أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة في رواية فاتنة باريس














المزيد.....

قراءة في رواية فاتنة باريس


زهير إسماعيل عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 15 - 16:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


رواية ((فاتنة باريس)) – جرمين راموس
يتمثل الحدث الرئيسي في الرواية بالتطورات التي تطرأ على شخصية البطلة (جان دي لانكلو "نينون" ) بتسلسل منطقي يمكن اعتباره مدخلاً للقراءة حيناً وللتأويل حيناً آخر.
بطلة الرواية إمرأة جدّ متيّقظة للحياة بفكرها وقلبها. وقد أنشأها والدها على بغض الرياء والتصنّع، وعلّمها قراءة الفيلسوف "مونتيني". بينما كانت زوجته مدام دي لانكلو تحاول عبثاً أن تحميها منه بأخذها إلى الكنيسة كلما استطاعت. "لكن الصبية كانت تمسك بدل كتاب القدّاس قصة حب، أو ديوان شعر". ولاحقاً تعلّمت نينون مع الفلسفة والعلوم، اللغتين الإيطالية والإسبانية، ولكنها تعلّمت خصوصاً أن تفكر بحكمة حتى لا تصبح أبداً متغطرسة " وكان والدها السيد دي لانكلو يشجّعها دائماً على التدلّل والتغنّج. وكان يردّد على مسامعها هذه الأقوال – قوة المرأة وحجة وجودها، هما في أن تُعجب الجميع. عليها أن تملك اللطف والعذوبة، والجاذبية التي هي أهم بكثير من الجمال !".
تزخر الرواية بالوصف الدقيق والجميل ضمن معطيات تدلّ على فهم كاتبها للأنوثة بمعناها الأصيل في الانسجام الفكري و الجسدي، العاطفة مع العقل: "راحت نينون تتقدم في ذلك النهار على كرسيها المبطّنة بالحرير المطرّز بالخيطان الصفراء التي تتوهج كالضياء. وكان الحمّالون يسيرون بها في خطوات منتظمة والكل فخور بحمله هذه المرأة المشهورة التي يعرفها الجميع والتي كان الرجال يحيونها باحترام. وكانت بثوبها الأبيض المزيّن بالزهور يانعة كباقة زهر ربيعية، وبين وقت وآخر كانت تلقي نظرة على وجهها في مرآة حملتها بيدها، لتتأكد من أن نظام جدائلها لم يتغير، ثم تبتسم في عاطفة المنتصر. لقد كانت سكرى بإحساسها بالشباب والفتوة، وبنهمها الشديد للحياة، وبأن ترى نفسها ترضي حتى أصعب الأهواء انقياداً!".
قلّما تعاطت بطلة الرواية، التي أصبحت من أشهر غانيات التاريخ، الكتابة- عدا الرسائل - وعدا أقصوصة صغيرة بعنوان "المرأة المنتقمة" حيث جعلت من نفسها البطلة باسم آخر. وكانت هذه الأقصوصة مثار هجوم ونقد لاذع.
بعدها تعرفت على لويس لاكلاش الذي جاء إلى صالونها وراح يحدّثها عن الأدب ويهاجم الأدباء "السخفاء البسطاء" مثل بلزاك وراسين.. وغيرهما وعرض عليها أن يعطيها دروساً بالأدب فقبلت. لكن عندما علمت نينون أنه رجل سخيف لا يحتمل، حاولت بكل الطرق الممكنة والمهذّبة أن تطرده فلم تفلح. وفي إحدى السهرات الكبيرة في صالونها ناقشها البعض حول مفهوم الحب الذي استخلصته من حياتها فقالت: "الحب هو الشهية التي يحسّها الإنسان نحو ما يعجبه ويرضيه."
تذكر الرواية أن نينون تقرّبت من موليير (الشاعر الذي وضع مسرحيته "النساء المتحذلقات" ) ورجَته أن يزورها أكثر من مرة، حتى إذ قبل زيارتها أصبحا صديقين حميمين، وقد كتب موليير تمثيليته الخالدة "تارتوف" متخذاً لها بطلاً قريباً من عشيق نينون (الكاهن الأب دي بون الذي صارحها بغرامه وحاول بكل الطرق ان ينال مآربه منها).
"من الناحية المادية تابعت نينون حياتها بتعقّل وحكمة. "كان ذكاؤها وقلبها الطيب يجعلانها رقيقة ورحيمة مع أصدقائها السابقين، ومن الذين أثّروا على تكوينها الفكري كان أكثرهم: إيفيتو، وألبين ومارا وخصوصاً سان أفريمون وكان نصيبها من المشاركة كنصيب أي من الناس الأذكياء الذين يتحمّسون عند التلويح لهم بالأفكار الجديدة".

بيانات الكتاب:-
أسم الكتاب: رواية فاتنة باريس
أسم المؤلف: جرمين راموس
الناشر: دار الرافدين
عدد الصفحات: 209



#زهير_إسماعيل_عبدالواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية الشاهدة و الزنجي
- قراءة في كتاب دقيقتان و دقيقة
- قراءة في كتاب... وجع الكتابة
- قراءة في رواية ( 1900 )
- قراءة في رواية (ابنة الرماد )
- قراءة في رواية ( عزلة صاخبة جدا )
- قراءة...في روايات شهيد
- قراءة..في رواية (مازلت اعشقها)
- قراءة في رواية (البومة العمياء)
- قراءة في رواية المسرات و الأوجاع
- قراءة في رواية (مقتل فخر الدين )
- قراءة في كتاب(علم الرجال الشيعي )
- قراءة في رواية (فتيان الزنك)
- قراءة...في رواية [ دكة مكة ]
- قراءة...في رواية { معزوفة عشق }
- قراءة....في كتاب ((الإسلاميون العرب ))
- قراءة في رواية { في قلبي أنثى عبرية }
- قراءة...في رواية { ابنة القس }
- قراءة في مجموعة قصصية
- قراءة.....في رواية ((العمى))


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة في رواية فاتنة باريس