أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. قراءة تاريخية














المزيد.....

أوراق السلام .. قراءة تاريخية


محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)


الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوراق السلام..قراءة تاريخية (2)


مؤتمر المائدة المستديرة.. ما أشبه الليلة بالبارحة

ما زلت على قناعة تامة أن الطريق لتحقيق سلام آمن وشامل ومستدام في السودان يمر عبر منصة المؤتمر الدستوري الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني صاحب المصلحة الحقيقية في السلام والأمن والاستقرار والتنمية.
هنالك تشابه إلى حد التطابق بين مؤتمر المائدة المستديرة الذي عُقد في مارس من عام 1965م ومفاوضات سلام جوبا الحالية، فقد جاء المؤتمر عقب ثورة اكتوبر 1964م، وجاءت مفاوضات جوبا بعد ثورة عظيمة وكبيرة هي ثورة ديسمبر
المجيدة.
كان مؤتمر المائدة المستديرة ينادي بتحقيق السلام كمطلب رئيسي لثورة اكتوبر، وذلك لحل قضية الجنوب، ولذات الهدف قامت مفاوضات جوبا كمطلب ثوري وأساسي لإنجاز أهداف ثورة ديسمبر المتمثلة في شعار (حرية، سلام وعدالة).
وقد فشلت المائدة المستديرة كما سنبين لاحقا في ان تتسع لأحلام الشعب السوداني في السلام لأنها لم تُعبر عن تطلعاته، وأتمنى ألا تسلك مفاوضات جوبا ذات المسلك.
عُقد مؤتمر المائدة المستديرة في الفترة من 16- 29 مارس 1965م في مدينة جوبا، ثم انتقلت جلساته إلى الخرطوم بسبب أعمال شغب وعنف وحرائق وقعت في جوبا.
كان المؤتمر يهدف إلى ايجاد حل لمشكلة جنوب السودان، إلا أنه لم يجد الجدية والرغبة الكافية لدى الشمال لخلق حل يرضي جميع الأطراف، فانقسم الجنوب إلى ثلاث فئات، فئة تطالب بالوحدة، وأخرى بالانفصال، وثالثة بالحكم الذاتي في اطار سودان موحد فدرالي.
وهكذا أضاع ساسة الشمال فرصة تاريخية كانت تضمن لنا وحدة السودان، عندما رفضوا النظام الفدرالي الذي نادى به بعض الجنوبيين وأصروا على برامجهم ومقترحاتهم المتمثلة في النظام المركزي الاسلامي العروبي، وعندها انتهى المؤتمر إلى لجنة عرفت بلجنة (الاثني عشر). وفي 30 مارس أصدر المؤتمر قرارته المتمثلة في فتح المدارس، وانشاء جامعة في الجنوب، واعادة الحياة فيه إلى طبيعتها وغيرها.
نجح المؤتمر في كل شيء إلا معالجة أصل مشكلة الجنوب، وبالتالي لم يتمكن من الوصول إلى قرار اجماعي بشأن شكل الحكم في السودان أو غيره من القضايا المطروحة.
ومن ضمن المشاكل التي اعترضت طريق المؤتمر هي عدم تمثيل الحركات المسلحة التي كانت تناضل عن طريق السلاح وتقود العمل العسكري في الجنوب، وهو نفس الخطأ الذي ترتكبه الآن مفاوضات جوبا عندما أبعدت بعض الحركات المسلحة من المشاركة في عملية السلام. نتيجة لخطأ المائدة المستديرة استمرت الحرب إلى أن انفصل الجنوب ثم تجددت الحرب في مناطق أخرى، ولذات الخطأ ستستمر الحرب في دار فور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وإن تم توقيع مئات الاتفاقيات.
لأن أي اتفاق لا يلامس وجدان وتطلعات الشعب السوداني سيكون مصيره الفشل والانهيار، وإن كُتب بماء الذهب وعُلق في جوف الكعبة. وبفشل المائدة المستديرة ضاعت منا أول فرصة حقيقية للسلام وأصابتنا (لعنة) الحرب والسلام التي ما زالت تلازمنا حتى لحظة كتابة هذا المقال.



#محمد_خدام_عبد_الكريم (هاشتاغ)       Mohamed_Khadam_Abdalkareim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق السلام.. قراءة تاريخية (1)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(9)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(8)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(7)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(6)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(5)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(4)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(3)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(2)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. قراءة تاريخية