أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أسامة البدران - شرايين وعروق (العراق) المقطعة في نهاية العهد الحجري الرابع عشر















المزيد.....

شرايين وعروق (العراق) المقطعة في نهاية العهد الحجري الرابع عشر


أسامة البدران
كاتب ومؤلف وصحفي

(Osama Al-badran)


الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 22:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كلنا يعرف أن أرض سومر واكد وبابل وآشور اتفق على تسميتها من قبل المؤرخين ببلاد الرافدين أو النهرين كاتفاقهم على تسميات حضارات الشرق الأوسط مثل وادي النيل التي تطلق على جمهورية مصر العربية مع أن النيل في الأصل هو السودان ومصر وبعض المناطق الجنوبية الأفريقية...

ولكن ما لا يعرفه الشعب العراقي وجيرانه المهتمين بالشأن الاثاري والجيولوجي ولم يدرسه أحد في الكتب المنهجية او حتى أن يتم الإشارة إليه هو أن مفردة وادي التي تطلق في كتب الجغرافيا والتاريخ هي عبارة عن أنهر مندثرة منذ عصور سحيقة أصغر ما فيها يبلغ طوله ٢٥٠ كلم !!

بل أن هذه الانهر الجافة لها امتداد طبيعي لايزال حتى يومنا هذا في بعض مناطقها واجزائها تحتوي على مياه وأقيمت عليها سدود منذ فترة ليست بالبعيدة عن وقتنا هذا ...

وكوني من المولعين بتصفح الخرائط وخاصة خرائط الأقمار الاصطناعية فقد جمعت قبل ١٠ سنوات أو أكثر عدد كبير منها لمناطق مختلفة من العراق وربما يتوهم بعض القارئين والمتابعين الاعزة أنني مختص بجوانب تاريخ أو أثار اكاديميا.. انما هي هواية لم اتحصل عليها من جانب أكاديمي للعلم والاشارة فقط. ولكنوصدقوني هذه الوديان العراقية لم تكن معلمة بأسمائها من قبل شركات رسم الخرائط والتصوير وقد اكتشفت قبل مدة انهم قد خططوا أسمها على طولها رغم أندثارها مع أعمال افرعها وتشعباتها..

من هذه الانهر المندثرة هو وادي الخير ووادي حوران واهمها في بحثنا هذا هو وادي الابيض والذي تشاهدون صوره المرفقة

وادي الابيض ينبع من سلسلة من الشرايين المتشعبة من على الحدود العراقية السعودية غرب العراق وبالقرب من عرعر وعلى طول يصل إلى ٣٠٠ كلم ويصب في بحيرة الرزازة في ذنب العقرب الموضح في الصور..

كنت قد ذكرت سابقا أستحالة بناء حصن الاخيضر على أرض صحراوية وجرداء وقلت مرارا وتكرارا أن هناك نهر معين في هذه المنكقة وقد سألت كثيرا من الأصدقاء الذين يعملون في معمل أسمنت كربلاء وممن سكنوا في النخيب وعين التمر ولكن بلا فائدة مرجوة في سبيل أثبات وجود نهر ..

ولكن بالاستعانة بالخرائط وجدت وادي الابيض الذي يمر بالنخيب ويقطعها مارا من تحت طريق الحج البري بل ويمر بجانب حصن الاخيضر أيضا ويبتعد عن الطار مسافة عشرة كيلومترات تقريبا باتجاه الرزازة ليصب في ذنبها في الشمال الشرقي

ما نلاحظه هنا هو التالي :

اولا: ن نهر وادي الابيض أثره الجغرافي واضح للعيان من خلال هذه الصور وغير منقطع بل تعرجاته وانعطافاته الحادة تدل على أن هذا النهر ومجراه طبيعي لم تتدخل ايادي البشر بتغييره

