أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أسامة البدران - كيبالتوا إيلي مركز كل مدينة سومرية















المزيد.....

كيبالتوا إيلي مركز كل مدينة سومرية


أسامة البدران
كاتب ومؤلف وصحفي

(Osama Al-badran)


الحوار المتمدن-العدد: 6657 - 2020 / 8 / 25 - 15:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يبدو أن الصراع على مياه السقي كان محتدما في عصر فجر السلالات وتأسيس ما يسمى بدولة المدينة حيث كانت الحاجة ملحة من أجل توفير العيش الرغيد للتنوع الطبقي لأفراد الشعب في فترة كانت تعيش فيه دول العالم أجمع في الدور الصوري الكتابي كانت دويلات جنوب العراق منهمكة بتأمين متطلبات الطبقات الارستقراطية في مدن تتشابه كثيرا في طرق إدارتها وتنظيمها وعمرانها وحتى في مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية والصناعية والدينية

ومما يجدر الإشارة إليه أن كثرة استخدام كلمة المعبد والالهة التي يلهج بها المستشرقين منذ عام 1700 ميلادي في أول ارساليات لنصوص سومرية مكتشفة ومدونة بدقة من قبل العالم نيبور حيث أرسل صورها إلى الجمعيات الملكية في أوربا وقد اعتقد سابقا انها نوع من أنواع الزخرفة تستخدم لتزيين الحجر قد ساهمت في انتشار الأسطورة في القصص السومرية والبابلية والاشورية ولكن بعض النصوص التي اكتشفت في فارس مع مساعدة من الوعي التاريخي الذي كتبه ابو التاريخ هيرودتس حول اساطير فارس وقورش كورش الواردة في التوراة بحيث تحول لفظ دارا إلى داريوش...
وهكذا كان أسم دارا واسم احشويريش وهستابس الذين عرفوا بهذه الأسماء من نصوص توراتية إلى شفرة لفك الرمز لنمط الكتابة المسمارية وأصبحت أماكن العبادة التي سخرت لخدمة رواد المجتمع المرفهين بسبب نظام دولة المدينة طلبا للعبادة كما هو موجود في يومنا هذا من كثرة المساجد والمراقد وكثرة المؤسسات الاقتصادية التابعة لها والموظفين والأسماء التي تطلق عليها مثل جامع فلان ومسجد فلان وحسينية فلانة ومرقد فلان بل وحتى خان فلان هي نفسها في تلك العصور فلو عاش أحد المستشرقين الحالمين بنبش القبور لاستخلاص الكنوز المدفونة مع صاحب القبر لقالوا أن العرب المسلمين لهم معابد بأسم الهتهم التي يعبدونها لجهلهم بثقافة هذه الشعوب فقط .. وان الإسقاط الأسطوري الذي حصل بفبركة الباحثين والمؤرخين يتكلم عنه العلامة طه باقر بصورة صريحة في خطأ منهم لمجرد إشاعة روح الأسطورة على حضارة أرض الفراتين والتي كانت دويلات الجنوب المتجاورة تعيش في نزاع طبيعي فيما بين جيرانها وكانت الحروب التي تحدث هي طبيعية جدا حينما تتطور وتتوسع المدن المشيدة على مساحة أرض لا تسع لرعي اغنامهم وانهار لا تشبع مزارع معابدهم كدولة لجش التي كانت مساحتها التقديرية استنادا إلى نصوص معاصرة لقيامها ( 18) ميل مربع وسكانها يصل إلى ( 36) الف نسمة

اما سكان دولة المدينة في تلك الفترة 100 الف نسمة

ومما يجدر الإشارة إليه أن قلب المدن في عصر فجر السلالات كان يلفظ باللغة الاكدية ( بابل واشور) بلفظ ( كبالتي إيلي ) او بلفظ أدق كل مراكز المدن تسمى بلفظنا الدارج (قبلة علي) وربما يطلق على الأجزاء القديمة من المدن بحسب بعض الآراء ولكنني اعتقد ان المركز حينما يمر عليه زمن وبتأثير عوامل الحرب والزحف السكاني يصبح طرفا بعد ان كان مركزا .. أما من باب التقارب اللفظي بين العربية والاكدية فأن أغلب النصوص تؤكد على أن بوابة المدينة وسورها الذي يكون قريبا من القصر وبيوت الحضر يطلق عليها ( بابتو ) أو بالسومرية( دكي) من دق يدق دق الباب دكها دكي اللفظ للكاف هو ( G) الانكليزي نفسه وهناك كثير من الكلمات التي تخص المعبد وتأتي مركبة مع أسماء الكهنة والمقدسين التي يحلو للمستشرق تسميتها الهة مثل ( ايا) و ( انا) و ( شمش) و ( مار دك ) وكانت بورسبا مركز معابد الايزيدا وكاهنها نابو وبابل مركز معبد ايساجيلا والد نابو
وانانا هي عشتار بلفظ المستشرق واستر بلفظ التوراتيين ودموزي الراعي هو تموز نفسه وأقدم ذكر لانانا ودموزي كان في الوركاء وانتقل الى الدويلات والممالك المتجاورة كجزء من منظومة التلاقح الفكري والثقافي وكثرة التجارة بين هذه الدويلات المتجاورة ولفترة زمنية كافية جدا لانتقال مراكز العبادة هذه وانتشارها في الجنوب الخصب بأكمله نحو الشمال والذي هولت من خصام الجنوب والوسط المتمثل بأقلام المستشرقين والمتمثل بالصراع الاسطوري بين سومر وأكد وهو اصلا لايعدو كونه صراع داخلي في ممالك متجاورة لم تعرف الهدوء لفترة كافية منذ تاريخ تأسيسها بسبب سرعة انفعالها المدني وتطورها السريع الذي يجعلها عطشى للموارد دوما وفي تزايد مستمر

