أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - النظرية الرابعة _ المقدمة والخاتمة بعد التعديل والتصحيح















المزيد.....


النظرية الرابعة _ المقدمة والخاتمة بعد التعديل والتصحيح


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 12:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المقدمة
هذا الكتاب
بطاقة شكر إلى الصديق صفوان داؤود

الدليل المنطقي بمثابة الدليل العلمي ، حتى يثبت خطأه بشكل منطقي ، أو تجريبي .
هذا الكتاب بمجمله ، دليل منطقي على ماهية الزمن ( طبيعته ، وحركته واتجاهه وسرعته ) .
...
يجدر التمييز في البداية بين ثلاثة أنواع من التفكير ، والأدلة أيضا ، من الأقدم والأدنى :
1 _ التفكير الاجتماعي ، ويتضمن التفكير الديني والأسطوري وبقية أنماط التفكير قبل الفلسفي ، أو التفكير المتناقض وغير المنطقي .
2 _ التفكير الفلسفي ، وهو يتضمن ما قبله من أنماط التفكير الاجتماعي وغيره ، لكن العكس غير صحيح ، كما يتضمن الشباب الطفولة بينما العكس غير صحيح .
ميزة التفكير الفلسفي أو عتبته وماهيته عدم التناقض ، أو تحقيق وحدة المعايير .
بعبارة ثانية ، الصدق عتبة التفكير الفلسفي ، بينما الصدق سقف التفكير ما قبل فلسفي .
3 _ التفكير العلمي ، وهو يتضمن التفكير الفلسفي بينما العكس غير صحيح .
الشرط المنطقي ، وعدم التناقض ، لازم وغير كاف للتفكير العلمي .
يتمحور التفكير العلمي حول الدليل أولا .
بعبارة ثانية ، التجربة مع قابلية الاختبار والتعميم عتبة التفكير العلمي وماهيته .
تتلازم الأدلة مع نمط التفكير ، من حيث النوع والأشكال والمضامين أيضا ، حيث الدليل العلمي هو الواقع الموضوعي بلا شروط او استثناءات .
بينما الدليل الفلسفي ( المنطقي ) يكتفي بالعقل وشرط عدم التناقض.
1
عرض ملخص موضوعي ، بقدر استطاعتي ، للنظرية الرابعة أو النظرية الجديدة للزمن .
" الرابعة " لأنها تتضمن ما سبقها ، كما أن مختلف المواقف السابقة من الزمن ، يمكن دمجها عبر ثلاثة مواقف أو نظريات . و" الجديدة " لأن غالبية الأفكار التي تتضمنها مختلفة عن الفهم المشترك الحديث أو التقليدي ، وهي تتمحور حول الفكرة الأساسية :
اتجاه حركة الزمن يبدأ من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر ، وليس العكس السائد والمعروف ، بحسب الموقف المشترك بين العلم والفلسفة والثقافة التقليدية الدينية وغيرها ، والذي يعتبر أن اتجاه سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر .
خلال الفصول القادمة ، عرض مختصر ولكن يكفي لتشكيل تصور واضح ومعقول ، حول المواقف ( النظريات ) الثلاثة السابقة .
....
اتجاه حركة الحياة ، يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، وبدون استثناء .
لكن اتجاه حركة الزمن ، هي على العكس من ذلك :
تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر .
أيضا خلال فصول الكتاب ، سوف تتم مناقشة العديد من البراهين والأدلة المنطقية ، بالإضافة إلى بعض الأفكار الجديدة مثل ظاهرة " استمرارية الحاضر " على سبيل المثال لا الحصر .
وسوف أكتفي هنا ( في المقدمة ) بمثال واحد ، أعتقد أنه يكفي القارئ _ة المهتم _ة لفهم الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن .
