جينالوجيا المجتمع العراقي

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي
(Ahmed Tahir Kadhim)

الحوار المتمدن-العدد: 6645 - 2020 / 8 / 13 - 15:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المجتمع العراقي مجتمع معقد التركيب والانتماءات فهو يتشكل من عدة قوميات لعل أبرزها العربية والكردية والتركمانية والايزيدية وغيرها,كذلك متعدد الديانات والمذاهب الدينية وهذا ما يضفي نسبة إضافية من التعقيد على طبيعة المجتمع العراقي,الا ان مكمن الجينالوجيا قد يكون خارج هذه الحدود ويعتمد اعتماداً كلياً على الاقتصاد الذي هو أساس الحياة في المجتمع والذي كانت نشأته تقع في المسافة الفاصلة بين الحضارة والبداوة والريف .
حقيقة البداوة للمجتمع التي كانت تمثل النسبة الأعلى او على الأرجح الجميع كانوا يعملون في الرعي على الأقل قبل تشكيل المدن وهم بذلك يحملون صفات البداوة وخصائصها, وحتى في وقت تشكل المدن الصغيرة كان مجتمع البادية يغزي مجتمع المدينة ويسيطر عليها ويطرد أهلها ويقتل كبارهم ويعيش هذا المجتمع البدوي الغازي في المدينة ويحاول التأقلم مع المدينة وهكذا تكون دائرة الغزو مغلقة تماماً ومستمرة في تعاقب غزو البداوة للحضارة وهذه الجزئية التي تحدث عنها "ابن خلدون في كتابه المقدمة", لذا فمن يعيش في المدينة اليوم لا شك إنهم انحدروا من أصول بدوية ويحاولون ابتكار مفاهيم من شأنها ان تميزهم عن المجتمع البدوي او الريفي وهذه المفاهيم أحيانا تدخل ضمن نطاق تأثير العولمة واحياناً تأتي من باب الرغبة في إذكاء لغة المدينة وجعلها متميزة بعض الشيء عن المجتمع الريفي والبدوي.
ما يميز المجتمعات العربية عامة والمجتمع العراقي خاصة العصبية التي تسري في عروق الإنسان القاطن في هذه المجتمعات وهذه العصبية التي يشير لها الكثير من العلماء بأنها (القوة) استحوذت على مشاعر الإنسان من خلال النسق الايكولوجي الذي يرضخ تحت وطأته فالبيئة القاسية التي عاش فيها هذا الإنسان طوال قرون طويلة وغزوات القبائل بعضها لبعض, وهذه العصبية كانت مفيدة جدا خصوصا في عصر الفتوحات الإسلامية حيث لم تكن أي قوة بالعالم ان تواجه الجيش الإسلامي بسبب صلابته التي لا نظير لها آنذاك, حيث ان الكثير من العلماء السنة يرون ضرورة تولي الحكم رجل قوي وليس بالضرورة ان يكون متديناً (قوي بمعنى لديه قبيلة قوية), لذا فالأصل في تكوين المجتمع الحضري الذي نراه اليوم بكل المفاهيم التي يحملها ويتحايل بها على بني الريف والبادية هو (البداوة) اذ مرت المجتمعات البشرية بأطوار مختلفة وصلت الى ما هي
عليه اليوم من مجتمعات المدينة الحضاري.






لتجديد معلومات موقعكم الفرعي (الصورة، النبذة والتصميم ) بشكل أوتوماتيكي
نرجو استخدام الرابط التالي، يعتذر الحوار المتمدن على تلبية طلبات التجديد المرسلة بالبريد الالكتروني
http://www.ahewar.org/guest/SendMsg.asp?id=

#احمد_طاهر_كاظم (هاشتاغ)       Ahmed_Tahir_Kadhim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل