|
|
إلى الرئيس السيسي رئيس الجمهورية ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 19:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ قد يصح التدقيق لخُلاصات سابقة وبوصفها محاولات غنية ، صحيح أنها أتت متأخرة لكنها تستحق التوقف عندها ، وطالما سبقها تعسف سابق باهظ ، إذن صيتها مازال مدوياً حتى الآن ، والواجب يقتضي أن يشير المرء بلا حرج حول إغفال الدولة عن مسألة بالغة الخطورة ، عندما بدأت موضة الانقلابات العربية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، امتازوا بعض العسكرين الذين استلموا مقاليد الحكم عن الآخرين ، وبالفعل هناك ثلاثة شخصيات على وجه التحديد ميزهم العالم ، بل دخلوا التاريخ الإنساني ، عبد الناصر وهواري بومدين وصدام حسين ، وبالتالي في مراجعة بسيطة سيجد المراقب ، أنهم استطاعوا دخلوا التاريخ العالمي من خلال القضاء على الأمية أو الحد منها لدرجة كبيرة ، صحيح ايضاً ، أن بعد رحيلهم تعرضت الأمة إلى انتكاسات كبيرة ، بالاخص بجودة ومواكبة التعليم ، إلا أنهم صنعوا معجزة في فترات حكمهم ، ولأن العالم تغير أو انتقل نقلات نوعية ، تحديداً في مجال التعليم ، فالتعليم أصبح متاح عبر الوسائل الفضائية التى زودت وسهلت للناس الوصول للمعرفة والمعلومة ، وبالتالي لم يعد التعليم شيء كبير طالما تعددت الوسائل وطالما هناك من يرغب بالحصول عليه ، بل من يشتغل في هذا المجال ، يتوقع خلال مدة زمنية قصيرة سيصبح التعليم على الأغلب عن بعد ، لأن التكنولوجيا التى اتاحت التواصل ، ستوفر بدورها أموال هائلة ، اليوم الدولة تنفقها على التعليم ، لكن بعد قليل ستشعر أن إنفاقاتها لم تكن ذكية ، إذن مقلب التاريخ سيجد بعبدالناصر ورفاقه صنعوا في فترة قليلة المستحيل ، إذن أين تكمن المشكلة وكيف المجتمع تراجع حاله إلى هذا المستوى من الانحطاط ، ولماذا الدول التى وضعت برامج النهوض تواجه كل هذه الصعوبات في اعادة البناء ، لدرجة اضطرت على سبيل المثال دولة مثل مصر ، الذهاب إلى بناء عاصمة جديدة ومدن موازية ، بل وللصدق ، مرة من المرات ، عندما كنت أتابع خطبتك التى داعبة فيها إمام الأزهر وقلت ( تعبتني يا فضيلة الشيخ ) وقتها كنت تتكلم عن نسبة الطلاق العالية في مصر ودور الدولة في الحد من تفاقمه والعمل على ايجاد حلول ، بالطبع توفير السكان وايضاً المواصلات المحترمة جزء كبير من الخطط التى تساهم في تقليص أسباب الطلاق وبالتالي يتوجب على الجهات المعنية ايجاد حلول جذرية لهذه الإشكالية الخطيرة والتى يمكن أن تتحول إلى ظاهرة كبيرة ، بل تبعاتها ستنعكس سلباً على الأمة برمتها ، إذن من هنا ، التى أعتبرها أنا شخصياً أصل الحكاية وعمقها ايضاً .
نفتح باب أعمق وأخطر من وجهة نظري ، بل من يرغب الدخول للتاريخ الإنساني ، أعتقد بل لا أرجح بل أجزم ، دخوله من هنا ، ولكي نحافظ على الجمهورية الخامسة التى تصنع اليوم في مصر ، أي باختصار ما يحصل هو بناء دولة جديدة ، ولكي تستمر هذه الدولة وتبيض في المستقبل دول أخرى على نفس الوتيرة والعزم ويتصاعد شأنها وتحفظ أمنها الداخلي والقومي معاً ، ولكي ايضاً لا تتعرض إلى انتعكاسات بعد مدة من الرمن ، لا بد من تبنى مشروع إعادة بناء الانسان المصري ، وهذا لا يحصل إلا إذا وضعتم مشروع قومي يهدف للقضاء على تجارة المخدرات وتعاطيها ، ( مصر خالية تماماً من المخدرات ) .
بل في رأي ، أكبر تهديد يهدد مصر في المستقبل ، هؤلاء تجار المخدرات الذين استطاعوا هدم جزء كبير من الإنسان المصري ، فمؤسسة الجيش والمؤسسة التعليمية بأشكالها المختلفة والعائلة الصغيرة جمعهم منهمكين تاريخياً في بناء الإنسان من ناحية ، وفي مكان آخر ، يوجد من يهدم الصحة العقلية للمواطن المصري ، وبالتالي من واجبات الدولة أن تجيب المواطن ، لصالح من هؤلاء يهدمون الإنسان ولماذا الدولة تقاعست عن ايجاد حلول جذرية وأبدية ، بل هو أمر يهدد الأمن القومي ، وحسب التجربة لم تكن الأساليب التى وضعت سابقاً بالنافعة ، إذن وحسب تجارب السابقة ، لا يمكن انجاز المهمة إلا بتكاتف جميع الأجهزة الأمنية وفي مقدمتهم الجيش والمخابرات ، لأن اثبت الواقع بأن دوائر محكافة المخدرات التابعة لأجهزت الشرطة غير قادرة على القيام بالمسؤولية وحدها .