تموز ديموزي الراعي زوج عشتار انانا زهرة السماء له أخت اسمها ( كشتن- انا) بمعنى خمرة السماء لاحظ مقطع ( نا ) يدل على السماء

كشتن الخمرة ( الكشتة ) من يعمل في تخمير الجص والبورك الابيض في البناء خبير بمعنى كشتة خمرة البورك الابيض ( القشطة) قيمر السماء وبياض الثلج سنو وايت Snw wight في القصص الشعبية الأوربية المسروقة من تراث ممالك سومر الشعبي وطبقات مجتمعها الارستقراطي الذي يهوى قصص الحب والجمال ويتيمز أفراده بالرفاهية والخيال الخصب وهي نفس قصة ادونيس وبرسيفونيس وافروديت الاغريقية .. وكل اسقاطات مثيولوجيا الاغريق وروايات التوراة المزروع في أذهان المستشرقين تم إسقاطه على حضارة سومر وبابل وآشور لأضفاء الطابع الأسطوري الخرافي عليها في حين أنه من خلال الاطلاع على السجلات التاريخية المكتشفة في دولة لكش على سبيل المثال تستطيع معرفة مدى اتساع النشاط التجاري الذي تمارسه المعابد في تلك الفترة وكانت تحتوي على عشرين معبدا كبيرا ولو أخذنا معبد ننجرسوا فقط في السجلات فقد كان يتبعه 6000 من العمال والخدم الإداريين( موظفين) ما يضاهي موظفي احد العتبات المقدسة في عصرنا هذا الذين يمارسون نفس النشاط الخدمي والتجاري والاقتصادي وعدد الموظفين للمعابد في لجش من العبيد والأحرار يصل زهاء ( 30 ) الف بحسب السجلات والنقوش المكتشفة مع 600 الف متر مربع من الأراضي الزراعية أي تملك المعبد ربع مساحة الدولة على أقل تقدير مع الأخذ بنظر الاعتبار سعة الاراضي التي تمتلكها الطبقات الارستقراطية الحاكمة والحاكم كان يسمى ( الانسي) Ensi المطابق للفظ العربي في قوله تعالى: ( فلن اكلم اليوم انسيا) ومن الجدير بالذكر ان الوراثة للأرض لا يصح فيها نقل الملكية الا بأذن مجلس المدينة وهذا الكلام في حدود 3000 عام قبل الميلاد في أرض جنوب العراق الحالي الذي كان عبارة عن مستنقعات واهوار ونخيل وبطائح يسمى حاكمها في السابق والذي يعين من الطبقات الارستقراطية والشيوخ والكهنة بأسم ( شيبوت إيلي) بالسومرية والذي نلفظه بلساننا ( شيبة علي ) والذي لو كان أدنى مستشرق ورحالة يعلم مدى عمق هذا الاسم في تراث جنوب ووسط العراق وتجذر الحب اللاارادي لهذا الاسم لمزق كل كتب تاريخ اسلام صحراء نجد التي لا ذكر فيها لعلي أقدم من رواية بخاريها وكلينيها في حين أن نقش شيبة علي وقبلة علي وقنبر علي والأمير علي وأبو الحسن والحسين أبن أبي طالب حمورابي العراق وكلكامش الجلجلة ومعابد بوروسبا وزيدها المبارك المقدس المعمد لكل نابو فيها ونبي وايلو والي وانو وانانا قشطة سماء الوركاء وزهراءها ميزوبوتاميا وسيد بطحاءها وملك انهارها الفرات العذب شيبة الحمد..



#أسامة_البدران (هاشتاغ)       Osama_Al-badran#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نين سينا - أبن سينا -Avicenna
- الكتاب الأسود – THE BLACK BOOK
- مغارة السردين
- باغادي كييفا... والأمير جودي.. مسامير من رحم الواح سومر .. ف ...
- خسف العقول .. ومقام الخمول.. مفارقات في وعي الشعوب مابين جيل ...
- شرايين وعروق (العراق) المقطعة في نهاية العهد الحجري الرابع ع ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أسامة البدران - كيبالتوا إيلي مركز كل مدينة سومرية