أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وقت آخر للفرح محمود شقير وشيراز عنّاب














المزيد.....

وقت آخر للفرح محمود شقير وشيراز عنّاب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


وقت آخر للفرح
محمود شقير وشيراز عنّاب
رائد محمد الحواري
من المهم أن يكون للأديب مشروع ثقافي، وأن يبحث عن النواقص/الاحتياجات الأدبية ويعمل على تأمينها للقراء، تكاد تفتقد المكتبة العربية لرسائل أدبية للفتيان، وعلى صعيد شخصي لم أقرأ رسائل أدبية متعلقة بالفتيان سوى ما تعلمناه في المدارس "رسائل إلى ولدي" لأحمد أمين، ولم يقتصر الأمر على الفتيان فحسب، بل حتى أننا نفتقد أدب الرسائل حتى للراشدين، فما تم نشرة من رسائل أدبية محدود جدا، "رسائل جبران إلى مي زيادة، رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان، رسائل فدوى طوقان إلى سامي حداد"، وهناك مشروع رسائل يقوم بإعداده الشاعر "فراس حج محمد"، من هنا تكمن أهمية "وقت آخر للفرح" فهو يسد (ثغرة)، ويفتح باب جديدا أمام الآخرين ليتقدموا من هذا النوع الأدبي.
وإذا اخذنا طبيعة أدب الرسائل، فسنجد هناك أدباء وأديبات قاموا بإنتاج هذه الرسائل، وهي رسائل حقيقية، غير متخيلة، تحمل مشاعر وأحاسيس الأدباء ورؤيتهم، لكن في "وقت آخر للفرح"، نجدها رسائل متخيلة، فقد تقمص "محمود شقير" دور الفتى "يزيد" "وشيراز عناب" دور الفتاة "نجلاء"، فهما يعيان الحاجة الملحة لهذا النوع الأدبي، لهذا نقول أن هذه الرسائل (متعبة) للأدباء، فليس من السهل التخلي عن عقود من العمر، (وتقمص) أدوار الفتيان.
الرسائل تتم بين "يزيد ونجلاء" وهذا يجعلنا أمام لغتين/صوتين/شخصيتين تتباين في لغتها وفي طبيعة حياتها الاجتماعية، بمعنى ان ظروف حياة "نجلاء" في نابلس، تختلف عن ظرف حياة "يزيد" في القدس، وبما أنهما فتى وفتاة، فان الحرية التي يتمتع بها الفتى "يزيد" انعكست على لغة رسائله وعلى لغته، فكان أكثر (اتزانا) من "نجلاء"، فهو يعتمد/يستند على قول معلمه ورؤيته لتجاوز عقبات الحياة: "ولطالما ردد معلم التاريخ في مدرستي القول "نحن نعيش فترة انتقال حرجة، ولهذا السبب تظهر الازدواجية في سلوكنا...علينا أن نفتح عيوننا على كل اتجاه، علينا أن نفتح نوافذنا على كل الجهات، فلا نبقى أسرى لضيق الأفق والتزمت والتعصب والانغلاق" ص22و23" بينما نجد "نجلا" والتي مرت بظروف صعبة، فحياة جدتها القاسية بعد حرب 67 وهروب الجد إلى الأردن، انعكس على الجدة ثم على نجلاء" فنجد بعض التوتر فيما تكتبه: " ... كان بودي لو أجيبها: لا ربيع يا صديقتي، فالسماء لا تمطر والغيوم ما زالت في السماء ترقص والريح تزمهر، ومن العار أن عيش الربيع وبه نحتفل ونحن منذ النكبة نعيش الخريف" ص19و20، وهذا التباين في اللغة والرؤية جعل الرسائل مثيرة، فهي ليست بلغة واحدة ولا بصوت واحد ولا بفكرة متفق عليها.
وفي هذه الرسائل نجد متطلبات وأفكار وحاجات الفتيات، تحدثنا "نجلاء" عن رؤيتها للحجاب من خلال قول صديقتها "صفاء" أنا لست ضد الحجاب، أنا ضد أن يفرض علي الحجاب" ص22، من هنا تكمن أهمية الرسائل، فهي تحمل رسائل فكرية، ورؤى جديدة للحياة، للسلوك.
ولم يغفل "يزيد ونجلاء" الحديث عن الاحتلال الذي كان أحد أهم المعضلات امام الحياة السوية/الطبيعية، فهو يقف حجر عثرة أمام الفلسطيني، يحدثنا "يزيد" عن: "فرقة للفن الشعبي،.. تجمعوا في سوق الدباغة قريبا من كنسية القيامة، هناك عزف العازفون وارتفع صوت الموسيقى وانطلق أفراد الفرقة يرقصون، كانت الفتيات يرتدين الأثواب الفلسطينية المطرزة، والفتيان يرتدون سراويل شبيهة بما يرتديه فلاحو فلسطين... جاءت دورية من جنود الاحتلال.. تقدم الجنود نحو العلم وحاولوا إنزال، فلم يستطيعوا، أطلق أحد الجنود طلقة في الهواء، جاءت مجموعة أخرى من الجنود أطلقوا قنابل الغاز، وانهالوا بالضرب على رؤوس الراقصين والراقصات" ص70-72، وهذا ما يحسب للرسائل، تقديم واقع الفلسطيني ومعاناته بصورة غير مباشرة، من خلال رسائل أدبية، فطبيعة الرسائل لم تتناول فكرة بعينها، بل تناولت العديد من المسائل المتعلقة بحياة الفلسطيني.
وبما ان الرسائل بين فتى وفتاة، فإن هذا يقربها من جمهور المتلقين/الفتيان، الذين يجدون فيها متنفس من الحرية، فهناك رسائل بين فتى وفتاة، وهذا بحد ذاته يمثل حالة انفتاح وكسر للمقولات والدعوات التي (تحرم/تجرم) الحديث بين الفتى والفتاة، وهذا يفتح آفاقا جديدة، امام وجود جيل يحسن التعامل الاجتماعي، وينظر بعقلية إلى طبيعية تكوين المجتمع، بعيدا عن التحريم والتجريم، فيكون هناك مجتمع اكثر اتزانا.
الرسائل من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2020.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجيه مسعود في -صلاة-
- الانيادة فرجيل
- حسن عبادي يستعيد حكاية إيفا شتال حمد
- -من فيض الوجدان- للأديبة كفاية عوجان
- ديوان زفرات في الحب والحرب -هيثم جابر-
- وديوان الفتيان مشاعر حكايات أسامة مصاروة
- كميل أبو حنيش والأدب
- الخراب العربي
- المكان والزمان في قصيدة -هُنا في المكانِ- كميل أبو حنيش
- الفتوة التشغرجوي يشار كمال.
- التيه والخراب في كتاب -معضلات استراتيجية- ناصر دمج
- تعدد الأصوات في قصيدة -القبلة الأخيرة- محمد شريم
- المرأة والمقدس والتمرد في قصيدة -سورة البركان 2- محمود السر ...
- الحياة الأسرية والاجتماعية -طفولتي- مكسيم غوركي
- تنوع القص في مجموعة من يحرث البحر إلياس فركوح
- السرد في رواية اعترافات كاتم صوت مؤنس الرزاز
- سمير التميمي والحياة
- اعتراف وجيه مسعود -بين يدي فاطمة-
- امتلأت بالحياة
- نجاح العربي والمغالاة


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وقت آخر للفرح محمود شقير وشيراز عنّاب