت اعشقها)
- قراءة في رواية (البومة العمياء)
- قراءة في رواية المسرات و الأوجاع
- قراءة في رواية (مقتل فخر الدين )
- قراءة في كتاب(علم الرجال الشيعي )
- قراءة في رواية (فتيان الزنك)
- قراءة...في رواية [ دكة مكة ]
- قراءة...في رواية { معزوفة عشق }
- قراءة....في كتاب ((الإسلاميون العرب ))
- قراءة في رواية { في قلبي أنثى عبرية }


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة في رواية طائر القشلة