ثانيا: هناك سد مبني على هذا النهر تم إنشاؤه في عام ٢٠٠٢ وذكرت صحيفة الشرق الأوسط خبرا عنه تمهيدا لبناء ٨ سدود أخرى مما يدل على أن اندثار هذه الانهار هو فعل تراكمي بشري للحكومات المتعاقبة وربما لأكثر من ٤٠٠ عام مستمرة في ضياع ثروته المائية

ثالثا: يقول الاركيولوجيين اعتمادا الابحاث الأجنبية أن هذا النهر عمره عشرة آلاف سنة واندثر في العهد الحجري الرابع عشر بعد آخر انحسار الثلوج عن قمم الجبال وبداية استطيانها من قبل ( أنسان القديم نياندرتال) كما في اكتشافات كهف شانيدر في السليمانية شمال العراق..

رابعا : أن تتبع مجرى النهر في مصبه يؤكد على أن مياه بحيرة الرزازة لم تصعد لمستويات اغراق لما حولها انما في حدودها الجغرافية كمستوعب المياه ..

خامسا: عمر هذا النهر يدل على عمر بحيرة الرزازة وينفي الدراسات التي تقول انها انشئت في العهد العثماني كخزان مياه حينما يفيض الفرات ولذا على الجيولوجيين إعادة حساباتهم وأرائهم بهذا الصدد ..

سادسا: أن هناك أنهار أخرى هي الان وديان تنبع من غرب العراق مثل وادي نهر الخير الذي يصب في بحيرة بحر النجف ووادي نهر حوران الذي يصب في الرطبة

سابعا : أن الهضبة الممتدة ما بين المشخاب والنجف إلى الرزازة شمالا والمحددة بحيد صخري مرتفع عن بحيرة بحر النجف وبحيرة الرزازة بأرتفاع يصل إلى ٥٠ مترا في النجف أو أكثر كما هو واضح من شكلها في الصور والتي يغذي مياهها نهر الخير ونهر الابيض كانت هضبة محاطة بالمياه في فترة من فترات التاريخ

تعليق :

من الملاحظ تضارب الاخبار التاريخية حول هذه الانهار والتي في طابع تكوينها الجيولوجي تعتبر أعجوبة من اعاجيب الارض كما ترون في الصور فهي عبارة عن شبكة تشبه الشرايين والاوردة والعروق الموجودة في جسم الإنسان مما يجعلنا نتصور سبب إطلاق تسمية ( عراق ) على هذه الأرض ولست أدري لماذا الإصرار على إطلاق مفردة ( وادي الرافدين) عليه فأن انهار العراق ليست روافد لشيء بحسب الظاهر الا أن قلنا أن هذه الهضبة المحاطة بالحيد الصخري المرتفع والذي يرسم شكلها كانت بحارها تتغذى على أربعة روافد أما كون نهري دجلة والفرات انهار تتغذى على روافد كالزاب الاعلى والزاب الأسفل والعظيم والخابور وغيرها من الروافد فلماذا الإصرار التاريخي على تسمية ( رافدين) بل أن التساؤل الأكثر حيرة هو أن التاريخ يدل على بحر النجف ويصفه ولكنه يهمل رافده الاعظم والرئيسي نهر الخير الموضح بالصور..

حينما قرأت أسم وادي الابيض باللغة الانكليزية توهمت لأول وهلة أنه ( وادي العبيد ) فكلمة أبيض مكتوبة بهذه الصيغة ( abyyad ) ولكن ما أن لمحت في ذهني طريقة عمل المستشرقين والمستكشفين الاجانب فهمت كيف يلفظون الكلمة ويكتبونها بصوتها ولهذا تشوهت كثير من النصوص المكتشفة ودفنت معها كثير من الحقائق التاريخية بل أنني بدأت أشك في تاريخ العبيد أنفسهم وتل العبيد الذي يمثل دور أقدم من (جمدة نصر) فكلمة العبيد هي الابيض بحسب لفظها الصوتي بلسان المستشرق( أبييد = أبيض )