لقد دخلت مصر مستنقع المخدرات تحديداً ، الإدمان على مادة الحشيش عندما تمكن نابليون استعمارها ، وهذا يؤكد طرح كان قد قدمه المفكر مالك بن نبي ، لقد تبنى المفهوم الخلدوني عندما أشار لذلك الرابط بين الشعوب التى لديها القابلية للاستعمار وتمريراته ، فالشعوب لا تنساق إلى شيء إلا إذا كانت هناك أرضية تربطه بذلك ، وهذا ما نبه إليه مبكراً العالم الأزهري جمال الأفغاني ، فالأفغاني انخرط في الثورات المصرية السياسية ، لكن سرعان ما تنبه إلى الفارق الحداثي بين الشرق والغرب ، لهذا قدم فكراً يسمى بالفكر الأولويات للأمة ، ودعى إلى ضرورة تبني مفهوم المناورة والانفتاح على الغرب من أجل اكتساب العلم والحداثة التى بدورهما يقللان الفجوة بين السيف والرشاش ، بين الفرس والسيارة ، بين الطائرة الحربية وطائر الزاجل ، لأن بصراحة الغرب استطاعوا تفكيك قدرة حمام الزاجل في رسم خريطة ، تمكنه من تحديد الاتجاهات ومن ثم نقلوا أسرار هذه الكائنات إلى صناعات مجسمة ، اعتمدت على الميكانيكيات التى أخذت صفة الجيل الأول والأجيال التى تتعاقب ، على خلاف ما طرحه بالطبع المفكر العربي شفيق منير ، مقاطعة المستعمر وأحفاده تماماً ، وبالتالي أقتصرت وجهة نظره ، الأمة العربية لديها من التاريخ ما يكفي لكي تعيد مكانتها الطبيعية بسواعد أبنائها فقط .
منذ ذاك اليوم الذي إلتقت الأفغاني الفارق الشاسع بين العرب والغرب ، والذي عبر عنه بصراحة الرئيس بوش الابن وبعد دخول الجيش الأمريكي إلى وسط بغداد ، بقوله بأن التكنولوجيا هي الوحيدة التى إنتصرت ، قدم الأفغاني تفسيراً منطيقياً بين الحداثة والركادة ، فالأولى تتعامل مع مجتمعاتها بمنطق العلم ، والأخرى تتعامل مع مجتمعاتها بمنطق التضليل ، إذن منذ تلك الدعوة لم تظهر حكومة عربية تتبنى العقلية المتنكلجة اولاً والإصلاحية التى تصلح الإنسان ، بل ما شهده العربي ليس سوى علاقات اقتصرت بين حكومات وشعوب ، يمسكون كل منهما بطرف خيط رفيع ، إن شد الأول راخى الأخر والعكس صحيح ، لهذا هذه الدول تُهدد بوجديتها من الداخل أكثر من الخارج والذي يسمح للخارج تهديدها دون أن تشكل للخارج تهديد مضاد . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في أي حادث سير ، مرتكب الحادث يتحمل ببساطة المسؤولية ، فكيف
...
-
المواجهة الأعنف في القارة الصاعدة ...
-
يساء فهمي دائماً ولستُ من محبي التبرير ..
-
اخطائتوا عندما نكثتوا عهدكم ...
-
من مشروع تحريري إلى مشروع تصاريح زيارات ..
-
زمن الاصطفافات والعالم بارك المعاهدة ...
-
مناعة الشاب غابرييل عالية ...
-
نتيجة تبعية مطلقة ، صُنعَ نموذج سيء ...
-
تستحق السيادة عندما تكون سيد نفسك ..
-
لجنتان واحدة وطنية وأخرى دولية ، ما هو المانع ...
-
هل يمكن يا سيدي الحصول على المال بلا إصلاحات ...
-
الوقوف إلى الجانب الخاطئ من التاريخ ...
-
السد الإثيوبي مقابل الاستراتيجية المائية ( المصرية )...
-
الإمارات شطرت الذرة وتعوم بين المجرات ...
-
بعد الاعتماد على الأب الروحي يعتمد الأوروبي على ذاته ..
-
كابوس الطاعون الذي لا نهاية له ..
-
شاعر الشام وشاعر الحركة التصحيحية ...
-
الاستثمار بالإنسان هو الهدف الأساس لإرسال مسبار الأمل ...
-
بلقمة واحدة ابتلعت الصين إيران ...
-
حبة الرمل ونقطة النفط ...
المزيد.....
-
رمسيس يرقص وتوت عنخ أمون في السماء…كيف احتفل المصريون قبيل ا
...
-
الوداد والرجاء في المغرب: كيف بدت الأجواء في آخر ديربي بين غ
...
-
لغة جسد ترامب وشي وسط معركة المعادن النادرة
-
أحمد الشرع.. غضب من إعلاميين مصريين بعد مقارنته نجاح دول خلي
...
-
سودانيون يروون قصصا مؤلمة عن الفظائع التي تعرضوا لها عقب سيط
...
-
سرقة اللوفر: ما جديد التحقيقات في القضية؟
-
إسرائيل تشن غارات على غزة وخان يونس رغم وقف إطلاق النار
-
جامعة الأزهر تستأنف عملها لتصبح أول جامعة تبدأ التدريس في غز
...
-
العلاقات الفرنسية الجزائرية : النواب يصادقون على مشروع قرار
...
-
مجلس الأمن الدولي يدين هجوم قوات الدعم السريع السودانية على
...
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
المزيد.....
|