أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد طاهر كاظم - مناعة القطيع والنظريتين المالتوسية والداروينية















المزيد.....

مناعة القطيع والنظريتين المالتوسية والداروينية


احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 20:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مناعة القطيع هي إحدى أنواع التطعيم الجماعي , يعني الجميع في العالم الواقعي , فأن الفكرة تكمن في انه اذا تم تطعيم مايكفي من الناس فحينها يمكن ان نتمكن من ايقاف الفيروس الانتقالي المرضي,وتحدث هذه الظاهرة المسماة بــــــــــــــ مناعة القطيع" حينما يتم الوصول الى تصاعد كبير في عدد بينسبة "70%" من المجتمع او السكان.
طرحت النظرية الطبية القديمة فكرتها الخاصة بتكوين المناعة لدى افراد المجتمع وتقول هذه النظرية "لولا وجود المرضى لما كثر عدد السليمين" التي كانت في وقت الامراض الانتقالية او الوبائية.
ظهر هذا المفهوم "مناعة القطيع"Herd Immunity لأول مرة عام 1923 وذلك في وقت انتشار مرض الحصبة بين الاطفال واستخدام "التطعيم او التلقيح لأكساب الجسم المناعة حيث لوحظ تناقص عدد الاطفال المصابين انخفض الى النصف , منذ ذلك الحين اصبح التلقيح او التطعيم الجماعي شائعا , كما اثبت نجاحه اما الاوبئة والامراض الانتقالية , "مناعة القطيع " هي نوع من انواع حماية المجتمع من الامراض الانتقالية , تحدث عندما تكتسب نسبة كبيرة من افراد المجتمع المناعة ضد العدى من خلال الاصابة بها او من خلال التطعيم
لا شك ان العالم يعيش حالة من التخبط والقلق الكبيرين في ظل انتشار وبار كورنا بشكل كبير حول العالم , حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية انه وباء عالمي وما زاد الغريق "غطة" لم يكن لهذا الوباء أي لقاح او علاج للحد من أثارة الكارثية , لذا اضطرب العالم واتخذت الحكومات إجراءات وقائية صارمة منها حظر التجوال في جميع المدن والحظر المنزلي والتباعد الاجتماعي , فباتت مدن العالم شبه مشلولة فتوقف الاقتصاد والمصالح العامة والخاصة بسبب الرعب الذي بثه هذا الوباء في قلوب الناس , فأصبح الناس كاللوح الخشبي تتلاقفه الأمواج, فكانت إجراءات الدول متباينة من حيث الوقاية , ومن هذه الإجراءات هي (مناعة القطيع) التي نحن بصدد دراستها , وسنحاول الخوض في غمار هذا الأجراء الذي أثار جدلا حول العالم بين مؤيد ورافض بشدة من الدول المعارضة لهذا الإجراء الجمهورية الإسلامية (إيران) وعدد من الدول, البعض يبرر أتباع هذا الأجراء نتيجة الوباء المستعصي الذي لا علاج له وسرعة انتقاله بين البشر لذا حاولت هذه الدول ومنها (السويد , هولندا ) وغيرها القليل , او لعل مناعة القطيع هو استسلام هذه الدول لحجم الكارثة التي ألمت بالبشرية ولا خيار لها غير التسليم الى امر الله وليبقى من يبقى وليرحل من يرحل , عموما التفاسير مختلفة حول تطبيق نظرية مناعة القطيع وسنحاول قدر الامكان تسليط الضوء على هذا المفهوم وجذوره التأريخية وتداعياته والاسباب الموجبة التي دعت الى تطبيقه على البشر لعلنا نفلح في الحصول على إجابات للتساؤلات المهمة.

علاقتها بنظرية توماس روبرت ماثيوس السكانية "توماس روبرت مالتوس " Thomas Robert Malthus “ (1834 – 1766 ) عالم اقتصادي وديموغرافي وسياسي انجليزي اشتهر بنظرياته المؤثرة حول "التكاثر السكاني" والده كان احد المالكين للأراضي ومثقفا , وصديقا حميما للفيلسوف الكبير "ديفد هيوم" وايضا من معارف "جان جاك روسو".
النظرية "المالتوسية" او النظرية السكانية التي اطلقها "توماس مالتوس" وحملت هذه النظرية في طياتها مفهوما خاص بالندرة اذ نها تشير (( ان قدرة الانسان على التكاثر تفوق وبشكل كبير جدا قدراه على الانتاج الغذائي)) اذا انها ربطت بين الغايات والحاجات البشرية و الوسائل ((الموارد الاقتصادية)) حيث ان بمرور الزمن سيتكاثر البشر بشكل كبير ولم يرافق هذا التكاثر تزايد في الانتاج بما يكفي لأشباع هؤلاء البشر في المستقبل وقد طرح هذه النظرية على خلفية المجاعة التي حدثت في بريطانية .
على ضوء ما ورد أعلاه حول النظرية المالتوسية وتفسيرها لأسباب الفقر والمجاعات التي انتشرت في اروبا وتحديدا في بريطانيا كانت ترى ان هنالك معادلة غير متكافئة بين المتغيرين ( متغير البشر + متغير الغذاء ) عندما "يختل التوازن بين البشر والموارد يحدث الصراع" هذه الجملة اقتبستها من المفكر الاقتصادي "كارل ماركس" التي جاءت في نظريته الصراعية على الاقل لتكون دليلا يضاف الى النظرية المالتوسية والداروينية في تأجيج مبدأ الصراع وسأتحدث لا حقا عن هذا لكن الان انا في صدد تحليل المالتوسية التي ترى ان سبب نقص الغذاء هو زيادة البشر اذا العملية عكسية لربما يمكن على الاقل هكذا افترض _مالتوس) (كلما ارتفعت الكثافة السكانية كلما زاد الصراع على الغذاء لأن زيادة السكان لا تتناسب مع زيادة كميات الغذاء المنتجة , لذا حسب طرح النظرية ينبغي ان تكون هناك امراض (اوبئة) او ( حروب) تتناسب طرديا مع زيادة الكثافة السكانية وبالتالي تتناسب مع كميات الغذاء المنتج.

