أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - ديوان زفرات في الحب والحرب -هيثم جابر-















المزيد.....

ديوان زفرات في الحب والحرب -هيثم جابر-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 17:14
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


ديوان زفرات في الحب والحرب
"هيثم جابر"
ديوان يتكون من جزأين، الأول "زفرات حرب" يتناول فيه الواقع الفلسطيني والعربي، من هنا نجد الأسير الشاعر منفعل، فقد انعكس عليه الحال سالبا، مما أثر على لغة الديوان وطريقة تقديمه، فبدت مباشرة وصاخبة، وهذا ما أرهق المتلقي وأتعبه، يقول في قصيدة "صورة":
"ملايين تدفع في صورة
وجياع الأمة مقهورة
أموال المولى محصورة
في أيدي جيفة أمراء
وكلاب النفط المغمورة
تصرف في عهر وبغاء
تكفي فقراء المعمورة
ـ ـ ـ
هذا الرعديد بجمجمة مغمورة
هذا العبد لخصيته المبتورة
هذا المرهون لشعوذة والأسطورة
هذا اللص لخيرات الأمة المهدورة" ص22و23، حجم الألفاظ السوداء كبير، وهذا يؤكد على حالة الاحتقان التي يعانيها الشاعر، فجاءت الألفاظ قاسية، تخدم فكرة القسوة والألم التي يمر به الشاعر والأمة، وللافت في هذه القصيدة أن السواد جاء بصورة متراكمة، بمعنى أنه في بداية القصيدة حاول الشاعر التخفيف من حجمه وحدته من خلال الكلمات القصيرة، لكنه بعدها استخدم كلمات بحجم كبير: "الرعديد، جمجمة"، وكلمات قاسية "خصيته"، كما أن قافية القصيدة "التاء المربوطة" والتي تلفظ (آه) جاءت تخدم فكرة الألم والقسوة، وهذا يحسب للشاعر، الذي أوصل فكرة الألم من خلال القافية والكلمات والمعنى، لكن، اعتقد أن المباشرة والانفعال أضعف القصيدة، بحيث أوصلت الفكرة بصورة كاملة للمتلقي، ولم تتح له التفكير فيما يقدم له، فهناك مادة جاهزة (فرضت عليه)، من هنا كان على الشاعر التروي قليلا، والابتعاد عن الانفعال والمباشرة، حتى يتسنى للقارئ التفكير والاستمتاع فيما يقدم له من شعر.
التأثر بالتراث العربي الإسلامي
هناك أكثر من قصيدة نجد فيها ذكر للحسين وأتباعه ومكان استشهاده، كربلاء، حتى أننا نجد الشاعر يغالي في تبنيه لنهج وفكر آل البيت، يقول في قصيدة " مرثية الحسين":
"أيها القادم من حون الشتاء
يا نصير الحق والضعفاء
يا حسين الله يا بن الأنبياء
يا ترتيل الصغار ومسك الفقراء
يا منير الدرب لجيل النجباء
جفت العروق، ما جفت دموع السماء
يا حسين
... قسم بربك يا زينب
لا لن نكل ولن نتعب
... بأبي أنت وأمي يا بن فاطمة الزهراء
لن يغير الشرف العظيم
ثلة من اللقطاء
أين ذلجوشن؟ أين يزيد؟
أين أبن الزانية (سمية)
أين زلم الادعاء" ص46و47، نجد الافعال والمباشرة في القصيدة، حتى بدت وكأنها (توجيه السياسي)، كالذي مارسه السوفييت ابنان حكم الحزب الشيوعي، فالوضوح والأفكار وطريقة التقديم كلها جاهزة، ولم تترك للمتلقي أي تساؤل، فالأفكار الجاهزة والكاملة والشاملة في القصيدة أهم من شكل تقديمها، وما على المتلقي إلا أن يردد ما يُقول له، كما أن الألفاظ القاسية "أبن الزانية" تتعب القاري وتنفره، من هنا كان على الشاعر الابتعاد عن المباشرة والانفعال، حتى يستطيع القارئ أن يستمع فيما يُقدم، ومن ثم يمكنه أن يقبل الفكرة، أو على الأقل أن يقف على الحياد، لكن أن تأتي فكرة القصيدة كاملة وواضحة وسافرة، فهذا مرهق ومتعب ومنفر.
المد والقصر
هناك مجموعة من القصائد جاءت طويلة، وهذا متعب للشاعر وللقارئ معا، وللافت أن القصائد السياسية الطويلة بغالبتها متعبة وقاسية، حتى أننا نجد علاقة تلازم بين طول القصيدة والتقنية الابداع ، فكلما كانت القصيدة طويلة نجدها أكثر إرهاقا للمتلقي ومتعبه، بينما القائد القصيرة نجد فيها شيء من الجمال والمتعة، وسنأخذ قصيدة "حياة" لنرى كيف استطاع الشاعر أن قدم مادة شعرية راقية، كان يمكن أن يبنى عليها بقية الديوان:
"في بلاد الغرب
تبدأ الحياة
عند الأربعين
في بلاد العرب
تنتهي الحياة قبل أن تبدأ
وأنت في الرحم
جنين
إلهي وأنت رب العالمين
لا تملك رقابنا