لنتأمل بحالة واحدة من المواليد الجدد ، من سوف يولد_ و _ ن بعد سنة أو بعد قرن ، أو ملايين السنين ، .... وحتى نهاية الزمن والحياة :
كل شخص سوف يولد بعد أكثر من تسعة أشهر ، هي أو هو _ حاليا ( في الواقع الحالي ) _ وضع مزدوج ومدهش بين الحياة والزمن :
1 _ بالنسبة لحياته ، وجانبه الفيزيولوجي هو موجود الآن في جسدي الأم والأب بالتزامن ، وقبلهم عبر سلسلة الأسلاف حتى الجد _ ة الأول _ ى ....في الماضي المجهول .
2 _ بالنسبة للزمن ( عمره أو عمرها ) هو موجود في المستقبل .
جميع من لم يولدوا بعد ، هم الآن في المستقبل من جهة الزمن ، لا يمكن أن يكون ( أو تكون ) في الماضي ولا الحاضر .
فهم هذه الفكرة لازم وكاف لفهم الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، وهذا المثال سوف تتم مناقشته بشكل تفصيلي أكثر ، خلال الفصول القادمة .
المشكلة ، أنه وبسهولة يفهم فكرة " الجدلية العكسية بين الحياة والزمن " 9 من أصل عشرة أشخاص ، بشكل شفهي ومباشر .
ولكن المفارقة ، يصعب فهمها على بعض القراء _ ومنهم أساتذة في الفلسفة والفيزياء _ من خلال قراءتها فقط !
أفكر أولا أن السبب في النص وطرق التعبير ، ولهذا أكرر نفس الأمثلة ، مع محاولة تبسيطها اكثر عبر كل استخدام جديد .
للتذكير ، عندما يتم نقض الفكرة بشكل منطقي ( وتجريبي اكثر ) سوف أكون أول من يعترف بخطأها ، بالنسبة لي الأفكار ( والمعتقدات أيضا ) وسائل للتفكير والمعرفة لا أكثر .
....
أتمنى ممن فهموا الفكرة ، حقيقة العلاقة الجدلية ( العكسية ) بين الحياة والزمن ، أن لا يبخلوا بوقتهم لمساعدة من يهمهم فهمها بشكل صحيح .
يوجد سؤال مكرر ، وبصراحة لا أفهم المغزى منه :
ماذا تفيد الفكرة الجديدة ( اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي ) بشكل عملي ، وتطبيقي ؟! ومع ذلك هذا جوابي المنطقي ، وبعد تفكير وحوار مستمر :
بالإضافة إلى تصحيح التصور ( المشترك ) للواقع ، والزمن ، والوجود بصورة عامة
توجد نتائج عملية في الفلسفة ، لعل أهمها :
تحل قضية الصدفة بشكل مباشر ، بعد فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن .
الغد ( والمستقل كله ) احتمال ونوع من الصدفة ، وإمكانية تحققه تشبه وضع حجارة النرد بعد رميها بالطبع ، وليس قبل ذلك .
الأمس ( والماضي كله ) تكرار ، ونوع من سلسلة سببية وحتمية ، لا أكثر ولا أقل .
الحاضر ( والحضور كله ) مزدوج بطبيعته ، ويتضمن السبب مع الصدفة بالتزامن .
توجد نتائج مماثلة في الفيزياء لا تقل أهمية ، وسوف تتم مناقشة بعضها بشكل موسع وتفصيلي أكثر خلال الفصول القادمة ، لكن النتيجة المباشرة حيث تحل تلقائيا المفارقة ( التناقض ) بين فيزياء الفلك وفيزياء الكم ، بعد تصحيح الموقف العقلي من الزمن . بعد فهم أن موضوع فيزياء الفلك يتمثل في الماضي فقط ، والماضي بطبيعته ثابت ، والنتائج تكون ثابتة بصرف النظر عن المجرب ( ين ) أو الفاعل . وعلى العكس بالنسبة لفيزياء الكم ، حيث موضوعها الحاضر ، خلال لحظة تحوله إلى الماضي ، وهو مزدوج سبب + صدفة . أيضا سوف تتم مناقشة الفكرة بشكل تفصيلي ، وموسع خلال فصول الكتاب .
