قراءة في رواية ( 1900 )

زهير إسماعيل عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 21:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

عن دار المتوسط صدرت
رواية 1900 وتقع في 60 صفحة تحكي رواية قصة شخص ولد وعاش على سفينة ولم تطأ قدمه الأرض، يدعى هذا الشخص 1900 (تيم روث)، يهتم بالموسيقى منذ صغره، ليشتهر في كبره كعازف بيانو، يتهافت متذوقوا الفن الموسيقي للسفر بهذه السفينة لسماع عزف 1900، يتعرض لمنافسة حادة مع أشهر عازف بيانو أميركي.

الرواية ذو نكهة فلسفية جميلة تدور الأحداث حول شخصية مميزة يرتبط بشكل تام بالموسيقي والبحر حتى إن هذا الإنسان يولد على ظهر سفينة ويتعلم العزف على آلة البيانو من تلقاء نفسه ويبلغ هذا الموسيقى شهرة كبيرة وعالمية ولكنه يرفض النزول إلى اليابسة لإحياء حفلات ومهرجانات موسيقية ويفضل البقاء على ظهر السفينة حتى عندما يقرر إتلاف السفينة لأنها لم تعد صالحة للعمل يقرر البقاء والموت داخل السفينة حين يتم تفجيرها.ّ

إنك لا تنتهي ولا ترحل، طالما لديك رواية جيدة، وهنالك شخص ترويها له” مقطوعة موسيقية على شكل رواية! رغم أنها رواية قصيرة لكنه كالحلم تعيش تفاصيله الطويلة والمرهقة إلا انه حين ينتهي تكتشف انه لحظات قصيرة ورائعة ! تحفة فنية تُضاف بجانب بقية الأعمال الروائية التي يملك صاحبها حوارات رائعة لا تتواجد الا بنوادر الروايات ، مُنتقاة بعناية وكأنها أُلِفت لتتناسب مع موسيقى الكلمات العامة وجوهِ الرومنسي، رغم خلوه من قصة حُب الا في الربع الأخير وببعض المشاهد! المشاهد اتقن المؤلف تصويرها لتأخذك معهم وتشعر بأنك تعيش في حُلم جميل.
تتحدث عن طفل وُجد في السفية واخذه احد العمال ليُربيه واطلق عليه اسم ١٩٠٠، لأنه وجده بأول شهر من القرن العشرين فأعطاه اسم تلك السنة. ١٩٠٠ تربى في الباخرة ولم يُغادرها طيلة حياته، بشكل مُفاجئ وجدوه في إحدى الليالي يعزف على البيانو، واصبح منذ ذلك الوقت عازف بيانو بالدرجة الأولى للأغنياء وعازف للدرجة الثالثة عند الفقراء. كان يعزف الموسيقى حسب وجوه الناس وشخصياتهم ولم يكن يعرف هو نفسه كيف تتكون الموسيقى بداخله، والاهم انه لا يستطيع أن يعزف الا حين تكون السفية في عرض البحر! النهاية فيه مؤلمة، لكنها منطقية وكانت يجب ان تكون هكذا ولا تكون غير هكذا، لأنه قال انه خاف من المدينة لا مما شاهده بل مما لم يشاهده!

فكيف سيعيش في خوف دائم!
لذلك بقي في الباخرة حتى النهاية …

#زهير_إسماعيل_عبدالواحد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل