أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. رؤية ثورية














المزيد.....

أوراق السلام .. رؤية ثورية


محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)


الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 18:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


*أوراق السلام.. رؤية ثورية (1)*

*بقلم✍/محمد خدام عبدالكريم*

*من أجل سلام مستدام في السودان*

من أجل سلام مستدام في السودان أرى ضرورة إعادة تقييم عملية السلام وربطها بأهداف ثورة ديسمبر حتى لا نعيد أخطاء الماضي التي كانت دوما مصاحبة لعملية السلام وحتى لا نستنسخ تجربة سلام هشة ورخوة لا تستطيع أن تصمد طويلا أمام تحديات ما بعد الفترة الانتقالية.
لأن ما يعني الشعب السوداني في معادلة السلام ليس توزيع وتقسيم المناصب كأنها غنائم حرب بقدر ما يعنيه أن تتم عملية السلام وفق رؤية وخطة تستوعب كافة فصائل الكفاح المسلح المختلفة بلا إستثناء حتى نصل لإتفاق سلام يعمل على وقف الحرب في بلادنا بشكل نهائي.
ويجب أن ندرك جميعا أن عملية بناء السلام هي مهمة وطنية يجب أن يشارك فيها كافة اطياف وفصائل العمل الوطني بشقيها المدني والمسلح بالإضافة إلى أصحاب الشأن والمصلحة المتأثرين بنتائج الحرب المباشرة وغير المباشرة وأرى أن ما يسمى بعملية المسارات التي صاحبت التفاوض منذ إنطلاق عملية السلام تعبر بصدق عن حالة التشتت والتشتيت التي استهلكت جهود أطراف التفاوض وساعدت بدورها على تفاقم معاناة شعبنا ووضعت الفترة الانتقالية كلها أمام تحدي يصعب تجاوزه إن لم تتضافر كل الجهود من أجل سلام مستدام في بلادنا.
ومن أجل ضمان إستدامة السلام في السودان، أرى ضرورة إعادة تقييم وإدارة التنوع الديني والأيديولوجي حتى نضمن تحقيق العدالة الإجتماعية وإعلاء قيمة مبدأ المواطنة أساس للحقوق والواجبات والديمقراطية كنظام مستدام للحكم، إضافة إلى إقامة جيش وطني موحد يعمل وفقا لعقيدة عسكرية صارمة تذوب بداخله كل الفصائل المسلحة حتى لا نعود لمربع الحرب الأول إن احتفظ كل فصيل مسلح بسلاحه وأفراده.
أيضا ضرورة العمل بكل عزم وقوة لتحقيق السلام الشامل والدائم بما يحقق التوزيع العادل للسلطة والموارد والتوازن التنموي ويحقق التنمية المستدامة لأن السلام قضية مفتاحية لحل بقية عناصر أزمة التطور الوطني التي ظل يعاني منها شعبنا منذ فجر الاستقلال.
وفي تصوري أن مفاوضات السلام حتى تصل إلى نهاياتها الطبيعية ينبغي أن تبدأ بملف القضايا السياسية باعتباره الضمانة الوحيدة لإستمرار عملية السلام وإستدامتها لأن العملية السياسية ذات صلة مباشرة بجذور الأزمة السودانية وعملية التطاحن والإقتتال التي دفع شعبنا فاتورتها وما زال يدفع.
ومن ثم يأتي ملف القضايا الإنسانية وأن تنتهي المفاوضات بملف الترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار الشامل لذلك من غير هذه التراتبية المنطقية لا يكون هنالك سلام يفضي إلى تنمية مستدامة ومتوازنة.
عليه يجب أن نضع أمام طاولة التفاوض القضايا القومية المتمثلة في المواطنة والتنمية والتوزيع العادل والمتوازن للموارد وقضايا الحكم والإدارة والديمقراطية ثم الترتيبات الأمنية كضمانة لوقف الحرب.
في الحقيقة ملف الترتيبات الأمنية هو المحك في معادلة السلام وعملية التحول الديمقراطي في بلادنا وفي هذا الاتجاه يجب عدم إغفال أو اقصاء أي طرف مسلح في أي مكان داخل السودان أو خارجه خاصة حملة السلاح الذين هم خارج تحالف الجبهة الثورية لأن عملية السلام من غير إستيعاب كل الأطراف ستكون ناقصة وبالتالي سنرجع لذات المربع.
ومن الضرورة الاشارة هنا إلى أن حسم ملف الترتيبات الأمنية هو المفتاح السحري لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والعودة الآمنة للنازحين واللاجئين والمشردين والمهاجرين إلى ديارهم.
وبما إن عملية الترتيبات الأمنية عملية معقدة ومتقاطعة أرى أن تُفهم في سياقها الكلي ضمن إطار القضايا الإنسانية والسياسية وصياغتها بشكل ثاقب يحدد بوضوح أليات تنفيذها وتحويلها إلى واقع.
كان يجب على أطراف التفاوض قبل الدخول المباشر في عملية التفاوض أن يتفقوا على ضرورة عقد المؤتمر الدستوري وذلك قبل الانتقال إلى مناقشة ملف السلام لأن الحل الجذري لحل جميع مشاكل السودان يكمن في عقد المؤتمر الدستوري الموسع.
لأن الضمان الوحيد لإستمرار السلام ليس الضمانات الدولية والدستورية والقانونية التي يتم تضمينها في إتفاقية السلام المرتقبة وإنما الإرادة السودانية التي سئمت الحرب كما نرى أيضا أن مؤسسات الفترة الإنتقالية وحدها ليست كافية كضمانة لتنفيذ أي إتفاق ممكن تفضي إليه عملية التفاوض وانما صهر كل القوى المسلحة الموازية للجيش السوداني في مؤسسة عسكرية وطنية واحدة تحمي الوطن وتدافع عنه وتحتكر السلاح.
وفي يقيني أن فرص إستدامة السلام مرهونة بمدى تحول حركات المقاومة المسلحة إلى تنظيمات سياسية مدنية تضع السلاح ارضا من أجل الاستعداد للمشاركة في الانتخابات العامة بنهاية الفترة الانتقالية وبمدى استعداد القوات المسلحة السودانية لاستقبال رفقاء السلاح بعد الوصول إلى ترتيبات أمنية شاملة تفضي إلى جيش وطني موحد يمتلك خطة أمنية متكاملة لإصلاح القطاع الأمني السوداني بأكمله لأننا من دون ذلك سنعود وفي القريب إلى ذات المربع الذي كنا فيه.



#محمد_خدام_عبد_الكريم (هاشتاغ)       Mohamed_Khadam_Abdalkareim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. رؤية ثورية