....
أعتقد أن البرهان المنطقي على الاتجاه الحقيقي ، الثابت ، والوحيد لحركة الزمن ، يمكن استنتاجه من العلاقة بين الأزمنة الثلاثة : الماضي والحاضر والمستقبل ؟
الماضي ، يتضمن الأمس وجميع الأيام الماضية أو التي حدثت سابقا ، وهو يبتعد عن الحاضر بسرعة ثابتة ، هي التي تقيسها الساعة .
( هذه الظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بدون استثناء ، هل رأى أحد ، أو سمع أن الأمس يعود إلى اليوم أو إلى الغد ! ) .
بالمقابل ، وبشكل ثابت أيضا :
المستقبل ، ويتضمن الغد وجميع الأيام القادمة ، يقترب من الحاضر بنفس سرعة ابتعاد الماضي عن الحاضر ( وهي نفسها التي تقيسها الساعة ) .
هل يشك عاقل _ة أن سنة 2022 حقيقة موضوعية ، معه أو بدونه !؟ أيضا سنوات 206026 ، أو 2268 أو 90 20 وغيرها !
( تقويم الغد والمستقبل ، حقيقي وواقعي بنفس درجة موضوعية وواقعية الماضي والتاريخ ) .
ومع أن الحاضر ما يزال غير مفهوم ، وغير محدد بشكل موضوعي ودقيقي ، مع ذلك نعرف بالتجربة أيضا أن الحاضر يمثل الحلقة المشتركة ( الثابتة ) بين الماضي والمستقبل .
وقد تكون فجوة ، أو نوعا مختلفا من الوجود !؟
يجب الانتباه إلى أن معرفتنا الحالية عن الزمن ، ما تزال في بدايتها ( وهي غير علمية وغير منطقية بالعموم ) ، ولا تختلف في الجوهر عن معرفتنا لطبيعة الكون وحدوده وأبعاده ، عداك عن شكله وخارجه وبدايته ونهايته !!
ما يزال الحاضر بيننا ( القارئ _ة والكاتب ) شبه مجهول ، ونحن لا نعرف طبيعته ، ولا حدوده ، وأقصى ما نعرفه حاليا : أن الحاضر حلقة ( أو فجوة ) بين الماضي والمستقبل .
بالإضافة إلى فكرة جديدة ، ما تزال فرضية أولية وفي طور الحوار المفتوح : الحاضر زمن والحضور حياة .
....
ربما تكون الفكرة الأكثر صعوبة ، التي سوف تواجهك خلال قراءتك للكتاب ، تتمثل بتحديد حركة الزمن وهي تتعلق بمعرفة ماهيته أولا ؟!
يوجد أحد احتمالين فقط ، بالنسبة لطبيعة الزمن :
1 _ الزمن فكرة عقلية ، ولا يوجد مقابل موضوعي لها في الواقع والكون .
2 _ الزمن طاقة حركية ، وهي بديهية ويتعذر اثباتها .
في الحالتين ، النتيجة نفسها بالنسبة لحركة الزمن ، طالما أن السنوات ( والأيام والشهور والساعات وغيرها من تقسيمات الوقت ) تتغير بشكل ثابت ومستمر ، وبسرعة ثابتة أيضا هي التي تقيسها الساعة ، وفي كلا الحالتين تكون النتيجة أن اتجاه سهم الزمن إما أو :
من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
أو العكس :
من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر .
هنا أطلب منك التفكير ، مع الثقة بعقلك وتجربتك الذاتية :
حدث قراءتك لهذا النص ، صار في الماضي أم في المستقبل ؟
بالطبع في الماضي ، وهذه نتيجة حتمية وتقبل الاختبار والتعميم وبدون استثناء .
وأنت ما تزال _ ين في الحاضر !
وهذه المشكلة المشتركة بين الفلسفة والفيزياء " طبيعة الواقع وماهيته " ، مشكلة المعرفة المزمنة ، ربما تساهم النظرية الرابعة للزمن في حلها ، هذا أملي ورغبتي ...
بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يمكن الاستنتاج ( منطقيا ) أن حركة الزمن هي على العكس من الموقف المشترك . وهذا الموقف تؤيده الملاحظات المتأنية في كل مكان .
....
المشكلة الأكبر تتجسد في الحاضر ، وخاصة العلاقة بين الحاضر والحضور ؟!
الحاضر زمن ( وقت : في المستقبل أو الحاضر أو الماضي ) بينما الحضور حياة ( نبات أو حيوان أو انسان ) .
مشكلة الحاضر ، أيضا تتم مناقشتها بشكل تفصيلي وموسع ، خلال فصول الكتاب .
2
هذا الكتاب " الزمن : طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته " ، هو كتاب مختلف بطبيعته ، ويتطلب القراءة باهتمام وجدية ، بعقل منفتح ، بمسؤولية وبشكل كامل .
أغلب القراء يرغبون ( بشكل لا شعوري غالبا ) بقراءة ما يؤكد لهم صحة مواقفهم ، وعقائدهم وعاداتهم . وعندما يصادف أن يقرؤوا ما يخالف توقعاتهم يغضبون ، يرمون الكتاب ويشتمون الكاتب ليس قبل أن يفهموا ما كتب ، بل قبل أن يقرؤوه أصلا .
....
عدة دور نشر رفضت الكتاب .
ليست مشكلة أن ترفض دار نشر كتابا ، وخاصة دور النشر العربية . توجد أسباب منطقية وعقلانية لا حصر لها ، لكي ترفض دار نشر معينة ، كتابا معينا .
لكن المشكلة أن ترفض دور النشر ( كلها ) كتابا علميا وفلسفيا ، أو إبداعيا بالحد الأدنى بدون أن يفكر أحد منهم ( صاحب الدار او لجان القراءة أو ....لا أعرف تسميتهم ) أن هذه الأفكار قد تكون صحيحة !
وتأتي رسالة الرفض غامضة في أحسن أحوالها ، وفي معظمها يتكرر الرفض الاستعلائي الذي يعرفه الكتاب في شبابهم المبكر عادة ، وهذا طبيعي ، لكن بعد الستين أحدنا مخطئ .
3
اتجاه حركة الزمن تبدا من المستقبل ، أو سهم الزمن يبدأ من المستقبل .
هذه الفكرة المحورية في الكتاب ، والكتاب بمجمله شرح وإثبات للفكرة بشكل علمي ( أو منطقي بالحد الأدنى ) .
يفهم قارئ _ة الكتاب بحدود المتوسط في درجتي الذكاء أو الحساسية ، وبوضوح أن المواقف الثلاثة السابقة غير منطقية أو متناقضة بشكل صريح :
1 _ الموقف الكلاسيكي ، الذي يعتبر أن سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل .
تجربة القراءة ( قراءتك الحالية تثبت العكس ) : أنت في الحاضر ، حتى لحظة موتك ، بينما جميع أفعالك تنزلق إلى الماضي بسرعة ثابتة ، وموضوعية ( هي التي تقيسها الساعة ) .
2 _ الموقف النقدي ومعه التنوير الروحي ، لا يوجد سوى الحاضر .
بالطبع يوجد الماضي ، كتجربة سابقة ( خيرات وذاكرة ومشاعر ...) ، بالإضافة إلى المستقبل كاحتمال يتدرج ، من شبه المؤكد مثل الغد أو بعد ساعة ...إلى المستقبل قليل الحظ في التحقق كمثال وصولك إلى سن المئة .
3 _ الموقف الحديث ، الذي يعتبر أن سهم الزمن يمكن أن يتحرك في جميع الاتجاهات .
النظرية الرابعة تتضمن ما سبقها ، بعد حذف الأفكار الخاطئة أو تصحيحها وتعديلها ، بالتزامن مع تبني الأفكار الصحيحة في النظريات السابقة . هذه الفكرة يتم مناقشتها بشكل تفصيلي وموسع خلال الفصول .
كيف يمكن تفسير الموقف السلبي ( بأحسن التعابير ) من هذا الكتاب ؟
هذا الانغلاق ، بل الموت المسبق ، في العقل الحالي ، يشبه حالات سابقة في التاريخ القديم والحديث . لكن بعد القرن العشرين تغير العالم وطرق التفكير ، خاصة مع الأفكار الجديدة .
إلا في الثقافة العربية ، وفي سوريا خاصة .
....
لا أريد أن أعرض جميع أفكار الكتاب في هذه المقدمة ، لكن أرغب بعرض واضح ومنطقي لبعض البراهين والحجج التي تؤكد ( ومعها جميع الملاحظات المنتبهة والمتبصرة ) أن اتجاه حركة الزمن بعكس اتجاه حركة الحياة .
وهنا يوجد احتمالان فقط :
1 _ الفكرة خاطئة .
2 _ الفكرة صحيحة .
إذا كانت الفكرة خاطئة ، وهنا من واجب دور النشر المحترمة ( كالرواقي ، واوستن ماكولي على سبيل المثال فقط ) أن تخبر الكاتب صراحة وليس مجرد سلوك مهذب وحضاري ، عبر رسالة محترمة على الأقل توضح السبب الحقيقي للرفض ، بدون مواربة أو استعلاء مضمر .
إذا كانت الفكرة صحيحة ، وهي صحيحة بالطبع .
وإلا ، لكتبت مئات ، بل ألوف ، المقالات المتشفية بالكاتب وجهله ....وغروره .
4
قبل أن تتحول المقدمة إلى عرض كامل للكتاب ، وشبه سيرة ذاتية ، أتوقف عند فكرتين أعتقد بأهميتهما الكبيرة : المجهول وعلاقته بالوعي والتفكير الإبداعي خاصة ، والثانية الأهم الحركة ( طبيعتها وأنواعها ) .... وضرورة تصنيفها بشكل علمي ، ودقيق .
أعتقد أن المجهول ، أو العلاقة مع المجهول ، محور السلامة العقلية ( أو المرض ) .
المجهول مقلق بطبيعته ، ويثير الذعر ، لكن لا خيار ثالث :
إما أن يتحمل المرء عتبة الألم ( المشتركة ) أو تنخفض بأسرع مما نتخيل ، ويغرق الفرد الإنساني في الكآبة أو الهوس .
ما الذي نجهله عن الزمن والوقت والحاضر ، بالمقارنة مع ما نعرفه ؟!
الوقت والزمن مثل النهار واليوم ، حيث الوقت جزء من الزمن ، بينما الزمن يتضمن الوقت بالإضافة إلى الحركة التزامنية .
والحاضر بدوره جزء من الوقت ، إلى جانب المستقبل والماضي .
الحاضر حلقة مشتركة ، أو فجوة ، بين المستقبل والماضي .
أيضا يوجد اختلاف نوعي بين الحاضر والحضور ، وهذه فكرة جديدة وجريئة ، وسوف تتم مناقشتها خلال الفصول القادمة ، بشكل أوسع .
وأما بالنسبة إلى فكرة الحركة : ماهيتها وأنواعها ، فهي ما تزال في طور التصور العام...
مع أنها معروفة في الثقافة البوذية ، أيضا في النقد العربي القديم ، الذي يميز بوضوح بين الحركتين التعاقبية ( العمودية ) والتزامنية ( الأفقية ) .
وبعد إضافة الحركة الذاتية المميزة للحياة ، يتغير الموقف العقلي من الحركة الكلية .
تحديد أنواع الحركة ، وتحديد نقاط التشابه أو الاختلاف بين حركتي الزمن والحياة ، هذا موضوع فلسفي _ علمي بالتزامن ، وهو يحتاج كما اعتقد إلى مؤسسة بحث ، وليس مجرد جهد فردي كما هو الحال مع هذا الكتاب .
....
كلمة أخيرة ...
حركة مرور الزمن ، بين الحقيقة والخيال
الظاهرة الموضوعية كما تشاهد وتدرك بواسطة الحواس ، ويمكن اختيارها من قبل الجميع ، المكان ثابت والزمن متغير .
