أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. رؤية ثورية(6)














المزيد.....

أوراق السلام .. رؤية ثورية(6)


محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)


الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوراق السلام.. رؤية ثورية (6)


إقتسام الثروة والموارد.. هو الوجه الآخر للفقر والتهميش

ظل مبدأ اقتسام الثروة والموارد من أكثر ملفات السلام تعقيدا وخلافا منذ إتفاقية نيفاشا وما سبقها من اتفاقيات وبروتكولات وهذا يعني أن هذا الملف يمثل نصف مشوار السلام لأنه إذا تم الاتفاق عليه فإننا نكون قد قطعنا شوطا مقدرا في اتجاه تحقيق السلام والاستقرار.
ويجب ألا ننسى أن هذا الملف مرتبط بملف آخر أشد تعقيدا منه هو ملف إقتسام السلطة فهو أيضا يمثل عقبة من عقبات ملف السلام والحقيقة أن (الملفين) يمثلان من وجهة نظري تقسيما مبطنا وعمليا لوحدة السودان لذلك أُفضل مبدأ التنمية المتوازنة كمدخل لحل ملف السلام وما يتعلق به من تفاصيل. لأن اقتسام الثروة والموارد يعمل على إضعاف وافقار بعض المناطق وفي الوقت ذاته يعمل على تقوية ثروات المناطق الأخرة وبذلك نكونوا قد كرسنا الفقر والتهميش بطريقة مقننة ومدروسة.
كما أن مبدأ إقتسام الثروة يتنافى مع مركزية الحكم ويكرس لمبدأ اللامركزية بشكل مبطن وأكثر وحشية لأن نظام اللامركزية في بلد كالسودان يعني تقسيم السودان وفصل اجزاءه عن بعضها بحجج مختلفة مثل إعطاء بعض الأقاليم حكم نفسها بنفسها والتمتع بثرواتها التي في الأصل هي ثروات السودان الواحد وحتى لا نخلط الأمور ونخدع البسطاء من أبناء شعبنا أن فكرة اللامركزية لا تشبه اطلاقا التجربة الأمريكية أو السويسرية لأن الوعي السياسي والديمقراطي والإجتماعي مختلف في السودان تماما عن تلك الدول وبالتالي تطبيق هذا المبدأ سيكون معناه الحرفي تقسيم السودان وإفقار وتهميش بعض أقاليمه وذلك لغياب التنمية المتوازنة لعقود طويلة.
فهذه الملفات معقدة وشائكة وتحتاج إلى صبر وعمق في الطرح حتى لا نخسر وطننا عند ممارسة ما اتفقنا عليه في التفاوض لأن هنالك فرق كبير بين الاتفاق ج٠على الورق والاتفاق على أرض الواقع.
ما أراه الآن تصارع وتهافت على الثروة والموارد وسوف يؤدي مستقبلا إلى تقسيم السودان لأن التجربة التفاوضية المآثلة الآن تجربة غير ناضجة وتفتقر إلى الروح الوطنية. أن التفاوض القائم الآن أطرافه لا تملك الحق في صنع مستقبل السودان لأن السلطة الانتقالية هي سلطة امر واقع فرضها واقع الثورة وليست سلطة منتخبة من حقها أن تقرر في مستقبل السودان ومثلها حركات النضال المسلح فهي الاخرى ليس من حقها أن تفرض اجندتها السياسية على شعب لا يستطيع أن يعبر عن مصيره بلده بسبب الظروف القاهرة والمفروضة عليه.
لذلك إذا كنا بالفعل نريد لبلدنا الخير والامان والنماء أن نترك الأنانية وان نضع السلاح كحركات مسلحة ونعود إلى أرض الوطن ونشارك في حل القضايا الإنسانية والاجتماعية وان نتحول إلى احزاب سياسية بلا قيد أو شرط ونضع برنامجنا السياسي ونظرتنا للسلام ونطرحها على شعبنا في الانتخابات العامة وندعه يقرر مصيره ويختار من يراه يحقق طموحاته في السلام والتنمية والديمقراطية والأمن.
لماذا لم نعد ندرك أن الصراع المسلح نفسه قد استهلك واستنزف ثروات و موارد السودان ولم يتبق منها ما نتقاتل ونتصارع عليه ونخسر ضمائرنا ومواقفنا الوطنية. فقد دمرت الحرب وقتلت الحياة وشردت الإنسان وافقرته ولا ينصلح الحال إلا إذا غلبنا المواقف الوطنية على المواقف الشخصية الضيقة.



#محمد_خدام_عبد_الكريم (هاشتاغ)       Mohamed_Khadam_Abdalkareim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(5)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(4)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(3)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية(2)
- أوراق السلام .. رؤية ثورية


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خدام عبد الكريم - أوراق السلام .. رؤية ثورية(6)