كلاب السلاطين" ص20، رغم القسوة الفكرة، إلا أننا نجد راحة في حجم القصيدة، وفي الألفاظ المستخدمة، فرغم قسوة الفكرة، إلا أن الألفاظ السوداء محدودة، "تنتهي، لا، رقابنا، كلاب، السلاطين" وبقية الألفاظ بيضاء أو عادية: " بلاد(مكررة) الغرب، تبدأ (مكررة)، الحياة (مكررة)، الأربعين، العرب، الرحم، جنين، إلهي، رب، العالمين" كما أن لخاتمة القصيدة أثر إيجابي على المتلقي، حيث جاءت كدعاء، وهذا أزال وخفف من حدة السواد الكامن في الألفاظ، لهذا نقول أن هذه القصيدة تعد الأجمل في القسم الأول "زفرات حرب"، وتعد من أجمل قصائد الديوان.
القسم الثاني، زفرات حب
وهو نقيض القسم الأول، فالأول غارق في السواد والقسوة، والثاني مترع بالحب وبالبياض، حتى بدا للقارئ وكأن الشاعر أراد بالقسم الأول أن يكون (تذكرة) عبور للقسم الثاني، فقد وضع في مخيلته، أنه لا يجوز لشاعر مقاوم وأسير أن يتكلم عن الحب، فجاء القسم الأول صاخب ومباشر ومتعب، بينما القسم الثاني ممتع وناعم، فحجم البياض وطريقة التقديم والفكرة كلها ممتعة للقارئ، جاء في قصيدة "فسيفساء جسد":
" ...
أنوثتك الساطعة كشمس
في سماء أذار
تمدنا بالدفء
والحياة
ـ ـ ـ
طلتك صباح صيفي
مشحونة بالرذاذ والندى
ـ ـ ـ
لخديك والمصباح ميزة
مشتركة
كلاهما يشع نورا مبهرا
للبصر
ـ ـ ـ
شعرك الغجري كالرحيق
لا يسافر إلا مع الريح
ـ ـ ـ
عند الاقتراب من سطح سرتك
نفقد الشعور بالجاذبية
ويسبح الجسد بخفة فوق سطحها
ـ ت ـ
صدرك ملعب كبير
تتصارع فيه
الفرق المتنافسة
ـ ـ ـ
نهداك فاكهة دائمة
ليس لها موسم محدد
ـ ـ ـ
نهداك ذئبان شرسان
علما فمي فن الافتراس
ـ ـ ـ
لساقيك وأعمدة الرخام ميزة مشتركة
كلاهما مثال فن النحت
ـ ـ ـ
ما بين نهديك والنهر مساحة
مشتركة
فكلاهما أول من يستقبل المطر
ـ ـ ـ
لا فرق بين عاشق وثائر
فكلاهما مرآة الآخر" ص131 -141، الجميل في هذه القصيدة أنها جاءت على شكل ومضات، فهناك تكثيف للفكرة بأقل عدد ممكن من الكلمات، واللافت في هذه القصيدة أن الشاعر يتحدث بحرية عن المرأة وجسدها، كما تحدث بحرية عن السياسة، وكأن اقسم الأول أعطاه طاقة ليحرر ذاته من الرقيب الاجتماعي، فتحدث عن رؤيته وحاجاته الجسدية بحرية مطلقة، حتى أننا نجد أن بعض المقاطع قريبة من الأيروسية، فهناك تركيز كبير على جسد المرأة، فنجد ذكر لكافة أعضاء جسدها من الرأس حتى أخمص قدمها، لكن هناك تركيز على مواضع الجمال والإثارة، "الصدر، النهد، السرة، الفخذ، الشفاه، وهذا يعكس حاجة الشاعر للمرأة، وكأنه يقول أنا إنسان، ولي حاجاتي كبقيتكم، وهذه المشاعر الإنسانية والحاجات هي المهمة في القصيدة، وقد أوضح هذا الأمر في الفقرة الأخيرة:
" لا فرق بين عاشق وثائر
فكلاهما مرآة الآخر"
من هنا كنا نفضل أن يكون الديوان فقط مقتصر على القسم والأول، وبعض القصائد من القسم الثاني، لكان أخف وطأة على القارئ، وأجمل وأمتع للمتلقي.
الديوان من منشورات دار الوسيم للنشر والتوزيع/ غزة، فلسطين، طبعة 2020.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وديوان الفتيان مشاعر حكايات أسامة مصاروة
- كميل أبو حنيش والأدب
- الخراب العربي
- المكان والزمان في قصيدة -هُنا في المكانِ- كميل أبو حنيش
- الفتوة التشغرجوي يشار كمال.
- التيه والخراب في كتاب -معضلات استراتيجية- ناصر دمج
- تعدد الأصوات في قصيدة -القبلة الأخيرة- محمد شريم
- المرأة والمقدس والتمرد في قصيدة -سورة البركان 2- محمود السر ...
- الحياة الأسرية والاجتماعية -طفولتي- مكسيم غوركي
- تنوع القص في مجموعة من يحرث البحر إلياس فركوح
- السرد في رواية اعترافات كاتم صوت مؤنس الرزاز
- سمير التميمي والحياة
- اعتراف وجيه مسعود -بين يدي فاطمة-
- امتلأت بالحياة
- نجاح العربي والمغالاة
- طقوس للمرأة الشقية محمود شقير
- عبود الجابري والتماهي بين الإنسان والمكان
- هدوء وجيه مسعود
- صوت المرأة في مجموعة -ذاك الرجل وتلك الشجرة- مها أبو هلال
- القصة الكلاسيكية في مجموعة -خبز الآخرين- محمود شقير


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - ديوان زفرات في الحب والحرب -هيثم جابر-