المكان يتحدد عبر الاحداثيات ، بدقة وموضوعية عبر أي نقطة في الكون ، وليس على سطح الكرة الأرضية فقط .
بدوره الزمن يتحدد عبر تقسيمات الوقت ( الماضي أو الحاضر أو المستقبل ) بدقة وموضوعية أيضا ، لكن بشكل غير مباشر ، مقارنة بالمكان ، أو بالمقارنة مع حركة الحياة .
لا توجد مشكلة إلى الآن ، في الفهم أو التقبل ، باستثناء مصطلحي الثبات والسكون .
تبدأ المشكلة مع حركة مرور الزمن ، هل هي واقعة فيزيائية ، موضوعية وخارجية ؟ أم أنها مجرد تركيب ذهني ، ولا يوجد ما يقابلها في الواقع الموضوعي والكون ؟!
بصرف النظر عن خطأ أحد الاحتمالين ( المؤكد ) ، إذ أن أحدهما ينفي الثاني بالضرورة .
....
حركة مرور الوقت في الحالتين ، تتحدد بحركة الساعة ، وهي كما نعلم اليوم ، موضوعية ودقيقة ونسبة خطأها لا تتعدى الثانية ، في التأخير أو التقديم ، خلال 33 ألف سنة .
2
يمكن فهم الزمن ، أو تشكيل تصور مناسب وواضح عنه _ مع تقسيماته ومراحله _ عبر مقاربة الداخل والخارج ، بدل القرب والبعد فقط .
وربما يكون من الأفضل ، دمج التصورات المتعددة ، لفتح الطريق أمام حل مشكلة العثور على تصور مناسب لحركة مرور الزمن .
....
المستقبل يقترب من الحاضر .
هذه حقيقة مشتركة ، ومعروفة منذ القدم ، وتوجد العديد من الأقوال المأثورة للدلالة على ذلك منها على سبيل المثال : كل آت قريب . ويقابلها ، كل ما مضى بعيد .
الماضي يبتعد عن الحاضر .
هذه حقيقة مباشرة ، وظاهرة للحواس : الأمس يصير أمس الأول بعد 24 ساعة ، والسنة الماضية تصير السنة قبل الماضية بعد مرور سنة ...وهكذا .
ومن الغريب بالفعل : تصور اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ، حتى اليوم !؟
....
....
( الكتاب _ النظرية الرابعة )
....
....
الخاتمة
1
الزمن يتحرك في اتجاه ثابت ، بشكل يعاكس اتجاه حركة الحياة دوما وبسرعة ثابتة ، ومزدوجة : تعاقبية وتزامنية ، حيث السرعة التعاقبية عمودية وهي التي تقيسها الساعة ، بينما السرعة التزامنية أفقية وعتبتها سرعة الضوء وتتجاوزها غالبا .
هذه الفقرة مكثفة إلى درجة تقارب الترميز ، وهي تحتاج إلى مناقشة واضحة ومفصلة ، كما أنها محاولة لترميم بعض نواقص الكتاب وثغراته الكثيرة .
لنتخيل سنة 2030 ، كيف سيكون الواقع العالمي ( وربما الكوني ) بعد عشر سنوات ؟!
1 _ ستكون هذه السنة التي تجسد الحاضر 1 ( 2020 ) قد صارت من الماضي الموضوعي ، وتبعد عن الحاضر الجديد ( حاضر 2 ) مسافة عشر سنوات إلى الوراء ( من جهة الخلف ) ، وتمثل مرحلة ومستوى الوجود بالأثر فقط .
2 _ ستكون سنة 2030 تجسد الحاضر ، وتتضمن الوجود الحقيقي ( الوجود بالفعل ) ، وسيكون الحضور الفعلي ( نباتي وحيواني وإنساني ) ثنائي البعد ، القسم الأول منه جديد كليا ويتضمن جميع من سيولدون بعد لحظة ، بالإضافة إلى من يبقى من الأحياء اليوم وهم القسم الثاني .