بل إن ما يعضد هذه الشكوك آثار ما يسمى بالقنطرة البيضاء في منطقة الحسينية والتي أرفقت لكم صورها وهي بالجانب الشمال الشرقي من كربلاء كما أن هناك أثرا لخان في منطقة الطف يسمى بخان ( عطشان) أو العطيشي والذي يشابه في طريقة بناءه الحصن أو لنقل يشبه في عمارته( حصن الاخيضر) أيضا وهو قريب من قنطرة البيضاء والنهر المغلف الذي يمر بمنطقة عون .. وكنت قد ذكرت سابقا أن نهر الحسينية هذا لولا سدة الهندية الحديثة البناء لما مر به قطرة ماء لأنه ينبع من قبل السدة وهنا يوجد رأي افتراضي أن نهر الحسينية هو نهر وادي الابيض نفسه ولكن القوة العثمانية المهيمنة على تزوير التاريخ قد قلبت مجراه بالعكس بدل أن يكون نابعا من الغرب ليصب في فرات الهندية أصبح ينبع من قبل السدة ويصب في ذنب عقرب الرزازة .. فأي تاريخ تقرأون ياعراقيين واسفاه على من يردد ما في الكتب دون مقارنته بالواقع الأثري والجيولوجي والجغرافي ...

ومن علمنا بوجود سد على وادي حوران أسمه الحسينيات وأثر موجود اسمه نهر وادي الابيض ومع وجود أسم الابيض في كثير من المعالم الأثرية الشاخصة يأتي من يقول بأن كربلاء صحراء قاحلة .. نعم أصبحت قاحلة من بعد كونها جنة من الجنان تخيلوا هذه البساتين في الحسينية على طول الهضبة ومنتشرة على ضفاف شرايين وعروق الانهر الغربية فقد أرفعوا سدودكم وأرجعوا لنا فراتنا وسترون بأم أعينكم أكذوبة التاريخ وخرافة خندق هرمز الممتد من كربلاء وحتى الكويت.. هذه الوديان أمامكم عمرها عشرة آلاف سنة ومجراها لم يتغير بفعل بشري الا في بناء السدود وبعض المناطق أما أغلب مجاريه هي طبيعية وواضحة .. العراق بلد حوران الحورايين أرض البيت الابيض الحيري حيرة عذب الفرات وبياضها أرض الخورنق والسدير اعجوبة العصر الساساني أرض العروق وشرايين المياه جنة الله في أرضه..
والذي لو ثبت على أرض الواقع بادلة ومباحث أخرى فهذا يجعلنا ننظر لواقعة الطف بصورة جديدة.. فوجود هذه الانهر والبساتين والبحيرات الافتراضية يجعل جغرافية الحرب ومابعدها مختلفا عما وصلنا في الكتب ..

رسالتي إلى القوات الأمنية في كربلاء: أن اهتمام مؤسسات الأقمار الصناعية بتخطيط هذه الانهر والاودية وتعليمها بأسمها مع اهمال تفرعاتها الكبيرة الأخرى ربما هو دليل لقوى لا تريد للعراق استقرار وتضمر الشر بكربلاء الحسين وخصوصا مع علمنا بجفاف هذا المجرى على طول ٣٠٠ كلم الا من بعض المناطق التي تستخدم الرعي وانشئت عليها سدود لذا يرجى الانتباه والتوعية من أجل الأمن والامان وتحذيري هذا ربما يكون من باب عدم معرفتي لهذه المناطق فأنا لم ارها على أرض الواقع الا من بعد أثناء الزيارات فقط .. وربما هي آمنة ومأهولة بالسكان ..ولكن هذا لا يمنع من الحذر وبالاخص في الوقت الراهن..

وستكون لنا وقفة تأريخية اعمق بعد البحث والتقصي والمعاينة في هذا الموضوع أن بقيت الحياة بأذن ربي



#أسامة_البدران (هاشتاغ)       Osama_Al-badran#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أسامة البدران - شرايين وعروق (العراق) المقطعة في نهاية العهد الحجري الرابع عشر