أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة...في رواية { معزوفة عشق }














المزيد.....

قراءة...في رواية { معزوفة عشق }


زهير إسماعيل عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 5811 - 2018 / 3 / 10 - 13:15
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة...في رواية{ معزوفة }
سرد خفيف و موسيقى هادئة ...
في إحدى الأماسي الشتوية الباردة غفوتُ وبين يديَّ رواية (معزوفة عشق) للروائية (هبة الجراخ) ، وفي صبيحة اليوم التالي نهضتُ مبكراً وكانت الروايةُ جليستي.
أدارت الكاتبة أحداث روايتها بإسلوبٍ بسيط، فتاةٌ تعمل موظفةَ في إحدى الفنادق " ريتاج " بنتٌ ذات 25 عاماً، في عنفوان شبابها، تُحبُ الموسيقى، الكتابة، مطالعة بعض الكتب وتستهويها الجلسات الثقافية. تقع الفتاة في حبِ رجلِ أعمالٍ ثري جداً يُدعى " توفيق " رجلٌ أربعيني العمر.
رغم بساطة أحداث وثيمة الرواية لكنك تجدُ نفسك مجبراً على إكمالها، وذلك لان الكاتبة لديها القدرة من خلال مداخلاتها الرومانسية على نقل القارئ الى اجواء عالية من الاحاسيس المحبة والمنفّرة – لا من الأسلوب ولكن لضرورة سياق الأحداث – وهذا يتأتي من الصدق والشفافية الموغلة في الصور الرائعة والمبدعة التي تقدمها الكاتبة في روايتها.
" آاااااااه اتركني ياعقلي الصغير... لأرقص ولو مرة واحدة حول ... وإن احترقت أجنحتي يوما ... سأقول إنني مارست الحب حتى الاحتراق ... ومت بكل سرور". ص 51
فهي بهذا تخاطب العقل، عالم الإنسان الأول و أقدس شيء يملكه.
وفي خطاب وحوار آخر وأعمق مع القلب تقول :
" أصعب حوار هو الحوار مع عقلك حين يطرح عليك أسئلة منطقية لا تجد لها إجابات.... والأمر الذي يزيد الوضع سوءاً و صعوبة ... هو أسئلة القلب ... الباكية التي لايمكنك تجاهلها كالأولى .. . فهي سؤال وإجابة في الوقت نفسه ". ص 102.
وفي ص82 وكتجسيد لصور سرد جسدية جميلة فيها بعض الإيروتك تقول :
" هو أيضا تاه في ثنايا جسدها ، تعلق بتفاصيلها الصغيرة الجميلة أعطته كل ما يحتاج إليه من طفولة ونضج و مراهقة وجنون وحكمة امرأة استثنائية هي، يكفي أنها جعلته... يتخلى ولو قليلا عن حريته التي يقدس. كان يشعر بأنه يقدم الكثير لها حين سمح لها بكبح جماح رغباته وشهواته ... مغامراته ".
هنا توضح الروائية – بسرد بعيد عن الاسلوب الأنشائي - تيه الرجل بمفاتن المرأة، والحق يقال ان وصفها جميلٌ جداً ، والحقيقة ان الرجل لا يتيه بل يفقد حتى عقله عندما يجد امرأة ذات مفاتن رائعة مثل تلك التي في والقصص والروايات.
وفي ص 101 تقول :
" كمرض السرطان ... هو ينخرك ... ألمه غريب يجعلك محتارا حين تدرك أنك مصاب به ... بين يأس وخوف من المرض والموت ... وبين إرادة وأمل وصراع من أجل الشفاء والبقاء ... هكذا هو العشق يأكلنا...نقاومه كي يهدأ فينا لكنه سبب استمرارنا ".
تقول الكاتبة ايضا:
" تتأمل شيب شعره ... تجاعيد ... تعب العمر الذي يحاول أن يخفيه أحيانا ... كانت تحبه هكذا ... متعبا...في كل شيء قادما إليها ليرتاح .... ليشعر بالأمان.. لتعطية ما تستطيع من حنان....".
هنا تبين الكاتبة وبطريقة - ما وراء السرد - المشاعر المتبادلة بين الطرفين فهو جاء ليرتاح بين ثنايا إحضانها كونها هي الوطن والأمان.
تقول في ص 114:
" يحدث أن نحب بهذا العمق أن نترك كل الأديان ونعتنق الحبيب".
في الرواية استخدمت الكاتبة الكلمات باللهجة اللبنابة والعراقية كمزيج أضاف ذلك نكهة مميزة الى الرواية.
ان الرواية تعبر عن طبيعة العلاقات العاطفية في مجتمعنا، فكثيراً ما ترك الرجل المرأة تعيش لوحدها مع جروحها والآمها ودموعها، وحيدةً فريدة في عالمٍ متوحش، ومما يزيد ذلك الألم أن تكون تلك الحبيبة امرأة استثنائية تعمل وتقرأ ، تسمع الموسيقى ومثقفة واعية.
ننتظر وبشغف كبير عملا رائعاً آخر للكاتبة، ونحن بدورنا سنقف الى جانبها والى جانب الروائيين الشباب، نشجعهم ونفتح لهم قلوبنا وعقولنا ونرحب بهم فهم نواة الأدب العراقي الحالي ومستقبله المشرق.
ان الاحداث المأساوية التي عاشها البلد من قتل وتهجير، ستهبنا أدباً يسمى (( أدب المغتربين)) الذين عاشوا في البلاد العربية والأوربية ، حيث تمتزج في اعمالهم ثقافتنا مع ثقافات الشعوب الأخرى.
انا مجرد قارئ بسيط وكل ما أقدمه هو حبي الكبير للقراءة والقراء من جميع أبناء شعبي العراقي في بلدنا الحبيب.

بيانات الكتاب :-
●أسم الكتاب :- روأية معزوفة عشق
● اسم المؤلف :- هبة الجراخ
● الناشر :- الفارابي
● سنة الطبع :- 2016 ط 1
● عدد الصفحات :- 127

● زهير أسماعيل عبدالواحد



#زهير_إسماعيل_عبدالواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة....في كتاب ((الإسلاميون العرب ))
- قراءة في رواية { في قلبي أنثى عبرية }
- قراءة...في رواية { ابنة القس }
- قراءة في مجموعة قصصية
- قراءة.....في رواية ((العمى))
- قراءة... في رواية (( العمى ))
- قراءة..في رواية [ العمى ]
- قراءة...في رواية [ بيت السودان ]
- قراءة...في كتاب[الجهل المقدس ]
- قراءة....في كتاب (( أنماط الرواية العربية الجديدة ))
- قراءة.....في كتاب[الدين والظمأ الأنطولوجي]
- قراءة.....في كتاب ((فن الحرب ))
- قراءة....في كتاب وليد الكعبة
- قراءة.....في رواية استخدام الحياة
- قراءة....في كتاب[العرب والبراكين التراثبة ]
- قراءة...في كتاب اجتماعية التدين الشبعي
- قراءة...في كتاب (إغلاق عقل المسلم )
- قراءة...في كتاب التيه الفقهي


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة...في رواية { معزوفة عشق }