3 _ ستكون سنة 2040 ، قد حلت محل سنة 2030 ، وشكلت المستقبل الجديد بدلالة الحاضر الجديد ( حاضر 2 ) ، وهي تمثل الوجود بالقوة .
آمل أن يكون غالبية القراء ، قد فهموا النظرية الرابعة بشكل صحيح ، وصار بوسعهم تخيل حركة الزمن غير المرئية بطبيعتها ، ومع ذلك يمكن استنتاجها بشكل موضوعي ومحدد .
....
الحاضر زمن ( أحد مراحل الوقت ، الغد أو اليوم أو الأمس ) ، بينما الحضور حياة ( نبات أو حيوان أو إنسان ) .
بعد عملية التمييز النوعي ، والموضوعي ، بين الحاضر والحضور يمكن الفهم الصحيح لحركة الواقع ( جدلية الزمن والحياة العكسية ) . ويمكن التنبؤ بحركة الحاضر ( الوقت ) بشكل دقيق وموضوعي ، بينما يتعذر ذلك بالنسبة لحركة الحضور ( الحياة ) .
2
الجدلية العكسية أو الاتجاه المتعاكس بين حركة الزمن وحركة الحياة ، تمثل ظاهرة نصف مباشرة ، والسبب مزدوج : أولا ، حركة الحياة ظاهرة للحواس ، ويمكن التأكد بسهولة أن اتجاهها وحيد ، وثابت من الماضي إلى الحاضر ، بينما حركة الزمن يمكن استنتاجها ثم فهمها ، ليتسنى ملاحظتها والتنبؤ بها لاحقا . وثانيا الجدلية العكسية بين الزمن والحياة هي نصف مباشرة وليست غير مباشرة أو مباشرة فقط ، لسبب مختلف ، ما تزال الحركة لكل من الزمن والحياة غير واضحة في النصف الثاني من المسافة . حيث حركة الحياة بين الماضي والحاضر واضحة ومباشرة ( من الماضي إلى الحاضر ) ، لكنها تبقى مجرد احتمال من الحاضر إلى المستقبل . وبشكل معاكس بالنسبة للزمن ، حيث يمكن الملاحظة ( وهي تقبل الاختبار والتعميم ) أن الحاضر الزمني يتحول إلى الماضي بشكل دائم وثابت . لكن تحول المستقبل إلى الحاضر ، يبقى في مجال الاحتمال أيضا .
....
أعتذر ،
حاولت تبسيط الأفكار الواردة في الكتاب لكي تكفي قراءته لمرة واحدة ، لكنني فشلت .
لا أعتقد أن بالإمكان فهم الكتاب ، بشكل صحيح وموضوعي ، بدون إعادة القراءة ، والخاتمة كنموذج تحتاج لأكثر من قراءة .
أعتذر بصدق ، وأتمنى أن لا يكون وقتا ضائعا ...وقتك مع الكتاب .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرية الرابعة _ الخاتمة
- النظرية الرابعة _ المقدمة
- خلاصة مكثفة للنظرية الجديدة للزمن ، الرابعة
- الزمن وتقسيماته بدلالة الحضور والغياب
- خلاصة مكثفة للنظرية الجديدة للزمن
- علم المستقبل _ مع المقدمة
- مقدمة علم المستقبل _ بعد التصحيح والتكملة
- مقدمة 2 _ علم المستقبل تكملة
- مقدمة 2 _ علم المستقبل
- مقدمة 1 _ علم المستقبل
- علم المستقبل ، مع الهوامش والملحقات
- علم المستقبل _ الزمن بين الفلسفة والفزياء _ حوار مفتوح ....
- علم المستقبل 4
- علم المستقبل 3
- علم المستقبل 2
- علم المستقبل
- الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 مع فصوله
- الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) بب 3 ف 3
- الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 ف 2
- الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 ف 1


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - النظرية الرابعة _ المقدمة والخاتمة بعد التعديل والتصحيح