لا شك ان الغرب يتطلع الى المستقبل مهما كانت التضحيات وسبق وان قاموا بأسوأ من ذلك في القارة الأمريكية عندما اكتشفها الرحالة "كولمبوس" قتلوا اكثر من 100 مليون من الهنود سكان أمريكا الأصليين في عملية الاستيلاء على هذه القارة , والعديد من الأمثلة التي لا يسع المجال لذكرها , و "المالتوسية" و الداروينية" نظريتان سقيتا من بئر واحد , والعلماء والمفكرون يؤمنون بأن العلم تراكمي , وانا ارى ان هنالك جذور لنظرية السكان والتي اعتمدت عليها نظرية "البقاء للأصلح"في تدعيم أفكارها , كما اعتمدت على الداروينية النظرية الصراعية وبالتالي نحن نتحدث عن علم متراكم يسعى للتفسير ويضع النتائج , كنت ولا زلت متيقن تماما بأن الحداثة التي يقودها الغرب والتي تصطدم بالكثافة السكانية وكبار السن التي اصبحت نسبهم كبيرة في الغرب و أوروبا لا بد ان يكون هناك نظاما حداثي جديد لكن هذه المرة لتحديث الأعمار وليس تحديث الأفكار, فكنت اطرح التساؤلات لكن لا إجابات بسبب القيود التي فرضتها الايديلوجيات على المجتمع
لعل الرحلة العلمية التي انطلق معها الشاب جارلس داروين على متن سفينة "بيجل" والتي رأى خلالها الحيوانات المختلفة والبقايا العظمية لحيوانات أخرى انقرضت منذ زمن بعيد والفكرة التي راودته حول سبب انقراض هذه الحيوانات وبقاء أنواع أخرى, كانت "البقاء للأصلح " او البقاء للأقوى وهي النظرية التي كانت مبنية على المالتوسية والتي رحب بها العالم كارل ماركس لأنها تدعم النظرية الصراعية التي طرحها في وقت سابق والتي كانت تنص على مبدأ الصراع الطبقي.
في خضم التصادم الحضاري العالمي والتسارع من اجل بسط النفوذ على مناطق مختلفة من العالم وما نتج عنه من حروب وعداء واختلاف في موازين القوى العالمية, كذلك الارتفاع الكبير في معدلات النمو البشري وما صاحبه من استهلاك للطاقة او استنزافها وارتفاع معدلات البطالة حول العالم وما صاحبه من مشاكل كبيرة على الآمن القومي, ظهر الوحش "كورونا" فجأةً من دون سابق إنذار ليؤسس لمعادلة خطيرة ومهددة للإنسانية لكنها في ذات الوقت مفيدة للعالم المتطلع إلى بسط النفوذ والسيطرة على مقدرات الكرة الأرضية, هذه المعادلة لها شقين الأول يتعلق بتحديث العالم العجوز الذي طغت عليه المعدلات العمرية العاجزة (العالم يشيخ )خصوصا في الدول المتطورة (المستهلكين) 65عام فهؤلاء يمثلون نسبة 20% من سكان العالم وتأتي ايطاليا في المرتبة الثانية بنسبة 23% والتي تتعرض اليوم لأكبر إعداد وفيات في العالم, والثاني هو التنافس للسيطرة على العالم بين إمبراطورية التنين  وأمريكا , لعل الإعراض التي يسببها هذا الفيروس جديرة بالقضاء على من هم بعمر 60 عام فما فوق والمرضى وضعاف البنية بسبب النقص المناعي لديهم والتباطؤ الكبير للدول الكبرى في اكتشاف وطرح العلاج او اللقاح يدل على نية هذه الدول تحديث العالم وفق نظام جديد يضمن بقاء الأصلح (المنتج) وانقراض (المستهلك) في سبيل توفير الموارد البيئية والغذائية على الأرض , هذا الفيروس الخطير للبعض والمفيد للبعض الأخر قد يستمر في حصد الأرواح لعدة شهور و من الممكن ان تصل حصيلة الضحايا إلى الملايين.



#احمد_طاهر_كاظم (هاشتاغ)       Ahmed_Tahir_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوسيولوجيا ادارة المدرسة في العراق
- سرًاق الثورة بين النموذج الروماني والنموذج العراقي
- سوسيولوجيا الاغتيال بين هشام الهاشمي وسيد قطب
- نقد الوجودية الماركسية
- نقد نظرية نهاية الايديولوجيا او نهاية التأريخ
- الحراك الشعبي والصراع الايديولوجي
- كورونا و البقاء للاصلح
- حقيقة الصراع الملكي الجمهوري في العراق
- سطوة العشيرة و وهن الدولة العراقية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد طاهر كاظم - مناعة القطيع والنظريتين المالتوسية والداروينية